الخميس، 24 أبريل 2008

بيان نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

نداء إلى عقلاء العالم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
أصدر علماء ومثقفوا العالم الإسلامي بياناً إلى الإتحاد الأوروبي بشأن الرسوم المسيئة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والهجوم المتعمد على الإسلام في وسائل الإعلام الغربية . وللأسف فقد نشرت الصحف المحلية أخباراً عن كتاب أمريكي نُشر على الإنترنت وسيصدر في طبعة ورقية خلال أيام . تحدثت الصحف عن إساءات بالغة في هذا الكتاب ضد الإسلام ورسوله صلى الله عليه والقرآن الكريم .
وفي نفس السياق تكونت جماعة بريطانية تطلق على نفسها إكس إسلام وجهت دعوة تُرحب فيها بكل من يختار ترك الإسلام والتحول إلى أي ديانة أخرى .
ونحن هنا نخاطب الغرب ممثلاً في الإتحاد الأوروبي وجمعيات ما يُدعى حقوق الإنسان في العالم ونتساءل . أين هي الحقوق من إنسان إختار ديناً يُراد له التحول عنه ويُغرى بكل المغريات لتركه ؟ أين هي حقوق الإنسان من دين يتبعه خمس سكان العالم يُحارب بكل الوسائل والطرق ؟!!! أين هي حقوق الإنسان من نبي يُساء إليه ليل نهار وهل يقبل المسيئون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يُساء إلى معتقداتهم أو حتى رموزهم السياسية والدينية .
وهانحن نعيد نشر البيان الموجه للإتحاد الأوروبي والذي وقع عليه الآلاف من أبناء الأمة الإسلامية ونوجهه إلى عقلاء العالم للوقوف صفاً واحداً ضد جريمة ازدراء الأديان وامتهان المقدسات
بيان نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

اعتراض تعبيري للمثقفين و الجامعيين و الفئائين و العلماء و النخبة في العالم الاسلامى مقدم للإتحاد الأوربي حول العداء للنبي محمد صلى الله عليه و سلم و ئشر الكراهية و النفور و التحقير للقيم الإسلامية .

أيها السادة .

نحن الموقعين علي هذه الوثيقة من الشخصيات العلمية و الثقافية و الفنية و غير الحكومية نتابع محربات العالم من منظار منطقي و قانوني و نستغرب من التصرفات غير الحضارية لبعض الحكومات ووسائل الإعلام و جماعات الضغط السياسي في أوروبا و نأسف لذلك و نعرب عن اعتراضنا علي الصورة السوداء القاتمة و خلق الأكاذيب و اللهجة الفاشية للإعلام المعادي للإسلام و نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم و ندعوكم للمنطق و الأخلاق والحرية المتقابلة و عدم التعتيم و الاستهانة بالإسلام والمباحثات الشفافة و العلنية في محكمة الضمير العالمية ، نحن قلقون من هذه الأطروحة غير العادلة و الخشنة ضد الإسلام و المسلمين في أوروبا والتي تنتج و تنشر ( العقد ) و الخوف من الإسلام و تتخذ أسلوب الحرب النفسية و الأعلام الوحشي و غير المتمدن ضد الشخصية المعنوية لرسول الله الأعظم و معلم الأخلاق و الحرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم المبشر بالرحمة و العقلانية و العدالة لجميع البشرية و التي يعتبر النموذج البارز للإرهاب الاعلا في و الثقافة الوحشية و الإجحاف بحقوق 1.5 مليار مسلم في جميع العالم و لعلها جرت إلى نتائج غير محسوبة و غير مترقبة و غير قابلة للسيطرة عليها على المستوي العالمي .

إن هذه الثقافة الخشنة و الأساليب العدائية و التي تتذرع بحرية التعبير ، لا تتوقف عند معاداتها لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم بل تتعداه لتلوث الصورة الناصعة لسيدنا المسيح عليه السلام وسيدتنا مريم العذراء و سيدنا موسى عليه السلام و سيدنا إبراهيم عليه السلام كما نري بين الحين و الآخر كيف يستهدفونهم من خلال الأفلام و الروايات و الرسوم الكاريكاتيرية و المقالات ليبثوا سمومهم و يثيروا الداء و النفور و الإرهاب الثقافي .

إن مواقف بعض مسئولي الحكومات الأوربي سيما وزير الخارجية الألماني بصفته المتحدث الرسمي للإتحاد الأوربي من هذه القضايا والتصرفات الشيطانية و غير الأخلاقية و غير المدنية و دعمه لها و مطالبته من وسائل الإعلام
الأوربية بمهاجمة الرسول الأعظم يبين أن هذه التصرفات ليست فرديه و شخصية و في نفس الوقت ليست اعتباطية و أن الهجوم على الإسلام قد صار سياسة رسمية و حكومية إننا إذ نقدم هذه الوثيقة لا نزال غير متيقنين بان هذه السياسة تعتبر سياسة عامه و جديدة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوريي أو إن هذه السياسة تعتبر سياسة فردية و شخصية لبعض المتحدثين و رجال السياسة الأوربيين و اتخذت و نفذت تحت ضغوط صهيونيه؟

و لو افترضنا أن مشكله أوروبا حقيقة هي حرية التعبير لوجب طي أوروبا أن تجيب علي بعض الأسئلة :
أولاً: هل الحرية ( من دون الأخلاق و المنطق و اتخاذ أسلوب الاستهانة و التحقير و الكذب و الافتراء و التمييز و الوحشية يهئ الظروف الملائمة لرقي الوعي؟
و هل تجيز اوروبأ للطرف المقابل أن ومتخذ نفس الأسلوب بالنسبة لقيمها؟

ثانياً : -لماذا لا تتحمل أوروبا الحرة الزي الخاص للفتيات المسلمات و أن يحتشمن و تقمع حريتهن في الملبس تحت غطاء قانون ممنوعيت الحجاب (لماذا لا تستسيغ أوروبا طرح أسئلة حول هولوكاست و شرعية النظام المحتل لفلسطين ( إن أوروبا منذ القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا و في النصف الثاني من القرن المنصرم وقفت إلى جانب أميركا في قضايا الاحتلال و عسكرة العالم وقامت بنهب وقتل جماعي للمسلمين في المغرب و مصر و فلسطين و العراق و أفغانستان و الهند و ماليزيا و اندونيسيا .
ان أوروبا اتخذت أسلوب الاستهانة و التحقير و السب للآخرين بدلاً عن أسلوب المناقشة الحرة و المتقابلة و بذلك تكون و بكل بساطة قد سحقت بأحذيتها القيم الأوروبية .

ان الإسلام هو دعوة إلى التوحيد و المعنوية و الإخوة و السلام و بعد مرور قرنين من القتل و النهب للعالم الإسلامي و استمرار الحروب الصليبية و عداء العلمانية للمسلمين و البشرية جمعاء لماذا لم يكن رجال السياسة الغربيين علي استعداد لسماع كلام محمد صلى الله عليه و سلم من دون أحقاد و أحكام مسبقة و إعطاء الفرصة لشعوبهم ان يستمعوا و يحكموا بحرية ؟

صحيح ان سرعة انتشار الإسلام في الغرب و كل العالم قد أحرج البابا كما حرج الحكومات الغربية و اغضب وسائل الإعلام الصهيونية و الشركات الرأسمالية لكن الاستهانة و التحقير و التشويش علي أفكار الشعوب و السباب لا يعتبر أسلوب صحيح لمكافحة الإسلام أو أي مدرسة منطقية و أخلاقية أخري :

إذا كانت الشعوب المسيحية و العلمانية في الغرب بدأوا بالإقبال على الإسلام افواجأ يجب دراسة هذه الظاهرة بصورة جذرية في حين ان طريقتكم تتحصر في نشر الخوف و الرعب و الكراهية للإسلام و قلب الصورة المشرقة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم.

الأساليب غير الصحيحة من جانب الفاشية أو الاستالينية أو الليبرياليه أو من أي كان ستؤول إلى الفشل إذا كان الأدب الكوبلزى و الآشويتسى أو الأدب الاستاليني و المنافي في سيبيريا لم تستطع تأمين البقاء للأيدلوجيات المادية و لم تكن الدواء الشافي للأزمة الروحية و الميول العبثية ، ان سجون كوانتانامو و الأدب الغربي المستهين اليوم بالإسلام والمسلمين لن يجدي نغما و لن يحل الأزمات التي تعصف بالنظام الرأسمالي الليبرالي و الذي يعتبر آخرآلايديولوجيات المادية العبثية للحضارة الغربية .

إذا كانت أوروبا معذبة من ناحية ماضيها الديني و ذكرياتها من القرون الوسطي و حكومات الباباوات و محاكم التفتيش و الحروب الصليبية و أماكن التعذيب و معاداة العلم و حرق العلماء كل هذا يسبب لضميرنا الاذي ، يجب ان تعلموا جيدا ان طريقة تفادى ما جري ليس مكافحة كل دين و معنوية و صب جام غضبها من أحداث القرون الوسطي علي الإسلام و الذي يعتبر دين العلم و العقلانية و حقوق الإنسان و العدالة .

أليس تاريخ الحضارة الجديدة لأوروبا يعترف و بكل وضوح بان مروج أوروبا من القرون الوسطى و تعرفها علي العلوم الجديدة و النهضة العلمية و الدينية حدث حينما تعرفت أوروبا علي الحضارة الإسلامية و قامت بترجمة العلوم الحديثة في العالم الإسلامي و أخذها الي أوروبا وتعرفها علي المختبرات و الجامعات و المكتبات و المستشفيات في العالم الإسلامي.

إن القرآن الكريم يعتبر نفس كل إنسان على وجه البسيطة كنفس البشرية جمعاء و ينظر بجلال و احترام إلى جميع أنبياء الله كموسى عليه السلام و المسيح عليه السلام على حد سواء . أما نبينا الأكرم صلى الله عليه و سلمفانه يعتبر القسوة البدنية و الكلامية من الذنوب الكبيرة في الشرع و يعد قتل البري شركاً بالله و لا يري العقل مظهرا للشيطان و إنما رسولا نلحق و حجة إلهية كبرى . فقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه و سلميعامل المسيحيين و اليهود و الزرتشيين في المدينة من منطلق إنساني يرتكز علي حبه للبشر ولحرية المذهب و العقيدة .

إن الرسول الأعظم الذي قام بتأسيس أعظم حضارة في العالم و في اقصر فترة زمنية إبان من الاسم أن يتزلزل أو يتأثر بعدد من الرسوم الكاريكاتورية أو الاهانات و الإساءات أو الأكاذيب الملفقة؟ أن الشعوب الإسلامية لا تتطلع إلى تساهل و فرقه منكم بقدر ما تتوخاه من الأدب و الإنصاف .لا يسعنا هنا الا ان نقول انه و للأسف الشديد فان اليأس و القنوط في العالم الإسلامي من المؤسسات الدولية قد أصبح عارماً و إن هذه الأساليب المتحجرة العلمانية و الاستبداد المتعنت للنظام الرأسمالي الغربي و المناهج التوسعية و القمعية و أسلوب التحقير و توجيه الاتهامات و اتخاذ المواقف الاستبدادية و العدائية لايمكن أن يؤدى إلا إلى تعصب مفرط أعمى لدي كلا الجانبين ،

فانه إذا كان الهدف من هذه الأساليب هو الحد من انتشار الدين الإسلامي في العالم و خاصة في

الجانب الأوروبي و الامريكى أو الحد من صحوة العالم الاسلامي و خاصة في أوساط الشباب فانه من الأفضل إتباع أسلوب الحوار الاخلاقى الذي يستند إلى استدلالات علميه ديمقراطية و منطقية شريفة و إعادة حرية الرأي و حرية الملبس إلى مواطنيكم المسلمين في أوروبا و استبدال أسلوب توجيه الاهانات و الإساءات بمنطق الحوار و النقاش و السماح لآرائنا أن تتواجه لا نحن.

أن سلطة الغرب باحتلاله لفلسطين والعراق و أفغانستان و تهديده لإيران و سوريا و بقية الشعوب الإسلامية و قيامه بشن حرب عير عادلة و اتخاذه أساليب غير منطقية و غير أخلاقية و الحد من التطور العلمي و التقدم الاقتصادي للمسلمين لايمكن أن يستمر أكثر من هذا .

إن دفاع دول الاتحاد الاوروبى عن سلمان رشدي و الرسوم الكاريكاتورية الحمقاء و تغيير أسلوب حرية التعبير الي حرية الاهانة و الإساءة و استمرار الحروب الصليبية بأهداف و غطاء علماني يعد لونا من ألوان الإرهاب الثقافي .

أليس من المناسب ان تقوموا عوضاً عن التهديد و الاهانة بالسماح لممثلي العالم الاسلامي بإقامة حوار بناء علمي و اعلامى في مقابل أنظار عشرات الملايين من المواطنين المسلمين و غير المسلمين الأوروبيين في أجواء حرة مفتوحة و بذلك تكونوا قد قدمتم أرقى درجات الاحترام لشعور مواطنيكم من اجل اتخاذ قرارهم بأنفسهم ؟! إن اقل مانطلبه هو ان تقدموا للمسلمين ابسط حقوقهم الثقافية و أن تحترموا شعور و أحاسيس الشعوب الاوروبيه .

ان إلصاق التهم و الأكاذيب بالدين الإسلامي و الهجوم الاعلامى المكثف علي شخصيه النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم باعتباره رحمة للعالمين يعد أسلوبا من أساليب التفتيش العقائدي و يعد إلغاءا للتعقل و المحبة والأخلاق من ساحة الإعلام و السياسة العالمية .

إذا كانت الحرب تعتبر مصدراً من مصادر الربح الوفير للبعض فإننا كوجدان المفكرين و الجامعيين في العالم الإسلامي ننصح دول الاتحاد الاوروبى و خاصة النخب و العلماء العلمانيين و رجال الدين في أوروبا بالكف عن الأساليب
العدائية و القمعية و اتخاذ نهج إنساني متحضر ارقي من ذي قبل من اجل مواجهة الدين الاسلامى و الحد من انتشاره و القيام بما هو ضروري
لتوفير أرضية مناسبة لإجراء حوار شفاف و متكافئ .

نعم انه من الممكن ان نصنع عالما آخر. تعالوا و قدموا لنا يد العون لكي نصنعه سوياً .
________________________

تم توقيع هذا البيان من مئات العلماء والمفكرين وآلاف الجامعيين و المثقفين والشعراء و الفنانين و الكتاب و الصحفيين من مواطني العالم الإسلامي


وندعوك أخي القارئ إلى إعلان تأييدك ونصرتك للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال إضافة تعليق على هذا البيان وجزأكم الله خيراً .


الأربعاء، 23 أبريل 2008

لا يوجد مصحف محرف لدى الشيعة


لا يوجد مصحف محرف لدى الشيعة ..أو ما يسمى بمصحف فاطمة .
المستشار توفيق علي وهبة
كتبت جريدة الوفد

شارك المستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث في المؤتمر الدولي الثاني لعلماء السنة والشيعة الذي انعقد في مدينة طهران وشارك فيه أكثر من 150 عالماً يمثلون أكثر من خمسين دولة . كان المؤتمر عبارة عن تظاهر علمية إسلامية عالمية تدعو إلى ضرورة التضامن والوحدة بين المسلمين ونبذ الفرقة والخلاف والتعصب عملاً بقول الحق تبارك وتعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" وامتثالاً لقوله جل وعز " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"

حول هذا المؤتمر وكثير من الأمور التي تهم العامة من أهل السنة وكثير من المفكرين والمثقفين .. حول أمور تشاع عن الشيعة منها وجود مصحف لدى الشيعة خلاف المصحف العثماني ويسمى مصحف فاطمة ، وجود تحريف في المصحف العثماني بإضافة سورتين لتصبح سور القرآن لدى الشيعة ( 116 ) سورة
بينما لدينا ولدى سائر المسلمين 114 سورة ، سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سب أهل السنة ، وغير ذلك من الأقاويل .
حول كل هذه الأمور دار الحوار التالي مع المستشار وهبة فسألناه:

· هل هناك مصحف محرف لدى الشيعة أضافوا إليه سورتين؟

بحثت في المصاحف وتحاورت مع الكثيرين فلم أجد شيئاً من هذه القبيل ولكن يبدو أن كتابات بعض المتعصبين ذكرت ذلك ولكن لا يلقى أحد إليها بالا ، والحمد لله فكلام الله محفوظ بحفظ الله له ، ولن يستطيع بشر أن يغير أو يبدل فيه يقول الله تعالى" إنا نحن نزلا الذكر وإنا له لحافظون" وهناك في كتب أهل السنة وكتب الشيعة خرفات وأقاويل كثيرة ليس لها أي دليل.


" السنة والشيعة"

· هل هنالك خلاف بين الشيعة السنة؟

الشيعة والسنة مسلمون موحدون لا خلاف بينهم في أصول الإسلام والخلاف ينحصر في الفروع ، وما دامت أصول الإسلام والخلاف ينحصر في الفروع، وما دامت أصول الإسلام واحدة فكل المسلمين يعبدون ربا واحداً ويتبعون نبياً واحداً وديناً واحداً ويصلون إلى قبلة واحدة ويحجون إلى بيت الله الحرام ويصومون رمضان ويؤدون الزكاة ويقيمون الصلاة فلا تثريب عليهم بعد ذلك إذا اختلفت الفروع الفقهية.
ويحاول أعداء الإسلام بث الفرقة والخلاف بين المسلمين فيثيرون النعرات الطائفية ويبثون الخلافات المذهبية والفقهية للوقيعة بين المسلمين وتفريقهم ومنع إتحادهم .. ولكن الحكماء من أبناء أمة الإسلام نادوا بالتقريب بين المذاهب الإسلامية ... كما أنه يوجد في كتيب كل من أهل السنة والشيعة ما يسئ إلى الطرف الآخر بل يسئ إلى الإسلام من الأخبار الضعيفة إلى جانب المدسوسات والإسرائليات التي يتلقاها العامة والبسطاء ويروجونها على إعتبارها من صحيح الدين وهي بالقطع ليست كذلك .
ويدعو المستشار توفيق إلى تنقية هذه الكتب مما علق بها ، وإبعاد الدخيل والموضوع والمدسوس وكل ما يخالف الكتاب والسنة .

مؤتمر التضامن والوحدة الإسلامية

· ما أهم التوصيات التي صدرت عن مؤتمر التضامن ؟

أصدر المؤتمر بيانا أكد فيه أن الوحدة بين المسلمين هي أصل من أصول الإسلام وركن أساسي لاستقرار المجتمع الاسلامي ، وحاجة ضرورية لمواجهة أعتداء الدين . ونبة البيان إلى أساليب الأعداء التي تنم عن الحقد والعداء . وقال البيان إن الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها في المنطقة هي تثبيط عزيمة المسلمين في مواجهة الأستنكبار والحد من تنامي الأفكار المعادية لها في المنطقة ومنح إسرائيل الفرصة لإعادة أوضاعها بعد الضربة التي تلقتها من حزب الله في لبنان ونبه البيان أن مسئولية علماء المسلمين من سنة وشيعة إتجاة الأفعال ألا إنسانية وطالب المؤتمر بتشكسل لجنة دائمة تضمن شخصيات شيعية وسنية هدفها متابعة القضايا المطروحة والتحديات التي تواجهة الوحدة والتضامن الإسلامي وتقديم الحلول العلمية والعملية لها .
صحف فاطمة

ما قصة مصحف فاطمة؟

بحثت في المكتبات العامة والخاصة بإيران عما يسمى بمصحف فاطمة رضي الله عنه فلم أجد له أثر ولم أقابل في جولاتي الخاصة ولقاءاتي العامة ومراكز البحوث ودور العلم ومطبعة المصحف الشريف من صادف هذا المصحف أو إطلع عليه
وهناك روايات كثيرة تبين أن هذا المصحف ليس قرآن ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يرى أنه قرآن بل هي صحائف كتب فيها بعض الأقوال فهي ليست قرآن ولكن الألتباس جاء من تسميته مصحف
ويؤكد المستشار وهبة أن هذا المصحف ليس له وجود كل ما في الأمر أن السيدة فاطمة رضي الله عنها كانت تدون ملاحظات وتفسيرات على حواشي مصحفها ولذلك سمي بمصحف فاطمة .

· ما رأي علماء الشيعة في هذا المصحف ؟

أكدت كل المراجع الشيعية أن مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابلا الكريم الذى الذى نزل على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وان الاشتباه جاء عند البعض جاء من تسميته مصحفا باعتبار ان هذا الاسم ينصرف الى القران الكريم لاختصاصه به .

ويؤكد المستشار توفيق ان القرآن محفوظ بحفظ الله له فلا يجوز تحريفه ولا تغييره ولا زيادته ولا نقصانه واى قول خلاف هذا فهو رد ولا صحة له يقول المولى عز وجل " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ويقول" بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ " ويقول الحق تبارك وتعالى " إنه قرآن كريم فى كتاب مكنون " ويقول بل هو آيات بينات فى صدور الذين أُتو العلم "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :

صحيفة الوفد – العدد 6594 بتاريخ الجمعة 12 ربيع الآخر 1429هــ - 18أبريل 2008م .

كتاب يحوي أخطاء جسيمة في آيات القرآن الكريم

أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة

كتاب يحوي أخطاء جسيمة في آيات القرآن الكريم

وصلتنا رسالة من المستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث تتضمن موضوعات هامة وخطيرة حول أحد الكتب التي أصدرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة الثقافة العلمية التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة وجاء الكتاب تحت عنوان " قبسات من العلوم الكونية " للدكتور السيد عبدالستار المليجي وقد صدر في التاسع من الشهر الجاري "إبريل 2008" ويقول المستشار توفيق وهبة في رسالته :

" لي ولع شديد بكتب الإعجاز العلمي وأتابع بإهتمام ما ينشر حول هذا الموضوع من كتب ودراسات ومقالات يكتبها علماء وباحثون وأساتذة وفقهاء نذروا حياتهم وجهودهم لبيان ما اشتمل عليه القرآن والسنة النبوية من إعجاز مذهل في شتى المجالات فبل أن تتوصل إليه المكتشفات العلمية الحديثة ومن هؤلاء العلماء العالم اليمني عبدالمجيد الزنداني والدكتور زغلول النجار والدكتورة أميمة خفاجي أستاذ الوراثة والدكتور السيد عبدالستار المليجي وغيرهم .
لذلك كانت سعادتي غامرة حينما صادفت كتاباً صدر يوم"9/4/2008" من الهيئة العامة تحت عنوان "قبسات من العلوم الكونية " تأليف الدكتور السيد
عبد الستار المليجي وله عدة كتب وجهد يُذكر فيُشكر في هذا المجال وبدأت أتصفح الكتاب ولكن سرعان ما انقلبت سعادتي غماً وهماً بعد قراءة الصفحة الأولى بعد المقدمات حيث فوجئت بما لم يكن في الحسبان ففي بداية الصفحة الثانية قرآت الآية القرآنية رقم 22 من سورة البقرة وهي قوله تعالى " الذي جعل لكم الارض فراشاً والسماء بناء ..." حيث كان تشكيل كل الكلمات خاطئاً فكلمة الذي- على سبيل المثال وُضعت فوق الذال ضمتان وكلمة "لكم " تحت الميم كسرتين وكلمة " فراشاً " فوق الفاء ضمتين وكلمة بناء ضمتين ، وكلمة " وأنزل " فوق الواو شدة وفوق الألف شدة وهكذا في باقي كلمات وحروف الآية حيث لا يوجد حرف واحد صحيح .
ولقد راجعت الآيات الواردة في الكتاب جميعها ولم أجد حرفاً واحداً صحيحاً في تشكيله بل إن جميع الآيات والكلمات والحروف في آيات القرآن الكريم الواردة في الكتاب غير صحيحة .. إنني أطالب وزير الثقافة ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بسرعة سحب الكتاب من الأسواق وإعادة طباعته بعد تصحيح الآيات القرآنية حتى لا تبقى آيات القرآن الكريم محرفة في أيدي الناس .

لو نشر هذا التحريف في الخارج لأقام المسلمون الدنيا ولم يقعدوها فما بالنا أن يتم نشره في مصر حاضرة العالم الإسلامي وأقول للمسئولين في هيئة قصور الثقافة : أتقوا الله في كتابة الكريم وإياكم والتغاضي والتهاون عما وقع من أخطاء أما الكتاب ومادته العلمية فهو جهد مشكور للمؤلف جزاه الله خيراً وقد نعود إلى عرض الكتاب مرة أخرى .

المستشار توفيق علي وهبة
رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث

تعليق صحيفة الاسبوع

وقد أطلعنا على صفحات الكتاب وفوجتنا بكم الأخطاء الفادحة الموجودة في تشكيل آيات القرآن الكريم الواردة فيه في رفع المجرور وجر المرفوع ورفع المنصوب وغيرها حتى لا يكاد يكون هناك حرف واحد من هذه الآيات صحيحاً .. وذلك رغم قائمة الاسماء الطويلة التي تصدرت الكتاب ومنها أسم الدكتور أحمد نوار رئيس مجلس الإدارة وسعد عبدالرحمن أمين عام النشر والإشراف العام محمد أبو المجد والإشراف الفني د. خالد سرور وأسماء هيئة التحرير المكونة من رئيس التحرير د. محمد مصطفى عبدالباقي وسكرتي التحرير عمرو عبدالهادي وهو ما يدعو للعجب من عدم مراجعة ما يحويه الكتاب أو ملاحظة الأخطاء الرهيبة الواردة في آيات القرآن به.
أتصلنا بمؤلف الكتاب الدكتور السيد عبدالستار المليجي ليؤكد لنا أنه لم يرى نسخ الكتاب حتى الآن وأن هذا هو مسئولية جهة النشر وسوف يراجعها يعرف سبب هذه الأخطاء وضرورة تلافيها .
ونحن نضع هذا الأمر الهام والخطير أمام فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح ما حدث وتجنب تكراره فيما بعد.
المحررة
________________

المصدر : جريدة الأسبوع – 13 من ربيع الآخر 1429هـ - 19 من ابريل 2008 م العدد 576 . وسوف نوالي نشر مايشتجد حول الموضوع فقد نشرته كثير من الصحف والمجلات - منها الحوار الصحفي الذي اجراه معنا الكاتب : الصحفي الاستاذ محمود فرج في جريدة الوفد القاهرية وجريدة العرب الدولية بلندن كما نشرته جريدة عقيدتي -ومجلة الاسلام وطن التي تصدرها الطريقة العزمية

مسجد السيدة فاطمة المعصومة رضي الله عنها

مساجد لها تاريخ
مسجد السيدة فاطمة المعصومة رضي الله عنها
المستشار توفيق وهبه
الخطباء فى ايران يدعون الى التمسك بالدين ومحاسن الاخلاق والى المحبة والوحدة

حوار محمد الشندويلى

التقيت بالمستشار توفيق وهبه – رئيس المركز العربى للدراسات الاسلاميه – بعد عودته من ايران والذى اتضحت له رؤى كثيره فاكد لى انه قال له صديقه اننا سنصلى الجمعه فى الحرم فقلت : ما هو هذا الحرم ؟ قال حرم فاطمة المعصومه وتوجهنا الى المسجد وكنا فى الصف الاول خلف الامام وسمعت خطبة الجمعه وكانت مثلا طيبا لما يجب ان يكون عليه الخطباء تدعو الى التمسك بالدين والى محاسن الاخلاق والى الوحده والمحبه ولم اسمع الخطيب أو غيره يسب مسلما او غير مسلم كما يشاع ضد الشيعه فما يقال حول هذا الموضوع لم اجد له اثرا لا فى المساجد ولا فى دور العلم ولا بين عامة الناس ( وبعد الصلاه اشرت على صديقى ( صادق الكعبى ) ان نزور المسجد زياره خاصه وفعلا تمت الزياره ليلا وقضينا فيها وقتا مشعا بالايمان ودعونا وقرات الفاتحه للمعصومه ولمن لهم اضرحة اخرى حول المسجد ودعوت لهم .

وفيما يلى نبذه عن هذا المسجد :

فى مدينة قم يقع مسجد فاطمة المعصومه ويطلقون عليه ( الحرم ) فأذا قيل صليت فى الحرم فينصرف القول الى مسجد المعصومه رضى الله عنها



نسب السيدة فاطمة المعصومة :-

هى السيدة الجليلة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر ( سابع ائمة اهل البيت ) واخت الامام الرضا ( ثامن أئمة اهل البيت )ولدت فى مدينة جدها صلى الله عليه وسلم فى الاول من ذى القعده سنة 183 هــ وتوفيت فى مدينة قم المقدسه بايران فى 10ربيع الثانى سنة 201هـ وسميت بالمعصومه لورعها وتقواها مسجدها ومرقدها .

يقول المستشار وهبة :

يقع مرقدها الشريف فى المسجد المسمى باسمها فى وسط المدينة يحده من الشمال ميدان استانة ومن الشرق شارع السيد اية الله المرعشى النجفى ومن الجنوب المسجد الاعظم وشارع الموزه ( اى المتحف ) ومن الغرب الشارع الساحلى لنهر صفي اباد ومن الشمال الغربى المدرسه الفيضية .

تاريخ بناء المسجد وتوسعاته :

لما توفيت السيده فاطمة المعصومة رضى الله عنها دفنها موسى بن خزرج بن سعد الاشعرى القمى وبنى على قبرها بيتا له سقف من البوارى وكان موضعاً لمقبرة قديما يعرف بـ ( بابلان ) ومن هذا التاريخ بدات شهرة
مدينة قم وبدا الناس بزيارة المرقد ثم توالت عمليات البناء والعماره تتسع وتزيد الى يومنا هذا .

التوسعة والاعمار :
ويحدثنا المستشار وهبة فيقول :

فى سنة 256 هـ بنت السيده زينب بنت الامام الجواد رضى الله عنه قبه من الاجر على القبر الشريف حينما جائت لزيارة عمتها فاطمه المعصومه وكانت اول بنايه على القبر
وفى سنة 350 هــ جدد زيد بن بحر بن احمد الاصفهانى بناء المرقد وبل بابه الصغير بباب اكبر منه
وفي سنة 429-465 هــ وفي عهد تغرل السلجوكي بنا الامير ابى الفضل العراقي قبه كبير للمرقد بعد هدم قبته الصغيرة .
وفى سنة 529 هـ بنت شاد بكم بنت عماد بك قبه على القبر الشريف
وفى سنة 925 هــ جدد الشاه اسماعيل الصفوى بناء المرقد حيث بنى الايوان الشمالى ووضع الاساس لبناء الصحن القديم للمرقد .
وفى سنة 950 هــ بنى الشاه طهماسب الصفوى ضريحا من الكاشى على المرقد المطهر
وفى سنة 1077 هــ بنى الشاه سليمان الصفوى صحن موزه فى الجهه الجنوبيه من الحرم
وفى سنة 1210- 1214 هـ وضع نظام السلطنه بابين من الفضه فى الضلع الغربى من الحرم
وفى سنة 1213 هــ امر فتح على شاه الفاجارى بتذهيب القبر والقبه وباب المرقد الشريف
وفى سنة 1215 هـ زين داخل القبه بالنقوش البارزه والمرايا والكتابات الجميله
وفى سنة 1218 هــ جدد مرتضى قلى خان احد رجال الدوله الصفويه بناء ايوان الحرم ورفع الكاشى من على القبه ووضع بدلا عنه الذهب .
وفى سنة 1221 هــ فرشت ارض الحرم وجدرانه بالرخام كما زين الضريح بالذهب ووضع باب ذهبى فى الضلع الشمالى للرواق المتصل بايوان الذهب .
وفى سنة 1266 هــ جدد الشاه اسماعيل الاولين ووسع الصحن القديم وبنى ماذنه فى الجهه الشماليه منه
وفى سنه 1303 هــ اكمل الوزير الاعظم اتابك بن امين للسلطان ما بناه ابوه حيث وضع اساس الصحن الجديد المعروف ( بالصحن الاتباكى ) وتم تزيينه وبناء الغرف حوله والمسماه ( مقابر الاعيان )
وفى سنة 1345 هـ احدث متحف الاستانه ووضعت فيه جميع الهدايا والنفائس السليمة
وفى سنة 1375 هــ لبس الضريح الفلازى بالفضه وزين بالنقوش والكتابه الجميلة
بنى شهاب الملك ماذن الامام الشمالى وزينها بالقيشانى ووضع كمران مرزا قضباناً من الذهب فى اعلى الماذن المذكوره

معالم مسجد السيدة فاطمة المعصومة :
يقول المستشار توفيق عن معالم المسجد :

تبلغ مساحة الحرم المطهر بصحونه الثلاثه مع مسجد بلا سر نحو 13527 مترا مربعا ومنها 1914 مترا مربعا مساحة ارض المبنه والبقيه عباره عن صحنى الحرم الجديد والقديم
والمرقد مستطيل الشكل قبته مغشاه بصحائف من الذهب وفيه اربع منارات ذوات حوض اكليل واحد اثنتان منهما كبيران واثنتان منهما صغيران .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :

مجلة الإسلام وطن – السنة 22 - العدد260 – ربيع ثان 1429هـ - أبريل 2008م .

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

تجسيد الوحدة في العالم الإسلامي على الواقع

تجسيد الوحدة في العالم الإسلامي علي الواقع وذلك عبر التعاون في المجال
العلمي - الثقافي - السياسي - الاقتصادي ودور هذه المجالات في دعم التضامن الإسلامي

إعداد
المستشار توفيق علي وهبة


المسلمون أمة واحدة ، هكذا أراد الله سبحانه وتعالي لها أن تكون مصداقا لقوله تعالي ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبد ون ) (1) وقوله جل وعز ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )(2)
ويعرف البعض الوحدة الإسلامية بقوله : إن الوحدة هي التفرد ، وإذا أضفنا التفرد إلي الأمة أصبح المعني تفرد الأمة الإسلامية عن بقية الأمم وتميزها بمميزات وخصائص تجعلها متجانسة ومتحدة وكأنها رجل واحد ، وتوحيدها يعني جمع آحادها ، وجعلهم جماعة واحدة لا تنقصم ، ويعبر عن هذه الوحدة في كتب السنة والفقه والأصول بالجماعة أو بجماعة المسلمين (3) .
ومنذ بدء الرسالة ودعوة النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي الإسلام والمسلمون يشكلون وحدة واحدة ، وأمة واحدة واستمرت هذه الأمة الواحدة بعد انتشار الإسلام خارج جزيرة العرب خلال حكم الخلفاء الراشدين ، بعد فتح الشام والعراق ومصر وفارس ، ودخول غير العرب في دين الله أفواجا ، فرغم تعدد الدول الإمارات التي دخلها الإسلام إلا أنها جميعا كانت تحت قيادة الحكومة المركزية في المدينة المنورة ، وهذه الحكومة المتمثلة في الخليفة هي التي تعين حكام تلك البلاد ومساعديهم وكانوا جميعا مرتبطين بدولة الخلافة في المدينة المنورة .
ونود أن نشير إلي أن الفتنة التي قامت في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لم تمنع استمرار الوحدة الإسلامية ، وإن كانت علي دخن لأنها حملت في نفسها عوامل التفكك والاختراق ، وإن لم تظهر تلك العوامل إلا بعد أمد غير قصير ، لأن هذه العوامل كانت كالجراثيم المرضية ، لا تظهر آثارها ما دام الجسم قويا ، فإن عرضت له عوارض الضعف ظهرت الجراثيم فتاكة (4)
وفي خلال فترة الخلافة الأموية والعباسية وازدياد حركة الفتح وانتشار الإسلام في آسيا وأوروبا ,إفريقيا اندمجت البلاد المفتوحة ضمن الدولة الإسلامية الواحدة تحت قيادة حاكم واحد تطبق كلها كتاب الله وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وهكذا يتبين لنا أن الوحدة الإسلامية بدأت في عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ، ثم اقترن وجودها بوجود الخلافة النبوية في عهد الراشدين ، واستمرت كذلك لفترات طويلة .
يقول فضيلة أستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله :
سارت الوحدة في طريقها حتي تحت سلطان الحكام الظالمين ، وإذا كانت فتنة أحيانا ، و ظلم صارخ ، فإن الوحدة تعود قوية لحيوية الجماعة الإسلامية ، واعتبر ذلك بالفتنة التي نشأت في عهد العاصي الفاسق الظالم يزيد بن معاوية التي استبيحت فيها مدينة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ، استباحة جاهلية ونادي بنداء الجاهلية العاصي يزيد ، وقتل فيها أحد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه قتله عبد الله بن زياد وقد بكي الإمام الحسن البصري وقال رضي الله عنه : ماذا دهي هذه الأمة قتل ابن دعيها ابن نبيها )
وبعد هذه الفتنة ومثلها في عهد عبد الملك بن مروان ، وإن لم تكن لها مآثم في قوة مآثم الأولي ، عادة الوحدة قوية لقوة الحيوية في الأمة فلما ظهر الضعف ظهرت عوامل التفرقة
وبدأت بعض الأقاليم في الانفصال عن دولة الخلافة حتي كان عهد الخلافة العثمانية التي توسعت في الفتوحات ونشر الإسلام في بلاد جديدة داخل القارة الأوربية والأسيوية .
ولما دب الضعف في الدولة العثمانية بدأت بعض الدول تنفصل عنها حتي كانت الحرب العالمية الأولي فقامت الدول الأوربية بالقضاء علي الدولة العثمانية وقد وقسمت البلاد الإسلامية التي كانت تابعة للخلافة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا وبسطت الدول لاستعمارية سلطانها ونفوذها علي كثير من بلاد المسلمين
واليوم قد توفرت علي الساحة الإسلامية ظروف جديدة هي مزيج من الوعي والتحدي والتجارب تبشر بغد إسلامي مشرق (5) فالشعوب الإسلامية الآن تشعر بضرورة التقارب والوحدة ونبذ التشرذم والتمزق الذي فرضه الاستعمار عليها ، وبث الوهن والضعف والتخلف في ربوع بلاد المسلمين فابتعدت البلاد الإسلامية عن بعضها البعض لسنوات طويلة ، وكلما ظهرت دعوات أو تنادي المفكرون بالوحدة الإسلامية تدخلت دول الاستعمار لوأدها في مهدها والقضاء عليها بشتى السبل حتي تمنع قيام هذه الوحدة
فالولايات المتحدة الأمريكية الآن هي وريثة الدول الاستعمارية ، وهي صاحبة المصلحة في تشرذم وتمزق وتأخر المسلمين لتتمكن من السيطرة علي دولهم ومقدراتهم واستنزاف مواردهم لصالح صناعاتها وبقائهم سوقا رائحة لتجاريها ومنتجاتها
فالولايات المتحدة تهدف من وراء سيطرتها وتدخلها في الدول الإسلامية إلي تحقيق هدفين :
الأول : ضمان استمرار نهب بترول تلك البلاد لصالحها وصالح الدول الصناعية في الغرب
ثانيا : ضمان أمن وبقاء إسرائيل
وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه ( الفرصة السانحة ) الصادر عام 1992 والذي أوضح فيه السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي حيث ذكر أنه بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية لم يبق أمام أمريكا عدو إلا الإسلام وقال : إن هدف أمريكا من تواجد ها وسيطرتها علي الدول الإسلامية هو تأمين استمرار تدفق البترول وضمان أمن وبقاء إسرائيل ورغم عدم وجود اتفاقيات مشتركة بينهم وبين إسرائيل إلأ أن هذا التزام أخلاقي تلتزم به الولايات المتحدة الأمريكية ( 6 )
هذا التحدي الذي يواجه الأمة الإسلامية يفرض عليها أن توحد نفسها وتتكتل ضد هذه الأخطار المحدقة بها .
الوحدة في الكتاب والسنة
أولا الوحدة في القرآن الكريم :-
1- يقول المولي عز وجل :- ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) (7) .
2- ويقول سبحانه وتعالي ( ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )(8)
3- ويقول جل وعلا : ( إنما المؤمنون أخوة )(9)
4- ويقول سبحانه ( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان )(10)
5- ويقول جل جلاله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )(11)
ثانيا في السنة النبوية الشريفة :
1- ويقول صلي الله عليه وآله وسلم :- ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى )(12)
2- ويقول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ( عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة )(13)
3- ويقول : ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب )(14)
4- ويقول : ( من فارق الجماعة شبرا خلع ربقة الإسلام من عنقه )(15)
5- ويقول : ( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ) (16 )
6- ويقول عليه وعلي آله الصلاة والسلام : ( يد الله مع الجماعة ) (17)

ما هي الوحدة المطلوبة الآن :
ليست الوحدة الإسلامية المطلوبة أن تتحد الدول جميعها في دولة واحدة لأن ذلك من الصعوبة بمكان حيث تتوزع الدول في عدة قارات ، ففي الماضي كانت نوجد حكومة مركزية ، ولكن كل إقليم كان له ذاتيته وحكومته ، ويتم التعاون بينهم جميعا وبين الحكومة المركزية في عاصمة الخلافة التي كانت تبعث لهم بالتعليمات والتوجيهات ، وتطمئن علي تطبيق أحكام الإسلام وحسن معاملة المواطنين ونشر العدل والأمان في ربوع الأقاليم التابعة لها .
وعلي هذا فلا يلزم أن تكون الوحدة الإسلامية الآن دولة واحدة ، ولكن المطلوب أن يكون هناك تكامل وتعامل في شتي المجالات : العلمية والثقافية - والسياسية - والاقتصادية .
أولا : في المجال العلمي : -
كانت الدولة الإسلامية متقدمة في المجال العلمي في الطب والفلك والرياضيات والهندسة وغيرها . وقد نبغ العلماء المسلمون في كل نواحي الحياة فكانت الحضارة الإسلامية مزدهرة عالية الشأن وفي أوج عظمتها بينما كانت أوربا تتخبط في عصور الظلام والتخلف ، وقد نقلت أوربا علوم المسلمين ودرستها في جامعاتها وأضافت إليها ما استجد من اكتشافات فتقدمت ونهضت .
بينما وقف العلماء المسلمون عند اكتشافات أسلافهم ، واكتفوا بالنهل من الحضارة الغربية ما كنا أصلاء فيه ، فأصبحنا تابعين لغيرنا في المجال العلمي .
نحن في حاجة إلي نهضة وثورة علمية تعيد للمسلمين دورهم وريادتهم في العالم ، نأخذ ونعطي ، ونتفاعل مع الآخر نساهم في بناء الحضارة العالمية الحديثة .
إننا نريد أن نسابق التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم ولا نتخلف عن الركب ،ولا يتم ذلك إلا بمتابعة الدراسات العلمية الحديثة في جميع أنحاء العالم وأخذ النافع منها ودراسته وتطويره ، فإن عقولنا لا تقل عن عقولهم ، ولكن قد يكون هناك قصور في الإنفاق المادي في هذا المجال . فها هم علماء المسلمين الذين هاجروا إلي الدول الغربية وإلي الولايات المتحدة الأمريكية يساهمون في بناء الحضارة الحديثة جنبا إلي جنب مع علماء تلك الدول ، بل إن بعض العلماء المسلمين يقودون التقدم العلمي والتقني هناك في مختلف المجالات حينما سنحت لهم الفرصة بذلك
فمثلا أشهر أطباء العالم من المسلمين وأشهر علماء الفيزياء والكيمياء من المسلمين ، وقد حصل أحدهم علي جائزة نوبل في الفيزياء عن اكتشاف الفيمتو ثانية ، وهو مرشح هذا العام أيضا لنوبل أخري عن اكتشاف جديد وأشهر علماء الفضاء والأقمار الصناعية من المسلمين ... وغيرهم وغيرهم ..
والعالم الإسلامي لديه من الإمكانيات المادية ما تسمح له بتوفير متطلبات الأبحاث العلمية المتقدمة لكي تجذب هؤلاء العلماء ، وتفتح المجال أمام النابغين في بلادنا حتي لا يهربوا إلي بلاد أخري
يجب أن نفتح المجال واسعا أمام علمائنا ، ونمنحهم الفرصة للنبوغ والتقدم
يمكننا أن نفعل الكثير لو خلصت النوايا .

وفي هذا المجال نقترح ما يلي :-
1- الاهتمام بالدراسات العلمية في مختلف المجالات وتسهيل التحاق النابغين من أبناء الأمة بهذه الدراسات .
2- توفير ما يحتاجه الدارسون من معامل وآلات وأدوات بحثية .
3- إقامة مراكز بحوث علمية متخصصة علي مستوي عال ، كل منها في مجال معين ، وحشد كل الإمكانيات التي تتطلبها الأبحاث
4- الاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال سواء في الدول الإسلامية أو في أي مكان في العالم .
5- توفير الإمكانيات المادية للتمويل المطلوب لهذه الدراسات والإنفاق علي هذه المراكز وغيرها من دور العلم ، وعلي العلماء بسخاء ، وتوفير الجو المناسب والملائم لبحوثهم وتوفير الحياة الكريمة لهم
فالإمكانيات البشرية موجودة ولله الحمد ، لكن ينقصهم التخطيط والتنسيق والتمويل فلدينا دول لديها الإمكانيات البشرية من علماء ودول لديها الإمكانيات المادية فالتكامل في هذا المجال يستطيع أن يدفع بالعالم الإسلامي إلي بناء نهضة علمية حديثة ومتقدمة ويصبح في مقدمة العالم كما كان من قبل
ثانيا : المجال الثقافي :
تساهم المداخل الثقافية مساهمة فعالة في وحدة الأمة ، فقد تهزم الأمة عسكريا ، وقد تضعف اقتصاديا وسياسيا ، ولكنها ثقافيا وأدبيا تبقي صامدة منتجة مبدعة في الشعر وفنون الأدب والفنون التشكيلية وعلوم الفقه والقرآن والحديث والعلوم الطبيعة وغيرها .
وأهم مجالات الجانب الثقافي : اللغة والدين والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق والفنون والأحكام القانونية .
فالجانب الثقافي هو الذي يشكل وجدان الشعوب وأفكارها ، وهو أهم مجالات التفرد والتميز لدي الشعوب (18)
ويعمل الاستعمار العالمي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية علي تفتيت العالم الإسلامي إلي دويلات عرقية من : عرب وبربر وأكراد وتركمان وزنوج ،أو طائفية مثل سنة وشيعة وإسلامية وقبطية ، وغير ذلك وتعمل علي بث الفرقة والخلافات بينهم . ولكن هناك مدخل هام لا يمكن للأعداء الولوج منه ، وهو ثقافة الأمة ، فالأمة لها ثقافة ممتدة عبر التاريخ تمد الأمة بعناصر قوتها
فالمقومات الثقافية الواحدة تحافظ علي وحدة الأمة ضد مخاطر التجزئة والتفتيت ، ومن هذه الثقافة وجود فرق ومذاهب إسلامية ، ووجود علماء وحكماء وفقهاء حفظوا لنا ثقافة وفكر وأدب هذه الأمة .
فالفرق الإسلامية منتشرة في كل مكان من بلاد الإسلام وكذا المذاهب الفقهية فالمذاهب المالكي في المغرب العربي ، والشافعي في مصر ، والحنفي في العراق والشام وتركيا وأواسط أسيا ، والحنبلي في شبه الجزيرة العربية في الصيغة الوهابية وفي السودان مع المهدية ، والجعفري في إيران والزيدي في اليمن والإباضي في عمان ... وهكذا .
وحكماء الإسلام عرب وعجم : الكندي عربي ، والفارابي تركي ، وابن سينا والرازي من فارس ، والقول المشهور يشهد لفارس بالسبق العلمي ( لو كان العلم في الثريا لناله رجال من فارس ) والتصوف والطرق الصوفية وحدت الأمة بين مصر والمغرب مثل أبي الحسن الشاذلي وأبي العباس المرسي والسيد البدوي ، وبين مصر والشام مثل عبد الغني النابلسي ، وبين تركيا وأواسط أسيا مثل النقشبندي ، وبين إيران والمغرب في المولوية وبين السودان وأفريقيا في التيجانية والمرغنية والمهدية ، مجتمعات الصوفية واجتماعاتهم وحلقات الذكر ( الذكر الصحيح ) منتشرة في كل مكان توحد روح الأمة بعد تفتت ،أوطانها واحتلال أراضيها وعجز شعوبها بفعل الاستعمار العالمي
والعلوم النقلية : القرآن والحديث والتفسير والسيرة والفقه ثقافة دينية عالمية وشعبية تجدها في كل مكتبات الأمة ومساجدها وبرامج تعليمها .
بل إن العلوم العقلية والطبيعية الخالصة ما زالت فخر الأمة ، أبدعها الرازي والخوارزمي وابن حيان من فارس ، والحسن بن الهيثم من مصر ، والنافقي من الأندلس ، أولوغ بك صاحب المراصد من سمر قند ، والطب والصيدلة للرازي وابن سينا وابن رشد وابن البيطار . كل ذلك يوحد ثقافة الأمة . وكلما اشتد التمزق علي الأرض وعظم التفتت استدعت الأمة وحدة ثقافتها وعلومها وإبداعها التاريخي المشترك (19)
فالثقافة ركيزة هامة في توحيد الأمة . وليس المقصود بذلك اندماج الدول الإسلامية في دولة واحدة كما سبق أن قلنا، ولكن نعني وحدة المقاصد والأهداف والمصالح المشتركة ، والتنسيق والتعاون وحماية الاستقلال والتوازن في النظام العالمي .
والثقافة قادرة علي حماية وحدة الأمة والابتعاد بها عن عوامل الفرقة والتشتت .. الخ

ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية :
من عوامل الفرقة الخلاف المذهبي الذي أدي إلي إضعاف الأمة الإسلامية لذلك يجب تفعيل ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وزيادة التواصل الثقافي والفكري بين القيادات الفكرية والفقهية ، وما هذه المؤتمرات التي تعقد إلا لتفعيل ثقافة الوحدة وثقافة التقارب .
ولقد اتجهت جهود المخلصين من علماء ومفكري هذه الأمة إلي الدعوة إلي التقريب فأنشئت دار التقريب بالقاهرة منذ أكثر من خمسين عاما وقد أعيد نشاطها هذا العام 2007 وبدأت تمارس عملها من مقرها في حي الزمالك بالقاهرة وكذا أقيم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران ، وبادرت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم بالمغرب بتأسيس هيئة للتقريب أيضا عام 2007 .
وهذه المنظمة هي معلم من معالم وحدة الأمة الإسلامية ولها دور مشهود في نشر وتدعيم الجانب الثقافي والفكري والعلمي مما يجمع ويوحد ثقافة الأمة ويدعم الدعوة إلي الوحدة الإسلامية وإلي التقريب بين المذاهب الإسلامية .
دور المركز العربي للدراسات والبحوث في مجال التقريب :
وفي هذا المجال أصدر المركز العربي للدراسات والبحوث الذي أشرف برئاسته عددين من مجلته الأكاديمية المحكمة التي يرأس تحريرها الأستاذ الدكتور / أحمد السايح عن التقريب بين المذاهب الإسلامية ، الأول عن فلسفة التقريب بين المذاهب الإسلامية ( ربيع ) 2007 ) والثاني عن الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ( خريف 2007 ) .
ولتقوية الثقافة وتثبيتها في جميع بلاد المسلمين نري :
1- إعادة تحقيق ونشر التراث الإسلامي بعد تنقيته مما شابه من مدسوسات وإسرائيليات وخرافات ومخالفات عقدية وشرعية ، وإزالة كل ما يسئ إلي أي رموز إسلامية أو مذاهب أو فرق إسلامية مما كان سببا في توسيع شقة الخلاف بين المسلمين


دور المركز العربي للدراسات والبحوث في هذا المجال :
وقد قمت أنا وصديقي الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة بالأزهر الشريف بتبني مشروع لتنقية وتحقيق التراث من خلال المركز العربي والدراسات والبحوث وقد صدر من هذا المشروع أكثر من خمسين كتابا ، وجاري العمل في إنجاز عدد آخر ندعو الله أن يوفقنا إلي إتمامه .
2- محاولة جمع أحاديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم المتفق عليها بين الشيعة وأهل السنة ونشرها في كل الأقاليم باعتبارها مرجعا لكل المسلمين
3- نشر ثقافة التسامح والتقريب ونبذ التعصب والعنف والتفريق .
4- نشر اللغة العربية بين جميع بلاد الإسلام فهي السبيل إلي توحيد الثقافة فهي لغة القرآن والحديث والفقه والسيرة والتاريخ وهي التي تجمع شمل المسلمين في كل مكان . وعن طريق اللغة وصلت الكتب التي ألفها علماء من فارس وخراسان وطشقند وما وراء النهر إلي البلاد العربية وأن فهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لا يكون لغير من يعلم العربية
5- يجب التمسك بالخطوط الثقافية للحضارة الإسلامية وأن تتحول هذه الثقافة إلي موقف إسلامي يمنع المسلم من أن يعتدي علي المسلم الآخر ، بل يمنعه من الاعتداء علي أي إنسان مهما كان دينه ، لأن الإسلام يرفض مبدأ العدوان .

ثالثا التكامل في المجال السياسي
وقع كثير من الدول الإسلامية تحت براثن الاستعمار الغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر وخلاله وفرضت دول الاستعمار نظامها وحضارتها علي البلاد المستعمرة ، تحت شعار نشر رسالة الرجل الأبيض في تنوير الشعوب المختلفة والقضاء علي نظام الرق ونشر الديمقراطية (20) ، وطبقت فيها نظمها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية رغم تعارضها مع أحكام الشريعة الإسلامية . ونصبت رجالا أجانب علي البلاد الإسلامية يدينون للدول المستعمرة ، وربط أجيال من أبناء الدول الإسلامية علي الولاء للنظم الأوربية ، فأنشأت مدارس ومؤسسات للتبشير بالمسيحية تحت ستار أداء خدمات إنسانية من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية ، وفرضوا القوانين الأوربية فانحسر مجال تطبيق الشريعة الإسلامية وأقتصر علي الأحوال الشخصية (21)
وما أن تمكنت البلاد الإسلامية من التخلص من الإستعمار الأوربي خلال القرن العشرين حتي بدأت تعيد النظر فيما خلف الاستعمار من أثار بغية العودة إلي ذاتها الإسلامية ، وتجديد الفكر الإسلامي بما يحفظ من خصوصياته ، ويمكنه من مجاراة التقدم .
ولقد نصت أكثر بلاد الإسلام في دساتيرها علي أن الإسلام دين الدولة الرسمي وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع مما يعني أن يتحول المجتمع الإسلامي في تشريعاته السياسة والاجتماعية والاقتصادية ، وإن كان هذا التحول لا يزال يسير سيرا بطيئا لوجود معوقات وعقبات من بعض العلمانيين واللادينيين ومن بعض الأنظمة الحاكمة أيضا (22)
ودفعا لسياسة تحول المجتمع إلي مجتمع إسلامي يجب أن يقوم تكامل سياسي بين الدول الإسلامية يعمل علي القضاء علي السلبيات الموجودة الآن .

التكامل السياسي
ويقصد به تحقيق أهداف مشتركة في الجانب السياسي تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية
فالتكامل السياسي ضرورة تفرضها متطلبات الواقع في ظل نظام دولي يجعل للقوة اعتبارا كبيرا في الحقوق والواجبات ، وهو مطلب شرعي دعي إليه الإسلام قال تعالي : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال سبحانه ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبد ون )
قال القرطبي : ( إن الله تعالي يأمر بالألفة وينهي عن الفرقة فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة ) ( 23)
وروي عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال : إن الإسلام ثلاث : الإيمان والصلاة والجماعة ، فلا تقبل الصلاة إلا بالإيمان ، ومن آمن صلي وجامع ، ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . (24)
سبل تحقيق التكامل السياسي :
1- توحيد التشريعات ونظم التقاضي : إن أعز مفاخر التراث الإسلامي يتمثل في الشريعة الإسلامية وهي تجمع بين الدين والدنيا ولذلك تتضمن تنظيما دقيقا لحياة الإنسان الدنيوية في مجال العقيدة والأخلاق والتنظيم السياسي والقانوني والاقتصادي وهي تمثل أبرز مظاهر الوحدة بين المسلمين .
وقد ظلت الشريعة الإسلامية تحكم الأمة وتطبق وحدها في ديار الإسلام علي المسلمين وغير المسلمين علي حد سواء حتي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي حيث وقعت الأمة فريسة للاستعمار الأجنبي فبدأت القوانين الأجنبية تزاحم الشريعة الإسلامية في عقر دارها ، حتي أنحسر مجال تطبيقها ولم يبق إلا الأحوال الشخصية
وظل الأمر علي ذلك حتي تحررت الدول الإسلامية من ربقة الاستعمار وبدأت تحكم بواسطة أبنائها وكان من أهم ثمار ذلك العودة إلي تطبيق الشريعة الإسلامية : لأن الشريعة هي أهم مقومات الشخصية الإسلامية . فالشريعة هي أصلح القوانين بالنسبة للأمة الإسلامية ، والمسلم مخاطب وملتزم بأحكام الشريعة .
2- ويتصل بوحدة القوانين توحيد نظم القضاء أو نظم التقاضي فهي نتيجة حتمية لتوحيد القوانين (25 )
3- بالنسبة للبلدان الإسلامية فإن الإسلام هو أول دعوة جاءت بولاية الأمر المؤسسة علي الشورى ، والخلافة غير الوراثية ، وحقوق الإنسان ، وسيادة حكم القانون .
وهذه المبادئ في حاجة إلي آليات ومؤسسات تعمل علي تطبيقها .
4- كما يجب أن تنشأ مجالس شوري ومجالس نيابية تعمل علي تعديل القوانين والتشريعات القائمة ، ووضع قوانين وتشريعات جديدة مستمدة من الشريعة الإسلامية
وفي هذا الصدد نذكر أن مجلس الشعب في مصر سبق وأن وضع مشروعات قوانين عقوبات مستمدة من الشريعة الإسلامية ، وطبعت ضمن مضابط المجلس ووزعت علي الأعضاء ، ثم توقفت هذه المشاريع لأسباب مجهولة ، ولكنها موجودة يمكن أن تكون أساسا لأي عمل مستقبلي
كذلك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سبق وأن وضع مشروعات قوانين مستمدة من المذاهب الإسلامية المختلفة ، بمعني وجود قوانين مستمدة من كل مذهب علي حدة لتفسح المجال أمام كل دولة لتطبق التشريعات حسب مذهبها الفقهي
وهذه وتلك ثروة تشريعية يجب تفعيلها والعمل علي إصدارها كقوانين إسلامية مستمدة من الشريعة .




التكامل فى المجال السياسى يتطلب ما يلى :
أ – يجب ان يكون هناك أهداف سياسية واضحة للأمة الإسلامية يتفق عليها ولاة أمور المسلمين .
ب- ألا يكون بين أى إقليم وآخر خلاف سياسى أو يناوئ أحدها الآخر فى سياستة مع بقاء كل إقليم مستقل فى سياسته الدستورية الداخلية بشرط ان تكون موافقة لأحكام القرآن والسنة وأن تكون فى ظلها وأن تكون الشورى هى أساس الحكم من غير نظر إلى كون الحكم وراثيا أو غير وراثى.(26)
ج- تبنى مبادرات التواصل فى جميع مجالاتة النافعة .
د- إن التكامل بين الدول الإسلامية يفتقر الى التنسيق والتعاون فى تحقيق الاهداف وفهم امكانيات الدول المختلفة للعمل على ما يخدم سياسة الأمة الإسلامية (27)
ه- توحيد الجيوش الإسلامية أو على الاقل وجود نظام للدفاع الإسلامى المشترك تلتزم به كافة الدول الاسلامية ويستتبع ذلك إقامة صناعات حربية متقدمة لتسليح هذه القوات بمايضمن تفوقها العسكرى وحتى لا تكون الامة الاسلامية تحت رحمة الدول المنتجة للسلاح وهى فى الغالب دول عدوة تعطيها من السلاح ما قد تجاوزته التقنيات الحديثة بمراحل حتى تصبح أقل قوة من جيرانها- ونعنى بذلك اسرائيل – وتبقى دائما فى حاجة الى من يحميها او يمدها بالسلاح .
2- التقارب الثقافى :
إن التقارب فى المجال الثقافى حسب ما ذكرناه سابقا له أثر فعال فى حماية المسلمين من التخريب الفكرى وتوحيد رابطتهم الإسلامية وأن تظهر فى المجتمع مفاهيم الإسلام كما وأن التقارب فى الجانب الثقافى له اثر كبير فى التقارب فى الاهداف وفى التكامل الاقتصادى .
3- إزالة الموانع والعوائق التى تمنع التكامل السياسى وذلك بإلغاء أى قونين او تشريعات تخالف الإاسلام ومنع اى مظاهر غير إسلامية وأن تطبق كل المجتمعات الإسلامية احكام الإسلام عقيدة وشريعة
4- ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلهما منهجاً لحياة المسلم .
5- القضاء على الخلافات التى تكون بين المسلمين دولا وجماعات مصداقا لقوله تعالى )ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ) (28) وقال صلى الله علية وسلم :أ لا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قالو :بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين فان فساد ذات البين هى الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) .
وقول صلى الله علية وسلم ) لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام ).
إن بعض الخلافات السياسية التى تحدث بين المجتمعات الإاسلامية أو فى ضمن تلك المجتمعات تعود لأسباب سياسية طائفية ومذهبيه وهذا يشكل عنصرا مدمرا لقضية الوحدة .
فالفتنة التى تحركها الولايات المتحدة الأمريكية بين إيران وجيرانها فى العالم العربى ولا تزال توحى للجميع بأن ايران تمثل خطراً على الخليج والبلدان العربية الاخرى وذلك تمهيداً للانفراد بايران واتخاذ موقف عسكرى ضدها قد لا تنجو منه دول الخليج لأنه اذا حدث ذلك فستكون له نتائج مدمرة على المنطقة كلها (29).
ان الاعلام الغربى والأمريكى يعمل على توسيع شقة الخلاف بين المذاهب الاسلامية من جهة ويشن حملة ظالمة من جهة أخرى ضد الاسلام شريعة وعقيدة وثقافة ومقدسات فهى خطه مدبرة للنيل من الإاسلام والمسلمين (30) .
ومن ذلك يتبين ان التكامل السياسى يهدف الى تحقيق أهداف سياسية مشتركة للأمة الاسلامية فهو مطلب ضرورى شرعياً وواقعياً (31)
رابعا: المجال الاقتصادى :
يبلغ عدد الدول الاسلامية 58 دوله بنسبة 28% من دول العالم البالغة 206 دولة
منها 27 دولةإسلامية فى اسيا
و27 دولة فى افريقيا
و3 دول فى أوروبا
ودولة واحدة فى أمريكا اللاتينية
الامكانيات الاقتصادية والبشرية :
عدد سكان العالم الاسلامى 1279 مليون نسمة بنسبة 20.8% من سكان العالم
الموارد الزراعية : مساحة البلاد الإسلامية 30077 الف كم2 وبنسبة 22.5% من مساحة العالم وتبلغ المساحة المنزرعة 14.9% من المساحة الكلية للدول الإسلامية يزرع منها محاصيل دائمة بنسبة 2.95% ومحاصيل أخرى 11.14% .
المواد الطبيعية : تنتج الدول الاسلامية من البترول ما يعادل 35% من إنتاج العالم – ومن الفوسفات 29% ومن القصدير 35% ومن المنجنيز 12% ومن الحديد 2.2% .
الطاقة اللازمة للانتاج والاستهلاك: يبلغ انتاج الطاقة التجارية 3610.8الف طن مترى بنسبة 37.5% من إجمالى الطاقة فى العالم يبلغ المستخدم منها داخل الدول الاسلامية 988.9 الف طن مترى ويوجد فائض 2621.9 الف طن مترى وبنسبة 72.6% من الطاقة المنتجة .
بالنسبة للتكنولوجيا والتى أصبحت تمثل عنصرا هاماً من عناصر الإنتاج فى العديد السلع والخدمات نجد العالم الإاسلامى فقير جدا فيها سواء على مستوى كل دولة أو على المستوى العام حيث يبلغ الإتفاق على البحث العلمى والتطوير لانتاج التكنولوجيا نسبة 0.2% من الناتج القومى بينما النسبة العالمية 2.18%
ومن ذلك يتبين ما يلى :-
أ – توجد موارد بشرية كبيرة ولكنها لم تستغل حيث تصل نسبة البطالة فيها 27.7%
ب – الأراضى الزراعية لم تستغل بالكامل – المستغل منها 14.9% فقط
جـ - الموارد الطبيعية كثيرة ويفيض الإنتاج على حاجة الدول الاسلامية .
د – يوجد فائض من الطاقة يمثل 72.6% .
هـ - يوجد نقص كبير فى التكنولوجيا .
ويتبين من ذلك أن الدول الاسلامية فى حاجة الى وحدة وتكامل فى كافة مجالات الاقتصاد حتى تنمو وتزدهر اقتصاديا حسب ما سيرد لاحقا.
حجم الاقتصاد : -
يبلغ الناتج القومى 1290.5 مليار دولار ومتوسط نصيب الفرد 1009 دولار بنسبة 20.6% من متوسط نصيب الفرد فى العالم الذى يبلغ 4985 دولار ويوجد خلل فى توزيع الناتج على قطاعات الانتاج .
فمثلاً ناتج الزراعة 25% والصناعة 29% والخدمات 49% بينما فى العالم فالزاعة 4% والصناعة 34% والخدمات 62% .
العلاقات الاقتصادية الدولية :-
أ – الميزان التجارى يعانى عجزاً كبيراً على مستوى كل دولة وعلى مستوى جميع الدول الإسلامية فلا توجد سوى 5 دول تحقق فائضاً يقدر بنحو 4543مليون دولار و53دولة تحقق عجزا 50707 مليون دولار .
فالعالم الاسلامى يعتمد فى جزء كبير من اقتصاده على العالم الخارجى وتبلغ ديونه الخارجية 879.2مليار دولار بنسبة 31.1% من اجمالى ديون العالم .
ب- بالنسبة للتجارة البينية بين دول العالم الإسلامى فهى ضئيله جداً إذ تبلغ صادرات الدول الإسلامية للعالم الخارجى 501.1 مليار دولار سنوياً والواردات البينية 53.1 مليار دولار بنسبة 13.1% .
قيمة الانفاق على الخدمات مقارنة بمثيلاتها عالميا :
أ- الإنفاق على التعليم يبلغ 3.9% من قيمة الدخل القومى بينما تبلغ النسبة العالمية 4.8% والدول المتقدمة 5.6% من الناتج القومى .
نسبة الأمية فى الدول الاسلامية 77.6% بينما النسبة العالمية 46% وتنخفض فى الدول المتقدمة الى اقل من 8% .
ب – الصحة : إجمالى الإنفاق على الصحة 4.8% بينما النسبة العالمية 5.5% وفى الدول المتقدمة 9.8% .
تصنيف الدول الإاسلامية اقتصاديا .
حوالى 46 دولة من دول العالم الإسلامى تصنف ضمن الدول الفقيرة وأن 1148مليون نسمة من سكانها وبمعدل 89.7% من عدد سكان العالم فقراء
ومن ذلك يتضح أن العالم الإسلامى بحالته الراهنه ذا امكانيات اقتصادية كبيرة واداء اقتصادى متدنى مما يؤثر على وضعه الاقتصادى فى مواجهة العالم مما شكل تبعية واضحة ونتائج اقتصادية غير مرضية تظهر فى الفقر والتخلف الحضارى .(32)
ضرورة التكامل الاقتصادى الاسلامى :
يتبين مما سبق ان العالم الاسلامى فى حاجة الى تكامل اقتصادى لان بعض الدول لديها فائض فى الموارد البشرية وبعضها لديها فائض فى الاراضى الزاراعية والبعض الآلاخر فى الطاقة والموارد الطبيعية وباقى الدول لديها عجز وتحتاج الى دعم ومساندة لتنتمكن من النهوض والالتحاق بركب الدول المتقدمة .
ومما يسهل عملية التكامل ما يلى :-
*التكامل الاقتصادى هو فرع من أصل وهو الوحدة الإسلامية فالإسلام نظام متكامل يمثل الاقتصاد أهم عناصر هذا النظام
*الجوار فالدول الاسلامية يقع اكثرها فى منطقة – جغرافية واحدة يجاور بعضها بعضا مما يسهل عملية الانتقال والاتصال
*سهولة التقاهم بين سكان العالم الإسلامى لا رتكازهم على ثقافة واحده نابعة من دينهم .
*التنوع البيئى والمناخى مما يجعل بعضها يكمل بعضا فى الإنتاج الى جانب تنوع الموارد والقدرات.
* وجود امكانيات كبيرة لدى الدول الاسلامية مجتمعه والجزء الاكبر منها غير مستغل مثل الأراضى والموارد البشرية ورءوس الأموال التى تستثمر فى الخارج كما أن كثيراً من صادرات البلاد الإسلامية عبارة عن موادأولية ويعاد استيرادها سلعا مصنعة .
وكان من الأولى ان تستثمر مثل هذا الموارد داخل الدول الإسلامية نفسها
المؤسسات التى تعمل فى مجال التكامل الاقتصادى حاليا :
يوجد عدد لا بأس به من المنظمات والمؤسسات العاملة فى مجال التكامل الاقتصادى إلاأنها لازالت لا تفى بالغرض المنشود وبعضها لم يتيسر لة العمل لعدم توقيع أو تصديق بعض الدول على وثائقها وهى :-
- منظمة المؤتمر الاسلامى وعنها انبثقت المؤسسات التالية التى أنشئت بقرارات من مؤتمرات القمة الاسلامية او المؤتمرات الوزارية المختصة .
* البنك الإسلامى للتنمية
· الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع
· المركز الإسلامى لتنمية التجارة
· مركز الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية والاحصائيه والتدريب للدول الاسلامية
· الاتحاد الإسلامى لما لكى البواخر
· المؤسسة الاسلامية للعلوم والتكنولوجيا
· اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الدول الاعضاء هذا بالاضافة الى الاتفاقيات المواقعة بين الدول الإسلامية حول التكامل الاقتصادى ولكن هذه المؤسسات والاتفاقيات لم تصل الى الهدف المنشود ولازلنا فى حاجة الى تفعيل هذه المؤسسات وفتح المجال امامها لاداء رسالتها و ما انيط بها من اعمال (33)
ومن ذلك يتبين انه توجد حاجة ملحمة للتكامل الاقتصادى الإسلامى وتتوفر الإمكانيات لقيام هذا التكامل وكذا تتوفر الاسس المطلوبة لبناء هذا التكامل الاقتصادى الاسلامى .

عقبات في طريق وحدة الامة :
ويواجه التكامل الاقتصادي الاسلامي اخطر ازماته وأحرج مساراته حيث ان دول العالم تتكفل حتي نجد ان الدول الكبري والمتقدمة والغنية هي التي تسارع الي التكتل بل ان بعض التكتلات تعمل علي التعاون والتكتل مع التكتلات الاخري (
[1])
إن العالم الآن يسيطر عليه الاقوياء ولا مجال فيه للضعفاء .والوضع العالمي المعاصر يحتم علي الدول الاسلامية ضرورة الاسراع في اقامة تكتل اقتصادي اسلامي لمواجهة التكتلات الكبري في العالم
فما هي الأسباب او المعوقات التي اخرت التكامل او التكتل الاقتصادي الاسلامي حتي الآن ؟
هناك بعض المعوقات والعقبات تعترض طريق الوحدة الاقتصادية وتعمل علي عرقلة مسيرة الامة الإسلامية الي التقدم نبين بعضا منها فيما يلي :-
النعرات الطائفية والعرقية ،وهي ما يستغلها اعداء الاسلام فيعملون علي زيادة الفرقة بين المسلمين بمختلف الدسائس والوسائل لتبقي الدول الاسلامية في حالة تفرق وتشرذ م ،وتبقي النزاعات الطائفية قائمة ومستمرة لذلك يجب علي قادة الامة وحكمائها واهل الراي فيها ازالة مثل هذه النعرات والتقريب بين المسلمين واشعارهم بالاخوة الاسلامية وأنهم أمة واحدة وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل :( لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لاحمر علي أبيض ولا لابيض علي أحمر إلا بالتقوي)
النعرات القومية ،والتعصب القومي والعنصري والقبلي : استغل المستعمرون ضعف الحكام وطرحوا افكارا القيام دول قومية خاصة أيام ضعف الدولة العثمانية مما يخلق الفرقة والعداء بين أبناء الأمة .والواجب القضاء علي كل أشكال العنصرية والتعصب ونشر ثقافة الاخوة والمحبة والتسامح بين الجميع باعتبارهم أمة واحدة مصدقا لقوله تعالي :( وإن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاتقون)
التدخل الأجنبي : بعد أن انتهي الاستعمار العسكري وضعت الدول الاستعمارية خططا جديدة لبقاء نفوذها وسيطرتها علي البلاد شملت النواحي الثقافية والسياسة والاقتصادية
الحكام :عدم رغبة بعض الحكام في قيام وحدة وتقارب بين المسلمين ،إما خوفا علي مناصبهم وإما بدوافع خارجية كضغوط من الدول الأجنبية صاحبة المصالح في بقاء هذه الدول متفرقة وضعيفة حتي يمكنهم السيطرة علي مقدرات المسلمين واستنزاف موارد بلادهم وبقاءها سوقا رائجة لصادرات تلك الدول.
فالواجب علي المسلمين حكاما ودولا وشعوبا العمل علي القضاء علي هذه المعوقات ،والعمل يدا واحدة للنهوض بامتهم والسعي نحو التكامل في شتي المجالات بأسرع ما يمكن .
عوامل توحيد الامة :
إن كل ما في الاسلام يدعو الي تجميع المسلمين وتوحيد صفوفهم حتي أصبحت الوحدة سمة الاسلام البارزة.فالعقيدة توحد تصور المسلمين للكون في عالمي الغيب والشهادة ،والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج وعمرة توحد مشاعر المسلمين ،وتجمع قلوبهم علي غاية واحدة هي عبادة الله والتقرب أليه ،كما أن الحلال والحرام والعقوبات علي اختلافها تسوي بين الجميع وتوحد بينهم.(35)
عوامل نجاح التكامل :
بالرغم من ان الاعداء يعملون علي تجزئة الأمة الإسلامية الي كيانات صغيرة لتحقيق أهداف الاستعمار في اضعافها عن طريق تاكل قواها بسبب الصراعات التي تجعلها القوي المعادية بين صفوف المسلمين .
كذلك عن طريق تصغير حجم هذه الكيانات بحيث لا تستطيع ان تستكمل مقومات البناء الاقتصاد\ي .
لهذا كان لزاما علي كل بلد اسلامي ان تضع في اعتبارها تحقيق التكامل الاقتصادي للامة الاسلامية الذي ستكون له آثار اقتصادية وسياسية وعسكرية واضحة وعندما يتحقق استقلالها السياسي وتتحرر ارادتها من تحكم الدول الصناعية الكبري في المجالات الاقتصادية والعسكرية ويحظي الفرد بمستوي عيش كريم (36)
والامة الاسلامية ولله الحمد تملك عوامل نجاح التكامل الاقتصادي المنشود ومن ذلك :
* التقارب الجغرافي .فالامة الاسلامية تقع في دائرة جغرافية متجاورة مما يسهل انتقال العمال ورءؤس الاموال والتجارة البينية .
* تمتلك الامة من الثروات الطبيعية ومن مصادر الطاقة ما يمكنها من اقامة مناطق صناعية متكاملة لسد انتاجها حاجة مواطنيها ،وما يفيض يصدر للخارج
* التقارب الثقافي والعسكري ،فالثقافة حسب ماسبق ان بينا من اهم عوامل نجاح الوحدة او التكامل بين دولها والتقارب العسكري يخلق قوة رادعة يحمي الامة من اعدائها ،ويحمي منجزاتها وثرواتها ،وتنشر الامن والامان في ربوعها .فالحق لا بدله من قوة تحميه،ووحدة الامة حق من حقوقها
* وحدة العقيدة :فالمسلمون أصحاب عقيدة واحدة ،هي عقيدة التوحيد ،يعبدون ربا واحدا ويدنيون بدين واحد ،فوحدة الدين ،ودعوته الي وحدة المسلمين يسهل لهم الطريق الي التكامل والوحدة بل يفرضها عليهم فرضا .
ولإ نجاح عملية التكامل الاقتصادي الاسلامي نري:
* زيادة التجارة البينة بين الدول الاسلامية .
* استغلال الموارد الطبيعية وتصنيعها داخل دول الوحدة الاسلامية
* الغاء الحواجز والرسوم الجمركية بين تلك الدول
* اقامة مناطق صناعية حرة في الدول الاسلامية
* اقامة سوق اسلامية مشتركة
* حرية نقل البضائع والمواطنين
* استغلال الفائض البشري في بعض الدول لدي الدول المحتاجة الي عمالة خاصة تلك الدول التي تمتلك اراضي صالحة للزراعة وتحتاج الي عمالة زراعية لاستغلال وزراعة هذه الاراضي
* حسن استغلال واستثمار الاراضي الصالحة للزراعة لتكون مصدرا للمنتجات الزراعية لتكفي دول الوحدة وتصدير الفائض للخارج
* حرية تنقل رءوس الاموال بين الدول الاسلامية
* اصدار عملة اسلامية موحدة
* اقامة تكتل صناعي بتشكيل وحدات انتاج عملاقة مشتركة تتمكن من المنافسة في السوق العالمية
*وضع استراتيجيات اقتصادية ومالية مشتركة لرسم الخطط المستقبلية للاقتصاد الاسلامي
* دعم الدول الاسلامية الفقيرة لكي تنهض وتساهم في قوة الاتحاد والارتفاع بالمستوي ىالاقتصادي لتلك الدول
* إجراء حصرشامل لإحتياجات الدول الأعضاء وحصر الموارد المالية والامكانيات المتاحة فبعض الدول لديه فائض في الأموال ونقص فى مجالات الاستثمار او الايدي العاملة مثل دول الخليج وبعضها لديه مجالات للاستثمار وليس لديه رأس المال الكافي او الخبرة والعمالة ،كالسودان ونوع ثالث لديه فائض في العمالة والخبرة وينقصه راس المال مثل مصر وسوريا ....وكذا باقي الدول الاسلامية ممايؤكد حاجة هذه الدول إلى التكامل وإقامة مشاريع إتصادية وإنتاجية مشتركة وتوزيعها في الدول الأعضاء حسب معايير اقتصادية موضوعية تراعي حاجات الدول والفائدة المشتركة (37)
* توحيد السياسات الإقتصادية للدول الاعضاء أو علي الأقل التقريب بينها .
والله نسأل أن يلهم أمتنا الاسلامية رشدها ،ويحقق لها أملها المنشود في الوحدة ،،،،،،،،،،،
إنه سميع قريب مجيب ،،،،

المستشار توفيق علي وهبه
رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث
وعضو المجمع العامي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
وعضو جماعة التقريب بالقاهرة
e-mail:wahba_40@yahoo.com


الهوامش والمراجع

1- سورة الأنبياء آية 92
2- سورة المؤمنون آية 53
3- الوحدة الإسلامية في السنة النبوية – د : أبو لبابة حسين / بحث ضمن كتاب الوحدة الإسلامية - الإطار النظري وخطوات التطبيق ص 239 - نشر الندوة العالمية للشباب الإسلامي - الطبعة الأولي - الرياض 1413هـ - 1993 م
4- الوحدة الإسلامية - أستاذنا الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله - ص82
5- الوحدة الإسلامية – عناصرها - وموانعها - الأستاذ الشيخ محمد واعظ الخراساني – رسالة التقريب - عدد 15 - ص 8 وما بعدها
6- الفرصة السانحة - ريتشارد نيكسون - طبع دار الهلال - القاهرة - 1992 م
7- سورة آل عمران - آية 153
8- سورة آل عمران آية 104
9- سورة الحجرات آية 10
10- سورة المائدة أية 2
11- سورة آل عمران آية 110
12- صحيح مسلم ج 4 ص 1999
13- سنن الترمذي ج4 ص 466
14- مسند أحمد ج 4 ص 278 – مسند الشهاب ج1 ص 44
15- مسند أحمد ج 5 ص 180 ومسند الشهاب ج 1 ص 277
16- رواه أبو داوود - بذل المجهود في حل أبي داوود ج12 ص 111
17- مسند الشهاب ج1 ص 168
18- المستقبل السياسي للأمة الإسلامية - أستاذنا د : صوفي أبو طالب ص 513 من كتاب مستقبل الأمة الإسلامية – طبع المجلي الأعلي للشئون الإسلامية - 2003
19- وحدة الثقافة ووحدة الأمة - د : حسن حنفي - جريدة الإتحاد الإماراتية - موقع وجهات نظر الإلكتروني ,
20- كان الاستعمار الغربي ببلاد الإسلام يتذرع بحجة التنوير ونشر الديمقراطية ، وشيئأ من ذلك لم يحدث . وهي نفس الذريعة التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية الآن بأنها تعمل علي نشر الديمقراطية ، وهي حجة غير صحيحة ، وستار مفضوح تخفي وراءه مطامعها الاستعمارية
21- المستقبل السياسي للأمة الإسلامية - أ.د / صوفي أبو طالب ص 572 / مرجع سابق
22- المرجع السابق ص 554
23- تفسير القرطبي ج 4 ص 159
24- التمهيد لإبن عبد البر ج 22 ص 251
25- د : صوفي أبو طالب / مرجع سابق ص 574 – 575 بتصرف .
(26)فضيلة الامام الشيخ محمد ابو زهره – مرجع سابق حتى 122
(27)التكامل السياسى بين دول العالم الاسلامى – د محمد عبد الرزاق السيد ابراهيم الطبطبائى ص 717
ضمن كتاب مستقبل العالم الاسلامى – طبع المجلس الاعلى للشئون الاسلامية – القاهرة 2007
(28)سورة الآنفال أية 46
(29)ندعو الله ان لا يحدث ذلك والا يصيب ايران المسلمة اى مكروه وان يجمع كلمة المسلمين وينصرهم على عدوهم ويرد كيد الاعداء فى نحورهم .
(30)اية الله العظمى محمد حسين فضل الله – بيان من المكتب الاعلامى لسما حته فى 9 كرم 1428هـ /29/1/2007 م .
(31)د.الطبطبائى – مرجع سابق ص 733 .
(32)التكامل الاقتصادى بين دول العالم الاسلامى – د محمد عبد الحليم عمر ص 453 وما بعدها ضمن أبحاث ووقائع المؤتمر الدولى الخامس عشر للمجلس الاعلى بشئون الاسلامية – القاهرة 2003 – والارقام والنسب الواردة فى المجال الاقتصادى عالية مستقاه من هذا البحث ومن مراجعه التى أشار اليها وهى من اصدارات البنك الاسلامى للتنمية .
(33)راجع تفاصيل أكثر عن هذه المؤسسات والمعاهدات وما يقابلها من معوفات فى :
وحدة الامه الاسلامية واجب شرعى يجب تحقية فى ظل العولمة تاليف د اسماعيل شلبى ص 199-213 وما بعدها عن اسباب تعثر الوحده الاقتصادية وكذا د محمد عبد الحليم عمر – مرجع سابقه ص 453 وما بعدها
(34) د اسماعيل شلبي – مرجع سابق ص 213
(35)[1] (الوحدة الاسلامية في السنة النبوية – د.أبو لبابة حسين ص 244 – كتاب الوحدة الاسلامية الاطار النظري وخطوات التطبيق – الندوة العالمية للشباب الاسلامي – الرياض 1413 هـ- 1993 م
(36)الاقتصاد الاسلامي ،مفاهيم ومرتكزات – محمد احمد صقر ص 94-96 ،والسوق الاوربية المشتركة وحاجة الدول الاسلامية الي التكامل الاقتصادي – الشيخ محمد عبد الرحمن بن محمد بن عيسي يعيش– ص583/584 ضمن كتاب الوحدة الاسلامية – الاطار النظري وخطوات التطبيق – طبع الندوة العالمية للشباب الاسلامي – الرياض 1993 – 1413 هـ

(37) المستقبل السياسي للامة الاسلامية – استاذنا د.صوفي أبوطالب – ص 572 ضمن كتاب مستقبل الامة الاسلامية – المجلس الاعلي للشئون الاسلامية – القاهرة 2003

_________________________

* بحث مقدم للملتقى الدولي الثاني لعلماء الشيعة والسنة


لاخلاف بين السنة والشيعة في اصول الاسلام - وحقيقة مصحف فاطمة عليها السلام


المستشار توفيق علي وهبة في حواره مع «العرب»
لا خلاف بين الشيعة والسنة في أصول الإسلام

محمود فرج


تروّج بعض الروايات بين المفكرين والعامة من أهل السنة ومن الشيعة عن وجود مصحف لدى الشيعة يسمى مصحف فاطمة، ويفهم البعض من هذه الروايات أن هذا المصحف قرآن نزل به الوحي على فاطمة عليها السلام بعد انقطاع الوحي، وأنه «أي المصحف» أكثر من ثلاثة أضعاف القرآن الكريم. حول هذا الموضوع كان لـ «العرب» هذا الحوار مع المستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث، والذي عاد مؤخراً من ايران بعد أن شارك في مؤتمر التقريب بين المذاهب فسألناه:*
ما هي حقيقة مصحف فاطمة؟

- الروايات التي ذكرت مصحف فاطمة لم تذكر أنه قرآن، وإنما وَهِمَ البعض ذلك، أو فهم من تلك الروايات على غير الحقيقة، فروّج لهذه الفرية التي لم يقصد منها إلا تشكيك المسلمين في قرآنهم وهو مصدر الدين الأول ومن ثم هدم الاسلام نفسه.ويضيف المستشار توفيق: وهناك روايات مختلفة في شأن هذا المصحف منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث ابنته فاطمة عليها السلام ببعض الاحاديث وكانت ترويها للإمام علي كرم الله وجهه، وكان يكتب بها ذلك على أطراف المصحف فسمّي بمصحف فاطمة.. والرواية الثانية أن السيدة فاطمة عليها السلام كانت تدوّن ملاحظات وتفسيرات على حواشي المصحف، ولذلك سمّي مصحف فاطمة ولعل هذه الرواية هي الأقرب الى الصحة.*

ما هو رأي أئمة آل البيت في هذا المصحف؟

- سئل الامام جعفر الصادق عن الجفر ومصحف فاطمة، فقال: «هو والله مسك ماعز ومسك ضأن ينطبق أحدهما على الآخر» أي أنه جلد ماعز وجلد ضأن ينطبقان كالحقيبة لحفظ الأغراض والأشياء، وقال رضي الله عنه: «فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن». «إنه جلد ثور مدبوغ الجراب فيه كتب وعلم ويحتاج إليه الناس الى يوم القيامة من حلال وحرام، إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بخط علي عليه السلام، وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وإن عندي لخاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواؤه».ويوضح المستشار توفيق وهبة: من مجموع هذه الروايات نتبين ان هذا المصحف ليس قرآنا، ولا يوجد بين علماء الشيعة الكبار من يرى أنه قرآن بل هي صحائف كتب فيها بعض الأقوال، فهي ليست قرآنا ولكن الالتباس جاء من تسميته مصحفا، وعلى كل حال لا وجود لهذا المصحف وكل ما هو موجود فهي الروايات.*
ما هو المصحف؟-

- كلمة مصحف مأخوذة من الصحف والصفحات، فكل كتاب له أوراق وصفحات يسمّى مصحفا، وعلى هذا الأساس يطلق على القرآن الكريم «مصحف»، قال الفيروزابادي: المصحف – مثله الميم – من أصحف بالضم أي جعلت فيه الصحف، ويسمّى المصحف مصحفا لأنه من أصحف أي جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين، وقال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية: الفرق بين الكتاب والمصحف أن الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صفحت أي جمعت بعضها الى بعض. فالمصحف ليس اسما مختصا في القرآن، ولكن لما أطلق عليه بعد جمعه أول مرة وصار الناس يجعلون الكلمة دالة على القرآن الكريم.ويضيف المستشار توفيق: روى السيوطي في الاتفاق في علوم القرآن قال: «لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: المصحف، فإن الحبشة يسمونه مصحفا، وقال: وكان أبو بكر رضي الله عنه أول من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف.*

ما رأي علماء الشيعة في مصحف فاطمة؟

- أكّدت كل المراجع الشيعية المعتبرة، أن مصحف فاطمة ليس بقرآن مقابل القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الاشتباه عند البعض جاء من تسميته مصحفا باعتبار أن هذا الاسم ينصرف الى القرآن الكريم لاختصاصه به.يقول الباقلاني في كتابه الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به: يجب أن يعلم أن كلام الله تعالى مكتوب في المصاحف على الحقيقة، كما قال تعالى: «إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون» وهو في مصاحفنا مكتوب على الوجه الذي هومكتوب في اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: «بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ» ولكن نحن نعلم وكل عاقل يعلم ان كلام الله الذي هو مكتوب في اللوح المحفوظ هو القرآن الكريم المكتوب في مصاحفنا، وكذلك القرآن محفوظ بالقلوب على الحقيقة كما قال تعالى: «بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم».ويؤكد المستشار توفيق أن القرآن محفوظ بحفظ الله له، فلا يجوز تحريفه ولا تغييره ولا زيادته ولا نقصانه، وأي قول خلاف ذلك فهو ردّ ولا صحة له. يقول المولى سبحانه وتعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».*

هل هناك مصحف محرّف لدى الشيعة أضافوا إليه سورتين؟

- تروّج أقاويل بأن الشيعة لديهم مصحف به 116 سورة بينما المصحف الامام «العثماني» لدى باقي المسلمين به 114 سورة فقط.. وهذه ترّهات وأباطيل لا أساس لها من الصحة، فقد بحثت في المصاحف المطبوعة في ايران سواء في مطابع القرآن الكريم الحكومية أو المطابع الخاصة أو ما يباع في المكتبات، فلم أجد شيئا من ذلك، وتحاورت مع الكثيرين من العلماء والفقهاء في الحوزات العلمية ومراكز البحوث والجامعات، وكان الإجماع منعقدا على عدم صحة مثل هذه الأباطيل، وأن المصحف في إيران مثله مثل مصاحف العالم الاسلامي لايزيد ولا ينقص فهو المصحف الامام الذي يتداوله المسلمون في العالم أجمع، وأنه هو كما هو محفوظ في الصدور، وقرّاء مصر يقرأونه في جميع أنحاء العالم في شهر رمضان من كل عام، وقراءات الشيخ عبد الباسط والشيخ مصطفى اسماعيل التي قرأوها في ايران تذاع دائما في الاذاعة والتلفاز.
ويؤكد المستشار توفيق: قرآننا واحد وإلهنا واحد ونبينا واحد وأصولنا واحدة، وكل ما يقال خلاف ذلك فهو مردود.. ولكن يبدو أن كتابات بعض المتعصبين من متأخري الشيعة ذكرت ذلك، ولكن لايلقي أحد إليها بالا، وقد رد عليهم علماء الشيعة وعلماء السنة وأبطلوا ادعاءاتهم ولم يؤثر عن أحد من أئمة اهل البيت رضوان الله عليهم أن قال بذلك وإنّ ما ينسب الى بعض اهل العلم من الشيعة مردود مدسوس لان الكل يعلم أن كتاب الله سبحانه وتعالى محفوظ لا يعتريه نقص ولا زيادة.
وفي النهاية يؤكد المستشار توفيق على ضرورة تنقية مثل هذه الكتب واستبعاد ما يخالف الكتاب والسنة من جانب العلماء وأهل الفكر والسنة والشيعة. ويشير المستشار توفيق الى أنه والدكتور أحمد عبد الرحيم السايح بدآ مشروعا لتنقية كتب التراث صدر منها أكثر من خمسين كتابا حتى الآن وجاري العمل في عدد آخر ندعو الله ان يعيننا على انجازه.
___________________________
* المصدر : جريدة العرب الدولية في 21 / 4 / 2008

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

صور من المركز العالمى للدراسات الاسلامية




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسلام وشهادة المرأة

: Says God Almighty:
"Martyred observe martyrs of the people were not two men and two women martyrs who prefers to remember one SER each other"
. And the verse may Allah be pleased with him say in the interpretation of this verse stones: Making God testimony two women with men Award with the presence of these men in verse, and in reminding others, Vagizt funds in particular, according to the public provided that it is with men.
But that was in any other funds because the funds much God documented reasons for the large number of bodies collected and the general scourge and replication Making the documentation sometimes writing Ouattara certified Ouattara back Ouattara security: introduced in all testimony of women with men and passed ..
Scientists testimony collectively does not consulted by the other of the need to have explained the book God Almighty that the certificate to be men of religion or a man and two women did take some scholars testimony of women in cases of serious things as adultery and take Bchhad never with women is one of the characteristics of what others do not know either things that are considered dangerous and is not punishing the women's testimony men.
The certification of the debt takes testimony of two men or a man and two women to remind each other and sincerity of God "that one SER remember one other" and the subject of testimony Ylockha some tendentious is natural attestation men did not accept him alone, but requires another man entrusted his testimony accept testimony of two men on bail Each certificate of his colleague.
The testimony of the two men intended to remind each other if forgotten, as well as testimony of two women Valencian scourge in men as in women Not diminish the right of men if asked to give his testimony of another witness, not confirmed by the derogatory to women if asked to see it again for the same reason
The certificate contained in Surat Al-Baqarah, they talk about something other than the certificate before the courts, but the certification by the owner of the debt to maintain the right not to testify on which judge the wisdom between the conflicting labels addressed to the right and not to judge said that the son and son wears values and Sheikh Mohamed Abdou, Sheikh Mahmoud Shaltout
. There is a difference between religion and certification of the testimony before the judiciary Valmkam verse in lieu of the rights and make sure the shrine was not eliminate.
It supports that view and strengthens the following
First: Alan certificate in the men and women of the meaning "and the spouse who was not throwing them martyrs themselves only one of four certificates attestation that God is truthful and fifth that the curse of Allah must have been liars and Ledra by torment to witness four certificates God it is the liars)
Second: Certificate of the Nation of Islam, men and women of the United former (as well as a nation made you compromise you for the martyrs of the people and be the messenger you martyr) Third: women as men in a Sharia: Women and men both in the service of religion and propagate the Islamic faith Fourth: The year that is just a testament to the Messenger of God peace be upon him
The hurry peace be upon him to take on Mrs. Aisha blessings of God said (Take half of your religion from this rubella) has told other women many of the conversations and traditions Messenger of God peace be upon him at age doctrines is the son of packages seeming to talk about women as well as son whoever took the flag from some of the women had a son stone design modules Sahih Al-Bukhari 93 Sheikhah take their talk and those of senior imams took Jurisprudence and talk about women
How a woman to accept the testimony of the Prophet peace be upon him In a Sharia and the United previous testimony does not accept testimony on one of the people
Fifth: testimony to God Almighty God and blessings
The faithful men and women are witnesses Haddanith God for men and women in the testimony of people Branch certificate God If we accept women's testimony is the most serious punishment to God worship as they emerge rights of disbelief to believe it is witnessed by the income is denied entered Paradise fire
How can we accept her testimony to the singularity of God is the greatest degree certificates and which we do not accept testimony on individual people .
It turns out that the testimony of women half of men in the debt certificate only and not general in all areas but may outweigh the testimony certificate men.
Sixth: Certificate qualifications than men:
Accept the testimony of women without men with individual not only seen by women as proof of virginity or Swalha and proof of entry and proof of birth and prove live birth alive or dead and prove breast and is testimony to be among women in Ajtmaathn Special beaten or wounded or other issues that are not only experienced women This certificate is dependent upon many of the serious consequences, including: 1-
in the case of the disappearance of virginity are witnessing alone may be Swalha crime weight and the result is known that extent does not prove adultery only by four men here and accept her testimony equivalent certificate four men If the testimony of two women in positions equal to other testimony of one man Vchhadtha here individually equal certificate four men.
2- Birth: Fbha prove mothers or not, whether born alive deserves the full rights of inheritance and financial and non-financial Even if the estimated millions or billions requirement scholars have proven to be the birth certificate of two women
3-may prove King or jurisdiction of the Covenant live in the country with a royal government
4- and accept the certificate only women on the subject of breast It is a testimony to the danger because they have sanctity Almertda between parents and their offspring becomes a breast
المستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث Counsel Toufiq Ali Wehbe Prime Arab Centre for Studies and Research
* الأهرام - السبت - 28 / 7 / 2007 م * Ahram - Saturday - 28 / 7 / 2007 m
تدوين مدونة المستشار / توفيق علي وهبة at 5:53 AM Codification of the Code Counsel / Toufiq Ali Wehbe at 5:53 AM
2 تعليقات: 2 Comments:
Anonymous said... Anonymous said ...
جزاك الله كل خير وشكرا جزيلا للموضوع القيم والمهم 0 Doing God all the best and thank you very much for the topic and important values 0
Tuesday, July 31, 2007 4:21:00 AM Tuesday, July 31, 2007 4:21:00 AM
Anonymous said... Anonymous said ...
لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم 0 استمر في الدعوة فهذه مدونة ممتازة 0 Because God guide you to your best man from red blessings 0 continued to call this an excellent code 0
Tuesday, July 31, 2007 4:23:00 AM Tuesday, July 31, 2007 4:23:00 AM
Post a Comment Post a Comment