الاثنين، 19 فبراير 2007

فتوي بجواز قتل الإسرائيليين للشيخ صفوت حجازي تثير الخلاف


فتوي جواز قتل الإسرائيليين تثير الضجة صاحب الفتوي مستعد للحوار.. والعلماء يؤكدون أنها تدعو للفتنة
محمود فرج وصادق حشيش:
أكد الشيخ صفوت حجازي،
صاحب فتوي جواز قتل الاسرائيليين، تمسكه بفتواه. كما أكد انه مستعد لمناقشة علماء الدين الاسلامي وفقهائه حول فتواه. وانه سيتراجع عنها فوراً، لو أقنعه العلماء بعدم صحتها، لكنه لن يتراجع تحت ضغط الأجهزة الأمنية والحكومية. واعتذر عن اجراء حوار صحفي مع »الوفد«، لأنه مطلوب للتحقيق في جهة أمنية. أضاف الشيخ حجازي: أن وزارة الأوقاف تسرعت في اصدار قرار منعه من الخطابة في صلاة الجمعة ودرس الأحد في مسجد عماد راغب بمدينة »6 أكتوبر«، فور نشر فتواه باحدي الصحف الاسبوعية رغم انه لم يتطرق الي هذه الفتوي علي منبر المسجد أو في درس المسجد، لأنه يعلم أصول وقواعد خطبة الجمعة، التي لا تسمح بمثل ذلك. وأشار الي أن قرار الأوقاف مرتبط بتعليمات الأمن.أثارت الفتوي ردود أفعال كثيرة واستطلعنا آراء بعض العلماء حولها وهل هي صحيحة فأكدوا انها غير صحيحة وتدعو الي الفتنة وأنه في حالة الحرب لا يجوز قتل أحد المدنيين ولا يقتل الا من يحارب فقط كما لا يجوز قتل من حصل علي عهد أمان من المسلمين.حول هذه الفتوي يقول فضيلة الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: جاء الاسلام الحنيف للانسانية كلها، وبين لنا القرآن الكريم ان الله كرم الإنسان وفضله علي كثير من خلقه، وقال تعالي في سورة هود: »ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين..« فإن مشيئة الله عز وجل اقتضت تعدد العقائد، وبما أن المسلم يؤمن بموسي عليه السلام، وعيسي عليه السلام، ويؤمن بالكتب المنزلة عليهما من التوراة والانجيل فان المسلم مطالب بأن يحترم العقائد سواء كانت أدياناً سماوية أو غير سماوية يقول الحق تبارك وتعالي: »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين« »الممتحنة: 8« ويقول سبحانه وتعالي مخاطباً سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في سورة الكافرون: »لكم دينكم ولي دين« وكان الكفار من عبدة الأصنام ومع ذلك دعا الاسلام إلي احترامهم.
ويؤكد الدكتور أحمد السايح :
انه لا يجوز القتل في الاسلام لأحد مهما خالف المسلمين في العقيدة او الشرائع، فما بالك بصاحب العقيدة الذي يعيش مع المسلمين في بلد واحد.ويوضح الدكتور السايح ان اسلوب القتل في الاسلام مرفوض لان الاسلام يدعو الي التسامح والمحبة، وان يتعامل الناس بالحسني، واللين، والموعظة الحسنة، ويشير الي أن هذه الفتوي مرفوضة شرعاً لان الاسلام الحنيف يعمل علي رأب الصدع، والسماحة مع الآخرين، وابداء المودة بهم والتعاون معهم، وأشار الي أن مسألة العقائد يجب ان تحترم، وتقدر ، والذي ينبغي أن يدرك هنا ان هناك فرقاً، بين الديانة اليهودية التي نحترمها ونقدرها ونؤمن بها ونقر بنبيها موسي عليه السلام وبين الماسونية والصهيونية اللتين تعملان ضد الاسلام والمسلمين.وفي النهاية يؤكد د. السايح علي أن الاسلام لا يأمر بقتل احد خاصة اذا كان من أصحاب العقائد.
أما الدكتور منيع عبدالحليم محمود عميد كلية أصول الدين السابق فيقول:
ان اسرائيل دولة تقوم علي عقيدة دينية فمن هنا كان واجب المسلمين مواجهتها بعقيدة دينية، هذه العقيدة تقوم علي وسطية الاسلام وتسامحه ومراعاته. للآخر وإقراره بكل الفضائل الأخلاقية بحيث يصل بالانسان المسلم الي درجة كبري من السمو ومن هنا كانت اهمية علاقة المسلم بالآخر من اهل الكتاب أو من غيرهم.ويضيف د. منيع: في سيرة سيد الخلق صلي الله عليه وسلم انه لم يقتل يهودياً حتي حينما حاولوا استثارته للنزاع لم يتشاجر معهم.. وأقام معهم معاهدات احترمها الا في حالة أن يبدأ هؤلاء بالحرب، واحترم هذه المعاهدات الصحابة الأجلاء والخلفاء الراشدون فلم يقتلوا ذمياً أو معاهداً حتي عندما خانوا سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فأجلاهم عن المدينة المنورة الي خيبر ولم يقتل منهم احداً.. وفي جميع العصور التي كانت فيها الدولة الاسلامية في قوة وعزة لم يحدث أي اعتداء علي ذمي سواء كان يهودياً أو مسيحياً بل كان يعتبر في حماية الدولة.. ونحن نري أنه في عصر الدولة الفاطمية كان الكثير من الموظفين من اليهود والنصاري، ولم يفرق بينهم وبين المسلمين.وذكر الإمام الشعراني انه حدث تهييج في وقت ما من بعض دعاة الفتنة استطاعوا اقناع الناس باحراق معابد اليهود فقام جيش الدولة بمنعهم من هذا الاعتداء وأصلح معابدهم.العلاقة بيننا وبين اليهود تقوم اساساً علي السلام واذا اعتدوا علينا دافعنا عن أنفسنا اما الذي يأتي الي بلادنا من اجل السياحة او التجارة أو لأغراض سلمية فلا يحارب ولا يتم التحريض علي قتله لان فيه اساءة الي الدين وأبناء الاسلام وتحطيماً لسمعته العالمية لأن الاسلام دين عالمي جاء للانسانية جمعاء بنشر مبادئ الرحمة والحب والسلام.ويؤكد الدكتور منيع ان الاعتداء علي أي كائن حي مرفوض في الاسلام بل ان صاحب هذا الاعتداء يتبوأ مقعده من النار.
أما المستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث :
فيؤكد ان فتوي جواز قتل الاسرائيليين في كل مكان فتوي غير صحيحة فهي تدعو الي الفتنة وفي التاريخ الاسلامي والسير المختلفة نجد ان هناك اتفاقات عقدت بين المسلمين والكفار ثم المسلمين واليهود.
ويؤكد المستشار توفيق ان الاسلام يحرم الاعتداء علي من حصلوا علي تأشيرة دخول البلد وبهذه التأشيرة يكونون قد حصلوا علي موافقة الدولة، وهي بمثابة عهد امان لهم فلا يعتدي عليهم.والاسلام علمنا انه في حالة الحرب لا يجوز قتل احد من المدنيين انما القتل يتم للمحارب فقط.. والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول: »من قتل معاهداً فانا خصيمه يوم القيامة«.. فالاسلام لا يجيز قتل المعاهدين.

ليست هناك تعليقات: