الاثنين، 31 ديسمبر 2007

مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية ( 1 )

مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية "1"بقلم المستشار: توفيق علي وهبةمدير المركز العربي للدراسات والبحوث
التداوي مطلوب ويجب علي الإنسان المريض البحث عن العلاج المناسب لمرضه لقوله صلي الله عليه وسلم: "ما خلق الله من داء إلا وخلق له دواء. فتداووا عباد الله". ولقد أوجب الله سبحانه وتعالي علي الإنسان حفظ نفسه وعدم تعريضها للتهلكة ومن هنا وجب عليه دفع المرض عنهااوي مطلوب. ويجب علي بما أباحه الله جل وعلا لقوله صلي الله عليه وسلم: "ما جعل الله علاج أمتي فيما حرم عليهم". ومن سبل العلاج نقل الأعضاء باستبدال العضو المريض أو التالف بعضو آخر سليم. إما من جسم نفس الشخص أو من متبرع آخر سواء كان حيا أو ميتا بشروط وضوابط وضعها الفقهاء سنعرض لها لاحقا. ويثور الخلاف الآن بين الأطباء والعلماء والفقهاء والمتخصصين حول موضوع نقل الأعضاء فمنهم من يمنع النقل مطلقا. لا من حي ولا من ميت بدعوي أن جسم الإنسان ليس ملكا له. بل هو ملك لله سبحانه وتعالي وهو مؤتمن عليه فلا يحق له التبرع به حيا أو ميتا. ومن هذا الرأي الشيخ الشعراوي رحمه الله والدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية السابق رحمه الله
ويري كثير من العلماء والفقهاء ومجامع الفقه ومراكز البحوث اجازة نقل الاعضاء
بشرط ألا يؤدي ذلك إلي تلف المتبرع وإمراضه علي أن تكون هناك مصلحة راجحة للشخص المنقول إليه العضو وأنه لا سبيل إلي شفائه إلا بهذه الوسيلة وهذا رأي أكثر العلماء ونحن نميل إليه لرجحانه وقوة حججهم.
هل يجوز نقل الأعضاء من موتي جذع المخ؟ الخطير في الأمر أن البعض يطالب بإصدار قانون يسمح بانتزاع الأعضاء من موتي جذع المخ.. باعتبار أنهم موتي في نظر بعض الأطباء أو أنهم في سبيلهم إلي الموت وفي نظر البعض الآخر أنهم أحياء. ومعني ذلك أن الخلاف مشتجر بين الأطباء أنفسهم في اعتبار مرضي جذع المخ أموات فلا تسري أحكام الموت عليهم فلا يغسلون ولا يكفنون ولا يدفنون ولا توزع تركتهم ولكنهم يظلون هكذا تحت رحمة الله إلي أن يقضي الله في أمرهم إما بالشفاء أو بالموت. وإذا كان الموت الحقيقي هو مفارقة الروح للجسد فإنه لا يمكن لأي إنسان أن يجزم بأن مرضي جذع المخ قد فارقت أرواحهم أجسادهم. ومما يؤكد أن مرضي الغيبوبة العميقة أو جذع المخ أحياء أنهم يتنفسون ويعرقون وتجري الدماء في عروقهم وتنبض قلوبهم ويتبولون ويتغوطون بل ويشعرون ولكن لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم وغير ذلك من شواهد الحياة
. اختلاف الأطباء في تعريف الموت الدماغي: يري الأطباء أن الموت الدماغي هو توقف وظائف الدماغ توقفا لا رجعة فيه واختلفوا في تحديد هذا التوقف علي رأيين:
الأول: أن موت الدماغ هو توقف جميع وظائف الدماغ "المخ- المخيخ- جذع المخ" نهائيا لا رجعة فيه وهو رأي المدرسة الأمريكية. الثاني: أن موت الدماغ: هو توقف وظائف جذع المخ فقط توقفا نهائيا لا رجعة فيه وهذا هو رأي المدرسة البريطانية. ويتبع هذا الخلاف خلافات تفصيلية في شروط تشخيص الموت الدماغي وكذلك هناك خلاف حول تطبيق موت الدماغ علي الأطفال فعدد من مراكز زراعة الأعضاء العالمية تستبعد الأطفال من تطبيق مفهوم موت الدماغ. وقد ذكر الدكتور يوسف بن عبدالله أحمد في رسالة للدكتوراه المعنونة "أحكام نقل أعضاء الإنسان في الفقه الإسلامي" أنه قام بزيارات ميدانية لأكبر المستشفيات التي تعمل في نقل الأعضاء بالمملكة العربية السعودية وأنه دخل تسع عمليات نقل أعضاء كان أطولها في زراعة كبد من ميت دماغيا. وخرج من ذلك برأي واضح ومحدد وهو الرأي الراجح فقهيا وطبيا أن الموت الدماغي ليس نهاية الحياة الإنسانية بل يعتبر الميت دماغيا من الأحياء فموت الدماغ لا يعني خروج الروح والأصل بقاء الروح وذكر الباحث أن أكثر الأطباء الاستشاريين المتخصصين في نقل الأعضاء الذين كتبوا الاستبانة العلمية عن الموت الدماغي يرون أن الميت دماغيا لم يصل إلي مرحلة الموت النهائي وأنه لا تطبق عليه أحكام الموت الشرعية. واستطرد يقول: إن حال الميت دماغيا تدل في ظاهرها علي بقاء الحياة فالقلب ينبض والدورة الدموية تعمل وعامة أعضاء البدن تقوم بوظائفها سوي الدماغ وأن يتحرك حركات يسيرة كحركة أطراف اليدين أو القدمين وقد يتحرك حركة كبيرة كرفع أحد اليدين أو إحدي القدمين أو رفع اليدين مع العاتقين إلي الأعلي وذكر الباحث أنه عند فتح صدر الميت دماغيا وبطنه لاستئصال أعضائه أو عند قطع الأوعية الكبيرة عند استئصال الأعضاء فإنه يقوم برفع يديه مع العاتقين إلي الأعلي. وأن طبيب التخدير يحقنه بدواء مشلل أو مرخي للعضلات ويبقي طبيب التخدير في مكان مراقبة المريض في نبضة وضغطه فإذا انخفض ضغطه حقنه بدواء رفع الضغط فيستجيب بدن الميت دماغيا إلي الحال المطلوب فظاهر من هذه حاله أنه علي قيد الحياة.
البقية في العدد القادم

المصدر - جريدة عقيدتي -الثلاثاء 4\12\2007



























الاثنين، 17 ديسمبر 2007

مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية "2"

مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية "2"
بقلم المستشار: توفيق علي وهبةمدير المركز العربي للدراسات والبحوث
يواصل اليوم المستشار توفيق علي وهبة ما بدأه من حديث عن نقل الأعضاء وما يرتبط به من قضايا خلافية. ويناقش في هذا المقال الرأي الشرعي في الموت الدماغي أو موت جذع المخ. القول بأن الموت الدماغي أو موت جذع المخ ليس نهاية الحياة. بل يعتبر الشخص من الأحياء ولا تطبق عليه أحكام الميت. وهو رأي هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. والمجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي. ولجنة الفتوي بوزارة الأوقاف الكويتية. وكذا رأي مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الصادر في دورته المنعقدة عام 1992 بناء علي الرأي الفقهي المرفوع من فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمه الله. والذي انتهي فيه إلي عدم اعتبار مرضي جذع المخ أو الغيبوبة العميقة أمواتا بل أحياء ويجب الاستمرار في تقديم العلاج لهم ويحرم نزع أعضائهم. وقال إن موت الإنسان كما في كتب الفقه هو زوال الحياة. ومن علاماته: شخوص البصر أي انفتاح الجفون وثبات حبة العين إلي أعلي لأن البصر يتبع الروح عند خروجها وقد أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر. فإن البصر تتبع الروح. وقولوا خيراً. فإنه يؤمَّن علي ما قال أهل الميت". ويعتبر الإنسان ميتاً متي زالت عن جسده ظواهر الحياة. وبدت تلك العلامات الجسدية القاطعة في حدوث الموت. وقد قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة عام 1408ه 1984م أن المريض الذي ركبت علي جسمه أجهزة الانعاش يجوز رفعها إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلا نهائياً وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء أن التعطل لا رجعة فيه وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً بفعل الأجهزة المركبة.. لكن لا يحكم بموته شرعاً إلا إذا توقف التنفس والقلب توقفاً تاماً بعد رفع هذه الأجهزة. علامات موت المخ ومدي صلاحية معيار رسم المخ الكهربائي كأساس للتحقيق من حدوث الوفاة: يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم في بحثه عن نهاية الحياة البشرية المقدم إلي المؤتمر الطبي الإسلامي بالكويت عام 1984م . ليس لدينا من العلم في ذلك إلا رسم المخ الكهربائي. وهو قطعي في معظم الحالات. ولا يكون كذلك في بعض الحالات. ولقد استقر الرأي الغالب بين الأطباء علي أن موت خلايا المخ هو معيار الموت الحقيقي للإنسان إلا أنه يجب تجنب الاعتماد علي جهاز رسم المخ كوسيلة وحيدة للتحقق من حدوث هذا الموت. يقول الدكتور "جرونيه" إن جهاز رسم المخ الكهربائي لا يصلح بمفرده كوسيلة للتحقق من حدوث الموت. فهو لا يعكس من المخ إلا النشاط الغريب للمراكز العصبية. ولكنه لا يعطي معلومات كافية عن نشاط المراكز العصبية العميقة. كما أنه يحتمل ألا يعطي أي إشارات لمدة محدودة. مع أن المراكز العصبية العميقة تكون دائماً في حالة حياة. هذا بالإضافة إلي أن هناك حالات عضوية وبيولوجية لا سيما درجة الحرارة توثر علي تسجيل جهاز رسم المخ الكهربائي. ولذلك فمن الضروري للتحقق من حدوث الوفاة التأكد من عدم إمكانية إعادة الشخص إلي حياته الطبيعية مدة محددة. ففي بعض الحالات الاستثنائية مثل حالات التسمم الغامض وانخفاض درجة حرارة الجسم إلي دون معدل الحرارة الطبيعية فإن جهاز رسم المخ الكهربائي الذي لم يعط إشارات يستطيع ملاحظة هذه الحالات دون أن يعني ذلك موت المخ. ومن هذا المنطلق يقترح البعض ضرورة الانتظار مدة تتراوح بين 24 ساعة و72 ساعة بين عدم اعطاء الجهاز لأي اشارات وبين إعلان الوفاة رسمياً. مع مراعاة الاستعانة بالوسائل الإكلينيكية الأخري للتحقق من الوفاة مثل الاسترخاء التام للعضلات. والانعدام التام لرد فعل الجسم. وانخفاض الضغط الشرياني. وانعدام التنفس التلقائي. يقول الشيخ جاد الحق رحمه الله: إن هذا الذي تقرر من مثل هؤلاء الأطباء مؤيد تماماً لما قرره فقهاء المسلمين من ضرورة ظهور تلك العلامات الجسدية المؤكدة لموت الإنسان الأمر الذي يعتبر إجماعاً يحرم تجاوزه شرعاً. معجزة طبية تدحض الزعم بأن مرضي جذع المخ "الغيبوبة العميقة" أموات: ومما يؤيد أن مرضي جذع المخ أحياء ما نشر مؤخراً من حدوث معجزة طبية تحيي آمال عشرات من مرضي الغيبوبة إلي الحياة فقد نجح فريق من مركز "ويل كورنيل" الطبي في نيويورك في إعادة أحد مرضي الغيبوبة إلي الحياة مرة أخري واستطاع الكلام والأكل مرة أخري بعد ستة أعوام من السكون شبه التام. كان خلالها فاقداً لكل أنواع الاتصال بالعالم الخارجي. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية في أول أغسطس 2007 أن الأطباء استطاعوا أن يعيدوا الحياة لهذا الشخص البالغ من العمر 38 عاماً. من خلال استخدام تقنية متقدمة بزرع خلايا صغيرة عبارة عن أقطاب كهربائية تسمي "دي بي إس" داخل الجزء الحي في المخ تعمل علي استثارة هذا الجزء وتنبيهه وإعادته إلي العمل بصورة أفضل. ونتيجة لذلك تحسن أداء مخ المريض بصورة مذهلة. والآن يستطيع أن يأكل بنفسه ويتحدث مع والديه والأطباء كما يقوم بقضاء بعض حاجاته الشخصية البسيطة. وما حدث لهذا المريض وإعادة الوعي إليه بالسبل العلاجية يؤكد الرأي القائل أن مرضي جذع المخ أو الغيبوبة العميقة أحياء ولا يمكن اعتبارهم موتي بأي حال من الأحوال. نقل الأعضاء البشرية بين الحل والتحريم: أجازت المجامع الفقهية والبحثية نقل الأعضاء من جسم الإنسان إلي آخر بعد ثبوت الوفاة بالشروط المحددة شرعاً فقد وافق مجمع البحوث الإسلامية علي ذلك في دورته الحادية والعشرين لعام 1404/1405ه 1984/1985م. وفي دورته المنعقدة عام 1992. تقدم شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق رحمه الله ببحث بيَّن فيه الوجهة الشرعية لهذا الموضوع فقال: إن الشرع يأذن بنقل جزء من جسم المعطي إلي جسم المريض المتلقي إذا كانت المصلحة المترتبة علي ذلك أعظم من المحافظة علي حق الله في جسم الإنسان المأخوذ منه. ويحرم شرعاً ويمنع قانوناً التعرض للمحتضر بقطع أي جزء قاتل من جسده قبل انتهاء حياته بظهور علامات الموت سالفة الذكر. فإذا وقع هذا من أي إنسان علي المحتضر قبل استظهار وقوع الموت به بتلك العلامات كان قاتلاً إذا انتهت الحياة أو بقيتها بهذا القطع. ووجب محاكمته جنائياً. فلا يجوز شرعاً قتل إنسان حياته مستقرة أو مستمرة لإحياء إنسان آخر. وقد استظهر هذا وأيده أهل الاختصاص في المؤتمرات العلمية. وثبت طبياً وعلمياً أن جهاز رسم المخ لا يصلح وحده دليلاً تقرر به وفاة الإنسان المريض. بل لابد مع استخدامه من ظهور تلك العلامات الجسدية علي الوجه الذي قرره الفقه الإسلامي مستمداً من السنة النبوية الشريفة. وبهذا الرأي أخذ مجمع البحوث الإسلامية في دورته عام 1992 بأن أجاز نقل الأعضاء بعد ثبوت الوفاة شرعاً. ومنع النقل من أصحاب الغيبوبة العميقة ومرضي جذع المخ باعتبارهم أحياء حتي تثبت وفاتهم شرعاً حسب الشروط والقواعد التي حددها الفقهاء والتي سبق أن أشرنا إليها انفاً.



عقيدتى 11/12/2007

مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية ( 1 )

عن جريدة عقيدتى 4/12/2007

الاثنين، 10 ديسمبر 2007

مناقشة هادئة لقضية نقل الاعضاء - 2


مناقشة هادئة لقضية نقل الأعضاء البشرية "2"
بقلم المستشار: توفيق علي وهبةمدير المركز العربي للدراسات والبحوث
يواصل اليوم المستشار توفيق علي وهبة ما بدأه من حديث عن نقل الأعضاء وما يرتبط به من قضايا خلافية. ويناقش في هذا المقال الرأي الشرعي في الموت الدماغي أو موت جذع المخ. القول
بأن الموت الدماغي أو موت جذع المخ ليس نهاية الحياة. بل يعتبر الشخص من الأحياء ولا تطبق عليه أحكام الميت. وهو رأي هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. والمجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي. ولجنة الفتوي بوزارة الأوقاف الكويتية. وكذا رأي مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الصادر في دورته المنعقدة عام 1992 بناء علي الرأي الفقهي المرفوع من فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمه الله. والذي انتهي فيه إلي عدم اعتبار مرضي جذع المخ أو الغيبوبة العميقة أمواتا بل أحياء ويجب الاستمرار في تقديم العلاج لهم ويحرم نزع أعضائهم. وقال إن موت الإنسان كما في كتب الفقه هو زوال الحياة. ومن علاماته: شخوص البصر أي انفتاح الجفون وثبات حبة العين إلي أعلي لأن البصر يتبع الروح عند خروجها وقد أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر. فإن البصر تتبع الروح. وقولوا خيراً. فإنه يؤمَّن علي ما قال أهل الميت". ويعتبر الإنسان ميتاً متي زالت عن جسده ظواهر الحياة. وبدت تلك العلامات الجسدية القاطعة في حدوث الموت. وقد قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة عام 1408ه 1984م أن المريض الذي ركبت علي جسمه أجهزة الانعاش يجوز رفعها إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلا نهائياً وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء أن التعطل لا رجعة فيه وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً بفعل الأجهزة المركبة.. لكن لا يحكم بموته شرعاً إلا إذا توقف التنفس والقلب توقفاً تاماً بعد رفع هذه الأجهزة. علامات موت المخ ومدي صلاحية معيار رسم المخ الكهربائي كأساس للتحقيق من حدوث الوفاة: يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم في بحثه عن نهاية الحياة البشرية المقدم إلي المؤتمر الطبي الإسلامي بالكويت عام 1984م . ليس لدينا من العلم في ذلك إلا رسم المخ الكهربائي. وهو قطعي في معظم الحالات. ولا يكون كذلك في بعض الحالات. ولقد استقر الرأي الغالب بين الأطباء علي أن موت خلايا المخ هو معيار الموت الحقيقي للإنسان إلا أنه يجب تجنب الاعتماد علي جهاز رسم المخ كوسيلة وحيدة للتحقق من حدوث هذا الموت. يقول الدكتور "جرونيه" إن جهاز رسم المخ الكهربائي لا يصلح بمفرده كوسيلة للتحقق من حدوث الموت. فهو لا يعكس من المخ إلا النشاط الغريب للمراكز العصبية. ولكنه لا يعطي معلومات كافية عن نشاط المراكز العصبية العميقة. كما أنه يحتمل ألا يعطي أي إشارات لمدة محدودة. مع أن المراكز العصبية العميقة تكون دائماً في حالة حياة. هذا بالإضافة إلي أن هناك حالات عضوية وبيولوجية لا سيما درجة الحرارة توثر علي تسجيل جهاز رسم المخ الكهربائي. ولذلك فمن الضروري للتحقق من حدوث الوفاة التأكد من عدم إمكانية إعادة الشخص إلي حياته الطبيعية مدة محددة. ففي بعض الحالات الاستثنائية مثل حالات التسمم الغامض وانخفاض درجة حرارة الجسم إلي دون معدل الحرارة الطبيعية فإن جهاز رسم المخ الكهربائي الذي لم يعط إشارات يستطيع ملاحظة هذه الحالات دون أن يعني ذلك موت المخ. ومن هذا المنطلق يقترح البعض ضرورة الانتظار مدة تتراوح بين 24 ساعة و72 ساعة بين عدم اعطاء الجهاز لأي اشارات وبين إعلان الوفاة رسمياً. مع مراعاة الاستعانة بالوسائل الإكلينيكية الأخري للتحقق من الوفاة مثل الاسترخاء التام للعضلات. والانعدام التام لرد فعل الجسم. وانخفاض الضغط الشرياني. وانعدام التنفس التلقائي. يقول الشيخ جاد الحق رحمه الله: إن هذا الذي تقرر من مثل هؤلاء الأطباء مؤيد تماماً لما قرره فقهاء المسلمين من ضرورة ظهور تلك العلامات الجسدية المؤكدة لموت الإنسان الأمر الذي يعتبر إجماعاً يحرم تجاوزه شرعاً. معجزة طبية تدحض الزعم بأن مرضي جذع المخ "الغيبوبة العميقة" أموات: ومما يؤيد أن مرضي جذع المخ أحياء ما نشر مؤخراً من حدوث معجزة طبية تحيي آمال عشرات من مرضي الغيبوبة إلي الحياة فقد نجح فريق من مركز "ويل كورنيل" الطبي في نيويورك في إعادة أحد مرضي الغيبوبة إلي الحياة مرة أخري واستطاع الكلام والأكل مرة أخري بعد ستة أعوام من السكون شبه التام. كان خلالها فاقداً لكل أنواع الاتصال بالعالم الخارجي. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية في أول أغسطس 2007 أن الأطباء استطاعوا أن يعيدوا الحياة لهذا الشخص البالغ من العمر 38 عاماً. من خلال استخدام تقنية متقدمة بزرع خلايا صغيرة عبارة عن أقطاب كهربائية تسمي "دي بي إس" داخل الجزء الحي في المخ تعمل علي استثارة هذا الجزء وتنبيهه وإعادته إلي العمل بصورة أفضل. ونتيجة لذلك تحسن أداء مخ المريض بصورة مذهلة. والآن يستطيع أن يأكل بنفسه ويتحدث مع والديه والأطباء كما يقوم بقضاء بعض حاجاته الشخصية البسيطة. وما حدث لهذا المريض وإعادة الوعي إليه بالسبل العلاجية يؤكد الرأي القائل أن مرضي جذع المخ أو الغيبوبة العميقة أحياء ولا يمكن اعتبارهم موتي بأي حال من الأحوال. نقل الأعضاء البشرية بين الحل والتحريم: أجازت المجامع الفقهية والبحثية نقل الأعضاء من جسم الإنسان إلي آخر بعد ثبوت الوفاة بالشروط المحددة شرعاً فقد وافق مجمع البحوث الإسلامية علي ذلك في دورته الحادية والعشرين لعام 1404/1405ه 1984/1985م. وفي دورته المنعقدة عام 1992. تقدم شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق رحمه الله ببحث بيَّن فيه الوجهة الشرعية لهذا الموضوع فقال: إن الشرع يأذن بنقل جزء من جسم المعطي إلي جسم المريض المتلقي إذا كانت المصلحة المترتبة علي ذلك أعظم من المحافظة علي حق الله في جسم الإنسان المأخوذ منه. ويحرم شرعاً ويمنع قانوناً التعرض للمحتضر بقطع أي جزء قاتل من جسده قبل انتهاء حياته بظهور علامات الموت سالفة الذكر. فإذا وقع هذا من أي إنسان علي المحتضر قبل استظهار وقوع الموت به بتلك العلامات كان قاتلاً إذا انتهت الحياة أو بقيتها بهذا القطع. ووجب محاكمته جنائياً. فلا يجوز شرعاً قتل إنسان حياته مستقرة أو مستمرة لإحياء إنسان آخر. وقد استظهر هذا وأيده أهل الاختصاص في المؤتمرات العلمية. وثبت طبياً وعلمياً أن جهاز رسم المخ لا يصلح وحده دليلاً تقرر به وفاة الإنسان المريض. بل لابد مع استخدامه من ظهور تلك العلامات الجسدية علي الوجه الذي قرره الفقه الإسلامي مستمداً من السنة النبوية الشريفة. وبهذا الرأي أخذ مجمع البحوث الإسلامية في دورته عام 1992 بأن أجاز نقل الأعضاء بعد ثبوت الوفاة شرعاً. ومنع النقل من أصحاب الغيبوبة العميقة ومرضي جذع المخ باعتبارهم أحياء حتي تثبت وفاتهم شرعاً حسب الشروط والقواعد التي حددها الفقهاء والتي سبق أن أشرنا إليها انفاً.

ترجمة ملخص كلمة المستشار توفيق

ملخص
كلمة المستشار توفيق علي وهبة في الملتقى الثاني لعلماء العالم الإسلامي في مؤتمرهم عن ( التضامن الإسلامي - الحلول والتحديات ) المنعقد في طهران يومي 23 ، 14 أكتوبر 2007
مترجم عن اللغة الفارسية


- صرح رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث في مصر أن الثقافة الإسلامية من أهم القواعد والأسس للوحدة ومنع فرقة الدول الإسلامية
- يسعى الاستعمار دائما لتمزيق وتقسيم الدول الإسلامية والتفرقة بين المسلمين ، أما الثقافة الإسلامية فهي أكثر الموانع أهمية لهدم آمالهم وإفشال خططهم .


" توفيق علي وهبة " رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث في مصر تحدث في ثاني ملتقى فكري للعلماء والمثقفين من الشيعة والسنة في منظمة الثقافة قائلا :
الوحدة الإسلامية عبارة عن مسلمات خاصة وتلاحم الأمة ووحدتها بدأت منذ رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم . واستمرت الوحدة قائمة تحت سلطان وقيادة الخلفاء ثم الحكام المسلمين وجمعت بين البلاد التي دخلها الإسلام. واستمرت قائمة حتى في فترات ضعف الدولة لان فترة الضعف سرعان ما تنتهي وتعود الدول قوية كما كانت.
استطرد ( علي وهبة ) أن الوحدة الإسلامية واجهت بعد الحرب العالمية الأولي عدة مشكلات وانفصل كثير من الدول الإسلامية عن بعضها البعض بفعل الاستعمار الذي استولي علي كثير من هذه الدول وأبعدها عن بعضها . وطالب بضرورة أن تعود الوحدة لا سيما أن الفرصة سانحة والوقت قد حان لهذه المهمة - وأكد علي : ضرورة إيجاد أسلوب للتقريب بين الدول الإسلامية وقدم عدة اقتراحات في هذا الشأن تبدأ بالتكامل العلمي والسياسي والاقتصادي والثقافي
وصرح رئيس المركز العربي للدراسات مشيرا لعداء الدول الغربية وخاصة أمريكا للمسلمين والعمل علي بسط سيطرتها علي العالم الإسلامي حيث تسعي أمريكا علي التواجد في الدول الغنية بالنفط ولضمان بقائها وسيطرتها ونفوذها تعمل علي التفرقة بين المسلمين وقد ازداد عداء الدول الغربية للإسلام والمسلمين بعد اكتشاف النفط .
أشار إلي : نصيحة الإمام علي عليه السلام بخصوص الوحدة. وضرب لها مثلا بفريضة الصلاة وهي أهم ما يجمع بين المسلمين. وصرح بضرورة الالتزام بالمنهج الإلهي ( القرآن الكريم ) والاهتمام والتمسك بما نصت عليه آيات القرآن وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
وأكد علي : ضرورة أن يكون هناك أهداف سياسية مشتركة وأن يسود التفاهم والتعاون بين الدول الإسلامية لكي يصبحوا قوة قادرة علي منافسة الدول الغربية وأن يكون هناك تكامل وتنسيق في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي.
اعتبر: " وهبة " القرار الأخير للكونجرس الأمريكي لتقسيم العراق إلي ثلاث دول منفصلة أكبر دليل علي السياسة الأمريكية المبنية علي الدسائس والفتن التي تروج لها أمريكا وإدعاءاتها بأن تعدد الجنسيات واللغات والعوامل ألآخري تجعل التلاحم والوحدة بين الأمة الإسلامية صعبا .
وقال: وبناءا علي هذا يجب علي المسلمين الحفاظ علي الوحدة والنسيج الإسلامي المشترك، وأن تعمل الأمة علي إحباط الدسائس الأمريكية. ولمواجهة خطط العدائية والدسائس الأمريكية علي المسلمين أن يسترجعوا ماضيهم المجيد وأن يأخذوا من إنجازات أسلافهم قدوة وأن تكون دافعا لهم علي ا لوحدة والتقدم .
وصرح : بأن الدول الإسلامية يجب أن تستفيد بما لديها من الإمكانيات الاقتصادية والاستثمارات المناسبة ، وأن يهتموا بإنشاء مراكز البحوث العلمية لمواكبة التقدم العالمي في مجال البحث العلمي حتى لا نكون عالة على غيرنا بل علينا أن نساهم بفاعلية كما كنا في الماضي وطالب الدول الإسلامية ببدء التخطيط والعمل لإنجاز هذا الهدف خاصة والظروف مناسبة الآن للمبادرة بالعمل المشترك وإحباط مخططات أعداء الإسلام .
أشاد : ( توفيق علي وهبة ) في النهاية بتقدير مسعى المنظمات الدولية الإسلامية في إقامة ندوات ومؤتمرات للوحدة والتضامن والتقريب بين المذاهب
و أضاف : " يعد مجمع التقريب بين المذاهب في جمهورية إيران الإسلامية وجماعة التقريب في مصر والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ( ايسيكو ) نماذج بارزة على الأنشطة الدولية للعالم الإسلامي والسعي بالانجازات المتنوعة وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات وطبع كتب التراث الإسلامي دليل على الوحدة والتلاحم بين جميع المسلمين : شيعة ، سنة .











( مترجم نقلا عن موقع : سازمان فرهنك وارتباطات إسلامي )

الجمعة، 7 ديسمبر 2007

الملتقى الدولى الثاني لعلماء المسلمين


كتب : مصطفى ياسين
يبدأ اليوم في طهران
الملتقى الثاني للتضامن الإسلامي
على طريق الوحدة والتلاحم

يبدأ اليوم الملتقى الثاني لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية بإيران والذي يضم علماء ومثقفي العالم الإسلامي تحت عنوان " التضامن الإسلامي .... التحديات والحلول " ويشترك فيه من مصر المستشار توفيق علي وهبة مدير المركز العربي للدراسات والبحوث .
أوضح محمود محمدي عراقي – رئيس الرابطة – أن عنوان الملتقى يأتي انطلاقا من شعار " الوحدة الوطنية والتضامن الإسلامي " الذي أطلق على السنة الحالية ، وتجسيدا لمبدأ الوحدة والتلاحم بين المسلمين كضرورة يمليها الواقع الراهن الذي تعصف به – أكثر من أي وقت مضى - المؤامرات المحاكة م قبل أعداء الإسلام وذلك لزرع بذور الفتنة والفرقة بين الشعوب الإسلامية .
أضاف : يناقش الملتقى التضامن الإسلامي .... إستراتيجية أم تكتيك ؟ ، دراسة وتحليل التجارب المعاصرة التي انطلقت من خلال مبدأ الوحدة والتضامن الإسلامي ، والتجارب التي مرت بها التكتلات والاتحادات المختلفة ، تجسيد الوحدة في العالم الإعلامي على الواقع وذلك بمر التعاون في المجالات العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية .
دراسة وتحليل الثغرات التي تعاني منها الوحدة والتضامن الإسلامي داخليا وخارجيا ، العلاقة بين القضايا الحساسة في العالم الإسلامي ومبدأ التضامن الإسلامي
________________________
عقيدتي
23/10/2007

ندوة اسلامية عالمية




المستشار توفيق علي وهبة
في
ندوة إسلامية عالمية
لمواجهة تحديات العصر

دعا أكثر من 120 عالما ومفكرا من مختلف دول العالم الإسلامي الأمة الإسلامية إلى الوحدة والتضامن في مواجهة تحديات العصر وما تتعرض له الأمة من مؤامرات .
وأكد العلماء خلال مشاركتهم في فعاليات الندوة العالمية للوحدة والتضامن الإسلامي التي استضافتها العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي بحضور الكاتب الإسلامي المستشار توفيق علي وهبة الذي ألقي بحثا بعنوان تجسيد الوحدة في العالم الإسلامي على الواقع مؤكدا أن الإسلام كتابا وسنة يؤكد على وجوب الوحدة والتضامن والاعتصام بحبل الله المتين لتفويت الفرصة على أعداء الأمة الذين يحيكون لها المؤامرات .
وشددت الندوة على أهمية دور العلماء في تنمية الوعي الجماهيري بخطورة المرحلة الراهنة ودعم العودة للتمسك بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

________________________________________
اللواء الإسلامي : الخميس 25/10/2007