الثلاثاء، 30 يناير 2007

حكم الشهيد في الاسلام

حكم الشهيد في الإسلام
بقلم : الأستاذ / توفيق علي وهبة
] مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ ( الأحزاب : 23 ) .
الشهيد لغة : هو الحاضر ومنه الشهادة التي تقابل الغيب كما في قوله تعالى : ] عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [ ( الرعد : 9 ) ، ومنه الشاهد الذي يشهد بما يرى ويسمع وقد ورد لفظ الشهيد مفرده ومثناه ومجموعة خمسا وخمسين مرة في القرآن الكريم .
وكل المعاني التي وردت فيها اللفظة بالقرآن الكريم معاني لغوية ماعدا ثلاثة مواضع هي :
1- قوله تعالى : ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [ ( النساء : 69 ) .
2- وقوله سبحانه : ] وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ [ ( الزمر : 69 ) .
3- وقوله تعالى : ] وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [ ( الحديد : 19 ) .
ومعنى الشهيد في الاصطلاح الشرعي : هو من يقتل في سبيل الله من أجل الدفاع عن دينه ورد العدوان عن الإسلام والمسلمين لكي تكون كلمة الله هي عليا .
الشهيد في القرآن
وردت آيات كثيرة في فضل الشهداء عند الله سبحانه وتعالى نقتطف منها ما يلي :
1- يقول الله سبحانه وتعالى : ] إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ [ ( التوبة : 111 ) .
2- ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ [ ( آل عمران : 169-171 ) .
3- ويقول سبحانه : ] وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ [ ( البقرة : 154 ) .
4- ويقول : ] وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [ ( محمد : 4-6 ) .
الشهيد في السنة النبوية الشريفة
ورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الشهادة والشهداء في سبيل الله نذكر منها :
1- قال صلى الله عليه وسلم : " القتلى ثلاثة رجال ، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل ، ذلك الشهيد الممتحن ، في خيمة الله تحت عرشه ، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة . ورجل مؤمن قرف [2]على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فتلك مصمصة [3] مسحت ذنوبه وخطاياه ، أن السيف محاء للخطايا ، وأدخل من أبواب الجنة شاء ، فإن لها ثمانية أبواب ، ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أسفل بعض . ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل ، فذلك في النار ، إن السيف لا يمحو النفاق " .
2- ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا تجف الأرض من دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض بيدا ، وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها " .
3- قال صلى الله عليه وسلم : " ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها إلا الشهيد ، لما يرى من فضل للشهادة ، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى " .
4- قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي - أو قال : على الناس - لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ، ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحوه ، ولوددت أني أقاتل في سبيل الله ، فأقتل ثم أحيا فأقتل " .
5- وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد ، فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات " .
6- قال صلى الله عليه وسلم : " لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في جواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مطعمهم ورأوا حسن منقلبهم ، قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما أكرمنا الله به ، وما نحن فيه ، لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عند الحرب . فقال الله : أنا أبلغهم عنكم " ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً [ ( آل عمران : 169 ) .
الشهيد في آثار الصحابة
1- عن عبد الله بن عمر أنه قال : ( الناس في الغزو جزءان ، فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله والتذكير به ، ويجتنبون الفساد في المسير ، ويواسون الصاحب ، وينفقون كرائم أموالهم ، فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم ، وإذا كانوا في مواطن القتل استحيوا من الله في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في قلوبهم أو خذلان للمسلمين ، فإذا قدروا على الغلول ، طهروا منه قلوبهم وأعمالهم ، فلم يستطع الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم ، فبهم يعز الله دينه ، ويكبت عدوه . وأما الجزء الآخر ، فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكير به ، ولم يجتنبوا للفساد ، ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون ، وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما وحزنهم به الشيطان ، فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع الآخر الآخر والخاذل الخاذل ، واعتصموا برؤوس الجبل ينظرون ما يصنع الناس ، فإذا فتح الله للمسلمين ، كانوا أشدهم تخاطبا بالكذب فإذا قدروا على الغلول ، اجرءوا فيه على الله ، وحدثهم الشيطان أنها غنيمة ، أن أصابهم رخاء بطروا وأن أصابهم حبس ، فتنهم الشيطان بالعرض ، فليس لهم من أجر ، المؤمنين شيء غير أن أجسادهم مع أجسادهم ، ومسيرهم مع مسيرهم ، دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله يوم القيامة ثم يفرق بينهم ) .
2- روى ابن المبارك عن شعبة عن السدى عن مرة قال : ( ذكروا عن عبد الله قوما قتلوا في سبيل الله ، فقال : أنه ليس على ما تذهبون وترون ، أنه إذا التقى الزاحفان نزلت الملائكة ، فتكتب الناس على منازلهم ، فلان يقاتل للدنيا ، وفلان يقاتل للملك ، وفلان يقاتل للذكر ، ونحو هذا ، وفلان يقاتل يريد وجه الله ، فمن قتل يريد وجه الله ، فذلك في الجنة ) .
3- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( والله إن من الناس ناساً يقاتلون ابتغاء الدنيا ، وإن من الناس ناساً يقاتلون أن دهمهم القتال ، ولا يستطيعون إلا إياه ، وإن من الناس ناساً يقاتلون ابتغاء وجه الله أولئك الشهداء ، وكل امرىء منهم يبعث على الذي يموت عليه ، وإنها والله ما تدري نفس ما هو مفعول بها ، ليس هذا الرجل الذي قد تبين لنا أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
4- قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما استشهد الشهداء بأحد ، ونزلوا منازلهم ، رأوا منازل إناس من أصحابهم لم يستشهدوا وهم مستشهدون . فقالوا : فكيف بأن يعلم أصحابنا ما أصابنا من الخير عند الله ، فأنزل : ] وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [ إلى آخرها ( آل عمران : 169 ) .
فضل الشهيد ومكانته
للشهداء فضل عظيم ومكانة رفيعة ، فإذا كان الله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين ، فما بالنا بفضل الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله ولقد أوضح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المكانة العالية التي أعدها الله سبحانه وتعالى للشهداء في الجنة ، إذ جعل أرواحهم في جوف طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت .
يقول صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوا الفردوس فأنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، قال : وفوقه عرش ومنه تفجر أنهار الجنة "
ويقول الله سبحانه وتعالى : ] وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً [ ( النساء : 69 ) .
وهكذا فقد بين الله سبحانه وتعالى منزلة الشهداء إذ جعلها برفقة النبيين والصديقين لأن الشهداء أدى بهم حرصهم على الطاعة ، والجهد في إظهار الحق أن بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله ولذلك جعل الله مكانتهم في الجنة مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .
وإذا كان للشهداء فضل عظيم ومكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى إلا إنهم ليسوا جميعا في درجة واحدة بل تتفاوت درجاتهم حسب ما قاموا به من تضحيات أثناء القتال ، وحسب شعورهم الذي كان يخالجهم قبل الاستشهاد وموقفهم من الحرب التي استشهدوا فيها فالمتردد أدنى مرتبة من المقدام ومن يرغب في أن يقتل ويقتل أعلى مرتبة ممن يرغب في أن يقتل ولا يقتل ، وهكذا فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشهداء ثلاثة فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج مسودا بنفسه ورحله لا يريد أن يقتل ولا يقتل أتاه سهم غرب فأصابه . قال فأول قطرة تقطر من دمه يغفر الله بها ما تقدم من ذنبه ، ثم يهبط الله جسدا من السماء فيجعل فيه روحه ، ثم يصعد به إلى الله فما يمر بسماء من السموات إلا شيعته الملائكة حتى ينتهي به إلى الله ، فإذا انتهي به إليه وقع ساجدا ثم يؤمر به فيكسى سبعين زوجا من الإستبرق ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : كأحسن ما رأيتم من شقائق النعمان .
وحدث كعب الأحبار ، عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كأحسن ما رأيتم ، ومن شقائق النعمان ثم يقول : اذهبوا به إلى إخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم . فيؤتى به إليهم في قبة خضراء في روضة خضراء عند باب الجنة " .. إلى أن يقول : " فإن هذه الأدنى من الشهداء عند الله منزلة " ..
وإن الآخر رجل خرج مسودا بنفسه ورجله ، يجب أن يقتل ولا يقتل أتاه سهم غرب فأصابه فذلك رفيق إبراهيم خليل الرحمن يوم القيامة تحك ركبتاه ركبته ، وأفضل الشهداء رجل خرج مسودا بنفسه ورحله يجب أن يقتل ويقتل . وقاتل حتى قتل قصعا فذلك يبعثه الله يوم القيامة شاهرا سيفه يتمنى على الله لا يسأله شيئا إلا أعطاه إياه " .
حكم الشهيد
1- الشهيد لا يغسل لقوله صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد : " زملوهم بدمائهم وكلومهم " وقد روى أن زيد بن صومان لما استشهد يوم الجمل قال : لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا فإني رجل محجاج أحاج يوم القيامة من قتلني وقول عمار بن ياسر عندما استشهد في يوم صفين : ( لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا فإني ألتقي ومعاوية بالجادة ) .
2- لا يصلى على الشهيد ، فقد ذهب جمهور الفقهاء : الشافعي ومالك وأحمد إلى أن الشهيد لا يصلى عليه ، أما الأحناف فيردون هذا الرأي ويرون الصلاة على الشهيد أما إذا جرح المقاتل ونقل للعلاج ثم مات وهو محمول أو بعد نقله فأنه يغسل أما الشهيد الذي لا يغسل فهو من أجهز عليه في مصرعه ولم يحمل وهو حي إلى مكان آخر .
وأرى أن المقاتل الذي يجرح ثم يحمله زملاؤه معهم في أرض المعركة ثم يموت فلا يغسل لأنه يعتبر أنه مات في المكان الذي أجهز عليه فيه أما إذا كانوا قد حملوه خارج المعركة لنقله إلى المستشفى ثم استشهد فيغسل .
ومن يقتل في غارة من هدم أو متفجرات أو نحوه فهو شهيد ولا يغسل ولا يكفن إلا في ثوبه ولا يصلى عليه في رأي الجمهور ويصلى عليه في رأي الأحناف ..
وتلك هي الأحكام الخاصة بالشهيد علاوة على الأحكام الخاصة بمن يموت موتا عاديا من إعتداد زوجه وتقسيم إرثه ونحوه .
فإذا كان للشهيد تلك المنزلة العظيمة فلا يجب علينا أن نحزن أو نجزع لقتل بعض أبنائنا في سبيل الدفاع عن دينهم وأرضهم لأنهم في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ، إنهم هناك في عرس دائم وأفراح ومسرات مستمرة .
ومن صور الشهداء الذين خلدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه ( حارثة ) فقد " سألت أم حارثة النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنها وكان قتل يوم بدر فقالت : يا رسول الله : إن كان ابني في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء عليه . فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وأن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " .
ولقد رفع الإسلام قدر الشهداء وأعلى مقامهم لأنهم مدافعون عن الحق يقول ربنا تبارك وتعالى : ] وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ [ ( آل عمران : 146-148 ) .
اللهم صبرك لآل الشهداء ، وثبت اللهم بفضلك جنودنا وكن معهم في كل وقت وحين ، واكتب لهم النصر والعزة والسداد يقول الله تعالى : ] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [ ( الزمر : 10 ) .
ونختم بالذي هو خير ] رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ [ ( آل عمران : 194 ) .

(1) الشهيد في الإسلام - لفضيلة الشيخ حسن خالد - مفتي لبنان .
(2) قرف الذنب واقترفه إذا كسبه وعمله .
(3) أي مطهرة من دنس الخطايا .

ليست هناك تعليقات: