الجمعة، 3 يوليو 2015


ا  جريدة الاتحاد الاماراتية 
لدعوة إلى المساواة التامة «جهل»
علماء: الإسلام رفع قدر النساء وأزال عنهن الظلم
حجم الخط |
 
 
 
 
 

 
تاريخ النشر: الجمعة 22 أبريل 2011
عمرو أبو الفضل
الترويج للأباطيل ضد الإسلام سلاح الأعداء لتشويه حقائقه وبث الرعب من قيمه فقد اتخذوا من حقوق المرأة مركزا لهجومهم وزعموا أن الإسلام يرفض المساواة بين الرجل والمرأة وشريعته تهدر حقوقها وتعلي شأن الرجال على حساب النساء. وروجوا إلى أن الإسلام ظلم المرأة وانتقص من مكانتها وجعلها تابعا للرجل.
يقول المستشار توفيق وهبة، رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث، إن الإسلام لم يمنح الحقوق للرجال فقط، بل للنساء أيضا فقد كرم المرأة وأعلى شأنها وقرر لها الحقوق كاملة في الحياة، مضيفا أن المرأة قبل الرسالة الإسلامية كانت في وضع لا يليق بها، ولم يكن لها أي حق، بل كانت كما مهملا ووصل الأمر إلى أنهم كانوا يئدونها رضيعة ويتوارثونها كبيرة ضمن تركة المتوفى.
شريكة الرجل
 
يقول وهبة إن الإسلام أعلى شأن المرأة وكرمها وأعاد إليها حقوقها باعتبارها شريكة للرجل في الحياة، وذكر الله تعالى في كتابه العزيز المرأة والرجل في مواضع كثيرة حيث وجه الخطاب التكليفى لهما معا ويقول سبحانه: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم « 13 الحجرات، ويقول تعالى: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن» 187 البقرة، والمقصود هنا المودة والاطمئنان، إذ جعل كلا منهما سكنا وحماية للآخر. ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم:»النساء شقائق الرجال».
ويؤكد أن الإسلام ساوى بين المرأة والرجل في كثير من النواحي، إلا أن هذه المساواة ليست تامة من جميع الوجوه، فهناك أمور خص بها الرجل، وأخرى خص بها المرأة وحدها، موضحا أن الحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان من ذكر وأنثى وجعل لكل منهما خصائص ومقومات وأهله لما سيقوم به من مهام في الحياة، فأعطى الرجل قوة في الجسم ليسعى على الرزق ويكدح من اجل لقمة العيش، ومنح المرأة العطف والحنان لتربية أولادها وتنشئتهم.
ويشدد على رفض محاولات استغلال قضايا المرأة في المجتمعات المسلمة لترويج المفاهيم الغربية الخاصة بتحرير المرأة من كل القيود الدينية والاجتماعية وإطلاق حريتها والتحلل من القيم الأصيلة لمجتمعاتنا. وقال إن بعض الأصوات التي ترتفع بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة تتعمد بث الأفكار المغلوطة وتسوق الادعاءات المضللة وكأن المرأة والرجل شيئان مختلفان وليسا شيئا واحدا، ونسي هؤلاء أن المرأة هي أم الرجل وأخته وابنته وزوجته، وان الرجل بالنسبة للمرأة أبوها وأخوها وابنها وزوجها وخلقا من نفس واحدة فكل منهما مكمل للآخر فهما متكاملان وليسا متناقضين ولا يجوز لأحدهما أن يظلم الآخر.
بث الفتن
يوضح وهبة أن الهدف من هذه الادعاءات تفتيت المجتمع المسلم وبث الفتن والوقيعة بين الرجل وشقيقته أو بين الزوج وزوجته أو بين الأم وابنها، مضيفا أن الإسلام يقرر أن جنس الرجال وجنس النساء من جوهر واحد هو التراب، ويقول الله تعالى: «يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب» 5 الحج، والحق سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة وركب جسم كل منهما بالكيفية التي تناسب وظيفته في الحياة، وطلب المساواة التامة بين الرجل والمرأة غير ممكن فالأم خصها الله سبحانه وتعالى بوظائف طبيعية ليس الرجل مؤهلا لها، وللرجل وظائف أخرى وكل منهما يكمل الآخر.
 
ويقول إن الإسلام لا يقبل أن تذل المرأة أو تستباح حرماتها أو تنتهك إنسانيتها أو نطلب منها ما فوق طاقتها، وإنما يضعها في الموضع الملائم لها كأم تقوم على رعاية أبنائها وتحسن تربيتهم كما يفسح أمامها المجال لكي تعمل إذا وجدت ضرورة لعملها فهي نصف المجتمع، ولا يمنعها من المشاركة في الحياة الاجتماعية والمساعدة في إدارة الحياة السياسية في مجتمعها، فلها حق تولي الوظائف العامة والاشتراك في الجمعيات الخيرية والإدلاء بصوتها في الانتخابات العامة وترشيح نفسها وان تكون عضوا في المجالس النيابية والتشريعية وتتقلد منصب الوزارة والمحافظ وغيرها من المناصب التنفيذية والإدارية والسياسية بلا قيود أو تمييز بينها وبين الرجال.
وتؤكد الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الافتراءات المنتشرة في الغرب وتشوه صورة المرأة تعود إلى الدعاية الصهيونية المغرضة إلى جانب جهل الغرب بحقيقة الإسلام الذي سبق كل القوانين والأعراف في إعطاء المرأة كل حقوقها بدءا من اختيار شريك حياتها ومرورا بالتعليم وإدارة بيتها والميراث والقضاء فضلا عن حقوقها السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى استقلال الذمة المالية أي حرية التصرف في أموالها وحق الاحتفاظ باسم العائلة وهو ما لم تحصل عليه المرأة الأوروبية حتى الآن.
أجندات المؤتمرات
تقول صالح إن الإسلام وازن بين حقوق المرأة وواجباتها وفقا لطبيعتها البيولوجية والنفسية وبشهادة بعض المستشرقين المنصفين فإن الإسلام أعطى المرأة ما لم تعطه القوانين الوضعية في هذه الأيام، مضيفة أن بعض المنظمات النسائية تتبنى أجندات المؤتمرات الدولية تحت دعاوى التحرر والمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء وتسعى بقوة لتقليد الغرب وإذابة الفوارق الفطرية بين المرأة والرجل، فهذا يتعارض مع تعاليم الإسلام وضد ما نريده من مساواة في القيمة والحقوق مع احتفاظ كل من الرجل والمرأة بخصائصه الفطرية التي خلق كل منهما عليها.
وتنتقد سعي بعض المؤسسات النسائية لفرض النموذج الغربي على المجتمعات الإسلامية، وتقول إن محاولات جعل المرأة الغربية نموذجا للتحرر وتقليدها نظرة خاطئة وقاصرة، فنحن سبقنا الحضارة الغربية في إعطاء المرأة حقوقها منذ أن نزل القرآن على الرسول- صلى الله عليه وسلم- ورفع عن المرأة الظلم والاضطهاد.
وتؤكد صالح أن الأمة لا تريد التحرر بمعنى الانحلال كما لا نسعى للمساواة بمعنى إذابة الفوارق الفطرية بين المرأة والرجل، موضحة أن المساواة التي يجب أن نسعى لتكريسها هي المساواة في القيمة والحقوق والتكريم للمرأة والرجل على حد سواء مع احتفاظ كل منا بخصائصه الفطرية التي خلق عليها لكي يقوم بالدور الذي أوكل إليه.
وتقول إن البعض لا يفهم أن هناك ثوابت والله سبحانه وتعالى شرع الأحكام لأنه اعلم بشؤون خلقه واستعدادهم، فنجد من ينتقد الحجاب ويعتبره دليلا على تقييد حرية المرأة وهو لا يعرف أن هذا القماش الذي يغطي شعر المرأة هو امتثال وطاعة للأمر الإلهي وليس له علاقة بالحرية إطلاقا، والله تعالى يقول في سورة النور:» سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون « فالآية تبدأ هكذا لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنه ستكون معارضة وعدم التزام بالأحكام.
طبيعة التكوين
يقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، إن الإسلام ساوى بين المرأة والرجل في أمور الدين وفى الحقوق المدنية والقانونية والسياسية والثقافية وفى كل شؤون الحياة، مضيفا أن ترويج الأباطيل حول بعض أحكام الإسلام والزعم بان فيها مساسا بالمرأة وحقوقها كالميراث والشهادة والطلاق وتعدد الزوجات تجن صارخ على قيم الإسلام التي تكرم المرأة وتصون مكانتها وتحترم كرامتها وطبيعة تكوينها، فالميراث يكون نصف ميراث الرجل في بعض الحالات، والإسلام قابل هذا الأمر بما يعادله في حق الرجل، فقد ألزم الشرع الرجل بالإنفاق على المرأة في كل طور من أطوار حياتها، فالبنت في مسؤولية أبيها أو أخيها أو من يقوم مقامهما، والزوجة نفقتها على زوجها ولا نفقة عليها، ويقول الله تعالى:» الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم « 34 النساء، وفي بعض الحالات قد يفوق ميراث المرأة ميراث الرجل بحسب القرابة، فليس الأمر دائما أن يكون ميراثها نصف ميراث الرجل.
ويضيف الشارع راعى في الطلاق والشهادة خصائص المرأة النفسية وتكوينها العاطفي، مصداقا لقوله تعالى:»فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى»، وتعدد الزوجات علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية مثل العاقر التي لا تنجب ويرغب زوجها في الولد ولا يريد فراقها، وكذلك زيادة عدد النساء على الرجال بسبب الحروب والكوارث، كما أن المرأة هي وعاء النسل، ولا يعقل أن تطلب حق تعدد الأزواج لتختلط الأنساب وتضيع الأعراض، ومقابل ذلك شرط الإسلام العدالة عند التعدد والقسمة العادلة بين الزوجات.
 


ليست هناك تعليقات: