الجمعة، 2 فبراير 2007

تكريم الاسلام للمرأه

المستشار توفيق على وهبة
الإسلام أعلى من شأن المرأة وكرمها وأعاد إليها حقوقها
القاهرة ـ العرب:محمود فرججاء الاسلام ليلغى الظلم ويمنع استغلال الانسان للانسان، ويفتح الطريق الى الحرية امام الناس جميعا غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم، حرهم ورقيقهم ولم يمنح الاسلام الحقوق للرجال فقط، بل للنساء ايضا، كانت المرأة فى وضع لايليق بها كإنسانة، ولم يكن لها اى حق، بل كانت كما مهملا ووصل الامر الى انهم كانوا يئدونها رضيعة ويتوارثونها كبيرة ضمن تركة المتوفي.الاسلام كرم المرأة واعلى من شأنها وقرر لها الحقوق كاملة فى الحياة.. حول هذا الموضوع يقول المستشار توفيق على وهبة: اعلى الاسلام من شأن المرأة وكرمها واعاد حقوقها باعتبارها شريكة للرجل فى الحياة، ذكر المولى عز وجل فى كتابه العزيز المرأة والرجل فى مواضع كثيرة حيث وجه الخطاب التكليفى لهما معا يقول جل وعلا: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". "الحجرات 13". ويقول عنها سبحانه وتعالي: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن". "البقرة 187". وفى هذا معنى المودة والاطمئنان اذ جعل كلا منهما سكنا وحماية للآخر، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال".ويضيف المستشار توفيق: واذا كان الاسلام قد اعطى للمرأة حقوقها وساوى بينها وبين الرجل فى كثير من النواحى الا ان هذه المساواة ليست تامة من جميع الوجوه، فهناك امور خص بها الرجل، وامور اخرى خص بها المرأة وحدها فقد خلق الله سبحانه وتعالى الانسان من ذكر وانثى وجعل لكل منهما خصائص ومقومات واهله لما سيقوم به من مهام فى الحياة.. فاعطى الرجل قوة فى الجسم ليسعى على الرزق ويكدح من اجل لقمة العيش، ومنح المرأة العطف والحنان لتربية اولادها وتنشئتهم نشأة طيبة وصدق الشاعر اذ يقول:الأم مدرسة إذا اعددتهاأعددت شعبا طيب الاعراقما رأيكم فى الأصوات التى تنادى بالمساواة بين الرجل والمرأة؟ـ لست ادرى لماذا ترتفع الاصوات بين الحين والآخر بالمنادة بالمساواة بين الرجل والمرأة، وكأن المرأة والرجل شيئان مختلفان وليسا شيئا واحدا، لقد نسى هؤلاء ان المرأة هى ام الرجل واخته وابنته وزوجته، وان الرجل بالنسبة للمرأة ابوها واخوها وابنها وزوجها خلقا من نفس واحدة فكل منهما مكمل للآخر فهما متكاملان ليسا متناقضين ولا يجوز لاحدهما ان يظلم الآخر وليس هناك ما يدعو الى مثل هذه الدعوات الخبيثة التى لايراد منها الا تفتيت المجتمع وبث الفتن والوقيعة بين الرجل وشقيقته أو بين الزوج وزوجته أو بين الام وابنها.ويؤكد المستشار توفيق وهبة ان الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة وركب جسم كل منهما بالكيفية التى تناسب وظيفته فى الحياة فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل بينهما اختلافا فكيف بنا لانقبل ان يكون بينهما هذا الاختلاف؟ يقول الحق تبارك وتعالى "وللرجال عليهن درجة" "البقرة 822". فكيف بهم يتناسون هذا؟ويوضح المستشار توفيق ان طلب المساواة التامة بين الرجل والمرأة شيء غير ممكن فالأم خصها الله سبحانه وتعالى بوظائف طبيعية ليس الرجل مؤهلا لها، وللرجل وظائف اخرى وكل منهما يكمل الآخر لكى يقوم كل منهما بمسؤوليته نحو الاسرة ونحو المجتمع، فيجب الا ننزل بالمرأة عن المستوى الانسانى اللائق الذى اراده الله سبحانه وتعالي، والاسلام لا يقبل ان تستذل المرأة او تستباح حرماتها او تنتهك انسانيتها وانما يضعها فى الموضع الملائم لها كأم تقوم على رعاية ابنائها شباب المستقبل ورجاله وحماة الامة وابطالها.*وماذا عن عمل المرأة؟ـ يفسح الاسلام المجال امام المرأة لكى تعمل اذا ما وجدت ضرورة لعملها فاذا لم تكن ثمة ضرورة فلتبق فى بيتها تديره وترعى ابناءها وتحسن تربيتهم، وقد يظن البعض ان هذا عمل سهل هين، ولكنهم واهمون، ان المرأة التى تقدم للوطن ابناء اقوياء اصحاء متعلمين، خير من تلك التى تترك ابناءها لمن يتولى تربيتهم وقد يفسد اخلاقهم فتنكب الامة فى شبابها وامل مستقبلها.ويشير المستشار توفيق وهبة الى ان عمل المرأة فى بيتها له من الاهمية اكثر من عملها خارجه وان واجب الامة ان تعلم المرأة الطرق المثلى فى تدبير شؤون بيتها ورعاية اسرتها والقيام بواجبات اولادها، وهذا بالطبع لايمنعها من المشاركة فى الحياة الاجتماعية والمساعدة فى ادارة الحياة السياسية فى مجتمعها، فلها حق تولى الوظائف العامة والاشتراك فى الجمعيات الخيرية والادلاء بصوتها فى الانتخابات العامة وترشيح نفسها وان تكون عضوا فى المجالس النيابية والتشريعية وتتقلد منصب الوزارة والمحافظ وغيرها من المناصب التنفيذية والادارية والسياسية دون اية قيود او تمييز بينها وبين الرجال فهناك اكثر من امرأة رشحت نفسها لرئاسة الدولة فى مصر، بل وهناك بالفعل نسوة تولين رئاسة الدولة فى بعض دول شرق آسيا الاسلامية كما كان هناك ملكة تدعى اروى تحكم اليمن فى ظل الاسلام، وكانت شجرة الدر تحكم مصر الى غير ذلك بشرط الا يعطل ذلك عملها الاساسى الذى هيأها الله له وهو الامومة.. واذا كان الاسلام قد منح للمرأة كل حقوقها، فان واجبها ان تحسن استخدام هذا الحق وعدم المغالاة فيه.وعلى الذين يروجون الاباطيل ضد الاسلام متخذين من حقوق المرأة مركزا لهجومهم ان ينظروا الى طبيعة كل منهما اولاً.. وليعلموا ان المرأة والرجل شيء واحد لاينفصل ولكل منهما دوره فى الحياة والواجب عليه ان يحسن القيام به فالرجل بطبيعته لايمكنه ان يحمل ويلد ويربى الاولاد لأن ذلك من شأن النساء وحدهن وكذلك لانطلب من المرأة ما هو فوق طاقتها فالمرأة نصف المجتمع وتقوم بتربية النصف الآخر فهى صانعة الرجال ومعلمة الاجيال.*وماذا عن عمل المرأة؟ـ خرجت المرأة للعمل والجهاد فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ولكن ذلك لم يكن هو المبدأ العام، اذ ان المبدأ العام هو القرار فى البيوت والاستثناء هو الخروج للعمل او للضرورة فإذا كان المجتمع فى حاجة الى عمل المرأة او كانت المرأة نفسها فى حاجة الى هذا العمل فلا مانع من ذلك.ويؤكد المستشار توفيق وهبة ان المرأة حظيت فى ظل الاسلام بالتكريم والاعزاز واعلاء الشأن وتقرير الحقوق، ولم تحظ به فى ظل اى من الحضارات السابقة او الحضارة الحديثة، فقد ساوى بينهما وبين الرجل فى امور الدين وفى الحقوق المدنية والقانونية والسياسية والثقافية وفى كل شؤون الحياة فلها حق التملك وحق ادارة ممتلكاتها وان تشارك فى ادارة شؤون الدولة فهى وزيرة وسفيرة وقاضية وتشغل جميع الوظائف كبيرها وصغيرها.وهكذا نجد ان شريعة الله الخالدة تنظر الى الرجل والمرأة نظرة واحدة باعتبارهما من سلالة واحدة لا فرق بينهما الا ان هذا ذكر وتلك انثي، خلقهما الله من نفس واحدة وخصص لكل دوره فى الحياة وقد ركب الله سبحانه وتعالى جسم كل منهما بالطريقة المناسبة لاداء الدور المنوط به على خير وجه.

ليست هناك تعليقات: