السبت، 11 أكتوبر 2008

الابتداع في الدين ضلالة

بقلم المستشار: توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث
نص الشرع على تحريم الاجتراء على الدين باختراع الأعمال والأقوال وتزيينها للناس، لأن فعله أو القول به لا يؤدي الى الطاعات بل الابتعاد عن رضا الله عز وجل· ويقول المستشار توفيق وهبة ـ مدير المركز العربي للدراسات وبحوث التراث ـ إن الإسلام لا يرفض الاجتهاد واستحداث بعض الابتكارات والاختراعات في مجال الصناعات وغيرها، ولكن الذي يرفضه الإسلام اختراع الأعمال والأقوال وتقديمها للناس حتى يحسبوها ديناً من الله تعالى·وهذا ابتداع في الدين بما لم يكن من عند الله تعالى ولا من هدي رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم يجلب اللعنة لصاحبه وكل من يعمل به· وفي عصرنا كثرت عمليات الابتداع، ويقدمون أقوالهم وأفعالهم ببريق يجذب الناس، ويستميلون قلوبهم بشتى الأساليب والطرق لتحقيق اهداف خبيثة وتقويض الإسلام· ويؤكد أن كل ما يصدر عن البشر وهو مخالف لأمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يرد عليهم ولا يعد مقبولا، والرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: ''من أحدث -أي ابتدع- في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد''، وقوله ـ عليه السلام ـ ''من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد'' أي مردود· ويشدد على أن صاحب البدعة ضال، وبدعته مردودة عليه ولا ثواب له، والله تعالى يصب عليه اللعنة· والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته: ''أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة'' وحذرنا من التغيير في دين الله وعدّه طريق ضلال ينال صاحبه العقاب من المولى عز وجل·ويشير الى أن هناك أقساما للبدعة علينا الحذر منها جميعا لأنها ليست من الإسلام، مثل أفعال بعض الفرق تقربا الى الله لنيل الدرجات العليا بالمبالغة في العبادة والانقطاع عن الناس وترك الزواج مع الداعي وعدم المانع وترك العمل، وتعليق الشموع والمصابيح على الأضرحة·ويضيف ان من هذه البدع وما يقوم البعض به من رفض النصوص في دين الله تعالى الذي يقول: ''فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول'' النساء الآية ·59 وغيرها من الأمور التي تعد مخالفة لشرع الله وليس لها سند من كتاب أو سنة·ويشدد على أن المسلم مطالب بالحرص على تحصيل العلم والمعرفة الشرعية التي تمكنه من الوقوف على أصول الإسلام وثوابته، والإلمام بقواعده وكلياته التي تمكنه من أداء العبادات والطاعات، ونيل رضا الله سبحانه وتعالى·ويطالب بالابتعاد عن الأمور التي تثير الشك، مع اعتزال أهل الضلالة والبدع ودعاة الفتنة، والحرص على الجماعة ونبذ الاختلاف والفساد والإفساد، والتمسك بحقائق القرآن والسنة والاقتداء بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: ''من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني''·كما يجب الابتعاد عن المغالاة في الدين والتشدد والجدل، مع ضرورة الإخلاص في العبادة والالتزام بالتوجيه الإلهي قال تعالى: ''ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا'' النساء الآية 115.
___________________________
المصدر جريدة الإتحاد الإماراتية بتاريخ 3 / 9 / 2008

القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالي

بقلم المستشار: توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث
تروج بعض الروايات بين المفكرين والعامة من أهل السنة ومن الشيعة عن وجود مصحف لدي الشيعة يسمي مصحف فاطمة. ويفهم البعض من هذه الروايات ان هذا المصحف قرآن نزل به الوحي علي فاطمة عليها السلام بعد انقطاع الوحي وأنه أكثر من ثلاثة أضعاف القرآن الكريم. والروايات التي ذكرت هذا المصحف لم تذكر أنه قرآن وانما فهم البعض ذلك. أو فهم من تلك الروايات علي غير الحقيقة فروج لهذه الفرية التي لم يقصد منها إلا تشكيك المسلمين في قرآنهم وهو مصدر الدين الأول ومن ثم هدم الإسلام نفسه. هناك روايات مختلفة في هذا الشأن نشير إلي اهمها فيما يلي: أولا: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحدث ابنته فاطمة عليها السلام ببعض الأحاديث وكانت ترويها للامام علي كرم الله وجهه وكان يكتب لها ذلك فسمي بمصحف فاطمة. ثانيا: بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم مكثت فاطمة خمسة وسبعين يوماً حتي لقيت ربها. وكانت حزينة حزناً شديداً علي فراق والدها فكان جبريل ينزل عليها يكلمها ويواسيها. وكان الامام عليا رضي الله عنه يكتب لها ما يحدثها به جبريل عليه السلام. ثالثا: ان فاطمة عليها السلام كانت تدون ملاحظات وتفسيرات علي حواشي المصحف. ولذلك سمي مصحف فاطمة. ولعل هذه الرواية هي الأقرب إلي الصحة. رأي أئمة آل البيت في هذا المصحف: سئل الامام جعفر الصادق عن الجفر ومصحف فاطمة فقال: "هو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما علي الآخر" "أي ان جلد ماعز وجلد ضأن ينطبقان كالحقيبة لحفظ الأشياء" قال رضي الله عنه: "فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة. أما والله ما أزعم أنه قرآن" وفي رواية أخري قال: "إنه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلي يوم القيامة من حلال وحرام. املاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله وسلم بخط علي عليه السلام. وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وان عندي لخاتم رسول ودرعه وسيفه ولوائه". ومن مجموع هذه الروايات نتبين ان هذا المصحف ليس قرآنا ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يري انه قرآن بل هي صحائف كتب فيها بعض الأقوال. فهي ليست قرآنا ولكن الالتباس جاء من تسميته مصحفا وعلي كل حال لا وجود لهذا المصحف الآن وكل ما هو موجود فهي الروايات المشار إليها. أما الكتاب نفسه فمفقود. كلمة المصحف لغة وشرعاً: كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمي مصحفا. وعلي هذا الأساس يطلق علي القرآن الكريم "مصحف". قال الفيروز أبادي: المصحف - مثله الميم - من أصحف بالضم. أي جعلت فيه الصحف. ويسمي المصحف مصحفا لأنه من أصحف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين. وقال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية: الفرق بين الكتاب والمصحف. ان الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق. والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صفحت. أي جمع بعضها إلي بعض. فالمصحف ليس اسما مختصا في القرآن. ولكن لما أطلق عليه بعد جمعه أول مرة صار الناس يجعلون الكلمة دالة علي القرآن الكريم. روي السيوطي في الاتقان في علوم القرآن قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبوبكر رضي الله عنه: التمسوا له اسما. فقال بعضهم. السفر. وقال بعضهم: المصحف. فإن الحبشة يسمونه مصحفا. وقال: وكان أبوبكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف. رأي علماء الشيعة: وقد أكدت كل المراجع الشيعية المعتبرة ان مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابل القرآن الكريم الذي نزل علي سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم وان الاشتباه عند البعض جاء - كما قلنا - من تسميته مصحفا باعتبار ان هذا الاسم ينصرف الي القرآن الكريم لاختصاصه به. وتروج أقاويل بأن الشيعة لديهم مصحف به 116 سورة بينما المصحف الامام "العثماني" لدي باقي المسلمين به 114 سورة فقط فما حقيقة ذلك؟ هذه كلها ترهات وأباطيل لا أساس لها من الصحة فقد بحثت في المصاحف المطبوعة في إيران سواء في مطابع القرآن الكريم الحكومية أو المطابع الخاصة أو ما يباع في المكتبات. فلم أجد شيئاً من ذلك. وتحاورت مع الكثيرين من العلماء والفقهاء في الحوزات العلمية ومراكز البحوث والجامعات. وكان الاجماع منعقدا علي عدم صحة مثل هذه الأباطيل وان المصحف في إيران مثله مثل مصاحف العالم الإسلامي لا يزيد ولا ينقص فهو المصحف الامام الذي يتداوله المسلمون في العالم أجمع وانه هو كما هو محفوظ في الصدور. وقراء مصر يقرأونه في جميع أنحاء العالم في شهر رمضان من كل عام. وقراءة الشيخ عبدالباسط والشيخ مصطفي إسماعيل التي قرأوها في إيران تذاع دائما من الاذاعة والتليفزيون. فقرآننا واحد وإلهنا واحد ونبينا واحد وأصولنا واحداة وكل ما يقال خلاف ذلك فهو مردود. ولكن كتابات بعض المتعصبين من متأخري الشيعة ذكرت ذلك. ولكن لا يلقي أحد إليها بالا. وقد رد عليهم علماء الشيعة وعلماء السنة وأبطلوا ادعاءاتهم. ولم يؤثر عن أحد من أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم ان قال بذلك وان ما ينسب إلي بعض أهل العلم من الشيعة مردود مدسوس.
__________
المصدر : جريدة عقيدتي بتاريخ 7 / 10 / 2008 م

الخميس، 2 أكتوبر 2008

تعقيب و شكر

تعقيب من نادية هاشم علي ماكتبه الناقد الادبي

لقد كتب الينا الاستاذ الدكتور محمد المبيريك الناقد الادبي واستاذ النقد بالجامعات العربية معلقا علي بعض ماجاء بالحلقة الثالثة من قصة يوم
بلا غد
وقد وقع سيادته في خلط وارتباك لكونه خلط بين دور البطلة ودور زوجها ودور الانسان الذي وقف بجانبها وتوضحا لسيادته وللقراءالكرام نقول :
قلنا: ان نور كانت تحب تلك المهنة وتعلمت المهنة من زوجها وعرفت كيف تبدأ. ومن ثم بدأت بجهودها ولم نقل ان الزوج هو الذي حعلها نجمة كما فهمتم فهي التي شقت طريقها بالصبر والجد والاجتهاد وسهر الليالي
كما انكم لم تدرسوا النص دراسة كافية فقد خلطتم الادوار .
لقد اشرنا الي دور انسان قيضه الله للوقوف بجانبها وهي تعتبره أعظم الناس وأفضلهم لأنه بوقوفه بجانبها أكملت مسيرتها
وكل ذلك يؤكد دورها ومثابرتها وجدها . فباصرارها وعملها الدءوب وصلت الي ماهي عليه من مكانة مرموقة متميزة فاصبحت مضرب
الامثال في نجاحها المبهر للفتيات المظلومات. هذا ما أردنا ايضاحه
وشكرا لكم سيادة الدكتور الناقد الكبير
وباسمي شخصيا ونيابة عن سيادة المستشار توفيق علي وهبه ، اشكر كل من كتب الينا
نادية هاشم