الثلاثاء، 5 مايو 2015

المستشار توفيق وهبة يكتب: في رثاء السيدة زينب رضي الله عنها

5 مايو,2015 ، آخر تحديث 8:40 ص - أخبار حصري
توفيق وهبة
في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها الأمتين الاسلامية والعربية وما تواجهانه من تحد صهيوني و استعماري ووقوفهما بكل قوة في وجه هذا التحدي صامدتين مصممتين على النصر … في هذه الفترة يجب أن نسترجع ذكرى أبطالنا الذين وقفوا أثناء المحنة صامدين حتى انتصروا …
ومن أجدر باسترجاع ذكراه في هذه الأيام من السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم … زينب بنت السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم .. لقد كان لموقف البطولة والصمود الذي وقفته السيدة زينب رضي الله عنها في موقعة كربلاء أكبر الأثر في المحافظة على نسل الحسين رضي الله عنه بدفاعها عن ابنه علي زين العابدين ومنعه من أعدائه فلم يستطيعوا قتله.
وكان من الامام علي بن الحسين رضي الله عنهما النسل الطاهر من أئمة آل البيت رضي الله عنهم وصلوات ربي وسلامه عليهم وعلي جدهم سيدنا ومولانا رسول الله محمد
مــولـدهـا :
ولدت رضي الله عنها سنة خمس من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم « زينب» وتولى أبوها وجدها تربيتها وتنشئتها حتى بلغت سن التميز فظهرت عليها علامات النبوغ فعلمها علي كرم الله وجهه وأحسن تعليمها وأدبها فأحسن أدبها فنشأت متفقهة في دين الله .. تحفظ القرآن الكريم وتروي أحاديث جدها الرسول صلى الله عليه وسلم،
فكانت رضي الله عنها آية في العلم والدين وحسن الخلق وروى عنها ابن عباس كثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة..
زواجهـــا :
لما بلغت سن الزواج تقدم لها الكثير من أشراف قريش ولكن أباها رفض تزويجها لهم حتى تقدم لها من هو كفء وهو ابن عمها عبد الله بن جعفربن أبي طالب فولدت له محمدا ويكنى جعفر الأكبر، وعونا الأكبر، وعليا الأكبر، وأم كلثوم، وأم عبد الله.
صفــاتهـا :
كانت السيدة زينب رضي الله عنها رقيقة القلب سريعة الدمع شديدة الخوف من الله تصوم النهار وتقوم الليل .. وكانت دائما تناجي الله وتدعوه سبحانه في خشوع وخضوع بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«يا من لبس العز وتردى به، وتعطف بالمجد وتحلى به أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وكلماتك التامات المباركات أن تصلي على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين، وأن تجمع لي خيري الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين».
صمودها في موقعة كربلاء :
لما أرسل أهل العراق إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما يدعونه للقدوم الي العراق ليتولى الخلافة، ووعدوه بالنصر على أعدائه حيث يجدونه أحق بالخلافة من يزيد بن معاوية الذي تولى الخلافة بعد موت أبيه الذي اخذ له بيعة المسلمين عنوة قبل وفاته …
ولما تأكد الحسين رضي الله عنه من كثرة أنصاره بالعراق تحرك في عدد قليل من أقاربه وأصحابه، وكان من بين آل البيت الذين رافقوه شقيقته السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهم أجمعين. وخوفا من أن يخذل أهل الكوفة الإمام الحسين حاول كثير من أقاربه وأصحابه رضي الله عنهم أن يثنوه عن عزمه وأن يمنعوه من السفر إلى العراق، منهم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري يقول له ابن عباس : يا ابن عم إنه قد أرجف الناس إنك سائرا لي العراق فبين لي ما أنت صانع … فيجيبه الإمام الحسين: إني قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى .. فيقول ابن عباس : إن كانوا قد دعوك إليهم بعد أن عزلوا أميرهم، ونفوا عدوهم ووطأوا أكناف بلادهم فسر إليهم .. وإن لم يكونوا فعلوا فإنهم إذن يدعونك لفتنة وقتال. وأن أهل الكوفة لا عهد لهم وإني أخشى عليك الهلاك أقم بهذا البلد حيث أنت، وإن كنت لابد خارجا فاذهب إلى اليمن فإن به حصونا وشعابا ولأبيك به شيعة.
فيرد الحسين قائلا : يا ابن عم .. إني لأعلم أنك ناصح مشفق ولكني قد عزمت على المسير فيقول ابن عباس لولا أن يزري الناس بي وبك لثبت يدي في رأسك فلا أدعك تذهب .. ولكن إذا كنت لابد سائرا فلا تسر بأولادك فإني أخشى أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل عثمان.
ولم يستطع أحد أن يمنعه من الخروج من مكة إلى العراق، وبالرغم من وصول أنباء غير سارة إليه وهو في الطريق وعلمه بمقتل رسوله وابن عمه مسلم بن عقيل الذي أرسله إلى أهل الكوفة يدعوهم لنصرة الحسين ويتلمس مدى صدق دعوتهم له .. رغم كل ذلك سار الإمام الحسين وأهل بيته الطيبين الطاهرين إلى العراق حتى وصلوا إلى مشارفه فوجدوا خيلا كثيرا بقيادة الحر بن يزيد منعوهم من التقدم صوب الكوفة أو العودة من حيث أتوا حتى يأتي أمر ابن زياد والي الكوفة،
وجاء كتاب ابن زياد يقول للحر بن يزيد : أما بعد: فشدد على الحسين في المكان الذي يوافيك عنده كتابي، ولا تنزله إلا بالعراء، في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي ألا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذ أمري والسلام.
وتلا الحر الكتاب ثم ناوله الحسين فتلاه، ونفذ الحر طلب والي الكوفة فمنع الحسين ومن معه من الوصول إلى الماء وحاصرهم في مكان مقفر موحش كان قد نزل فيه الامام وأهله رضي الله عنهم وهو كربلاء.
وأرسل ابن زياد جيشا من أربعة آلاف مقاتل بقيادة عمر بن سعد لقتال بضعة وسبعين بطلا مع الإمام الحسين رضي الله عنه … وعسكر جيش عمر بن سعد بالقرب من معسكر الحسين وبعث إليه يسأله عن سر قدومه فأخبره الحسين أنه قدم بطلب أهل الكوفة ولما علم نكوصهم بعهدهم أراد العودة من حيث أتى فمنعه الحر بن يزيد فأرسل قائد الجيش مبايعة يزيد فأبى وقال لا أجيب ابن زياد الي ذلك أبدا وإن يكن الموت فمرحبا به ..!!!
وشدد ابن زياد على قائده وطلب منه قتال الحسين. وعندما أوشكت المعركة أن تنشب جمع الحسين أتباعه وأصحابه في الليل وقال لهم بعد أن حمد الله وأتني عليه :
أما بعد : فإني لا أعرف أصحابا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر وأوصل من أهل بيتي فجزاكم الله خيرا، فقد بررتم وأعنتم وأنكم تعلمون أن القوم لا يريدون غيري وأن يومي معهم غد .. وإني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في غير حرج ليس عليكم مني ذمام .. هذا هو الليل قد غشيكم فانطلقوا في سواده قبل أن يطلع النهار وأنجوا بأنفسكم..
هذا الموقف الإنساني النبيل من الإمام الحسين رضي الله عنه قوبل بموقف آخر لا يقل عنه نبلا .. فعندما وجد أن المعركة خاسرة أراد ألا يضحي بأرواح أصحابه وأن يقدم نفسه وحده فداء لعقيدته ودينه، ولكن أصحابه صمموا على الوقوف بجانبه وهم يعلمون أنهم ملاقون الموت لا محالة ..
رجال يطلبون الشهادة التي وعدهم الله بها ..
وقبيل بدء المعركة تقدم الحر بن يزيد الذي كان على رأس العصابة التي أوقفت الحسين أول الأمر إلى الإمام الحسين يطلب التوبة لما فعل وينضم إلى صفوفه مدافعا حتى الموت ودارت معركة رهيبة غير متكافئة بين قوى البغي والعدوان والقلة المؤمنة الصامدة مع الإمام الحسين فسقط من جيش ابن زياد كثير من القتلى ولكن تكاثر الرماة على أصحاب الحسين حتى استشهدوا ولم يبق منهم إلا آل البيت فتقدم علي بن الحسين المعركة وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره وقاتل قتالا شديدا وأبلى بلاء حسنا حتى أصابته طعنة رمح فوقع على الأرض فتكاثرت عليه سيوف الأعداء وقتلته فيأمر الحسين بنقله إلى فسطاس، وما أن رأته السيدة زينب رضي الله عنها حتى علت زفرات أساها وانكبت على الأشلاء الطاهرة تغسلها بدموعها وشجنها وأثر هذا المشهد في سيد الشهداء الإمام الحسين فتصبر أخته وأخذ بيدها في رفق إلى خبائها وعاد هو للمعركة .. استشهد أصحابه ثم من كان معه من أهله وأقاربه ولم يبق في الميدان سواه يضرب يمنه ويضرب يسره ويتلقى الطعنات والضربات وهو صابر محتسب، ومن يستطيع أن يقف هذا الموقف إلا سيد الشهداء الامام الحسين بن علي سليل بيت النبوة رضي الله عنهم ..
لقد شهدت السيدة زينب رضي الله عنها مصرع آلها في هذه المعركة وهي صابرة محتسبة .. كان معها في خيمتها غلام صغير هو عبد الله بن الحسن لمح قاتلا يوجه سيفه إلى الإمام الحسين فصاح فيه : يا ابن الخبيثة أتقتل عمي فضربه ابن الخبيثة هذا بسيفه فسقط على الأرض دون أن يقتل ونقل إلى عمته السيدة زينب التي تولته بالعناية والرعاية.
لقد نظرت السيدة زينب من خدرها فوجدت أخاها وحيدا في المعركة تحوطه الذئاب من كل جانب فخرجت مسرعة وصاحت في قائد الجيش عمر بن سعد يا عمر . . أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر . . فيطرق ابن سعد خزيا و ندامة ويصرف وجهه عنها والدموع تملأ عينيه . . ويطلب الحسين منها أن تعود إلى مكانها ثم ينادي في القتلة حوله : أعلى قتلى تجتمعون إنى لأرجو الله أن يكرمني بهوانكم، ثم ينتقم لي من حيث لا تشعرون. ويتكاثر القتلة على الإمام فيقتلونه . . !!
وأخذ قائد الجيش أهل الحسين رضوان الله عليهم إلى ابن زياد، فلما دخلت عليه السيدة زينب ومعها أهل بيت أخيها نظر إليها فإذا هي قوية صامدة صابرة فيسأل في استنكار من هذه؟ فلا تجيبه فلما كرر سؤاله ثلاث مرات ردت عنها إحدى خادماتها قائلة هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم . .
فردت عليه غاضبة : بل الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا، وإنما يفضح الله الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن زياد. فيعود يسألها : كيف رأيت صنع الله باهل بيتك؟
فتيجيبه الطاهرة الصامدة : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينهم وبينك فتختصمون عنده يوم القيامة.
ولما لم يستطع ابن زياد إكمال الحديث معها لما وجد فيها من قوة وصلابة وعزة وشموخ أدار الحديث مع أحد أبناء الحسين رضي الله عنهم وكان غلاما صغيرا هو علي ابن الحسين الأصغر (علي زين العابدين ) ومن نسله كان أئمة آل البيت فسأله ابن زياد :
- من أنت ؟
فأجابه سليل بيت النبوة : علي بن الحسين
فقال ابن زياد : « ألم يقتل الله علي بن الحسين»
فأجابه في اباء وشموخ : كان لي أخ أكبر مني يسمى « عليا» قتله رجالك .. فرد عليه في وقاحة بل قتله الله ..
فأجابه الغلام بفصاحة أهل بيت النبوة يقول الله سبحانه وتعالى : « الله يتوفى الأنفس حين موتها» « وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله».
فتضايق ابن زياد من إجابة الغلام ونادى جلاديه وطلب أن يضربوا عنقه وهنا تجلى الموقف البطولي لعمته السيدة زينب رضي الله عنها إذ اعترضت طريق الجلاد القاتل وضمت ابن أخيها بين ذراعيها وصاحت يابن زياد إذن فاقتلني معه فقال ابن زياد متعجبا ( ما للرحم أني أظنها ودت أني قتلتها معه. دعوه لما به).
وكان للسيدة العظيمة القوية موقف عظيم يليق بأمثالها مع الفاسق الفاجر يزيد ابن معاوية .( عليه لعنة الله ).
فعندما دخل آل البيت على يزيد وهو في جمع من الناس نظر أحد أهل الشام إلى السيدة فاطمة بنت الحسين وكانت جارية وضيئته فقال ليزيد : « هب لي هذه» فأرعدت وأخذت بثياب عمتها .. فوقفت موقفا قويا كما وقفت مع ابن أخيها عند ابن زياد وصرخت كذبت ولؤمت … ما ذلك لك ولا له.
فتغيظ يزيد وقال : كذبت إن ذلك لي- ولو شئت لفعلت.
قالت : كلا والله … ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا ..
فاشتد غيظه وصاح بها : إياي تستقبلين بهذا ؟ .. إنما خرج من الدين أبوك وأخوك
قالت : بدين أبي وأخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك ..
فلم يجد جوابا إلا أن قال : بل كذبت يا عدوة الله.
فقالت رضوان الله عليها : إنك أمير مسلط .. تشتم ظالما … وتقهر بسلطانك .. أظننت يا يزيد أن بنا هوانا على الله وأن بك عليه كرامة فشمخت بأنفك حين رأيت الدنيا مستوثقة لك ؟ ألا إن الله إن أمهلك فانه يقول : « ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما، ولهم عذاب مهين» لنردن على الله غدا يا يزيد وأنت تود لو كنت أبكم أعمى ولتجدننا عليك مرغما حين لا تجد إلا ما قدمت يداك تستصرخ بابن مرجانه ويستصرخ بك .. ولتعلمن يوم يحكم الله بيننا أينا شر مكانا وأضعف جندا ).
هذا الموقف القوي من السيدة زينب رضي الله عنها اخرس يزيدا وألجمه فحول الحديث عنها ورأى علي بن الحسين مغلولا فأمر بفك غله وقال له أيه يا ابن الحسين .. أبوك قطع رحمي وجحد حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما رأيت
قال علي : « ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور» .. فتلا يزيد الآية « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» ثم زوى وجهه وترك خطابه.
هكذا كان اللقاء في قصر الخلافة بين آل البيت ومغتصب الخلافة حتى الصغير من آل بيت النبوة ألجم يزيد حجرا فلم يستطع مجاراة الحديث معه أو مع عمته فتركهم يدخلون إلى بيته فقابلتهم نساؤه مقابلة حسنة وواسين السيدة زينب والسيدة فاطمة رضي الله عنهما ومن معهما وجعلن يسألن عما سلبنه بكربلاء فيردون إليهن مثله وزيادة عليه.
ودعا يزيد النعمان بن بشير وإليه على الكوفة الذي عزله لرفقه بدعاة الحسين هناك وكلفه أن يسير بآل البيت إلى المدينة ويجهزهم بما يصلحهم ويقال أن يزيدا ودع علي زين العابدين وقال له : لعن الله ابن مرجانة … أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي. ولكن الله قضى ما رأيت يا بني !!.. كاتبني من المدينة وأنه إلى كل حاجة تكون لك.
وكان ذلك منه مداراة لما حدث , وكأنه يبريء نفسه . ولكن هيهات .. هيهات . غدا سيقف أمام مليك مقتدر هو ورجاله فيعاقبهم الله شر عقاب بما فعلت أيديهم المجرمة الآثمة .
ولما عادت عقيلة بني هاشم رضي الله عنها ومن معها إلى المدينة إلتف الناس حولها فخاف حاكمها عمر بن سعيد وكتب إلى يزيد يقول أن وجود السيدة زينب رضي الله عنها بالمدينة مثير للعواطف و مهيج للخواطر لأنها فصيحة لبيبة إذا تكلمت ملكت على الناس أسماعهم وإذا خطبت سحرت عقولهم وألبابهم وربما طالبت بدم الحسين فيقع ما لا تحمد عقباه ولا يعلم مداه إلا الله.
فلما وصل كتاب الوالي إلا يزيد طلب منه أن يخيرها في الإقامة بأي بلد إلا المدينة ….. (فاختارت رضوان الله عليها مصر لما سمعته عن أهلها من حبهم لآل البيت وتعلقهم الشديد بهم وحضر معها من آل بيت النبوة السيدتان فاطمة وسكينة ابنتا الإمام الحسين رضوان الله على الجميع.)
ولما سمع والي مصر بمقدمها خف للقائها في جمع من العلماء والأعيان والوجهاء فقابلها الوفد عند بلدة العباسة بالشرقية حيث وصل ركبها المبارك الميمون يحيطه الإكبار والإجلال والبركة، وقوبلت رضي الله عنها بمصر أحسن استقبال وأنزلها الوالي مسلمة بن مخلد في داره.
ولقد كان وصولها رضوان الله عليها إلى مصر في أول شعبان سنة إحدى وستين من الهجرة.
وفــا تهــا :
أقامت رضي الله عنها بمنزل الوالي لمدة سنة كانت لا ترى خلالها إلا متعبدة متبتلة ثم وافتها المنية في الرابع عشر من شهر رجب سنة اثنين وستين من الهجرة حيث انتقلت إلى جوار ربها راضية مرضية ودفنت إلى حيث كانت تقيم .. وهو المكان الموجود فيه ضريحها الطاهر ومسجدها الآن. في الحي المعروف باسمها في ا لقاهرة رضي الله عنها ورحمها.
وسلام الله ورحمته وبركاته علي سيدنا ومولانا رسول الله وعلي آل بيته الطيبين الأطهار
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: