الأحد، 30 نوفمبر 2014

                     الاسلام  يحرم الارهاب والقتل والتكفير

الي الذين يدعون الي الارهاب والقتل والتكفير والتدمير , ويغررون بالشباب سليم ا لقلب المحب لوطنه ودينه
والي الذين ينخدعون بهذه الدعوات الضالة الآثمة , لاعتقادهم أن هؤلاء الدعاة يعملون بشرع الله .
أعيد نشر هذا المقال لعل الله يهديهم ويصلح بالهم .
أدعو لهم من كل قلبي بالهداية والتوفيق
وعلي الله قصد السبيل
==========================================
الارهاب ليس من الاسلام
---------------------------
المستشار توفيق علي وهبة

----------------------------------
إن شبابنا الحائر بين الدين وماديات هذا العصر، واللاهث وراء حضارات الآخرين في حاجة إلى أن يتعرف على عظماء أمته، وأهل الهدى والتقوى والصلاح من آل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم , لكي يقتدي ويتأسي بهم, ويسير علي هداهم .(أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده ) ( الانعام –آية90 )
إن جهات شتى، وأجهزة معادية تحاول أن تقتلع شباب أمتنا من جذوره، وأن تبعده عن دينه، وأن تُحسِّن له كل سبل الانحراف الفكري والعقائدي بشتى الطرق، وأهمها الآن وأخطرها القنوات الفضائية وشبكة المعلومات الدولية التي توجّه إلى عقول الشباب المسلم لتشككه في دينه، وتشكله حسب خططها وأهدافها. وتبعده عن الطريق المستقيم وتأخذه إلى غير طريق المؤمنين.
فمنهم من يسلك طريق الارهاب والعنف , ومنهم من يسلك طريق التشدد والتكفير, وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا و أن ذلك من صحيح الدين , وهو ليس كذلك .فالارهاب والتعصب ليس من الدين , يقول الامام الشافعي رضي الله عنه : ( لايتعصب الا جاهل ). ومن الشباب من يسلك طريق الالحاد
إن واجب علماء الأمة، أن ينتشلوا هؤلاء الحيارى، وأن يعيدوهم إلى جادة الصواب وإلى طريق الهدى والرشاد، طريق الله المستقيم.
وأن يبعدوهم عن طريق الانحراف الذي يؤدي إلى العنف وسفك الدماء وتدمير المنشآت وسلب ممتلكات الآخرين. ونشر الخوف والرعب بين الناس، فعصابات الإرهاب تضرب في كل مكان وتقتل الأبرياء سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين.
الإرهاب ليس من الإسلام :
-------------------------------
إن الخواء الفكري والعقيدي هو المدخل الذي يفتح الباب أمام قادة الإرهاب لكي يسيطروا على عقول الشباب، ويبثوا فيهم أفكارًا منحرفة، متعصبة، حاقدة على قيم الدين وقيم المجتمع.
إن الإرهاب لا وطن له، ولا دين له، هو يتخذ من الدين وسيلة وستارًا ليصل إلى غرضه، فقتل الأبرياء وترويع الآمنين من مسلمين وغير مسلمين ليس من الإسلام في شيء، والإسلام يحرمه ويجرمه، ويضع العقاب الصارم لمن يقوم به، إنه إفساد في الأرض، ومحاربة لله ولرسوله ولدينه: قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم}[المائدة:33].
لقد جعل الله عملهم هذا محاربة لله ولرسوله، سواء قتلوا مسلمين أو غير مسلمين، وروعوا الآمنين من أي ملة ومن أي دين، أو ممن لا يدينون بدين.
إن هذا الإرهاب الذي يحدث في مصرنا الحبيبة الآن بل وفي بقاع كثيرة من العالم و يلصقه البعض بالإسلام زورًا وبهتانا, وهو ليس كذلك . فالإرهاب ليس خاصًا بالمسلمين الذين انحرفوا عن دعوة الحق فقط، بل هو شامل، يستغله بعض مدعي التدين وبعض من لا دين له ولا مذهب.
فالمسلم الذي يقوم بارتكاب الحوادث الإرهابية لا يفقه من دينه إلا القشور، لأن الإسلام يحرم الإرهاب ويحرم القتل . قال تعالي : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدافيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )،( سورة النساء 92 ) وهو يحل ما حرم الله.
والمسيحي الذي يرتكب مثل هذه الأفعال يخرج عن تعاليم المسيح عليه السلام السمحة الذي دعا إلى التسامح والمحبة والسلام.
وأتباع العقائد الوضعية يخرجون عن قواعد معتقداتهم، فلا يوجد دين سماوي ولا عقائد وضعية تحل الإرهاب أو تشجع عليه تحت أي مسمى. فالأديان تنكره وتحرمه، والمجتمعات المعاصرة تعاديه وتقاومه، إنه خروج بالنفس البشرية عن طبيعتها وما جبلت عليه من خير. فيجب أن نقاوم هؤلاء بكل السبل، وأن ننير لهم الطريق.
فواجب على علماء الأمة ومؤسسات الدعوة ورجال التربية والتعليم فيها أن ينتشلوا الشباب من هذه الهوة، وأن يصححوا المفاهيم المغلوطة لديهم، وأن يبصروهم بخطورة الأفكار المنحرفة، سواء أكانت انحرافات عقائدية أو أفكارًا هدّامة، يبثها فيهم دعاة الفتنة والإرهاب.
ومن وسائل الدعوة تقديم القدوة الصالحة, والأسوة الحسنة .
وخير قدوة لنا اليوم في هذا الوقت وفي كل وقت هم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه و آل بيته الأطهار , قال تعالي : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا .)(سورة الأحزاب –آية 21)
لم يدع صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم الي التعصب ولا الي الارهاب وانما دعا الي الرحمة والي العدل والي حسن المعاملة وحسن الخلق ,وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه عليه السلام قالت : ( كان خلقه القرآن )
فعلينا أن نسير علي هديه ونسلك طريقه حتي نصل بأنفسنا وبأمتنا الي بر الأمان .
---------------------------------------
** نشر بجريدة الأخبار في 28/8/2013

الخميس، 27 نوفمبر 2014




first record | previous record | next record | last record
full | items(3) | UNIMARC View
Record 1 of 1
You searched Catalogue Universitaire - Title: الإسلام أمام افتراءات المفترين
Author وهبه , توفيق علي
Title الإسلام أمام افتراءات المفترين / توفيق علي وهبه
Published الرياض : جامعة محمد بن سعود الإسلامية , 1978
Description 250 ص. ; 24 سم
Series (لجنة البحوث و التأليف و الترجمة و النشر)
Subject إسلام
Subject ردود دفاعية
Owned By Bibliothèque de la Faculté des Lettres, des Arts et des Humanités de la Manouba

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

طيبة الطيبة   ::
========
 
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وُعِكَ (1) أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما قَالَتْ :"فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا"
فَقُلْتُ :"يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟" قَالَتْ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ :
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ...وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ الْحُمَّى(2) يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ (3) وَيَقُولُ :
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً...بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ(4)
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ(5)...وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ(6)
قَالَتْ عَائِشَةُ فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ :"اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ(7)"
رواه البخاري 1756-3633-5222 وروى مسلم بعضه 2444
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"رَأَيْتُ (8)كَأَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ -وَهِيَ الْجُحْفَةُ- فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَيْهَا" رواه البخاري 6516
1. الْوَعْكُ إزْعَاجُ الْحُمَّى الْمَرِيضَ وَتَحْرِيكُهَا إِيَّاهُ
2. أُقْلِعَ عَنْهُ : أي تَذْهَبُ عَنْهُ الْحُمَّى فَيفيق.
3. يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ: أي صَوْتَهُ
4. إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ :وهما شجرتان طيبتان يكونان بأودية مكة
5. مَجَنَّةٍ :موضع بمر الظهران وهي عين بقرب مكة
6. شَامَةٌ وَطَفِيلُ :جبلان من جبال مكة
7. كان ساكنو الجحفة في ذلك الوقت يهود
8. في رؤيا منام كما في رواية أخرى للبخاري 6517

فوائد حديث هرقل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الكرام ..وبعد ... فإن الحوار الذي دار بين هرقل وبين أبا سفيان والذي حفظه لنا التاريخ له دليل على مصدايقة رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، وإن كان لايحتج به ، ولكن إنما نذكره استئناسا قال ابن حجر رحمه الله : وكلام هرقل - وإن كان لا يحتج به في مثل هذه المسائل العظيمة من أصول الديانات التي وقع الاضطراب فيها - فإن ابن عباس روى هذا الكلام مقررا له مستحسنا وتلقاه عنه التابعون ، وعن التابعين أتباعهم كالزهري . فالاستدلال إنما بتداول الصحابة ومن بعدهم لهذا الكلام وروايته واستحسانه ، والله سبحانه وتعالى أعلم.لكنه بالفعل حوار ماتع شيق ، يحمل في طياته مصدايقة رسولنا وقوة عقل هرقل ، ودهائه حتى قال أبو سفيان :"مارأيت أدهى من هذا الرجل "، كما يتبين لنا بأن هرقل إنما تعرف على بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم من خلال استقرائه لصفات النبي من خلال ماجاء في كتبهم ، وهذا يثبت لنا بأن صفة النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءت في الكتب السابقة ، وإن حاولوا أن يخفوا هذه الحقيقة ويتملصون منها ، فالحديث يحمل الكثير والكثير من الفوائد حاولنا أن نجمع من خلال هذا التقرير بعض من هذه الفوائد والدرر القيمة المنثورة سائلين المولى أن يتقبل منا هذا العمل المتواضع ، وأن لايحرمنا أجره إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أولا:فوائد عقدية
* ملكة الإيمان
في قوله:" هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه قال لا قال وكذلك الايمان حين تخالط بشاشته القلوب" ان ملكة الايمان اذا استقرت عسر على النفس مخالفتها شأن الملكات اذا استقرت فانها تحصل بمثابة الجبلة والفطرة وهذه هي المرتبة العالية من الإيمان. أبجد العلوم/ صديق بن حسن القنوجي ج 2 ص 446
* وجوب العمل بخبر الواحد
ففي هذا الحديث دليل على وجوب العمل بحديث الآحاد إن صح.
قال النووي رحمه الله :ومنها وجوب العمل بخبر الواحد وإلا فلم يكن في بعثه مع دحية فائدة وهذا إجماع من يعتد به.
ثانيا:فوائد التفسير
* أتباع الأنبياء من الفقراء!أجرى الله تعالى الحكمة بأن أكثر أتباع الرسل ضعفاء الناس ولذلك لما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان عن نبينا صلى الله عليه وسلم : أأشرف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقال : بل ضعفاؤهم قال : هم أتباع الرسل .فإذا عرفت ذلك فاعلم أنه تعالى أشار إلى أن من حكمة ذلك فتنة بعض الناس ببعض فإن أهل المكانة والشرف والجاه يقولون : لو كان في هذا الدين خير لما سبقنا إليه هؤلاء لأنا أحق منهم بكل خير كما قال هنا {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهولاء من الله عليهم من بيننا}الآية إنكار منهم أن يمن الله على هؤلاء الضعفاء دونهم زعما منهم أنهم أحق بالخير منهم وقد رد الله قولهم هنا بقوله : {أليس الله بأعلم بالشاكرين} . وقد أوضح هذا المعنى في آيات أخر كقوله تعالى {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه } الآية وقوله { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أى الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} .والمعنى : أنهم لما رأوا أنفسهم أحسن منازل ومتاعا من ضعفاء المسلمين اعتقدوا أنهم أولى منهم بكل خير وأن أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا ما سبقوهم إليه ورد الله افتراءهم هذا بقوله{وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا }أضواء البيان ج 1 ص 376
حكمة أخرى ..أتباع الأنبياء من الفقراء.وقال العلماء في ذلك : لأنهم أقرب إلى الفطرة ، وأبعد عن السلطان والجاه ، فليس لديهم حرص على منصب يضيع ، ولا جاه يهدر ، ويجدون في الدين عزاً ورفعة ، وهكذا كان بلال وصهيب وعمار ، وهكذا هو ابن أم مكتوم رضي الله عنهم .أضواء البيان ج 8 ص 433
{قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين }مناسبة هذه الآية لقول هرقل "وكذلك الرسل تبتلي"، ثم تكون لهم العاقبة ' .فبهذا يتحقق أنهم على إحدى الحسنيين : إن انتصروا فلهم العاجلة ، وإن انتصر عدّوهم ، فللرسل العاقبة . والعاقبة خير من العاجلة ، وأحسن .المتواري على أبواب البخاري "منقول بتصرف" ج 1 ص 150
ثالثا:فوائد فقهية
وَإِنْ كَتَبَ إلَى كَافِرٍ كِتَابًا وَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فيه سَلَامًا قال أَيْ كَتَبَ نَدْبًا ما كَتَبَهُ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم إلَى هِرَقْلَ السَّلَامُ على من اتَّبَعَ الْهُدَى أسنى المطالب في شرح روض الطالب ج 4 ص 185
* حكم قراءة الكافر لكتاب الله وكتابة آية في كتاب للكافر :
قيل أفيجوز أن يكتب المسلم إلى الكافر كتابا فيه آية من كتاب الله ؟
قال أما إذا دعي إلى الإسلام أو كانت ضرورة إلى ذلك فلا بأس به للحديث..
الاستذكار ج 5 ص 23
رابعا:فوائد في التزكية والأخلاق :
* صفات الأنبياء والرسل
في قوله :أخبرني أبو سفيان أن هرقل قال له : سألتك ماذا يأمركم به ، فزعمت أنه يأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال : وهذه صفة نبي ' .
ميز الله الأنبياء بحسن الخلق فهم من أجود الناس خلقاً ، بل مااختارهم المولى جل في علاه لحمل رسالته ، إلا لما علم من علمه الأزلي بحسن خلقهم فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إن الله نظر فى قلوب العباد . فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فإصطفاه لنفسه فإبتعثه برسالته ..."،بل الصديقة عائشة بنت الصديق عندما أرادت أن تصف خلق القرآن بحثت فلم تجد أفضل من قول "كان خلقه القرآن" .
* دعوة الرسل لمكارم الإخلاق
يتجلى في قول أبي سفيان "وكان يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف..." وتتجلى وتتضح في قول النبي صلوات ربي وسلامه عليه " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
* الصدق صفة من صفات الرسل
في قوله :فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فقال أبو سفيان لا.من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها الأنبياء والرسل "الصدق"
فهم المبلغين الوحي عن الله ، فلايعقل أن يختار الله جل في علاه الكاذب كي يبلغ عنه ويوصل رسالته ،وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتميز ويتصف بهذه الصفة ، بل هذا ماشهدت به الأعداء وفي الصحيحين أن سعد بن معاذ لما قال لأمية بن خلف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه سيقتل فقال ذلك لامرأته فقالت والله ما يكذب محمد وعزم على ألا يخرج خوفا من هذا -وأخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقريش لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا . -وأخرج البخاري في تاريخه وأبو زرعة في دلائله وابن إسحاق أن أبا طالب لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكف عن قريش فقال والله ما أقدر على أن أدع ما بعثت به فقال أبو طالب لقريش والله ما كذب قط فارجعوا راشدين
إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع ج 1 ص 44
* الحكمة من جعل أصحاب أبي سفيان خلفه
قال بعض العلماء إنما فعل هرقل ذلك ليكون أهون عليهم في تكذيبه أن كذب! لأن مقابلته بالكذب في وجهه صعبة بخلاف ما إذا لم يستقبله
شرح النووي على صحيح مسلم ج 12 ص 104
* لماذا لم يكذب أبا سفيان مع ضمانه لعدم تكذيبهم له
وفيه دليل على أنهم كانوا يستقبحون الكذب إما بالأخذ عن الشرع السابق أو بالعرف وفي قوله يأثروا دون قوله يكذبوا دليل على أنه كان واثقا منهم بعدم التكذيب أن لو كذب لاشتراكهم معه في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم لكنه ترك ذلك استحياء وأنفة من أن يتحدثوا بذلك بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك كذابا وفي رواية بن إسحاق التصريح بذلك ولفظه "فوالله لو قد كذبت ما ردوا علي ولكني كنت امرءا سيدا أتكرم عن الكذب وعلمت أن أيسر ما في ذلك إن أنا كذبته أن يحفظوا ذلك عني ثم يتحدثوا به فلم أكذبه" فتح الباري ج 1 ص 35
والفوائد غيرها كثير
   حديث بين أبي سفيان وهرقل  :
   ==  ==============                        
عن ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ قَالَ:" انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" قَالَ :"فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّأْمِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ" قَالَ:" وَكَانَ دَحْيَةُ الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ" قَالَ فَقَالَ هِرَقْلُ :"هَلْ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟" فَقَالُوا:" نَعَمْ" قَالَ :"فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ فَأُجْلِسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ" فَقَالَ:" أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟" فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ:" أَنَا فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي" ثُمَّ دَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ:" قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ" قَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ يُؤْثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ قَالَ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ قَالَ :"فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟" قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ :"فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟" قُلْتُ لَا قَالَ :"أَيَتَّبِعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟" قَالَ قُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ :"يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟" قَالَ قُلْتُ :"لَا بَلْ يَزِيدُونَ" قَالَ :"هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ؟" قَالَ :"قُلْتُ لَا" قَالَ :"فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟" قَالَ :"قُلْتُ نَعَمْ" قَالَ :"فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟" قَالَ قُلْتُ :"تَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالًا يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ" قَالَ :"فَهَلْ يَغْدِرُ؟" قَالَ :"قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا!!" قَالَ :"وَاللَّهِ مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ" قَالَ :"فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟" قُلْتُ :"لَا" ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ :"قُلْ لَهُ إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ فَقُلْتَ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يُزِيدُونَ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمْ الْعَاقِبَةُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ:" قَالَ ثُمَّ قَالَ :"بِمَ يَأْمُرُكُمْ؟" قَالَ قُلْتُ:" يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ –وفي رواية: وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ....وفيها: ويَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا"" قَالَ:" إِنْ يَكُ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ وَلَمْ أَكُ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ" قَالَ :"ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ وَ{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ إِلَى قَوْلِهِ اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ عِنْدَهُ وَكَثُرَ اللَّغَطُ وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا قَالَ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ "
رواه البخاري2723-4188 واللفظ له ومسلم 3322
------------

الخميس، 20 نوفمبر 2014

إِن الله يُؤيِّدُ الدِّين بالرجُل الفاجر :
==================
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالوا: "مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" (وفي رواية : فَقَالُوا أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟!) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ :"فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ" فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :"أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ" قَالَ:" وَمَا ذَاكَ؟!" قَالَ الرَّجُلُ :"الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ" فَقُلْتُ:" أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ :"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. (وفي رواية : وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ)"
رواه البخاري3881 - 3885- 6117 واللفظ له ومسلم 163
------------
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : "فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ" ............وفيها: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ. (وفي رواية : قَالُوا :"يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ") فَقَالَ :"اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ.
رواه البخاري2834 - 3882 واللفظ له ومسلم 162
------------
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " اللّه قد يؤيد دينه بالفاجر وفجوره على نفسه " ...فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 6 / 179.
قال أبوبكر رضي الله عنه : يدخل فيه العالم إذا لم يعمل بعلمه في نفسه ومال إلى الدنيا وأحبها وجمع المال من غير حله ولكن أفتى ودل الناس على طريق الله عز وجل، فيحشر مع الفجار الخارجين عن هدى العلماء العاملين. ....الطبقات الكبرى للشعراني بتصرف 1/384
------------
1- من موضوعات الدعوة : الحض على الإِيمان بالقدر والعمل بأسباب النجاة .
2 - من موضوعات الدعوة : التحذير من الاغترار بالأعمال .
3- من صفات الداعية : الجمع بين الخوف والرجاء .
4- من معجزات الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : الإخبار بالمغيبات .
5- من صفات الداعية : الأخذ بالظاهر والله يتولى السرائر .
6- من أساليب الدعوة : الترغيب والترهيب .
7- من موضوعات الدعوة : الحث على النية الصالحة .
8- من موضوعات الدعوة : حث الناس على طلب حسن الخاتمة بالقول والفعل .
9- عظم يقين الصحابة - رضي الله عنهم - بصدق ما يخبر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم .
10- قد يؤيد الله - عز وجل - الإِسلام بالمدعو الفاجر . فقه الدعوة في صحيح البخاري 3/233