الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013


 

يقول الدكتور توفيق علي وهبة في كتابه التدابير الزجرية والوقائية في التشريع الإسلامي ص١٢٨ والتي تطبق الشريعة الإسلامية في الجانب العقابي أن نسبة الجريمة تعتبر أقل نسبة في العالم والسبب في ذلك هو احترام الناس للقانون السماوي وتمسكهم بقواعده وأحكامه.

 

والمملكة خير شاهد على ذلك فقبل توحيدها على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - كان الأمن فيها مختلاً، ولا يوجد فيها استقرار بل خوف على الأنفس والأموال والأعراض فجعل دستور المملكة الكتاب والسنّة حتى في مجال العقاب وجمع الناس على الدين والتمسك به فكان الوازع الديني.

 

لذلك فالمملكة من أقل دول العالم نسبة في الجريمة بالرغم مما ذكره الكاتب عن فشل الوازع الديني ومع ذلك لايمكن استئصال الجريمة نهائياً ولايمكن ان تكون المجتمعات مثالية ولو كانت كذلك لما شرع الله العقوبات وقبلها المنهيات عن الوقوع في الجرائم من حدود وسيبقى الوازع الديني حصناً منيعاً للردع عن الوقوع في الجريمة سواء أكانت من الكبائر أم من الصغائر.

 
وقد ذكر الدكتور توفيق في كتابه المشار إليه ص١٣٤ التركيز على أن عقيدة التوحيد هي جوهر الإسلام وأن الوازع الديني عامل أساسي في منع أسباب الانحراف لأنه يحرر الإنسان من الرغبات والمطامع والأهواء وأن استقرار هذه البلاد ولله الحمد بسبب التمسك بشريعة الله في كافة مجالات الحياة وهي الضامن الوحيد لها أمناً واستقراراً ورخاءً وعيشاً رغيداً كما ذكر ذلك الحق سبحانه وتعالى عن خيرية هذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) الآية وأقول إذا اجتمع الوازع الديني مع الوازع السلطاني استقامت حالة الأمة لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

 

وفي الختام أتمنى من الكاتب إذا كان لا يرى أن الوازع الديني له أثر في تقدم المجتمعات أو تحضرها أو تخلفها والمنع من الوقوع في الجرائم فليذكر العلاج!!

 

وأختم بالذي هو خير قوله تعالى: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (آل عمران ٨).

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

* القاضي في محكمة الاستئناف بالرياض

 

رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2012/10/26/article779298.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alri

ليست هناك تعليقات: