الاثنين، 25 نوفمبر 2013

كلمتنا في المؤتمر العالمي لتكريم الشيخ التسخيري وقد نشرتها وكالة أنباء التقريب
=========================================الساعة ۱۳:۴۴
كود الموضوع: 122338

الصحوة الاسلامية في فكر اية الله التسخيري

تنا

 

ان وسائل الاعلام والاتصال في هذه الأيام هي المسئول الأول عن عملية نقل صوت و صورة الشعوب وثقافتها وصياغة المواقف منها وحولها , ولا يخفي على أحد أهمية هذا الدور وخطورته في تثبيت دعائم الوحدة , فالاعلام يبلور السياسات ويكون الاتجاهات , ويوجه القرارات لدى الدول والجماهير في الوقت نفسه .


المستشار توفيق علي وهبة
رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث
عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية

لقد اخترت موضوعا هاما من المواضيع الكثيرة التي وهب الشيخ التسخيري نفسه وكيانه كله من أجل الدعوة اليها والدفاع عنها باعتبارها تمهيدا للوحدة الاسلامية الشاملة التي أوقف حياته وفكره وعقله لها وكرس عمل مجمع التقريب من أجلها فكانت مؤتمرات المجمع تنعقد جميعها تحت مسمي واحد هو( الوحدة الاسلامية ) .

أما الموضوع الذي اخترته فهو : ( الصحوة الاسلامية في فكر آية الله التسخيري ) .يقول سماحته : لقد مرت أمتنا الاسلامية بفترات طويلة , عمتها غفوة , وشملها تخدير وضياع مقيتان يعتصر لهما القلب ألما . فالفهم الاسلامي الصحيح غير متوفر الا علي صعد فردية محدودة المجالات , وحينئذ فمن الطبيعي أن لاتجد تعاليم الاسلام المحببة للنفوس مجالها الطبيعي المؤثر في القيام ببناء الانسان والمجتمع . ولذلك كانت الأكثرية مشتتة لايجمعها رابط فانحلت عري المجتمع وتفتتت الدول الاسلامية وضعفت , وأصبحت نهبا لقوي الاستعمار والاستكبار العالمي .
وهكذا استمر الحال لسنوات عديدة , ثم بدأت الصحوة شيئا فشيئا , حتي بلغت ما نحن فيه الآن .

معالم الصحوة : وقد تمثلت معالم الصحوة في أمور كثيرة , أشار الى بعضها الشيخ التسخيري . ونبينها فيما يلي :

- هذا الاتجاه العام نحو تفهم الاسلام ومعرفة جوانبه الحياتية .
- وهذا الاتجاه الصارم للقطاعات المحتلفة – وخصوصا قطاع جيل الشباب – نحو تطبيق الاسلام , في كل شئون الحياة الاجتماعية والفردية , والنظر للاسلام كمنقذ من كل المهالك والمشاكل , التي تورطت فيها مسيرة الأمة .
- وهذا التفهم الواعي لدور قوى الا ستكبار العالمي في التخطيط لمسخ الشخصية الاسلامية ثم العمل على امتصاص دمائها .
- وكذلك تفهم الطاقات الضخمة التي تملكها الأمة المسلمة , وطبيعة المرحلة التاريخية التي تعيشها
- وكذلك هذا الترابط الاحساسي والشعوري بين أفرادها , حتى ليهتز المسلم اليوم في أقصى المعمورة لألم المسلم في الجانب الآخر منها .
- وهذا الاتجاه الرائع نحو الوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب , وتناسي الصراعات الجانبية.
- ثم هذا التحطيط الحثيث هنا وهناك لاستعادة المجد الاسلامي , واقامة الدولة الاسلامية الواحدة على كل الأرض الاسلامية .
- هذه الصحوة المباركة باتت تقض مضاجع اللصوص والعملاء والمنافقين وكل أعداء الأمة .
- ثم هذا الاتجاه الجماهيري نحوتعميم الأخلاق الاسلامية على المجتمع, ونفي مظاهر الطاغوت والعصيان اذ رأينا انتشار الحجاب , ورأينا النفور من مظاهر الخلاعة والخمر والميسر وباقي العادات السيئة . وتلك ظاهرة اسلامية حميدة .

وكل هذا أرعب دول الاستكبار وأرعب اذنابهم . اذ ماكانوا يخافونه قد بدا لهم كعملاق يقض مضاجعهم . فتري وزير الخاجيية الامريكي ووزير الخارجية الاسرائيلي يحذران من الصحوة ومن الوحدة والتقارب الاسلامي . ويخططون لابقائها أمة ضعيفة مفككة .
ولكن المارد الذي انطلق هيهات أن يعود الى السبات .

الاعلام والصحوة الاسلامية
ان وسائل الاعلام والاتصال في هذه الأيام هي المسئول الأول عن عملية نقل صوت و صورة الشعوب وثقافتها وصياغة المواقف منها وحولها , ولا يخفي على أحد أهمية هذا الدور وخطورته في تثبيت دعائم الوحدة , فالاعلام يبلور السياسات ويكون الاتجاهات , ويوجه القرارات لدى الدول والجماهير في الوقت نفسه , وبخاصة مواقف التعاطف أو النفور . وعلى ذلك يمكن تعريف الاعلام ودوره بأنه : ..
هو: "تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم"
وأما الاعلام الاسلامي فهو وان كان مازال في طور التأصيل من الناحية النظرية والعملية , فانه يمكن تعريفه بأنه :" فن ايصال الحق للناس بقصد اعتناقه والتزامه , وفن كشف الباطل ودحضه بقصد اجتنابه, فهو بناء وتحصين ".

ويقصد بوسائل الإعلام في الأصل جميع الأدوات التي تستخدم في صناعة الإعلام وإيصال المعلومات إلى الناس بدءاً من ورق الصحيفة والاذاعة والتليفزيون وانتهاءً بالحاسبات الآلية والأقمار الصناعية .
وجميع وسائل الإعلام – في حد ذاتها – أدوات محايدة تدخل في دائرة المباحات، والحكم عليها يدور بما تحمله من رسائل، وما تقوم به من وظائف، فهي يمكن أن تقوم بوظيفة الخير أوالشر بحسب أغراض الجهة التي تملك هذه الأجهزة، وتسخرها لمصلحتها.
وصناعة الاعلام تطورت في هذا العصر تطورا سريعا ومتلاحقا بشكل لم يسبق له مثيل ، لدرجة أن البعض أصبح يسمي هذا العصر الذي نعيش فيه عصر المعلومات او عصر ثورة المعلومات وذلك مقابل ما كان يعرف بعصر الثورة الصناعية وقبلها عصر المجتمعات الزراعية .
ومن يتابع الاحداث الاعلامية في السنوات الأخيرة في عالمنا الاسلامي يجد أنها تتطور بسرعة كما أن العالم كله يتطور وفق مرئيات وتأثير هذا الاعلام.
ويرجع الفضل الي ثورة المعلومات والاتصالات في كشف وبيان مايدور في العالم.

ولم يتوقف هذا التقدم في النهضة المعلوماتية على ماتقدمه الحكومات والجهات المعنية , وانما أصبح لدور الشخص العادي أهمية بالغة من خلال الهواتف المحمولة والفضاء الألكتروني لشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية, حيث يقوم بعمل تغطية فورية للأحداث بالصوت والصورة والفيديو ويتبادلهامع القنوات الفضائية والمواقع الاعلامية والأشخاص على مستوى العالم.
وهذا الجهد الشخصي أو الفردي له جانبان :
- جانب ايجابي يتمثل في نشر الوقائع اليومية لحظة بلحظة .
- جانب سلبي اذا ما أسيءاستخدام هذه التقنية في بث معلومات مغلوطة أو أكاذيب, كما يفعل أعداء الاسلام وغيرهم من الموتورين.
لذلك يجب التصدي لهذا الجانب السلبي الذي يتعمد الاساءة للدين أو الوطن سواء من قبل أفراد موتورين كل همهم الاساءة الى الاسلام لاكتساب مكانة لدى الدول المعادية والحصول على مغانم أو منافع شخصية لأنفسهم , واحتضانهم من جانب تلك الدول , والأمثلة على ذلك كثيرة في طول البلاد الاسلامية وعرضها .
وسواء كان هذا من جانب جماعات منظمة من علمانيين وشيوعيين ويساريين والمسميات لهؤلاء أصبحت كثيرة ومتغيرة للتغطية على عدائهم للاسلام والمسلمين وعمالتهم لأعداء أوطانهم .

هذا ناهيك عن الاعلام الغربي الكاره والحاقد على كل ماهو اسلامي فهو يغمض عينيه عن كل ماهو ايجابي في بلاد المسلمين ويلاحق الصغائر ويضخمها ليحيلها الى جبل من الأمور الشائنة المعيبة امعانا في كراهيته وتحامله علينا ليزرع في أذهان الشعوب حول العالم ما يشاء من الصور ويدفع بهم الي ما يشاء من مواقف لايبالي فيما يتناوله من مصداقية أو حقيقة , وانما يبث ما يراه معبرا عن مواقف دوله وقناعاتها .

وأصبح للاعلام الغربي قوة وقدرة مخيفة , وأصبح المقال الذي ينشر في أي دولة من دولهم الذي يحمل العداء والتشكيك والبهتان ضد الاسلام جاهزا خلال دقائق معدودة علي شبكة الانترنت مشاعا بين الناس ينشر الفساد والكراهية واالافتراء والبهتان.
ان صور المسلمين الحضارية في معظم وسائل الا علام الغربية لاتعكس صورة المسلمين الحقيقية, كما أن الأحكام المعيارية حولها لاتستند علي موضوعية موثوقة .

لقد شكلت صورة الشخصية العربية والاسلامية في سياق سلبي لدى الرأي العام الغربي , فغلب على ملامحها الانغلاق والتعصب والجهل والعدوانية انها الصورة القاتمة قي ذهن الانسان الغربي , الذي يتلقى معلومات عن الاسلام والمسلمين من وسائل اعلام موجهة في معظمها من مراكز وقوي ضغط ليست محايدة .
في مقابل ذلك نجد الاعلام الاسلامي غير قادر على ملاحقة ومواجهة الاعلام الغربي. فشعوب العالم لاتعرف – في معظم الأحوال – عن الاسلام وقضاياه الا ما تتلقاه من الاعلام الغربي والصهيوني المصمم والمبرمج على نشر سمومه وتشويهه للاسلام وحضارته .

فالصحافة والاعلام الاسلامي في حاجة الى دفعات قوية لملاحقة مايدور حولنا ومايحاك ضدنا كدول وأشخاص ومعتقدات .
لقد تعرضت الأمة الاسلامية لعملية غزو اعلامي غربي وخاصة ماتنقله عنهم بعض القنوات الفضائية الخاصة التابعة لبعض رجال الأعمال أو الشركات الاعلامية في بعض الدول الاسلامية التي لاتهتم الا بجذب الشباب والمراهقين لأسباب تجارية ومغانم شخصية دون النظر الي قيم وتقاليد مجتمعاتنا الاسلامية
وأصبحت هذه القنوات أداة لافساد الشباب وليست أداة اصلاح , وكان من واجب هذه القنوات –خاصة أنها موجهة الي أمة الاسلام في الأساس الأول ثم الي بقية دول العالم – أن تنتقي المعلومات والبرامج المفيدة التي تركز علي تعميق وعي الشباب وثقافته الدينية وتقاليد وأعراف مجتمعه .
وعلى سائر وسائل الاعلام مسموعة ومقروءة ومرئية تعويد المتلقي على التعامل الحضاري مع المعلومة , وتعميق وعيه بايجابياتها وسلبياتها .
ان على الدول الاسلامية ومايعمل من خلالها من منظمات ومؤسسات مثل منظمة المؤتمر الاسلامي ومؤسساتها أن تضع خطة اعلامية ذات مسارين لمواجهة الاعلام الغربي المفسد للمجتمع والمعادي للدين :-

۱- خطة اعلامية لمواجهة الغزو الاعلامي والثقافي الغربي تستند على اختيار الطرق والوسائل الكفيلة للتقليل من طوفان المادة الاعلامية الأجنبية ومحاولة منع البرامج التي لاترتبط بقيم المجتمع وثقافته .

۲- خطة اعلامية لتحصين الشباب سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا وتعميق وعيه بحقائق الغزو وسلبياته , وتطوير وسائل اعلامية وطنية , وجعل التراث الاسلامي الاساس الذي يستخدم كقاعدة تغذي الثقافة الاعلامية باعتباره مصدرا ثريا لمواجهة تحديات وافرازات العولمة وعاملا مساعدا لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الأمة .
و على المؤسسات الاعلامية وصناع القرار وضع خطة اعلامية وتطبيقية لمواجهة العزو الاعلامي والفكري وبناء رسالة اعلامية قادرة على حماية الشباب من الظواهر الاعلامية السلبية في حياة المسلمين المعاصرة وذلك بالعودة الى المعين الذي لاينضب وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفكر الائمة الأعلام .
دور وسائل الإعلام في بناء الثقافة والمعرفة:

وهو دور من أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها وسائل الإعلام, ذلك أن بناء الإطار المعرفي للفرد في واقعه الاجتماعي إنما يعتمد في الأساس على خبراته المباشرة وغير المباشرة بالواقع الاجتماعي المحيط به, ونظراً لصعوبة اعتماد الأفراد على خبرات مباشرة في فهم هذا الواقع بحكم الحيز الزمني الذي يمكن أن يتوفر للإنسان, ومحدودية الفرص المتاحة له للتعرف على ما يحيط به على نحو مباشر , فإنهم يعوضون ذلك باعتمادهم على وسائل الإعلام التي تقدم للأفراد المعلومات عن واقعهم, وبذلك تسهم هذه الوسائل كغيرها من مؤسسات المجتمع في تشكيل إدراك الأفراد لواقعهم وأدوارهم في ذلك الواقع.

ولقد ظهر مفهوم التربية الإعلامية في أواخر الستينات, وتطور ذلك المفهوم وأصبح ينظر إليه على أنه تعليم بشأن الإعلام وبشأن تقنيات وسائل الإعلام الحديثة, يهدف إلى إعداد الشباب لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم والمشاركة فيها بصورة فعالة, أي التعليم والتعلم بشأن الإعلام حيث يكون الأطفال والشباب هم المستهلك الرئيسي للخدمات الإعلامية.

ويجب في هذا الإطار ضمان حرية الصحافة والرأي في إطار التعادلية بين حقوق الصحفيين وواجباتهم, وحق المواطن في صيانة حياته الخاصة من أي تشهير أو اعتداء أمر في غاية الأهمية.
فأهم وظائف المقال النقدي هو التقويم, وهو جوهر المقال التحليلي الذي يعتمد على ثقافة كاتبه المتعمقة في مجالاته المتخصصة, ويعتمد على النقد العقلي للدوافع التي تكمن وراء الخبر أو الحدث, ليتمكن الكاتب في نهاية مقاله التحليلي من تقويم الحدث والوصول إلى الهدف المنشود, ولهذا يجب تفعيل وظائف الصحافة المتخصصة "الإخبار والإعلام والإمتاع والمؤانسة والتسويق أو الإعلان والتعليم أو التنشئة الاجتماعية والتوجيه أو الإرشاد ثم التفسير أو الشرح".

إن الرسائل الإعلامية هي منتجات ثقافية تعكس أهداف وقيم واتجاهات القائمين بالاتصال بنفس القدر الذي تعبر عن بعض احتياجات المتلقين لتلك الرسائل الإعلامية. ويجب أن نعترف بأنه يوجد نقص كبير تعاني منه البحوث العلمية في مجال الإعلام والاتصال في العالم الاسلامي, بسبب أن هذا المجال يعتبر جديد نسبياً في العلوم الإنسانية العربية والاسلامية, بالإضافة إلى عدم توجيه البحث العلمي في الجامعات ا إلى مجال الاتصال لقلة الوعي بأهميته وجدواه, وظل العالم الاسلامي تابعاً للبحث العلمي الغربي في هذا المجال.

ويرى التسخيري وغيره : إن الميدان الآن يحتاج إلى منطلقات بحثية بأدوات منهجية متطورة لدراسة أثر المضامين التي تبثها وسائل الاتصال على المتلقين من الناشئة, ويجب الأخذ في الاعتبار مستوى ذكاء المتلقي لمادة تلك الوسائل, وعمره وتعليمه ومستوى ثقافته, وهي عوامل تلعب دوراً خطيراً في حجم التأثير الذي تحدثه, وأسباب المطالبة بهذه البحوث منطلقة من أهمية وسائل الإعلام ذاتها, ومن اهتمام الجمهور والحكومات بتأثير وسائل الإعلام, ويحتاج أيضاً إلى إجراء دراسة على القائمين بالاتصال أو المسئولين عن توجيه الرسالة الإعلامية للنشء آخذة في الاعتبار خلفياتهم الأسرية, ومستوياتهم الاقتصادية, وتوجهاتهم المهنية, ومستوياتهم التعليمية ومراتبهم الوظيفية, وتأثير ذلك على موقفهم من بعض قضايا مجتمعهم .

وتتلخص الإشكالية في عدم وجود استراتيجية ثقافية شاملة يتم من خلالها التخطيط السليم ووضع الأهداف المراد تحقيقها من خلال نشر هذه المواضيع وسبل معالجتها وكيفية طرحها.مما يوجب علينا سرعة وضع هذه الاستراتيجية والبدء في تطبيقها لمواكبة التطور العالمي المتعاظم في هذا المجال.

يقول آية الله التسخيري :
اذا شئنا أن نستوعب كل المساحة الثقافية – من خلال المنظور الانساني الاسلامي – فمن المحتم القول بأنها تمتد الي حيث التركيبة الانسانية نفسها , وهذا يعني شمولها للجوانب الانسانية الثلاثة التالية:

۱- الجانب التصوري العقائدي : بما يشمل كل المفاهيم التي يملكها الانسان من الكون والحياة والانسان , وبالشكل الذي يتناول السنن التاريخية والقوانين الحاكمة كلها .

۲- الجانب الاحساسي العاطفي بما يشمل الغرائز والميول الأصيلة والمعدلة تبعا للتربية الخاصة , وتكوين المصاديق المتعالية , كتحويل حب الذات الضيقة الى حب الذات المتسعة الخالدة من خلال الايمان بالآخرة .

۳- الجانب السلوكي العملي : وهو بطبيعة الحال يشمل كل موقف يتخذه الانسان حتى فيما بينه وبين نفسه . كما أنه متأثر بالجانبين السابقين تمام التاثر , وخصوصا بالجانب الثاني حيث فسر المحللون النفسيون الارادة الانسانية بالشوق المؤكد , بالرغم من أن الشوق المؤكد هو المرحلة الأخيرة التي تسبق تصميم الانسان على العمل – كما نعتقد – فان الانسان يبقى يمتلك الحرية في أحرج الضغوط العاطفية .

الترابط بين المساحات الثلاث يري التسخيري أننا اذا قبلنا هذه الحقيقة فعلينا أن نؤمن بالكامل الثقافي المترابط , وأن نعتبر أي انفصال بين الأجزاء أنفة الذكر عملية مؤقتة , وأي قول بالفصل الدائم بين المساحات مجازفة يكذبها الوجدان والنصوص الشريفة . كما أن هذا الايمان والقبول يفتح أمامنا بابا تربويا واعلاميا واسعا , ننفذ من خلاله الي المقصود أولا , ونكتشف أيضا – عبره –التآمر الاعلامي على الوجود الثقافي ثانيا .

ويقول التسخيري :
يبدو أن العدو في حملته الثقافية استهدف الجوانب الثلاثة بشكل غرضي وفي آن واحد ادراكا منه لهذا الترابط وتحقيقا لمهمته الرئيسية , وهي قتل الشخصية الاسلامية في وجود الفرد والأمة , وبالتالي تحقيق الأرضية السهلة لعملية الاستغلال الكبرى .

الغزو الثقافي و الاعلامي لبلاد المسلمين
تعتبر مسألة الغزو الثقافي والإعلامي من أولى المسائل التي واجهت وتواجه الأمة الإسلامية والوطن العربي تحديدا فقد وعت الدول الغربية العظمى إلى خطر يهدد قوتها واستمرار سيطرتها على العالم، وهذا ما لا يروق لها بل ويقض مضاجعها فبدأت بوضع وتكريس كافة إمكانياتها للوقوف في وجه هذا التهديد وتنبهت للطرق الأسهل والأسرع فتوجهت للمسلمين من خلال إعلام صنعته لغرض تغريبهم وجعلهم أسري لما يرونه ويشاهدونه.

فمما لا شك فيه أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً باهراً في جميع المجالات وهو من أقوى وسائل الإقناع الذاتي في أتباع الأسلوب الهادئ والرزين دون اللجوء الى العنف. لكنه في نفس الوقت أنفذ الى القلوب من السهام وأشد وقعاً على النفوس، إذ له ظاهر أنيق ومنظر جذاب وهيكل أخاذ إضافة الى مجموعات الإثارة الكاملة والمواد الغزيرة والمعلومات المتدفقة الى ما لا نهاية، من التصوير والإضاءة وما شابه. فلا بد من تأثيره الفعال ونفاذه الى الأعماق بصورة سريعة ومباشرة، والغرب من حيث طول الباع لديه في هذا المجال واهتمامه التام في تطويره قد قطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك.

ولكن هل نصدق كل مايقوله الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين وأنه من نتائج(صدام الحضارات) الذي يدعو إليه ساسة الغرب ومفكروه، وأن الحملات الإعلامية المتعاقبة التي لا يكاد ينجو منها بلد مسلم ليست إلا وجهاً من وجوه حرب الإساءة والتشويه التي اعتمدتها دول الغرب سلاحاً ماضياً في صراعها؟

. إنه قوة هائلة كاسحة في التأثير تغطي القارات الخمس بلا منازع لتزرع في أذهان الشعوب ما تشاء من الصور، لا تبالي في ما تتناوله من أحداث العالم بالعرض والتحليل إلا ما تراه يخدم مصالحها وينجح في إيصال ما تريد وترغب وقد لعبت ثورة الاتصالات دورا كبيرا في نجاح هذا الإعلام وجعلت منه قوة تفوق قوة السلاح فبعد أن كان توزيع الصحيفة لا يتجاوز البلد الذي تصدر به جاءت وسائل الأتصال الحديثة من أقمار صناعية وأنترنت لتلغي حدود الدول وتوصل المعلومة للقارئ أينما كان، فشعوب العالم لا تعرف في معظم الأحوال عن الإسلام وقضاياه إلا من خلال ما تتلقاه من الإعلام الغربي مع كثير من التحريف والتضليل والإساءة , وقد دلت الدراسات و الاحصائيات العلمية الجديدة، بأن برامج القنوات الفضائية العربية تقتصر على المادة الترفيهية وافلام الجريمة والعنف والرعب والجنس، اي ان ثقافة الصورة تطغى عليها وكذك كثير من الظواهر السلبية التى تتمثل بالاغتراب، القلق، اثارة الغريزة، الفردية، العدوانية، دافعيّة الانحراف، وكلها مفردات تتأسس في ادراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من مجرد صورة ذهنية الى نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقليد وعمليات التطبيع الاجتماعي.

وأن الاطفال والمراهقين والشباب يتأثرون بنتائج هذه الثقافة الإعلامية، ومن المحتمل ان تخلق برامج الفضائيات العربية الاضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكيّة، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، والانبهار بالنموذج الأجنبي على حساب الهوية الثقافية، وكذلك تراجع الانتماء للهوية وازدياد اليأس والاحباط.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحنا نلمس على انها قد تحمل توجهات سياسية وفكرية ملغومة تريد تدمير الواقع الاسلامي وثقافة المجتمع المسلم وقيمه.

كذلك تأتي مسألة الغزو الثقافي للمجتمع الإسلامي من أولى المسائل التي أخذت الحيز الكبير لدى الباحثين نتيجة الأثر الواضح الذي خلفه هذا الغزو في البلادالعربية والإسلامية والذي قامت على نشره وترويجه مؤسسات ومنظمات ومراكز متعددة منها الصهيونية والتبشير والاستعمار والأيديولوجيات المعادية للإسلام كالديموقراطية الليبرالية والشيوعية والقومية والفلسفات الهدامة فنتيجة الصحوة الإسلامية المعاصرة تفاقمت نزعة العداء نحو الإسلام من قبل أعدائه، وبالتالي ازدادت جهودهم لتوسيع المفاهيم الخاطئة عن الإسلام في أذهان الغربيين من جهة، وتصعيد عمليات الغزو الثقافي للمسلمين من جهة أخرى،
ومن أهم أشكال وأساليب هذا الغزو حيث نجد أن أهم ما يلجأ إليه الغرب في حربه ضد المسلمين والإسلام هو عرضه الخبيث للفارق بين واقع المسلم وواقع المواطن الغربي من جميع النواحي، فهم يصورون الغربي على حالة من الرفاهية والنعيم التي يصعب على المسلم أن يصل اليها، ويصورونه في حالة من الحرية والرخاء وحرية القول والعمل، بينما المسلم مكبوت مضطهد لا يستطيع أن يتصرف أو يتكلم بحرية! ويحاولون الصاق هذا التخلف والتأخرفي تمسك المسلمين بالاسلام , ويلقون في الاذهان أن الاسلام هو سبب تأخر المسلمين وتخلفهم.

وبعد أن يرسخ أعداء الإسلام هذه المفاهيم في الأذهان وكأنها أمر واقع لا سبيل إلى تغييره يمضون في بث الشعارات والمفاهيم المغرضة، ولنعترف بأن هذه المفاهيم المغلوطة قد تكونت لدى كثير من الأجيال المعاصرة واستطاعت أن تحدد للدين دوره بمعزل عن الحياة وفي زاوية ضيقة يلخصها شعار- فصل الدين عن الدولة -أو تلغي دوره من الحياة أساسا، فهو لا يرتبط بالواقع من خلال المعاني التي تصنع القوة والحركة والتقدم، بل ينظر إليه باعتباره سبب الضعف والجمود والتأخر كما تدل على ذلك شعارات كاذبة مثل " الدين أفيون الشعوب " و " الدين ضد العلم "....!!
ويمكن أن نعدد أيضا من أساليب الغزو الثقافي المحاولات التالية:

- توظيف السينما والتلفزة، فثمة مئات من الأفلام السينمائية الغربية التي تحاول تشويه صورةالعرب والمسلمين، ويومياً تبث القنوات الفضائية عشرات المسلسلات التلفزيونية التي تكرس فكرة تخلفهم .
- توظيف الكثير من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا ما يشوّه صورة الإسلام بأسلوب خبيث ذكي وليتسرب بذلك السم إلى عقولنا .
- تشجيع الخلافات المذهبية بين المسلمين وتعميقها ثم إبرازها عبر وسائل الاعلام على أنها تمثل الإسلام
. و يستعرض البعض مفهوم الغزو الثقافي وأثره على المجتمعات الاسلامية والعربية واصفاً إياه بأنه أحد أشكال الاستعمار الجديد ويسميه «الصليبية الجديدة» التي تعمل على تنصير العالم ومحاولة فرض التغريب على بعض الأقطار عبر النخب الحاكمة والمثقفين المنبهرين بحضارة الغرب ويشير الكاتب إلى أن مؤسسات الا علام في بعض الدول العربية والاسلامية تأخذ ماهو سطحي وخالي من المضمون من المادة الإعلامية الغربية وتقدمه للمتلقي العربي رغم تعارضه مع مبادئ الدين الإسلامي.
وقد وصل الغزو الثقافي إلى حد إهمال اللغة العربية في الكليات العملية وبالتحديد الطب والصيدلة والهندسة، حيث يجرى التدريس فيها باللغة الإنجليزية.بدعوي أنها أسهل للفهم، إلا أنه أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة فالمقصود هو تغريب الأمة وابعادها عن لغة القرآن ومن ثم ابعادها عن دينها .

وللغزو الثقافي جوانب تشمل تقلص حجم العلوم الشرعية ومقررات الهوية الإسلامية في المدارس والجامعات والتوسع في إقامة المدارس الأجنبية النصرانية في بلاد المسلمين، وهنا تأتي أهمية الثقافة في أنها تعمل على تماسك البناء الاجتماعي داخل المجتمع، وتحقيق الطمأنينة للفرد وإشباع حاجته للأمن، وتحفظ للمجتمع تراثه القديم .
وما نراه من غزو ثقافي أمريكي تجاه المنطقة في صور التعاون المشترك في مجال البحث العلمي والبحوث المشتركة والذي بدأ يتزايد مع بداية القرن العشرين.

فقد أنشئت مدارس غربية وجامعات أجنبية في العديد من الدول الاسلامية تعتني بالثقافة الغربية وبلغات تلك الدول , وتهميش مواد الدين واللغة العربية , وتقدمت الولايات المتحدة في ذلك الوقت بعدة مشاريع بدعوي التبادل التعليمي قدمت من خلالها في السنوات العشر الأولى (۱۹۵۲ - ۱۹۶۲ ) ۳۰ مليون كتاب أمريكي في سعيها لهيمنة الثقافة الأمريكية على الثقافة الاسلامية واللغة العربية وجعل القارئ المسلم في موضع مقارنة بين الثقافة الأمريكية التي تروجها هذه الكتب والثقافة الاسلامية التي تصفها بالتخلف والبعد عن الواقع . وعلى مدى خمسة وثمانين عاماً، ظلت الجامعة الأمريكية في مصر تدافع علناً عن النظم الاجتماعية الغربية .كما أن معظم القائمين على تدريس التاريخ الإسلامي في هذه الجامعة هم أساتذة مسيحيون أجانب، ويعملون علي تشويه هذا التاريخ في أذهان المسلمين , ويقومون أيضاً بتدريس تاريخ الشرق الأوسط والحركات الإسلامية المعاصرة، حتى المدرسات المسلمات يتم تصعيد المعاديات للإسلام منهن لهذا القسم , ويتبنون جميعا- سواء الاجانب أو المسلمين والمسلمات المعادين لدينهم - وجهة النظر المعادية لكل ماهو اسلامي

دور المؤسسات التربوية في مكافحة الغزو الثقافي:
ويتلخص هذا الدور في الآتي:
- قيام علماء التربية بكشف أهداف المدارس الأجنبية المقامة في البلدان الإسلامية، وتفنيد مناهجها ومقرراتها الدراسية ونشاطاتها وتوضيح مخاطرها على الأمة، واقتراح مناهج ومقررات بديلة، ودراسة آثار خريجي هذه المدارس على المجتمعات المحلية التي ينتمون إليها ويعملون في مؤسساتها.

- أن تعرض البرامج والمواد الإعلامية المستوردة من الخارج على لجان متخصصة من أساتذة التربية والإعلام، لكي يبدوا رأيهم فيها قبل أن تقدم للمجتمع.
- إعداد كوادر للعمل الإعلامي وذلك في مرحلة التعليم الجامعي، مع عدم إغفال البعد التربوي في هذه العملية، ويقتضي ذلك أن يشارك أساتذة التربية في وضع الخطط الدراسية لكليات الإعلام..
- قيام الدعاة وخطباء المساجد بتبصير الناس بمخاطر الغزو الثقافي وأساليب عمل مؤسسات هذا الغزو ، وأن تعتمد الخطب على البيانات والمعلومات الموثوقة..

ومن هنا نرى أن الإعلام والغزو الثقافي الأجنبي أصبح يشكل أكبر تهديد للثقافة والهوية العربية والإسلامية، لأنه يكون كوادر موالية للحضارة الغربية، وبالتالي إزالة أي أثر لثقافة الشعوب وحضارتها وهو ماتسعى بكل ما أوتيت به لإكمال سيطرتها على العالم.
ولذلك يري آية الله التسخيري التركيز على الاعلام القرآني لمواجهة الغزو الاعلامي الغربي المعادي لأمتنا ولديننا .

الاعلام القرآني جوهر النهوض :
تحت هذا العنوان كتب الشيخ التسخيري يقول :
اذا أردنا أن ننهض في مجال الاعلام المواجه والمرئي في آن واحد , فليس لنا من سبيل الا سبيل القرآن الكريم والدعوة القرآنية . اننا مسلمون قبل كل شيء , لنا تصوراتنا ونماذجنا الخاصة بنا والمستقاه من خالق الكون العليم بما يصلحه .

والقرآن هو نموذجنا الأسمي في شتي المجالات . فهو ( الكتاب المسطور , والنور الساطع , والضياء اللامع ) وهو ( ناطق لايعي لسانه , وبيت لاتهدم أركانه , وعز لاتهزم أعوانه ) وهو :( كتاب الله تبصرون به وتنطقون به , وتسمعون به ) فعلينا ان نعطف الرأي علي القرآن اذا عطفوا القرآن علي الرأي . فهو : ( البحر الذي لايدرك قعره ) (نصوص متفرقة للامام علي (ع) من نهج البلاغة) .
انه كتاب التوعية , والتوعية في الاسلام تسبق أي خطوة أخري . الاسلام دين التوعية والتربية , وهو بمقتضي واقعيته وفطريته يقرر لزوم أن ينفذ المرءالي عمقه , انه يعرض جوهرته الثمينة , لأنه يعلم أن قيمته ستنكشف بكل وضوح للجميع , ولذا فهو يرفض أي تقليد من العقيدة , ويدعو للبحث والبرهنة : ( قل هاتوا برهانكم ) (البقرة ۱۱۱) . وهو يرفض أي عملية اكراه عقائدي ( لا اكراه في الدين ) (البقرة ۲۵۶) كما يريد من الأمة أن تكون من أولي الأيدي والأبصار , قوية ببصرها وبصيرتها .

وفي مجال التعامل مع الآخرين يأمر الاسلام بالدعوة البينة الواضحة قبل كل شيء . يقول القرآن الكريم : ( ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) (النحل ۱۲۵). ويقول :(فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع أهواءهم) ( الشوري۱۵). ويقول : ( ومن أحسن قولا ممن دعا الي الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين )(فصلت ۲۳) ويقول :(قل هذه سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) (يوسف ۱۰۸).
وفي هذا يقول آية الله السيد الصدر في كتابه ( اقتصادنا ) (ص۲۷۵ ج/۱):
" والأمر الآخر : أن يبدأ الدعاة الاسلاميون – قبل كل شيء – الاعلان عن رسالتهم الاسلامية , وايضاح معالمها الرئيسية معززة بالحجج والبراهين , حتي اذا تمت للاسلام حجته , ولم يبق لآخرين مجال للنقاش المنطقي السليم , وظلوا بالرغم من ذلك مصرين علي رفض النور , عند ذلك لا يوجد أمام الدعوة الاسلامية – بصفتها دعوة عالمية تتبني المصالح الحقيقية للانسانية – الا أن تشق طريقها بالقوي المادية , بالجهاد المسلح .

وقد جاء في كتاب ( الكافي ) للكليني رحمه الله (ج /۵ ص۲۸)عن الصادق عليه السلام قوله" وقال أمير المؤمنين عليه السلام : بعثني رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الي اليمن , فقال ؛ يا علي لاتقاتلن أحداحتي تدعوه الي الاسلام , وأيم الله لئن يهدي الله عز وجل علي يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي . "

انه أسلوب القرآن قبل كل شيءالذي علمه الله سبحانه لموسي و هارون عليهما السلام : ( اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي ) ( طه ۴۳و۴۴)
انها الدعوة – حتي عند مواجهة الطواغيت – عسي أن يهتدوا الي الحق .
ثم يقول التسخيري يحفظه الله : وها نحن نجد الرسول العظيم يكرر عبارة ( أدعوك بدعاية الاسلام ) في رسالته الي كسري أنوشيروان , وقيصر امبراطور الروم , تطبيقا لهذا التعليم الاسلامي السامي , وهكذا راح دعاته صلي الله عليه وآله وسلم يبثون الدعوة في الأقطار بالحكمة والموعظة الحسنة .
وللارتفاع بمستوي الاعلام الاسلامي اقترح سماحته بعض الاقتراحات نبينها فيما يلي :

الاقتراح الأول :
تشكيل مجمع اسلامي باسم ( مجمع الاعلام الاسلامي ) مهمته :
أ‌- القيام بايصال المفاهيم الاسلامية الأصيلة في مختلف المجالات العقائدية والتنظيمية الي أوسع قطاع في الأمة وبأفضل أسلوب
ب‌- المساعدة العلمية في التجربة الاجتماعية التي يقودها الاسلام لبناء أمة اسلامية متماسكة ذات شخصية متميزة المعالم .
ج- قول الحق أمام كل الطواغيت وأذنابهم , وعرض الواقع بكل صراحةأمام الأمة .
د-حمل الاسلام الي العالم , وذلك عبر الاشراف الكامل علي مجمل النشاط الاسلامي بأوجهه
المختلفة .وتموين وسائل الاعلام المختلفة بالفكر الاصيل علي مختلف الصعد .
علي أن يتم تشكيل هذا المجمع من علماء اسلاميين معروفين بغيرتهم علي الاسلام , واستقلالهم في آرائهم , وتكون له فروع في كل قطر اسلامي تمثل مواصفاته وتعكس مواقفه وتؤدي وظائفه .
الاقتراح الثاني :
الاتصال المستمر بين العلماء والشخصيات الاسلامية لئلا يقعوا فريسة للتضليل الدعائي والتمويه الاعلامي المعادي .
الاقتراح الثالث :
المبادرة الي تشكيل لجنة باسم ( هيئة الخدمات الاجتماعية الاسلامية ) تكون مهمتها توزيع الخدمات باسم الاسلام بدلا من تقديمها باسم هذا الرئيس أو ذاك الملك .
الاقتراح الرابع :
العمل والتخطيط لرفع المستوي السياسي والثقافي والاعلامي لدي أبناء الأمة الاسلامية عبر الوسائل المتاحة ومنها اقامة الندوات المفتوحة الحرة , كما أن من أهمها اذاعة جلسات مجالس الشوري والبرلمانات مباشرة علي الهواء لكي تعيش الأمة قضاياها .
وقد أخذت مصر بهذا الاقتراح فأنشأ مجلس الشعب قناة فضائية تنقل جلسات مجلسي الشعب والشوري علي الهواء مباشرة .

الاقتراح الخامس :
دعوة جميع الحكومات القائمة في البلدان الاسلامية للعمل الحثيث الدؤوب علي منع وازالة المظاهر الطاغوتية كالترف وأمثاله , ومظاهر الحضارة المادية والانحراف الأخلاقي , ومنع اصدار وتوزيع مجلات الخلاعة والجنس , ومجلات الفكر العلماني الخبيث .
الاقتراح السادس :
دعوة جميع انشطة الاعلام الاسلامي الي التأكيد علي قضايا المستضعفين في الأرض وحمل لواء الدفاع عنهم استجابة لرؤية الاسلام .
الاقتراح السابع :
ابتداع أسلوب الاذاعات الموجهة نحو الشعوب الاسلامية التي ترزخ تحت نير الخلافات المنافية لتعاليم الاسلام .
ويري فضيلة آية الله الشيخ التسخيري أن الصحوة الاسلامية جاءت في الأساس لترد علي مالحق بالأمة الاسلامية من( تخلف وتمزق وعلمانية ) ولتحقق العودة الي الاسلام بكل مقتضياته, فالاسلام دين التقدم ,يدعو الي العلم بشتي أنواعه ,ويطلب من الأمة أن تحقق كل عناصر القوة, وأن تبذل أقصي جهدها لتكون خير الأمم ,كما وصفها ربنا سبحانه وتعالي في كتابه الكريم , ولتكون في الطليعة الحضارية وفي مقدمة المجتمع الدولي , ,فالصحوة الاسلامية تدعو للتفوق الاسلامي الحضاري , ونبذ التخلف.
وعلي الله قصد اللسبيل .

Share/Save/Bookmark


توفيق علي وهبة
توفيق علي وهبة

ليست هناك تعليقات: