الاثنين، 4 مايو 2015

  الاسلام أول من وضع سياسة انسانية عادلة لمعاملة أسري الحرب بينما تنتهك الولايات المتحدة أبسط حقوق الانسان في كثير من المجالات ومنها معاملة الأسري  كما يتبين ذلك من هذا المقال وما يليه ان شاء الله سنفضحهم ونكشف سوءاتهم


   المستشار توفيق وهبة يكتب:  معاملة أسري الحرب في الإسلام والمعاملة الأمريكية للأسري

4 مايو,2015 ، آخر تحديث 9:49 ص - أخبار حصري
توفيق وهبة
  سبق الاسلام الدنيا كلها بوضع قواعد تحكم حياة الانسان وتبين حقوقه في السلم وفي الحرب, ويعنينا هنا حقوق الانسان في حالة الحرب , حيث وضع الاسلام قواعد لحسن معاملة الأسري والمدنيين ورجال الدين من أصحاب الديانات الأخري والأطفال والنساء , وكذا المحافظة علي الطبيعة فلا يحرقون أو يتلفون زرعا , ولا يقلعون شجرا فلا يتلفون ولا يخربون .
وكان الهدف من الأسر هو ابعاد الأسير عن ميدان القتال ومنعه من الانضمام الي صفوف العدو حتي تنتهي الحرب ثم ينظر في أمر هؤلاء الأسري .
وفي ذلك يقول المولي سبحانه وتعالي : ( حتي اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتي تضع الحرب أوزارها .)
 وفي حسن معاملة الأسري قال صلي الله عليه وآله  وسلم : ( استوصوا بالأساري خيرا ) .وقال للذين أسروا ثمامة بن أثال : ( احسنوا اليه , اجمعوا ما عندكم من طعام فابعثوا به اليه ) .
    وفيما فعلته سيدتنا فاطمة الزهراء والامام علي رضي الله عنهما من تقديم طعامها وايثار فئة من المحتاجين به من بينهم أسير , نزل قوله تعالي : ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا ) .
     وكان الأسير يجلس مع من أسروه من المسلمين, ويتناول طعامه معهم وكأنه منهم .فقد روي أبو عزيز بن عمير وكان أسيرا في بدر قال : كنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بي من بدر فكانوا اذا قدمواغداءهم وعشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا هم التمر , لوصية رسول الله صلي الله عليه وسلم اياهم بنا , ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز الا نفحني بها فاستحي فأردها علي أحدهم فيردها علي لا يمسها .
     أما عن حسن معاملة الضعفاء وغير المقاتلين من النساء والأطفال وأمثالهم فقد أوصي بهم الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وآله حين قال  : ( لاتقتلوا شيخا فانيا ولاطفلا ولا امرأة ولا تغلوا) . وقال : ( لاتقتلوا أصحاب الصوامع –”الرهبان” )
    ومنع الضرب أو التعذيب فقال عليه وآله الصلاة والسلام : ( لاتعذبوا عباد الله ) .
كيفية التصرف في الأسري
 خير القرآن الكريم النبي صلي الله عليه وآله بين أمرين :
  • المن : أي اطلاق سراح السحين بدون عوض
  • الفداء :أي مبادلة الأسري اذا كان للمسلمين أسري عند العدو , أو مقابل مال يفتدي به السجين نفسه أو أهله لقوله تعالي : (فاما منا بعد واما فداء ) .
    يقول جوستاف ليبون في كتابه ” حضارة العرب ” عن حسن معاملة المسلمين لأهل البلاد التي فتحوها :
     (ان العرب تركوا المغلوبين أحرارا في أديانهم , فاذا كا بعض النصاري قد أسلموا واتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس بمثله عهد , وقد عاملوا أهل سوريا ومصر وأسبانيا , وكل قطر استولوا عليه بلطف عظيم تاركين لهم قوانينهم ومعتقداتهم غير فارضين سوي جزية زهيدة في مقابل حمايتهم لهم وحفظ الأمن بهم . والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب )
    تلك كانت نبذة مبسطة عن معاملة المسلمين لأسري الحرب اهتداء بما جاء بكتاب ا لله سبحانه وتعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم .
فماهو موقف أمريكا من أسري الحرب :
  قلنا ان هدف الاسلام من الأسر هو ابعاد الأسري عن أرض المعركة وابعادهم عن القتال في صفوف الأعداء لأضعاف قوتهم .
 أما هدف الولايات المتحدة الأمريكية فكان هو اظهار قوتها وجبروتها واذلال وتعذيب الأسري بدون رحمة أو شفقة , ونبين ذلك فيما يلي :
1-القبض علي أعداد كثيرة دون تمييز بين مقاتل وغيره حتي وصل عدد من قبض عليهم في العراق عشرة آلاف ومائتي معتقل خلال المدة من مارس الي ديسمسر 2003 حسب الاحصائيات التي سجلها الصليب الأحمر الدولي بينهم قصر ونساء
2-تقييد الأسري بالسلاسل في الأيدي والأرجل حتي في فترة الترفيه والفسحة مع وجود حارسين لكل سجين .
3-الضرب والتعذيب والصعق الكهربائي باستخدام أحزمة الصعق بالصدمات الكربائية التي تشغل عن بعد .
4- الاعتداءات الجنسية علي الرجال والنساء , وتعمد اغتصاب النساء أمام أزواجهن لاذلالهم واجبارهم علي الاعتراف بما تريده الادارة الأمريكية .
5- في بعض الحالات قامت المرأة وهي عارية ومقيدة اليدين والرجلين وتفلت في وجه من اغتصبها , فانهالوا عليها ضربا حتي أدموا جسدها العاري
 وقد شعرت المرأة بالذل والانكسار والمهانة التي لحقت بها وبزوجها, وعندما أطلق سراحها لم تذهب الي بيتها , ولما بحثوا عنها وجدوها قد انتحرت .
   وان كانت هذه المرأة وأمثالها لايسألن شرعا عن حوادث الاغتصاب لكونهن مكرهات , والمكره لاعقاب عليه , ولكن كرامتها المجروحة وعزتها التي أهدرت وكذا كرامة وأنفة وعزة زوجها أبت عليها أن تقابله   أو يراها بعد ماحدث , وانتهت هذه الأسرة وغيرها الي ضياع بما حدث لهم في السجون الأمريكية وانتحار الزوجة وتشريد الأطفال ,
 وهذه واقعة من آلاف الوقائع المماثلة .
6- حجز الأسري في أماكن ضيقة عديمة التهوية وفي داخل أقفاص حديدية كأنهم حيوانات مفترسة .
7- صدور أحكام قضائية باطلاق سراح بعض من رفعوا قضايا أمام المحاكم ولكن الادارة الأمريكية ترفض اطلاق سراحهم ولا تخضع لأحكام القضاء.
   هذه نماذج من المخالفات الأمريكية الصارخة والمخالفة للقانون الدولي الانساني ( معاهدة جنيف الأولي والثانية  واتفاقية جنيف والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الأمريكية لحقوق الانسان ).
 والولايات المتحدة لاتلقي بالا لهذه المعاهدات والاتفاقيات وتفعل كل ما يخدم مصالحها فقط ضاربة عرض الحائط بما يخالف ذلك باعتبارها القوة المهيمنة والمسيطرة علي العالم  وعلي الأمم المتحدة .
 فأمن وبقاء اسرائيل هو الهدف الأساسي للتدخل الأمريكي في بلاد الاسلام  والتلويح بالقوة واثارة التعصب المذهبي والعرقي والطائفي بين الدول الاسلامية لاضعافها ماديا وعسكريا وتفتيتها الي دويلات صغيرة . ومنع قيام وحدة اسلامية . لتبقي اسرائيل دائماهي أقوي دولة في المنطقة
 ولذلك فهي تسعي الي احداث حرب أهلية  وفتن في كثير من الدول العربية والاسلامية مثل سوريا واليمن ومصر وليبيا وباكستان
وقد نعود الي الحديث عن الموقف الأمريكي من أسري الحرب وبيان مخالفاتها لأبسط حقوق الانسان وللمعاهدات  والقوانين الدولية  .
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: