السبت، 25 أكتوبر 2014

قضايا نسائية معاصرة  :
==============




Upload a fileGet PremiumMake MoneySpeedy Drive
Report AbuseContact us
Download: قضايا نسائية معاصرة المستشار توفيق على وهبة .pdf
1.44 MB




Premium download
Limited download
Download Manager
  unlimited download speed
  unlimited download slots
  resume broken downloads
  download time: instant
  limited download speed
  only 1 download slot
  no resume support
  download time: 49 seconds
Get Download Manager, a small windows application which helps you download all files for free.
Fast DownloadSlow Download

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

Download File: قضايا نسائية معاصرة المستشار توفيق على وهبة .pdf
Speedyshare is a file hosting service. Upload your files to SpeedyShare and share them with your friends or even with strangers.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

أهمية استحضار النعمة
 
 
عَنْ سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَقُولُ :
نَشَأْتُ يَتِيمًا وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا وَكُنْتُ أَجِيرًا لِابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي(1) أَحْطِبُ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا وَأَحْدُو لَهُمْ (2) إِذَا رَكِبُوا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا
رواه ابن ماجة 2436 وضعفه الألباني ... قلت : وضعفه يسير
قال السندي في حاشية ابن ماجة : إسناده صحيح موقوف لأن حيان بن بسطام ذكره ابن حبان في الثقات وحفص بن عمرو ذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الدارقطني والذهبي وغيرهم وباقي رجال الإسناد أثبات
1-             (وَعُقْبَةِ رِجْلِي) : بضم العين  النوبة أي للنوبة من الركوب استراحة للرِجل
2-                (وَأَحْدُو لَهُمْ ) :من الحدو وهو سوق الإبل والنشيد لها لتطرب فتسير
-----------------------------------------------
ملاحظة هامة
========= 
الحديث الضعيف لايؤخذ به في العبادات ولا في الأحكام , ويجوز الأخذ به في صالح الأعمال , وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه هو من التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالي, وصلي الله علي سيدنا ومولانا رسول الله وعلي آله الطيبين الأطهار وعلي أصحابه  الغر الميامين ومن تبعه باحسان الي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
( توفيق وهبه)

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

أحاديث ماء زمزم)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم ( في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم )
أخرجه الترمذي (1/180) و البخاري في " التاريخ الكبير "(2/1-173) والبيهقي (5/202) وصححه الأباني في السلسلة الصحيحة  883.
فيه مشروعية صب ماء زمزم على المرضى.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة قبل ان تفتح مكة إلى سهيل بن عمروان أهد لنا من ماء زمزم ..فبعث إليه بمزادتين
أخرجه البيهقي 5/202 – قال الألباني : "أخرجه البيهقي بإسناد جيد وله شاهد مرسل صحيح في ( مصنف عبد الرزاق ) ( 9127 ) وذكر ابن تيمية أن السلف كانوا يحملونه"
في الحديثين سنية حمل ماء زمزم للأمصار خلافا لما ذكره القشيري في كتابه: (السنن والمبتدعات) حيث عده من البدع.
فائدة: يجوز نقل ماء زمزم باتفاق الأئمة الأربعة.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام.
رواه الطبراني (3/112/1) وعنه الضياء في " المختارة " (67/114/2) وحسنه الأباني في السلسلة الصحيحة  1056
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله هاجرا وأم إسماعيل لو تركتها كانت عينا معينا
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند "(5/121) وابن حبان(1028) وأبو بكر المقريء في " الفوائد " (1/109/1) وابن عساكر (19/279/2) وصححه الأباني في السلسلة الصحيحة  1669 والشطر الثاني للحديث رواه البخاري 2195-3112 ... ركض : أي ضرب
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل و هو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه ، و استخرج القلب، واستخرج منه علقة ،فقال: هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم. أخرجه مسلم ( 1 / 101 - 102 ) و أحمد ( 3 / 121 و149 و 288 ).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال أبو ذر (رضي الله عنه) : وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ.
أخرجه مسلم 4520
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
ومن شرفها رغب أن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل إلى بئر زمزم فيعين في استخراج ماءها فيسقي الناس ... ولكنه لم يفعل خشية أن يتزاحم الناس في ذلك على أنها سنة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس :"يا فضل اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها" فقال :"اسقني" قال :"يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه" قال :"اسقني" فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال :"اعملوا فإنكم على عمل صالح" ثم قال :"لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه -يعني عاتقه- وأشار إلى عاتقه"
أخرجه البخاري 1528
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال ابن عباس (رضي الله عنهما) : كنا نسميها شباعة (يعني:زمزم) وكنا نجدها نعم العون على العيال.
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف "(5/117) وعنه الطبراني في " الكبير "(3/90/2) و صححه الأباني في السلسلة الصحيحة  2685 ... ركض : أي ضرب.
‏(ماء زمزم لما شرب له)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ماء زمزم لما شرب له
رواه أحمد 14320 وابن ماجة 3053 وصححه الأباني في الإرواء 1123. وأملى الحافظ ابن حجر مجلساُ خاصاً في طرق هذا الحديث
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
*** وأعلى من صححه: سفيان بن عيينة، فقد صح عنه أن رجلاً قال له: ما قولك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له" أثابت عندك؟ فقال: نعم. فقال: لقد شربت زمزم آنفاً على أن تحدثني مئة حديث: فقال له: اجلس، فجلس وأسمعه مئة حديث*** تاريخ دمشق 45/308 – كتاب الأذكياء لابن الجوزي 1/46
وفي هذه القصة الثابتة عنه إشارة صريحة في أن عيينة، وهو من الجهابذة، يصحح الحديث وقد نصص على تصحيحه جمع من أهل العلم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
***قال القاسم بن محمد بن عباد: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت ابن المبارك بمكة أتي زمزم، فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال، حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ماء زمزم لما شرب له " وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه. ***
تاريخ بغداد " 10 / 166، سير أعلام النبلاء 8/393
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال الحاكم الحافظ الكبير إمام المحدثين أبو عبد الله النيسابوري- صاحب المستدرك - : شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف. طبقات الحافظ 1/82
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
شرب ابن خزيمة المتوفى ماء زمزم وطلب علما نافعا ....(الذهبي: تذكرة، 2 / 721).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
حافظ عصره الامام ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه :" شرب ماء زمزم سائلا الله أن يصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ وفطنته ".
فبلغها وزاد عليها... طبقات الحافظ 1/117
قال ابن حجر : لا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها وقال: أنا شربته في بداية طلبي للحديث بنية أن يرزقني الله حالة الإمام الذهبي في الحفظ ومعرفة الرجال. وقال: حججت بعد عشرين سنة وأن أجد في نفسي المزيد من تلك الرتبة. وقال: شربته فيما بعد بنية أن يجعلني لله كابن تيمية في معرفة الفرق والأديان. وقال ابن الهمام في (فتح القدير شرح الهداية 2/400): والعبد الضعيف -يقصد نفسه- شربه للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام.- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
جلال الدين السيوطي طلب من الله تعالى وهو يشرب من ماء زمزم أن يجعله من الائمة المجتهدين... إسعاف المبطئ 1/7
قال السيوطي : "ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور، منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر." ... طبقات المفسرين 1/2
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
اشتهر عن الشافعي انه شربه للرمي فكان يصيب من كل عشرة تسعة... شرح سنن ابن ماجة 1/220 – الأذكياء لابن الجوزي ص 105
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
في ترجمة إمام الإقراء ابن الجزري : كان أبوه تاجراً فمكث أربعين سنة لا يولد له ثم حج فشرب ماء زمزم بنية ولد عالم فولد له...(أي العلامة ابن الجزري). ... الضوء اللامع 4/439
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
لما حج الخطيب البغدادي شرب ماء زمزم لثلاث: أن يحدث بتاريخ بغداد, وأن يملي بجامع المنصور, وأن يدفن عند بشرالحافي. فقضي له بذلك. اي فاعطاه الله الثلاث التي طلبها  .... تذكرةالحفاظ 3/1139
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال العلامة ابن العربي المالكي المفسرالمشهور: كنت بمكة مقيما في ذي الحجة سنة 489، وكنت أشرب من ماء زمزم كثيرا، وكلما شربته نويت به العلم والإيمان، ففتح الله لي ببركته في المقدار الذي يسره لي من العلم، ونسيت أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله لي فيهما، ولم يقدر فكان صغري للعلم أكثر منه للعمل، وأسأل الله تعالى الحفظ والتوفيق برحمته... " مقدمة المحقق لكتاب العواصم ".
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العلامة عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير أبي حفص البلقيني الأصل القاهري الشافعي: كان يذكر أنه لم يكن له تقدم اشتغال في العربية، انه حج في حياة أبيه يعني في سنة سبع وثمانين وسبعمائة فشرب ماء زمزم لفهمها فلما رجع أدمن النظر فيها فمهر فيها في مدة يسيرة... الضوء اللامع 2/259
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العلامة أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني الحنفي : حكي عنه أنه شرب ماء زمزم لولاية القضاء، فحصل له... طبقات الحنفية
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم المقصري : "شربت من زمزم لثلاث لأرجع إلى بلدي واجتمع بوالدي. واشتغل بالافتاء، وليرضى الله عني.........فوجدت خصلتين رجعت إلى بلدي واجتمعت بوالدي، وكان يقول أرجو ان ألقى الثالثة... النور السافر عن أخبار القرن العاشر 1/152
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقال أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي وحدثني أبي رحمه الله قال: دخلت الطواف في ليلة ظلماء فأخذني من البول ما شغلني، فجعلت أعتصر حتى آذاني، وخفت إن خرجت من المسجد أن أطأ بعض تلك الأقدام، وذلك أيام الحج، فذكرت هذا الحديث، فدخلت زمزم فتضلعت منه، فذهب عني إلى الصباح. ... تفسير القرطبي 9/307
‏(شهادة من ابن القيم)
قال ابن القيم في ( زاد المعاد ) ( 3 / 192) : سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل .....وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الايام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا.
قال ابن القيم في ( مدارج السالكين ) ( 1 / 85) : وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء والأمر أعظم من ذلك ولكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان.
‏(ماء زمزم في أشعار)
قال الأعشى وهو يؤنب رجلاً ويخبره أنه مع شرفه لم يبلغ مبلغ قريش الذين هم سكان حرم الله، ولهم حظ الشرب من زمزم:
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ... ولا لك حظ الشرب من ماء زمزم... ثمار القلوب في المضاف و المنسوب 1/169
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقال أبو هفان وهو يمدح رجلاً:
لو كنت نوءاً كنت نوء المرزم ... أو كنت ماء كنت ماء الزمزم... ثمار القلوب في المضاف و المنسوب 1/169
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قال الدمياطي : افضل المياه علي الاطلاق ما نبع من بين اصابعه الشريفة ثم ماء زمزم ثم ماء الكوثر ثم نيل مصر ثم باقي الانهر كسيحون وجيحون والدجلة والفرات وقد نظم ذلك التاج السبكي فقال :
وافضل المياه ماء قد نبع __من بين اصابع النبي المتبع
يليه ماء زمزم فالكوثر __فنيل مصر ثم باقي الانهر
اعانة الطالبين ج 2 ص316

‏(حــبّ ماء زمزم)
عن مجاهد  قال : كان بن عباس إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم... الكامل لابن عدي 3/281
عن ابن خثيم قال: قدم علينا وهب بن منبه مكة فاشتكى، فجئناه نعوده، فإذا عنده من ماء زمزم. قال: فقلنا له. لو استعذبت ؟ قال: ما أريد أن أشرب حتى أخرج منها غيره. نهاية الأرب في فنون الأدب 1/91


مجلة الجامعةالاسلامية بالمدينة المنورة

 

 

المعماهدات في الإسلام

بقلم: الأستاذ توفيق علي وهبة
المعاهدات هي الاتفاقات أو العهود أو المواثيق التي تعقدها الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول في حالتي السلم والحرب، وتسمى المعاهدة في الحالة الأخيرة موادعة أو مصالحة أو مسالمة. ويقرر بمقتضاها الصلح على ترك الحرب لقوله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.
وتنظم المعاهدات العلاقة بين الدول الإسلامية والدول الأخرى، وهي إما أن تكون تقريراً لحالة السلم القائمة حتى يأمن الطرفان وقوع إعتداء من بعضهما على بعض. وإما أن تكون إنهاء لحالة الحرب والعودة إلى السلام الذي هو أساس العلاقات الدولية في نظر الشريعة الإسلامية.
ومن المعاهدات التي وقعت بين الدول الإسلامية وغيرها ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود المدينة عند قدومه إليها، وجاء في هذا العهد:
"إن اليهود يتفقون[1] مع المؤمنين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ومواليهم وأنفسهم إلاّ من ظلم وإثم فإنه لا يوقع إلاّ نفسه وأهل بيته وإن ليهود بني النجار وبني حارث وبني ساعدة وبني جشم وبني الأوس وبني الشطنة مثل ما ليهود بني عوف، وإن بطانة يهود كأنفسهم وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة على البر دون الإثم، وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه. وإن النصر للمظلوم وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن نصر الله لمن اتقى بين أهل هذه الصحيفة وأبر. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح فإنهم يصالحون وإذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين، إلاّ من حارب في الدين على كل أناس حصنهم من جانبهم الذي قبلهم، وإنه لا يحول دون هذا الكتاب ظلم أو إثم. وإن الله جار لمن بر واتقى".
ويتبين من هذا العهد أنه كان لتقرير حالة السلم بين اليهود والمسلمين، كما أنه أمان بينهم لضمان عدم وقوع الحروب.
ولقد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بني ضمرة من قبائل العرب وجاء في هذه المعاهدة "هذا كتاب محمد رسول الله لبني ضمرة بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على من رامهم إلاّ أن يحاربوا في دين الله، ما بل بحر صوفه وأن النبي إذا دعاهم إلى النصرة أجابوه عليهم بذلك ذمة رسوله، ولهم النصر من بر منهم واتقى".
ومن المعاهدات الإسلامية أيضاً عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل إيلياء (بيت المقدس).

الشروط التي يجب توفرها في المعاهدات:

يقول الإمام الأكبر المرحوم الشيخ محمود شلتوت: "والإسلام حينما يترك للمسلمين الحق في إنشاء المعاهدات لما يرون من أغراض يشترط في صحة المعاهدة ثلاثة شروط:
أولاً: ألاّ تمس قانونه الأساسي، وشريعته العامة التي بها قوام الشخصية الإسلامية وقد جاء في ذلك قوله عليه السلام: "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل"، ومعناه أن كتاب الله يرفضه ويأباه.
 ومن هذا الشرط لا يعترف الإسلام بشرعية ( معاهدة ) تستباح بها الشخصية الإسلامية وتفتح الأعداء باباً يمكنهم من الإغارة على جهات إسلامية أو يضعف من شأن المسلمين بتفريق صفوفهم وتمزيق وحدتهم.
ثانياً: أن تكون مبنية على التراضي من الجانبين ومن هنا لا يرى الإسلام قيمة لمعاهدة تنشأ على أساس من القهر والغلبة وأزيز (النفاثات) وهذا شرط تمليه طبيعة العقد إذا كان عقد التبادل في سلعة ما، بيعاً وشراءً، لابد فيه من عنصر الرضا: {إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} فكيف بالمعاهدة وهي للأمة عقد حياة أو موت.
ثالثاً: أن تكون المعاهدة بينة الأهداف واضحة المعالم تحدد الإلتزامات والحقوق تحديداً ما يدع مجالاً للتأويل والتخريج واللعب بالألفاظ وما أصيبت معاهدات الدول المتحضرة التي تزعم أنها تسعى إلى السلم وحقوق الإنسان بالإخفاق والفشل، وكان سبباً في النكبات العالمية المتتابعة إلاّ عن هذا الطريق، طريق الغموض والإلتواء في صوغ المعاهدات وتحديد أهدافها.
وفي التحذير من هذه المعاهدات يقول الله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} والدخل هو الغش الخفي يدخل في الشيء فيفسده ".
الوفاء بالمعاهدة:
ومن الواجب على الدول المتعاهدة ألاّ تنقض المعاهدات التي وقعتها فيما بينها إلاّ أن تكون معاهدة مؤقتة وانتهت مدتها. أما إذا كانت معاهدة دائمة أو معاهدة مؤقتة لم تنته مدتها ونقضها العدو فللدولة الإسلامية أن تنقضها أيضاً وتحارب هؤلاء الخارجين المارقين.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}. قال أبو بكر الجصاص في تفسير هذه الآية: "يعني والله أعلم إذا خفت غدرهم وخدعتهم بالمسلمين وفعلوا ذلك خفياً ولم يظهروا نقض العهد فانبذ إليهم على سواء، يعني ألق إليهم فسخ ما بينك وبينهم من العهد والهدنة حتى يستوي الجميع في معرفة ذلك وهو معنى قوله: {عَلَى سَوَاءٍ} لئلا يتوهموا أنك نقضت العهد بنصب الحرب".
ويقول الجصاص أيضاً: "وقد غزا النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة بعد الهدنة من غير أن ينبذ إليهم لأنه قد كانوا نقضوا العهد بمعاونتهم بني كنانة على قتل خزاعة وكانت حلفاء للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جاء أبو سفيان على المدينة يسأل النبي صلى الله عليه وسلم تجديد العهد بينه وبين قريش فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فمن أجل ذلك لم يحتج إلى النبذ إليهم إذ كانوا قد أظهروا نقض العهد بنصب الحرب لحلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فعلم من هذا أن النبذ لا يكون إلاّ عند خوف الخيانة والغدر من العدو أما عند نقض العدو بالفعل العهد الذي بيننا وبينه فإننا لا نحتاج إلى النبذ قبل محاربته بل لنا أن نغزوه بدون نبذ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش حين سار إليهم لفتح مكة فإنه لم ينبذ إليهم".
وقال ابن العربي في نفس الموضوع: "كيف يجوز نقض العهد مع خوف الخيانة والخوف ظن لا يقين معه، فكيف يسقط يقين العهد مع ظن الخيانة فالجواب من وجهين:
 أحدهما: أن الخوف قد يأتي بمعنى اليقين كما قد يأتي الرجاء بمعنى العلم قال الله تعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}.
الثاني: إذا ظهرت آثار الخيانة وثبتت دلائلها وجب نبذ العهد لئلا يوقع التمادي عليه في الهلكة وجاز إسقاط اليقين هنا ضرورة، وأما إذا علم اليقين فيستغنى عنه نبذ العهد إليهم وقد سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة لما اشتهر منهم نقض العهد من غير أن ينبذ إليهم".
ومن ذلك يتبين لنا أن المسلمين مطالبون بالوفاء بعهودهم إلاّ إذا نقض العدو عهدهم معهم، ففي هذه الحالة يكون المسلمون مطالبين بقتالهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة عندما نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليه السلام لقتالهم دون أن ينبذ إليهم. وقال عليه الصلاة والسلام وهو في طريقه لقتالهم: "اللهم اقطع خبرنا عنهم" ليفاجئهم .
وأما إذا خاف المسلمون خيانة الآخرين لهم أو ظهر لهم الخيانة فعلاً ولم ينقضوا العهد بعد فلا يجوز قتالهم حتى يخبرهم المسلمون بنبذ عهدهم ونقض ما بينهم من المعاهدات وذلك للإبتعاد عن شبهة الخيانة والغدر بالمحاربين مع وجود عهد يقتضي بعدم محاربتهم.
هذا هو حكم الإسلام في المعاهدات التي توقعها الدولة الإسلامية مع الدول الأخرى لحفظ السلام. فنحن مطالبون بالوفاء بها والمحافظة عليها وعدم نقضها إلاّ إذا نقضها العدو، أما إذا لم ينقضها ولم يظاهر على عداء المسلمين فعلى المسلمين الوفاء لهم لقوله سبحانه وتعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ}.
فأين ذلك مما تتبعه الدول التي تدعي الحضارة والمدنية في عصرنا الحاضر؟! إنها تخالف القوانين الدولية وتنتهك الحقوق الإنسانية، ولا ترعى عهداً ولا ذمة، وتعتدي على مباديء الحق والعدل والسلام.
وصدق الله سبحانه إذ يقول: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ}.
 
--------------------
**  نشر بمجلة الجامعة الاسشلامية بالمدينة المنورة ونقله عدد من المواقع الألكترونية

 




[1]   هكذا أوردت في منتخب السنة  بالفاء. من الوفاق وهي سيرة ابن هشام بالنون من النفقة. (المجلة)