الثلاثاء، 20 مارس 2007

كلنا أخوة شيعة وسنة


توصيات مهمة في ندوة "كلنا إخوة .. شيعة وسنة"الخلافات بين السنة والشيعة .. سياسية وليست فقهية.. ومصر أفضل مكان لتحقيق وحدة الأمةالاجتهاد الجماعي للمذاهب .. يؤدي إلي الصواب وينهي الشقاق
مصطفي ياسين
امتثالا لما تحرص عليه القيادة المصرية الحاكمة من التواصل والتقريب بين جميع المؤسسات والمذاهب الإسلامية.. عقدت بمقر مشيخة الطريقة العزمية برئاسة الشيخ علاء ماضي أبوالعزائم - والتي خطت خطوات واسعة في هذا المجال - ندوة موسعة بعنوان "كلنا إخوة.. شيعة وسنة" حضرها عدد كبير من العلماء والمفكرين أكدوا أن الخلافات بين السنة والشيعة سياسية وليست فقهية وان مصر هي المكان الأمثل لتحقيق التقارب بينهم. وبعد يوم كامل من المناقشات والمداخلات التي أدارها فضيلة الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق رئيس جماعة دار التقريب - وفضيلة الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية - صدرت مجموعة توصيات في غاية الأهمية علي رأسها: التوصية بقبول التنوع والتعدد في إطار من احترام الرأي والرأي الآخر مما يثري المسيرة الفكرية للأمة مع التمسك بآداب الاختلاف ومنهجية الحوار البناء. ونبذ كل مظاهر التعصب والتمسك الأعمي بالآراء. أمة واحدة مع الحرص علي تعميق معاني الأخوة بين المسلمين في إطار التأكيد علي وحدة الأمة مع الأخذ في الاعتبار ان اختلاف وجهات النظر في فهم النصوص والاجتهاد في تطبيقها أمر طبيعي ولا يمنع من التعاون في القضايا المشتركة ومواجهة التحديات والأخطار التي تهدد وجود الأمة فالحوار الداخلي هام جدا حتي نستطيع توصيل دعوتنا للعالم. وضرورة التعريف بالمذاهب الإسلامية وفق منهج يقوم علي تعظيم الجوامع واحترام الفروق. الاجتهاد الجماعي ونظراً لكثرة مشكلات وقضايا المجتمع الانساني المعاصر نوصي بالاجتهاد الجماعي للمذاهب الإسلامية لما له من دور في انضاج الآراء والوصول إلي الصواب والاهتمام بمصادر الشريعة فيما لا نص فيه والتي تواكب نمو المجتمعات الانسانية مثل: المصالح المرسلة وذلك بقصد التوجه إلي وضع القوانين واللوائح التنظيمية لواقع الناس وآفاق حياتهم وعلي هدي من قواعد الاجتهاد الجماعي. كما نوصي باعتبار المذاهب الإسلامية في الفروع الفقهية المتعددة مدرسة شمولية واحدة يختار من ارائها ما هو أقوي دليلا وأكثر تحقيقا للمصلحة المعتبرة شرعا مما يوحد اتباع المذاهب في واقعهم ومعاملاتهم بشكل عملي ومستقر ويؤكد لهم جميعا ان التعدد في الآراء يثري المسيرة ويمكن من الاختيار الراشد. بناء العقلية الاهتمام ببناء عقلية الاجتهاد في مؤسساتنا التعليمية لتكون المشاركات التي يقدمها العلماء المعاصرون في دراساتهم محكومة بأطر الشريعة وقواعدها حتي لا يؤدي ذلك إلي الاختلاف والقول بالهوي ويسيء لعمليات الترجيح والاختيار ويتيح للاعداء التسرب إلي معاقل الإسلام وحصونه. ومن الضروري ان تنعكس عملية التقريب بين المذاهب وفق ما سبق بيانه علي مناهج التربية والتعليم ليس في تنقيتها فحسب مما يسيء إلي العلاقة بين المذاهب انما في ترسيخها لعلاقات الاخوة والمحبة بين أتباعها كما يجب ان تتبني أجهزة الاعلام والتوجيه الخطط المدروسة للتقريب بين المذاهب بهدف نقل هذه المفاهيم إلي القطاعات العريضة من الناس مما يؤدي إلي تعميق ثقافة الحوار والالتقاء بين جميع المذاهب الإسلامية ولابد من التركيز هنا علي ان التعصب الأعمي للرأي والانتصار للمذهب بانفعال وتشنج هو من بقايا التخلف الذي عانت الأمة منه في العصور المتأخرة.. والتخلص من ذلك يتطلب جهوداً كبيرة تبذل علي مستوي القادة والموجهين والعلماء والدعاة لترجمة هذه الافكار إلي واقع علمي وملموس ومستقر. ويقع في طليعة ما يجب العمل عليه تسهيل لقاء فقهاء جميع المذاهب الإسلامية وعقد الاجتماعات الموسعة والمدروسة بينهم. باب مكسور!! وصف الشيخ عبدالله القمي - سكرتير جماعة التقريب - الخلاف بين السنة والشيعة بأنه بمثابة الباب المكسور الذي يستغله أعداء الإسلام لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة في التفرقة بين المسلمين لذلك فعلي العلماء والعقلاء والدعاة ومشايخ الطرق الصوفية نشر الفكر المستنير بين العامة لكشف هذه المخططات التي تخلق الصراع السياسي بين الطائفتين وتظهره علي انه صراع طائفي فقهي لضمان بقاء الاستعمار والاحتلال في بلادنا. مؤكدا ان مصر وإيران مؤهلتان للقيام بدور التقريب لما لهما من ثقل ديني وسياسي. روابط مقدسة وعرض أحمد مصطفي أتش - من تركيا - لفكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي حول "الشيعة والسنة" حيث طالب برفع هذا النزاع فورا فيما بين السنة والشيعة فهو نزاع لا معني له ولا حقيقة فيه وهو باطل ومضر في الوقت نفسه لأنه ان لم يزل هذا فإن الزندقة تستغل أحدهما ضد الآخر وتستعمله أداة لافناء الآخر. في حين انهم أهل التوحيد بينهم مئات الروابط المقدسة إلي الاخوة والاتحاد. انطلاقة فكرية وأكد الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح - الاستاذ بجامعة الأزهر - ان المراد من التقريب هو استثمار ما وصلت إليه المذاهب الإسلامية الكلامية للوصول إلي انطلاقة الفكر الإسلامي وبيان افق وقدرة هذا الفكر علي التصدي والمواجهة لكل التيارات المناوئة للإسلام فالتقريب ان يتحد أهل الإسلام علي أصوله التي لا يكون المسلم مسلما إلا بها.. فالأمة الإسلامية وان اختلفت فيها المدارس الفكرية تملك أسسا مشتركة تستطيع بها ان تجمع شتاتها وتوحد كلمتها فهي أمة واحدة ذات دين واحد. وتساءل المستشار توفيق علي وهبة - رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث: ان الدين الحنيف يأمرنا بحسن التعامل مع الآخر من أديان سماوية وغيرها فما بالنا لا نحسن التعامل مع الشيعة وهم يحسنون التعامل معنا؟! فنحن جميعا مسلمون واخوة في الدين فيجب ان نحسن الظن بعضنا ببعض وان نقدم للعامة من أتباع السنة والشيعة صحيح الدين دون تعصب لمذهب معين وان يكون العلماء قدوة طيبة لهم. قاعدة المعرفة وطالب الشيخ قنديل عبدالهادي - إمام مسجد المختار بمنطقة جليم بالإسكندرية - بضرورة وأد هذه الفتنة التي لن تصيب أهل الباطل فقط بل تصيب الجميع.. ويتحقق هذا الوأد بتوسيع قاعدة المعرفة في الدروس والخطب والمواعظ. وحذر الشيخ عبدالحليم العزمي - مدير تحرير مجلة "الإسلام وطني" - من أن الأمة الإسلامية تواجه مخططا خبيثا لابادتها ببث الفرقة والخلاف بين ابنائها مرجعا ذلك إلي دسائس اعداء الإسلام والتعصب والجهل. ودعا الشيخ أحمد التيجاني - شيخ الطريقة التيجانية - إلي نقل وقائع وتوصيات هذه الندوة إلي قادة ورؤساء دول القمة العربية القادمة في الرياض للعمل علي تنفيذها وتوحيد الأمة. وأكد الشيخ مصطفي الهاشمي - شيخ الطريقة الهاشمية - ان هذا الخلاف بين السنة والشيعة سياسي أولا وأخيرا وانه لا يوجد اي خلاف بينهما علي حب آل البيت والإمام علي والصحابة الذين أجمعوا علي أنه لولا وجود "علي" بينهم لهلكوا كما قال أبوبكر وعمر.. فهل بعد هذا ندعي وجود خلاف بينهم؟!




بيان الخصوصية
Powered by :
جميع الحقوق محفوظة لدار التحرير للطبع والنشر ©E-mail:eltahrir@eltahrir.net

ليست هناك تعليقات: