الاثنين، 25 مايو 2015

المستشار توفيق وهبة يكتب:التعصب المذهبى وثقافة التقريب

25 مايو,2015 ، آخر تحديث 5:21 م - أخبار حصري
توفيق وهبة

من عوامل الفرقة بين المسلمين  الخلاف والتعصب المذهبي الذى أدى إلى إضعاف الأمة الإسلامية لفترات طويلة. لذلك يجب تفعيل ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية، وزيادة التواصل الثقافى والفكرى بين القيادات الفكرية والفقهية.
وأن مؤتمرات الوحدة الإسلامية التى تقام كل عام انما تهدف إلى تفعيل دور الوحدة وثقافة التقريب وتذليل العقبات ووضع الخطط والبرامج التى تواجه المعوقات التى تعترض سبيل الوحدة.
ولقد اتجهت جهود المخلصين ومفكرى هذه الأمة الى الدعوة الى التقريب فأنشئت دار التقريب بالقاهرة منذ أكثرمن سبعين عاما  وكانت تضم جماعة من كبار العلماء برئاسة  الامام الأكبر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله  . وجاري  الآن اعادة اشهارها باعتبارها أول دار تدعو الي التقريب في العالم الاسلامي.
كما أقيم المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية فى إيران ويضم نخبه مختارة من كبار علماء وفقهاء المسلمين.
وبادرت المنظمه الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامى بتاسيس هيئة للتقريب أيضا عام 2007م .
وفى المركز العربى للدراسات والبحوث بمصر الذى أشرف برئاسته، شعبة للتقريب بين المذاهب الاسلامية ويصدر مجلة محكمة باسم بحوث ودراسات يرأس تحريرها صديقنا العلامة الاستاذ الدكتور أحمد السايح الأستاذ بجامعات الأزهر وقطر وأم القري وقد أصدرنا أربعة اعداد خاصة بالتقريب بين المذاهب الإسلامية قبل وفاته رحمه الله.
وكل هذه المجامع والمراكزتعمل على:
1- نشر ثقافة التسامح والتقريب ونبذ التعصب والعنف والتفريق
2- التمسك بالخطوط العريضة للثقافة والحضارة الاسلامية، وأن تتحول ثقافة التقريب الى موقف أسلامى يمنع المسلم من أن يعتدى على المسلم الآخر .بل يمنعه من الاعتداء على أى أنسان مهما كان دينه لأن الإسلام يرفض مبدأ العدوان.
أثر التعصب المذهبى على الأمة:
1- التعصب سبب فى تفريق الأمة وتيق وحدتها فكل مذهب ينظر إلى أنه على الحق وغيره على الباطل وتجرأ كثير من أتباع المذاهب على تضليل وتفسيق وتبديع بل وتكفير المذاهب والفرق الإسلامية الأخرى لمجرد مخالفتهم لمذهبهم حتى ولو كان الخلاف فى الفروع لا فى الأصول.
2- التعصب يؤدى الى الجهل لأن من يتعصب لمذهب معين ينغلق عليه ولا يسطتيع بحث ودراسة وجهة النظر الأخرى وكما قال الإمام الشافعى رضى الله عنه لا يتعصب إلا جاهل.
3- إن من يتعصب لرأى معين يأخذ رأيه قضية مسلمة وإن خالفت الكتاب والسنة
فالأئمة بشر والبشر معرض للصواب والخطأ .والأئمة رحمهم الله أمروا اتباعهم باتباع الدليل وإن كان مخالفا لرأيهم لأن كل انسان يؤخذ من رأيه ويرد إلا النبى صلى الله عليه وسلم .
فالمتعصب مخالف لإمامه ومخالف لكتاب الله وسنة رسول الله صلى عليه وسلم
4- إن المتعصبين يسيئون الأدب مع من يخالف مذهبهم من أئمة المذاهب الاخرى .
وهؤلا الأئمة هم السلف الصالح يجب إحترامهم وتبجيلهم ولكن المتعصبين والجهلاء يوجهون أقبح الألفاظ وأحط الشتائم لهؤلا العظماء وعلى ذلك فهم على خطر عظيم ، ولقد ذم الله سبحانه وتعالى هؤلاء المتعصبين فقال عز وجل (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ إنما أمرهم إلى ا لله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )
 
دعوة التقريب تؤتي ثمارها
إن الدعوة الي التقريب بين المذاهب دعوة رشيدة تعمل علي جمع شتات الأمه ولم شملها في وحدة قوية تحمي الإسلام والمسلمين وتدفع عنهم غائلة الأعداء والدخلاء وكذا السفهاء ومنحرفي التفكير من الذين يدعون بدعوي الجاهليه من تعصب وتطرف وإرهاب سواء كان هذا الإرهاب فكريا أو مسلحا،وسواء اتهم الآخرين بالكفر أو اعتدي علي ممتلكاتهم أو انتهك أعراضهم وحرماتهم  فالتكفير يتبعه التفجير.
فمن يكفر الناس ويتبع ذلك بعمليات القتل وهو يحسب انه يفعل ذلك حسبه لله فهو مخطئ في الحالتين. مخطئ لتكفير المسلم , ومخطئ لقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق .
والآن قد خفت ظاهرة التعصب المذهبي وتكفير متعصبي المذاهب بعضهم بعضا،وذلك تلبية لدعوي العقلاء من فقهاء الأمه وعلمائها وأصحاب الرأي فيها. وقد راينا كيف أن علماء السلف والخلف يستنكرون التعصب والتكفير والإرهاب بكل صوره وأشكاله .
وقد بدأت بعض الدول السنية تأخذ في قوانينها بالفقه الشيعى وان يصلي الشيعي خلف السني والسني خلف الشيعي . ويبدو ذلك جليا في  أيام الحج والعمرة  وكذا في مؤتمرات الوحدة الإسلامية حيث يصلي الجميع سنة وشيعة خلف إمام واحد.
و في إفتتاح المؤتمر الحادي والعشرين للوحده الإسلاميه دعا آية الله هاشمي رفسنجاني في كلمته الإفتتاحية الي وقف ومنع سب الصحابه والسلف وافتي بتحريم ذلك .وكان ذلك شائعا من قبل بين العامة وبعض العلماء .
  ثم تواتر بعد ذلك تحريم المراجع سب الصحابة وأمهات المؤمنين وفي المستقبل القريب سيزداد التعاون بين علماء الفقه الاسلامي من السنة والشيعة كما سيزداد أخذ المذاهب من بعضها البعض لما يخدم مصلحة الاسلام والمسلمين .
( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون  )


ليست هناك تعليقات: