الجمعة، 30 يناير 2015

مقال لصديقنا الأستاذ حميد غريب رضا حفظه الله
=================================
بسم الله الرحمن الرحيم

المقاومة الإسلامية تعيد توجيه بوصلة الأمة

بقلم : غريب رضا

مدير رابطة الحوار الديني للوحدة

كنت صغيراً عندما استشهد عمي في شهر رمضان دفاعاً عن القيم الإسلامية ودفعاً للعدوان الصدّامي على تراب الوطن، وعندما كبرت كنت أحاول ترجمة اعتزازي وفخري في انتسابي لأسرةٍ قدمت شهيداً في سبيل الله، بالاهتمام بشخصيته وذكرياته وكل ما تبقى منه بين أسرتنا وأقربائنا ومن أهمها وصيته المباركة ، فقد استهلها بهذه الآية القرآنية المباركة : (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ، وحقيقة الأمركلما قرأت هذه الوصية وفكرت بمعنى هذه الآية لم أفهم بوضوحٍ مغزاها، وكنت مستغرباً كيف يمكن أن يأتي إنسانٌ ويهدم متعمداً صوامع وبيعاً وصلوات ومساجداً يذكر فيها اسم الله كثيراً، كيف ياربي، وهل في عبادك أحدٌ سقط إلى أسفل السافلين لهذه الدرجة أنه يهدم بيوتك في كل الأديان ؟ وما ذنب هذه الأماكن المقدسة حتى لو فرضنا أن من يرتادها هم المذنبون ؟.


لم أكن استوعب جواب هذا الأسئلة حتى بعد دخولي الحوزة العلمية ودراسة سنواتٍ في العلوم الإسلامية ومنها تفسير القرآن الكريم إلا بعد أن رأيت في الأزمة السورية كيف يهجمون على بيوت الله وينهبونها ويذبحون أهلها ويفجرون أبينتها باسم الدين، وآنذاك أدركت معنى الأية الكريمة لاسيما بعد أن قارنت بين ما تفعله داعش وجبهة النصرة اليوم ومن لف لفها في سورية والعراق من هدم بيوت الله وأضرحة الأولياء الصالحين وصحابة النبي الأعظم ص بنداء الله أكبر !! وما فعله أزلام صدام، في هدم المدن واغتصاب وتشريد نساء وأطفال القرى العربية الحدودية بين إيران والعراق والتي ادعى صدام في بداية الحرب أنه يهاجم إيران لتحرير هذه المدن من سيطرة الفرس المجوس . وبالفعل أن العقلية الطائفية بين داعش اليوم وصدام الأمس واحدةٌ، ألا وهي استغلال خلافات المذاهب الإسلامية للتعبئة الطائفية وتجييش الشارع العام بإسم الدين للوصول إلى الأهداف السياسية .

نافلة القول أن الورقة الاستراتيجية الكبرى التي يلعب بها العدو الصهيوني بجدارة، هي ورقة التفرقة المذهبية، وسعيها الحثيث لتجنيد طاقات الأمة لاسيما الشبابية منها في خنادق الطائفية البغيضة، لم تعد خافيةً على أحد . لذلك ترى أن العدو الصهيوني وبإدارة استراتيجية حوّل شعبية حزب الله في العالم العربي والإسلامي التي جاءت بفضل انتصاراته المتلاحقة لاسيما تطهير جنوب لبنان من دنس المحتل ودفع العدوان الصهيوني في تموز عام 2006 حولها إلى الكراهية والبغضاء وذلك بإستخدام المؤسسة الدينية التكفيرية التي كانت تحرم حتى الدعاء للمجاهدين في المقاومة الإسلامية، وبشن حربٍ نفسيةٍ شعواء موجهاً له العديد من الاتهامات أيسرها احتراف حزب الله في قتل السنة واعطاء الحزب صورةً طائفيةً، ناسياً أن حزب الله أكثر الحركات التزاماً بالوحدة الإسلامية وله تواصلٌ مستمر مع كل فصائل المقاومة السنية في فلسطين مؤدياً واجبه في تقديم الدعم اللوجستي وتدريب عناصرها العسكرية ونقل السلاح والعتاد إليها بدون نفسٍ طائفي، والجميع يعرف أيضاً أن مظلة المقاومية الإسلامية في لبنان واسعةٌ بحيث تشمل كل القوى الشريفة من الشيعة والسنة والمسيحين والدروز وغيرها من الطوائف والقوميات الأخرى . لكن مع علم الجميع بذلك لم تتوانَ أجهزة الإعلام الدولية من تشويه صورة حزب الله لا سيما بعد دخوله في الأزمة السورية .

والسؤال هنا، كيف استطاعت هذه الغدة السرطانية تحويل الرأي العام في العالم الإسلامي والعربي إلى نشر حالة من الكراهية المذهبية جعلت بها شريحةً من الناس ينظرون إلى رجال الله بنظرة التردد والريبة ويتهمونهم بالطائفية ؟ ، علماً بأن حزب الله في سوريا لم يحارب الشعب السوري وإنما أعلن كراراً ومراراً بلسان أمينه العام أنه بحربه هذه وقف أمام امتداد المشروع الصهيوني الذي تمثل في إيجاد شبكةٍ عالميةٍ محترفةٍ ربطت خيوطها وجمعت عناصرها أجهزة الاستخبارات العالمية من أكثر من 82 دولة ، ويقتلون الشعب شيعةً وسنة قبل أن يقاتلوا الحكومة السورية ، ويذبحون كل من يخالفهم بإسم الثورة السورية المزعومة.

وهل من اللازم لإفاقة هؤلاء من هذا الوهم أن تأتي اسرائيل وتقوم بعمليةٍ إرهابيةٍ بإستهداف قادة المقاومة في القنيطرة، حتى يعرف هؤلاء أن الكيان الصهيوني صديق من وعدو من ؟ ولأن تكف ألسنة هؤلاء المرجفين في المدينة من الطعن في حزب الله والتشكيك في عدم رد المقاومة على هذه العملية، يجب أن يقوم حزب الله برد فعله المفاجىء في الانتقام لدماء الشهداء حتى يصدقونه ؟

في الحقيقة أننا نواجه أزمةً في معرفة العدو والصديق، وجريمة حلفاء الكيان الصهيوني وأميركا في العالم الإسلامي أنهم قد جندوا كل طاقاتهم لإغفال الأمة عن خطر الكيان الصهيوني وإشغالها بتزييف الخطر الإيراني الوهمي وتخويف الشعوب الإسلامية عن كل ما يرتبط بإيران ومن يتحالف معها ضد هذا العدو الحقيقي الذي يهدد كيان الأمة الإسلامية ، مستغلاً في ذلك دائماً اللهجة الطائفية .

وأخيراً نوجه هذا السؤال إلى مثقفي الأمة الإسلامية ، أفرض أن حزب الله أعاد مرة أخرى بفضل جهاده الصادق ضد العدو الصهيوني البوصلة إلى مدارها الصحيح ، لكن كيف نحصن العقل الإسلامي العربي من خدعة التحليل العقدي في السياسة لئلا نقع مرةً أخرى في فخ مؤامرات الإعلام المتصهين في العالم العربي والإسلامي ؟

الخميس، 29 يناير 2015


مصحف فاطمة :

 


بقلم المستشار: توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث

تروج بعض الروايات بين المفكرين والعامة من أهل السنة ومن الشيعة عن وجود مصحف لدي الشيعة يسمي مصحف فاطمة. ويفهم البعض من هذه الروايات ان هذا المصحف قرآن نزل به الوحي علي فاطمة عليها السلام بعد انقطاع الوحي وأنه أكثر من ثلاثة أضعاف القرآن الكريم. والروايات التي ذكرت هذا المصحف لم تذكر أنه قرآن وانما فهم البعض ذلك. أو فهم من تلك الروايات علي غير الحقيقة فروج لهذه الفرية التي لم يقصد منها إلا تشكيك المسلمين في قرآنهم وهو مصدر الدين الأول ومن ثم هدم الإسلام نفسه. هناك روايات مختلفة في هذا الشأن نشير إلي اهمها فيما يلي:

أولا: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحدث ابنته فاطمة عليها السلام ببعض الأحاديث وكانت ترويها للامام علي كرم الله وجهه وكان يكتب لها ذلك فسمي بمصحف فاطمة.

    ثانيا: بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم مكثت فاطمة خمسة وسبعين يوماً حتي لقيت ربها. وكانت حزينة حزناً شديداً علي فراق والدها فكان جبريل ينزل عليها يكلمها ويواسيها. وكان الامام عليا رضي الله عنه يكتب لها ما يحدثها به جبريل عليه السلام.

    ثالثا: ان فاطمة عليها السلام كانت تدون ملاحظات وتفسيرات علي حواشي المصحف. ولذلك سمي مصحف فاطمة. ولعل هذه الرواية هي الأقرب إلي الصحة.

   رأي أئمة آل البيت في هذا المصحف: ----------------------------------------------------------------------------------------------------

      سئل الامام جعفر الصادق عن الجفر ومصحف فاطمة فقال: "هو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما علي الآخر" "أي ان جلد ماعز وجلد ضأن ينطبقان كالحقيبة لحفظ الأشياء" قال رضي الله عنه: "فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة. أما والله ما أزعم أنه قرآن" وفي رواية أخري قال: "إنه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج إليه الناس إلي يوم القيامة من حلال وحرام. املاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله وسلم بخط علي عليه السلام. وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وان عندي لخاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولوائه".

     ومن مجموع هذه الروايات نتبين ان هذا المصحف ليس قرآنا ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يري انه قرآن بل هي صحائف كتب فيها بعض الأقوال. فهي ليست قرآنا ولكن الالتباس جاء من تسميته مصحفا وعلي كل حال لا وجود لهذا المصحف الآن وكل ما هو موجود فهي الروايات المشار إليها. أما الكتاب نفسه فمفقود.

 

 كلمة المصحف لغة وشرعاً:

---------------------------

كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمي مصحفا. وعلي هذا الأساس يطلق علي القرآن الكريم "مصحف". قال الفيروز أبادي: المصحف - مثله الميم - من أصحف بالضم. أي جعلت فيه الصحف. ويسمي المصحف مصحفا لأنه من أصحف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين.

     وقال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية: الفرق بين الكتاب والمصحف. ان الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق. والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صفحت. أي جمع بعضها إلي بعض. فالمصحف ليس اسما مختصا في القرآن. ولكن لما أطلق عليه بعد جمعه أول مرة صار الناس يجعلون الكلمة دالة علي القرآن الكريم.

     و روي السيوطي في الاتقان في علوم القرآن قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبوبكر رضي الله عنه: التمسوا له اسما. فقال بعضهم. السفر. وقال بعضهم: المصحف. فإن الحبشة

يسمونه مصحفا. وقال: وكان أبوبكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف                           

 

رأي علماء الشيعة:

-----------------      

   وقد أكدت كل المراجع الشيعية المعتبرة ان مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابل القرآن الكريم الذي نزل علي سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم وان الاشتباه عند البعض جاء - كما قلنا - من تسميته مصحفا باعتبار ان هذا الاسم ينصرف الي القرآن الكريم لاختصاصه به. وتروج أقاويل بأن الشيعة لديهم مصحف به 116 سورة بينما المصحف الامام "العثماني" لدي باقي المسلمين به 114 سورة فقط فما حقيقة ذلك؟

     هذه كلها ترهات وأباطيل لا أساس لها من الصحة فقد بحثت في المصاحف المطبوعة في إيران سواء في مطابع القرآن الكريم الحكومية أو المطابع الخاصة أو ما يباع في المكتبات. فلم أجد شيئاً من ذلك. وتحاورت مع الكثيرين من العلماء والفقهاء في الحوزات العلمية ومراكز البحوث والجامعات. وكان الاجماع منعقدا علي عدم صحة مثل هذه الأباطيل وان المصحف في إيران مثله مثل مصاحف العالم الإسلامي لا يزيد ولا ينقص فهو المصحف الامام الذي يتداوله المسلمون في العالم أجمع وانه هو كما هو محفوظ في الصدور. وقراء مصر يقرأونه في جميع أنحاء العالم في شهر رمضان من كل عام. وقراءة الشيخ عبدالباسط والشيخ مصطفي إسماعيل التي قرأوها في إيران تذاع دائما من الاذاعة والتليفزيون.

     فقرآننا واحد وإلهنا واحد ونبينا واحد وأصولنا واحداة وكل ما يقال خلاف ذلك فهو مردود. ولكن كتابات بعض المتعصبين من متأخري الشيعة ذكرت ذلك. ولكن لا يلقي أحد إليها بالا. وقد رد عليهم علماء الشيعة وعلماء السنة وأبطلوا ادعاءاتهم. ولم يؤثر عن أحد من أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم ان قال بذلك وان ما ينسب إلي بعض المنسوبين الي العلم من الشيعة مردود مدسوس.

__________

المصدر : جريدة عقيدتي بتاريخ 7 / 10 / 2008 م

 

الثلاثاء، 27 يناير 2015

بين جرير والفرزدق :
=============

      
إلتقى جريرٌ والفرزدق بمنًى وهما حاجان فقال الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من منًى ... فخاراً فخبرني بمن أنت فاخر
فقال له جريرٌ: بلبيك اللهم لبيك.
الأغاني 2/319-البيان والتبيين 1/175
 
 
{رددنا لله مائة فعوضنا ألفا}

روى أبو العباس المبرد قال قصد بعض أهل الذمة أبا عثمان المازني ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار على تدريسه إياه فامتنع أبو عثمان من قبول بذله وأصر على رده قال فقلت له جُعِلت فِداءك أترد هذه النفقة مع فاقتك وشدة اضاقتك؟! فقال :"إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا آية من كتاب الله عز وجل ولست أرى إن أمكن منها ذمياً غيرةً على كتاب الله تعالى وحميةً له" قال فاتفق أن غنت جارية بحضرة الواثق بقول العرجي
أظلوم إن مصابكم رجلا ... أهدى السلام إليكم ظلم
فاختلف من بالحضرة في إعراب رجل فمنهم من نصبه وجعله اسم إن ومنهم من رفعه على أنه خبرها والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياها بالنصب فأمر الواثق بإشخاصه قال أبو عثمان فلما مثلت بين يديه قال ممن الرجل قلت من بني مازن قال أيّ الموازن مازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة قلت من مازن ربيعة فكلمني بكلام قومي قال :"لي با اسمك" لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما إذا كانت في أول الأسماء قال فكرهت أن أجيبه على لغة قومي لئلا أواجهه بالمكر فقلت :"بكر يا أمير المؤمنين" ففطن لما قصدته وأعجب به ثم قال ما تقول في قول الشاعر " أظلوم إن مصابكم رجلا " أترفع رجلا أم تنصبه فقلت بل الوجه النصب يا أمير المؤمنين قال :"ولم ذلك؟" فقلت إن مصابكم مصدر بمعنى أصابتكم فأخذ اليزيدي في معارضتي فقلت هو بمنزلة قولك إن ضربك زيد ظلم ....فرجلاً مفعول مصابكم ومنصوب به والدليل عليه أن الكلام معلق إلى أن تقول ظلم فيتم الكلام فاستحسنه الواثق وقال هل لك من ولد فقلت نعم بنية يا أمير المؤمنين قال ما قالت لك عند مسيرك قلت أنشدت قول الأعشى
أيا أبتا لا ترم عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلا ... د تخفى وتقطع منا الرحم
قال فقلت لها قول جرير:
ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنجاح
قال :"عليّ النجاح إن شاء الله" ثم أمر لي بألف دينار وردني مكرما قال أبو العباس فلما عاد إلى البصرة قال لي :"كيف رأيت يا أبا العباس رددنا لله مائة فعوضنا ألفا."
درة الغواص 1/24.-ثمرات الأوراق 1/1

{الصلاة من الله على عباده}
قال ابن القيم : قولهم الصلاة من الله بمعنى الرحمة ...باطل من ثلاثة أوجه
أحدها: أن الله تعالى غاير بينهما في قوله: {علَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}
الثاني: أن سؤال الرحمة شرع لكل مسلم والصلاة تختص بالنبي وهي حق له ولآله ولهذا منع كثير من العلماء من الصلاة على معين غيره ولم يمنع أحد من الترحم على معين
الثالث: أن رحمة الله عامة وسعت كل شيء وصلاته خاصة بخواص عباده
وقولهم الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مشكل من وجوه:
أحدها: أن الدعاء يكون بالخير والشر والصلاة لا تكون إلا في الخير
الثاني: إن دعوت تعدى باللام وصليت لا تعدى إلا بـ "على" ودعا المعدى ب على ليس بمعنى صلى وهذا يدل على أن الصلاة ليست بمعنى الدعاء
الثالث: أن فعل الدعاء يقتضي مدعوا ومدعوا له...تقول: دعوت الله لك بخير وفعل الصلاة لا يقتضي ذلك لا تقول صليت الله عليك ولا لك فدل على أنه ليس بمعناه
فأي تباين أظهر من هذا ولكن التقليد يعمي عن إدراك الحقائق فإياك والإخلاد إلى أرضه
بدائع الفوائد 1/26 ... قلت : والمعنى الصحيح " الثناء من الله على عبداده في الملأ الأعلى".

مشاعر حــافـظ للصحيحين
حِفظُ الصَّحِيحَينِ أُنسٌ أيُّ إيناسِ ** علمٌ أفاضَ سناهُ أفضلُ الناسِ
زادُ الرواحلِ في دربِ المسيرِ فخُذْ ** زادَ التقى وَافِرًا مِنْ خيرِ نِبراسِ
سَناهُ يُشرِقُ فِي رُوحٍ مكدَّرةٍ ** نورًا يُطهِّرُها مِن كلِّ أرجاسِ
حَلِّقْ بِعَالمَهِ، غُصْ في مَعَالمِهِ ** فَتّشْ بهِ عُنْ كنوزِ الدُّرِ والماسِ
وَعِشْ مَع المصْطفى في ظِلِّ دَوحَتِهِ ** تُغنيكَ صُحْبتُه عَنْ صُحبةِ النَّاسِ
وَاشغلْ حياتَك في تَحصيلِ سُنتهِ ** فَلَيس عُمْرُك إلا بِضْعُ أَنْفاسِ
من كتاب جواهر الألفاظ من مشاعر الحفاظ
==================
{الشرع والعقل}
قال ابن الجوزي : فمثال الشرع الشمس ومثال العقل العين فَإِذَا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس
تلبيس إبليس 1/3
واعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك مَا ينفعه ووضع فيه الغضب ليدفع به مَا يؤذيه وأعطى العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب وخلق الشَّيْطَان محرضا لَهُ عَلَى الإسراف فِي اجتلابه واجتنابه فالواجب عَلَى العاقل أن يأخذ حذره من هَذَا العدو الذي قد أبان عدواته من زمن آدم عَلَيْهِ الصلاة والسلام وَقَدْ بذل عمره ونفسه فِي فساد أحوال بني آدم وَقَدْ أمر اللَّه تعالى بالحذر منه فقال سبحانه وتعالى: {لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
تلبيس إبليس 1/23
قال ابن تيمية : فَحَقَّ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بَذْلُ جُهْدِهِ وَاسْتِطَاعَتِهِ فِي مَعْرِفَةِ مَا جَاءَ بِهِ وَطَاعَتِهِ إذْ هَذَا طَرِيقُ النَّجَاةِ مِنْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَالسَّعَادَةِ فِي دَارِ النَّعِيمِ . وَالطَّرِيقُ إلَى ذَلِكَ الرِّوَايَةُ وَالنَّقْلُ . إذْ لَا يَكْفِي مِنْ ذَلِكَ مُجَرَّدُ الْعَقْلِ . بَلْ كَمَا أَنَّ نُورَ الْعَيْنِ لَا يُرَى إلَّا مَعَ ظُهُورِ نُورٍ قُدَّامَهُ فَكَذَلِكَ نُورُ الْعَقْلِ لَا يَهْتَدِي إلَّا إذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسُ الرِّسَالَةِ . فَلِهَذَا كَانَ تَبْلِيغُ الدِّينِ مِنْ أَعْظَمِ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ . وَكَانَ مَعْرِفَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَاجِبًا عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 1/1

الأحد، 25 يناير 2015


جريدة عقيدتي
=========
دعوة تقوم علي العدل والوحدة
بقلم المستشار:توفيق علي وهبة
رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث
---------------------------------------------
الإسلام دين الوحدة والتوحيد وهو الدين الخاتم والسبيل الوحيد لإعلاء كلمة الله والتمسك به والالتفاف حوله يرفع قدر هذه الأمة ويعلي شأنها وهو أمانة في اعناق المسلمين عليهم الدفاع عنه وعن مقدساته والتصدي للهجمة الشرسة التي يشنها الاستعمار العالمي ضد الإسلام بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول تمزيق أمة الإسلام وشق صفوفها وتفرق دولها وخلخلة عقيدتها والقضاء علي دينها ما امكنهم إلي ذلك سبيلا فإذا لم يستطيعوا القضاء علي الإسلام حاولوا تهوين الدين والانتقاص منه والتشويش عليه في انفس اتباعه.
ولذلك يجب علي الأمة جماعات وأفرادا ان يفوتوا علي هؤلاء الأعداء المتربصين بهم اهدافهم وان يفسدوا خططهم ولا يتم ذلك إلا باتحاد كلمتهم وجمع صفوفهم وان يكونوا يداً واحدة ضد الأخطار المحدقة بهم امتثالاً لامر ربهم سبحانه وتعالي القائل في محكم كتابه:"إن هذه أمتكم واحدة وأنا ربكم فاعبدون" وقوله تعالي:"وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" و قوله عزوجل:"إنما المؤمنون إخوة"
إن أعداء الإسلام يثيرون الأحقاد والشبهات والإفتراءات حوله لتخويف المجتمع العالمي وتنفيرهم منه لمن يريد اعتناقه من غير المسلمين وتشكيك المسلمين في دينهم وإبعادهم عنه ليبقوا بلا هوية تائهين بين الأمم ليس لهم أهداف تجمعهم أو عقيدة تلم شملهم.
ونشير علي عجالة إلي ما يروج له هؤلاء الأعداء: يقول لانس بروان: لقد وجدنا ان الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وفي قدرته علي التوسع والاخضاع وفي حيويته المدهشة ويقول: إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن ان يصبحوا لغتة علي العالم وخطراً أو أمكن ان يصبحوا أيضا نعمة له أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير.
ويقول المستشرق الأمريكي و.ك.سميث:إذا اعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل انظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها.
ويقول سالازار: إن الخطر الحقيقي علي حضارتنا هو الذي يمكن ان يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم.
ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر إبان احتلالها يجب ان نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من السنتهم حتي ننتصر عليهم.
يقول موروبيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر":"إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب فقط بل بسبب الإسلام يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلي قوتهم لان قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأوروبية" ونحن نقول بل وينتشر في العالم اجمع.
يقول أبو جين روستو مستشار الرئيس الأمريكي جونسون:
يجب ان ندرك الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليس خلافات بين دول أو شعوب بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية لقد كان الصراع محتدما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطي وهو مستمر حتي هذه اللحظة بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي.
إن الظروف التاريخية تؤكد ان أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي فلسفته وعقيدته ونظامه وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي ولا تستطيع أمريكا إلا ان تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلي جانب العالم العربي ودولة إسرائيل لأنها إن فعلت عكس هذا فإنها تتنكر للغاتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها"
وهكذا نري ان ما يحدده روستو من أهداف الدول الغربية وأمريكا في الشرق الأوسط وهو القضاء علي الإسلام وحماية إسرائيل هو نفس ما ردده الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه الفرصة السانحة الذي ترجم إلي اللغة العربية عام 1992 حيث أكد علي انه بعد سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي لم يبق أمام أمريكا عدو إلا الإسلام وحدد الأهداف المطلوبة وهي السيطرة علي البلاد الإسلامية لنهب البترول وبقاء إسرائيل.
فهدف الاستعمار العالمي قديمه وحديثه هو القضاء علي الإسلام والاستيلاء علي ثروات المسلمين والعمل بكل ما في وسعهم لمنع وحدتهم وإبقائّهم مشتتين متفرقين وبث روح الحقد والكراهية بينهم وإثارة النزعات الطائفية والمذهبية والبغضاء حتي يسهل للأعداء تنفيذ مخططاتهم.
وعلينا ان نعي الدرس وان نأخذ من الماضي القريب عبرة فما الحروب الصليبية التي جاءت لتقضي علي الإسلام والمسلمين عنا ببعيد.
إن المسلمين أصحاب دعوة تقوم علي الوضوح والصراحة لانهم يدعون إلي الله علي بصيرة وهدي بعيدين عن التعصب والتطرف والطائفية والإرهاب ويقوم جدالهم ودعوتهم علي الإقناع بالحكمة والموعظة الحسنة امتثالاً لقول ربهم سبحانه وتعالي:"ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"

 حدبث شريف

التولي يوم الزحف
 
عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ :" أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ" ثُمَّ قَالَ :"اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ –وفي رواية : سَرِيعَ الْحِسَابِ - اهْزِمْهُمْ – وفي رواية : وَزَلْزِلْهُمْ - وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ"
رواه البخاري 2801 – 2716 ومسلم 3277 - 3276
------------------------
( واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف )
فمعناه : ثواب الله ، والسبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيوف في سبيل الله ، ومشي المجاهدين في سبيل الله ، فاحضروا فيه بصدق واثبتوا .
وفيه : استحباب الدعاء عند اللقاء والاستنصار . والله أعلم .
شرح النووي لصحيح الإمام مسلم 6/184

أخبار حصري
رئيس التحرير  :  نبيل سيف

======================

30 ديسمبر,2014 ، آخر تحديث 10:47 ص - أخبار حصري 1396338990-700x420

الثقافة  الاسلامية تساهم مساهمة فعالة في وحدة الأمة . فقد تهزم الأمة عسكريا , وقد تضعف سياسيا أو اقتصاديا ولكنها أدبيا وثقافيا تبقي صامدة منتجة مبدعة في علوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وفي الشعر وفنون الأدب والفنون التشكيلية والعلوم الطبيعية والمبتكرات الحديثة وغيرها.

والجانب الثقافي سيظل صامدا في وجه التحديات رمزا لوحدة هذه الأمة لعدة أسباب أولها : أن الرافد الأساسي للثقافة الاسلامية هو كتاب الله ( القرآن الكريم) فالأمة الاسلامية طالما تمسكت بكتاب ربها, وسارت علي دربه واقتدت به , وعملت علي أن يكون دستور حياتها وطبقته نهجا ومنهاجا فهي في عزة ورفعة وتقدم وشموخ.

ثانيها:- الرافد الثاني هو سنة النبي الأعظم صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

ثالثها:- الرافد الثالث هو التراث الإسلامي وما تركه لنا الأجداد من فقه وعلم، وقد اعتمدت عليه أوروبا في العصور الوسطى وترجمت كثيرا منه فكان سبب تقدمها ونهضتها .

وأهم مجالات الجانب الثقافي:
اللغة والدين والعادات والتقاليد والقيم والاخلاق والفنون والأحكام وغيرها كثير .
فالجانب الثقافي هو الذي يشكل وجدان الشعوب وافكارها، وهو أهم مجالات التفرد والتميز لدى الشعوب.ويعمل الاستعمار العالمي المتمثل في الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل  على تفتيت العالم الإسلامي إلى دويلات عرقية من عرب وبربر واكراد وتركمان وزنوج أو طائفية مثل سنة وشيعة،وإسلامية وقبطية.
وتعملان  على بث الفرقة والخلاف بينهم،ولكن هناك مدخل هام لا يمكن للاعداء الولوج منه، وهو ثقافة الأمة، فالأمة لها ثقافة ممتدة عبر التاريخ تمد الأمة بعناصر قوتها.

فالمقومات الثقافية الواحدة تحافظ على وحدة الأمة ضد مخاطر التجزئة والتفتيت.

ومن هذه الثقافة وجود فرق ومذاهب إسلامية ووجود علماء وحكماء وفقهاء حفظوا لنا ثقافة وفكر وأدب هذه الأمة. وحافظوا عليها . 

فالعلوم النقلية: القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتفسير والسيرة والفقه.

ثقافة دينية عالمية وشعبية تجدها في كل مكتبات الأمة ومساجدها وبرامج تعليمها .

والعلوم الطبيعية: مازالت فخر الأمة أبدعها علماء من شتى بلاد المسلمين من فارس ومصر والأندلس وسمرقند وغيرها ومن أشهر هؤلا العلماء الرازي والخوارزمي وابن حيان والحسن بن الهيثم وابن سينا وابن رشد وابن البيطار وغيرهم كثير.

  كل ذلك يوحد ثقافة الأمة. وكلما اشتد التمزق على الأرض وعظم التفتت استدعت الأمة وحدة ثقافتها وعلومها وابداعها وتاريخها المشترك      فالثقافة ركيزة هامة في توحيد الأمة من حيث وحدة المقاصد والأهداف والمصالح المشتركة والتنسيق والتعاون وحماية الاستقلال والتوازن في النظام العالمي .

والثقافة قادرة على حماية وحدة الأمة والابتعاد بها عن عوامل الفرقة والتشتت والتمزق والاندحار.

التعصب المذهبي وثقافة التقريب:
من عوامل الفرقة الخلاف والتعصب المذهبي الذي أدى إلى إضعاف الأمة الإسلامية لفترات طويلة. لذلك يجب تفعيل ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وزيادة التواصل الثقافي والفكري بين القيادات الفكرية والفقهية .

 ولقد اتجهت جهود المخلصين ومفكري هذه الأمة إلى الدعوة إلى التقريب فأنشئت دار التقريب بالقاهرة منذ أكثر من سبعين عاما وقد أعيد نشاطها منذ فترة قريبة وبدأت تمارس عملها من مقرها الجديد في حي الزمالك بالقاهرة .

كما أقيم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران ويضم نخبه مختارة من كبار علماء وفقهاء المسلمين. 

 بادرت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتأسيس هيئة للتقريب أيضا عام 2007م .

وفى المركز العربي للدراسات والبحوث ،الذي أشرف برئاسته , شعبة للتقريب بين المذاهب الإسلامية ويصدر سلسلة دراسات محكمة كما يصدر مجلة محكمة باسم عالم البحوث والدراسات وتقوم توجهاتها ودعوتها الي التضامن الاسلامي والوحدة الاسلامية وبث ثقافة التقريب في أنفس أبناء الأمة .

وكل هذه المجامع والمراكز تعمل على:
1- نشر ثقافة التسامح والتقريب ونبذ التعصب والعنف والتفريق 
2- التمسك بالخطوط العريضة للثقافة والحضارة الإسلامية، وأن تتحول ثقافة التقريب إلى موقف إسلامي يمنع المسلم من أن يعتدي على المسلم الآخر .بل يمنعه من الاعتداء على أي أنسان مهما كان دينه لأن الإسلام يرفض مبدأ العدوان.

عقبات في طريق الوحدة:  العالم يسيطر عليه الأقوياء ولا مجال فيه للضعفاء .والوضع العالمي المعاصر يحتم على الدول الإسلامية ضرورة الإسراع في ضم صفوفها ولم شملها والوقوف صفا واحدا في مواجهة القوى العالمية المتصارعة، والتي تعمل على نهب ثروات ومقدرات الدول الصغيرة والضعيفة .
والأمة الإسلامية ولله الحمد لديها من القدرات والإمكانيات لو اتحدت لكانت قوة كبرى لا يستهان بها في هذا العالم .

ولكن ماهي الأسباب والمعوقات التي تؤخر وحدة الأمة:

أولا:- النعرات الطائفية والعرقية:  ويستغلها أعداء الإسلام فيعملون على زيادة الفرقة والتشتت بين المسلمين ببث الفتن والدسائس لتبقى المنازعات العرقية والطائفية قائمة ومستمرة تفرق وتشردم المسلمين .

ثانيا:- النعرات القومية والتعصب المذهبي والقومي والعنصري والقبلي:    فقد استغل أعداء الإسلام ضعف المسلمين وتفرقهم وتشتتههم وطرحوا أفكارا لقيام دول صغيرة قومية لتستمر هذه الدول في الصراع مع بعضها البعض وتنشغل بخلافاتها الطائفية والعرقية والعنصرية ويسهل على المستعمر أستنزاف ثرواتها. 

وواجب النبهاء من أبناء هذه الأمة وعلمائها الأفاضل القضاء على كل أشكال العنصرية والتعصب ونشر ثقافة الأخوة والمحبة والتسامح بين الجميع.

باعتبارها أمة واحدة مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)

ثالثا:- التدخل الأجنبي:    سواء بالقوات المسلحة كما حدث في العراق وأفغانستان أو السيطرة على النواحي الثقافية والسياسية والاقتصادية , كما هو في كثير من  بلاد العالمين العربي والاسلام

 اللهم وفق هذه الأمة الي توحيد صفوفها , ولم شمل دولها لتقف قوية عزيزة شامخة يهابها القريب والبعيد .

فلتسمعوا قول الرب سبحانه وتعالي وتعملوا به  : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )