الأربعاء، 8 يوليو 2015

المستشار توفيق وهبه يكتب: شبهات بعض متعصبي الشيعة النكرات والرد عليها

8 يوليو,2015 ، آخر تحديث 11:13 ص - أخبار حصري
توفيق-وهبة

 دعا الدين الاسلامي الى العلم وطلبه حتى اصبح فريضة على كل مسلم ومسلمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في الاثر: «اطلبوا العلم ولو في الصين» وقال أيضا – صلى الله عليه وسلم -: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، فالعلم واجب على المسلم ان يتعلمه وان يعلمه، وحث الاسلام ودعا الى العلم النافع الذي يفيد الانسان وينهى عما لايفيد ولا ينفع.
ولكن هناك بعض الامعات النكرات الحاقدين الذين يبحثون عما يضر الأمة ويبث الشقاق في صفوفها ويمزق أوصالها وقد أساء أحد هؤلاء النكرات الى الاسلام والى رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم والى زوجاته الطاهرات امهات المؤمنين والى أصحابه أئمة الهدى وحملة مشاعل الدين، فأصدر كتابا مسموما  تحت عنوان «هل اغتيل النبي محمد” ” صلى الله عليه وسلم»

    يتناول فيه الكاتب المغمور دعاوى مكذوبة واحاديث موضوعة ووقائع تاريخية ملفقة لايسندها دليل ولا يفبلها عقل ولا يؤيدها برهان.
صدر هذا الكتاب عن دار الهدى لاحياء التراث، ووضعه صاحبه على شبكة المعلومات الدولية لكي ينشر دعوته الخبيثة لتمزيق اوصال الامة التي يعمل حكماؤها وعقلاؤها من سنة وشيعة على لمّ الشمل وتوحيد الصف ورأب الصدع.

   نشر هذا الكتاب ورقيا وألكترونيا منذ بضع سنين , وقد قمت بالرد عليه وتفنيد أكاذيبه في حينها ونشرت الردود في بعض الصحف
   والذي دعاني اليوم أن أعود لدحض مفتريات وأكاذيب هذا الكاتب الحاقد الأفاق أنني  اليوم وبمحض الصدفة وجدت بعض المواقع الشيعية تعيد نشر الكتاب وبعضها ينشر كثيرا من افتراءات هذا الكذاب ,  ولا أدري ماذا يدفعهم الي هذا العمل الحبيث المشين الا أن يكون محاربة لدين الله وتفتيت وشرذمة أمة الاسلام وهو هدف الامبريالية والصهيونية العالمية مما يدل علي أنهم عملاء لأعداء الاسلام ..محاربين لله ورسوله .
في هذا الكتاب المشبوه.. ينتقي الكاتب خبراً من السيرة النبوية ويبني عليه احكاما خاطئة ويستنتج نتائج باطلة صورها له عقله المريض، قال الكاتب ان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ذهب الى النبي متقلداً سيفه يريد قتله بعد ان ضرب اخته، فأخذ النبي بمجامع ثوب عمر وحمائل سيفه، وقال: أما أنت فتنة يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما انزل بالوليد بن المغيرة، ثم عقب على ذلك بأن النبي وحمزة كانا متيقنين من قدوم عمر لاغتيال النبي..

    وهذه الأكاذيب خلاف ماهو معروف من أن عمر رضي الله عنه خرج من دار أخته عاقدا العزم علي اعلان اسلامه وهو ما حدث فعلا ..
 ثم يقول هذا الكذاب وسنلاحظ بالادلة ان عمر قبل اسلامه وبعد اسلامه سعى للفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم..!!
    لادليل نقلي أو عقلي عل أكاذيب هذا المفتري الكذاب .
وذكر عن ابي سفيان موضوع آخر فقال: انه حاول قتل النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة وفي المدينة، وضلوعه في عملية اغتيال ابي بكر لصالح عثمان، وفعلاً نجح المشروع الاموي في اغتيال ابي بكر وايصال عثمان بن عفان الى الخلافة.. ثم يذكر حكايات كانت قبل اسلام ابي سفيان ليغطي على افتراءاته وأكاذيبه .
و هذا الكلام ساقط ليس في حاجة الى تعقيب أو رد  فكل مسلم يعلم ان ابا بكر لم يقتل وقد مات موتة طبيعية وان عمر هو الذي تولى الخلافة من بعده وليس عثمان رضي الله عنهم جميعا ..
يحاول هذا المفتري ان يبرئ اليهود من محاولة اغتيال النبي بتقديم شاة مسمومة له فيقول ان ابن مسعود رُوي عنه ان النبي لم يأكل طعام خيبر المسموم.. وعلق على حديث ابي هريرة الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ابي شيبة وغيرهم بأن امرأة من اليهود اهدت الى النبي شاة مسمومة، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أمسكوا فإنها مسمومة» ويعلق على ذلك بقوله لا علاقة لموت النبي سنة 11 هجرية بسم خيبر سنة 7 هجرية.
ويمهد الكاتب بذلك ليصل الى نتيجة هي هدفه من تأليف كتابه وهو يدور حول موضوع تلوكه ألسنة بعض العامة من جهلة الشيعة وهو ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه قد اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلن تعيينه من بعده في مرض موته، وقد أسرّ بذلك الى أم المؤمنين عائشة  رضي الله عنها فنقلت ذلك الى حفصة – رضي الله عنها – ونقلت كل منهما الى ابيها ذلك، فاجتمع الأربعة على الاسراع باغتيال النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يوصي بالخلافة الى علي لأن ذلك يعني سيطرة بني هاشم على الحكم وحرمان قريش..

     كما زعم رفض ابو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف الانضمام الى حملة اسامة التي وجهها النبي في اواخر حياته وعصيان امر الرسول صلى الله عليه وسلم.. وزعم ايضا ان السيدة عائشة رضي الله عنها هي التي امرت أباها بالصلاة بالناس فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وخرج متكئا على علي وصلى بالناس.
وهذا خلاف الحقيقة حيث قال صلي الله عليه وسلم ” مروا أبا بكر فليصل بالناس ”
وقد زعم  هذا الأفاق الضال ان عصبة قريش امتنعت عن حضور مراسم غسل وتكفين الرسول بعد وفاته حتى ان ابا عبيدة الذي كان يحفر القبور، ترك هذا الامر، وسارع ليحضر مع عصبة قريش مراسم بيعة ابي بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة،

   ويذكر روايات ساقطة لا صحة لها بأن ابا بكر وعمر وعثمان وسعد بن ابي وقاص ارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد علمهم برغبته صلى الله عليه وسلم في فرض ولاية علي رضي الله عنه..
وذكر رواية ساقطة مثل باقي تخرصاته  قال : ان حذيفة كان مرافقا للرسول في العودة من تبوك وقد رأى اربعة عشر رجلاً تسعة من قريش وخمسة من سائر الناس كانوا يحاولون اغتيال النبي عند العقبة في طريق عودته من تبوك.. وادعى ان الرسول ذكرهم باسمائهم لحذيفة ثم طلب منه النظر اليهم وكانت ليلة مظلمة فأبرقت برقة حتى خالها شمسا طالعة فرأى القوم كما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص هؤلاء من قريش، واما الخمسة: فأبو موسى الاشعري، والمغيرة بن شعبة الثقفي وأوسيّ بن الحوثان البصري، وأبو هريرة وأبو طلحة الانصاري.
والمعلوم لدي عامة المسلمين وخاصتهم ان هؤلاء من خيرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم على الاطلاق، فكيف يتآمرون على قتله..!!      الكاتب يصور مجتمع الصحابة وكأنهم جماعة من المتآمرين القتلة، وليس مجتمعا بني على خير خلق الله الذين نشروا الاسلام في حياة الرسول وبعد انتقاله الي الرفيق الأعلي والذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»..ولشدة حقد الكاتب يدعي ان ابا بكر وعمر كانا يشربان الخمر.. ألا لعنة الله على الكاذبين.
هذا قليل من كثير فالكتاب طافح بالافتراءات والسموم والحقد والحسد والبغض والكراهية لكل ماهو اسلامي ويشوّه صورة امهات المسلمين واصحاب رسول الله الكرام، والكتاب فيه تكرار ممل وسخيف..

       ماذا يفيد الامة من هذا الكتاب في الوقت الذي ينادي فيه عقلاء الامة الاسلامية الى نبذ الخلافات والدعوة الى التقريب بين المذاهب الاسلامية والبعد عن الروايات الكاذبة والاسرائيليات والدسائس التي ملأت بطون بعض الكتب.
إن ما اثاره الكاتب الحاقد يسيء الى الاسلام والى الرسول والى كل المسلمين على  الرغم من وقوف علماء الامة  في وجه أمثال هذه الدعوات  الخبيثة والمشبوهة.. وأنا أعلم أن أكثر من خمسة وعشرين عالما ومرجعا من كبار مراجع الشيعة حرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين ومنهم آية الله علي خامنئي قائد الثورة الاسلامية والمرجع الأعلي للدولة في ايران الذي أصدر فتوي قال فيها : لايجوز سب رموز اخواننا السنة ولا أمهات المؤمنين لأنه لايجوز ذلك علي زوجات الأنبيا وفي مقدمتم رسول الله صلي الله عليه وآله .    كما أن جميع علماء السنة يقفون في وجه هذه الدعوات الخبيثة .ولا أدري ماهو الدافع وراء هذا الأفاق وبعض المواقع الشيعية المتعصبة الي نشر هذه الشبهات الحاقدة الا اذا كانوا مدفوعين من جهات استعمارية معادية من مصلحتها تفريق وحدة المسلمين واضعاف قوتهم

      وأخيرا أدعو الأزهر الشريف ومجمع البحوث الاسلامية  وهيئة كبار العلماء بمصر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية والمجمع العالمي للصحوة الاسلامية والاتحاد العالمي للأساتذة المسلمين في جامعات العالم بايران الى سرعة التصدي لمثل هذه الدعوات الخبيثة التي يراد بها بث الفتنة والشقاق بين ابناء خير امة اخرجت للناس، كما اطالب بمنع بيع هذا الكتاب وسحبه فوراً من الاسواق والمكتبات  ان كان لا يزال موجودا , ووقف بثه من قبل بعض المواقع الخبيثة على شبكة المعلومات الدولية.

ليست هناك تعليقات: