الاثنين، 4 نوفمبر 2013


تقرير عن

المؤتمر العالمي لعلماء الدين والصحوة الاسلامية

بقلم المستشار توفيق علي وهبة

رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث

انعقد المؤتمر الدولي لعلماء الدين والصحوة الاسلامية في قاعة مؤتمرات القمة في طهران يومي 29،30/4/2013 بدعوة كريمة من المجمع العالمي للصحوة الاسلامية  . وكان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس .

    وتحدث في الجلسة الافتتاحية سماحة آية الله الامام علي خامنئي قائد الثورة حيث وجه كلمة ترحيبية وتوضيحه هامة الي علماء الدين أعضاء المؤتمر وخارجه وطالبهم بالقيام بواجبهم نحو المحافظة علي الصحوة الاسلامية والثورات الاسلامية في بلاد العالم الاسلامي حتي  يتم لها النصر بقيام الوحدة الاسلامية  الشاملة التي يدعو اليها الاسلام و تنشدها كل الدول و الشعوب الاسلامية استنادا لقول ربنا سبحانه وتعالي ( ان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون ) فالوحدة الاسلامية هي الهدف الأساس لأمة الاسلام .

و هذا المؤتمر يهدف إلي :-

1-   إحياء المبادئ والقيم والأهداف الإسلامية وتطبيقها علي اساس الشريعة الاسلامية والقرآن الكريم

2-   إحياء العزة والكرامة الاسلاميتين والقوميتين للبلاد الاسلامية

3-   تكوين القوة الدولية والاسلامية وبناء الحضارة الإسلامية الجديدة علي اساس الدين والعقل والعلم والأخلاق

4-   خلق أجواء التعامل بين التيارات والشخصيات والوجوه ونقل التجارب بين الحركات

5-   مواجهة تدخلات دولة الكفر والاستكبار وتأثيراتها في بناء النظام السياسي الجديد

6-   تقديم النموذج الديموقراطي الإسلامي بدلا من الديموقراطية الغربية

7-   مواجهة الظلم والجور والاتجاه الأحادي لنظام الهيمنة والاستكبار العالمي والصهيونية الدولية

8-   تعزيز روح الاعتماد علي الذات والثقة بالنفس الوطنية لمواجهة الهجمات الدعائية والنفسية لنظام الهيمنة

ويعتبر هذا المؤتمر من أكبر مؤتمرات الصحوة الاسلا مية التي دعا اليها وعقدها المجمع العالمي للصحوة الاسلامية بالجمهورية الاسلامية الايرانية حيث ضم أكثر من ثمانمائة عالم دين ومفكر من كافة أرجاء العالم , اضافة الي علماء ومفكرين ايرانيين .

    وقد غطي أعمال ونشاطات المؤتمر أكثر من ثلاثمائة وخمسين اعلاميا ومراسلا ومصورا يتبعون القنوات الفضائية والصحف والمجلات ومراكز الاعلام العالمية .

       وقد عقد المؤتمر اربع جلسات عامة ناقش خلالها القضايا الاسلامية العاجلة مثل : فلسطين , وسوريا , والبحرين ,  وجلسةخاصة  لتقارير اللجان الست التي شكلها المؤتمر وهي :

1-    لجنة المبادئ النظرية للصحوة الاسلامية

2-    لجنة دور علماء الدين في الصحوة الاسلامية

3-    لجنة علماء الدين والفرص والتحديات في العالم الاسلامي

4-    نظام الحكم المطلوب في الاسلام

5-   عالم الغد ( مستقبل العالم ) ومكانة الامة الاسلامية فيه

6-    الرسول الاكرم صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم ، محور حركة الامة الاسلامية .

      ثم بعد ذلك عقدت الجلسة الختامية حديث تلي فيها البيان الختامي للمؤتمر وتحدث فيها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حديثا هاما وشاملا عن الامة الاسلامية الواحدة والصحوة الاسلامية ودور علماء الدين في تثبيت دعائم الوحدة والصحوة مدعما كلمته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وحقيقة كانت كلمته في اعلا درجات البلاغة والبيان وأشهد الله أنني لم أسمع لأحد من الرؤساء كلمة جامعة مانعة بليغة مثل هذه الكلمة مما يدل علي انه يؤمن بما يقول ايمانا تاما .

وكنت اود لو ان امانة المؤتمر نشرت الترجمة العربية لكلمتي الخامنئي ونجاد

المستشار توفيق وهبة يرأس اللجنة الخامسة :

هذا وقد تشرفت باختياري رئيسا للجنة الخامسة التي درست موضوع مستقبل العالم ومكانة الامة الاسلامية فيه حيث عقدنا  جلستين متتاليتين بحضور اكثر من سبعين شخصية من علماء الدين والمفكرين المسلمين من كافة أرجاء العالم الناشطين في المجالات السياسية والاجتماعية والمرتبطة بحركة الصحوة الاسلامية وذلك بهدف مناقشة الموضوعات التي حددتها الامانة العامة للمؤتمر.

   وقدم اثنان وعشرون من العلماء المسلمين خلال اجتماعات اللجنة مقالات والقوا كلمات ومداخلات . كما أستعرض عدد آخر من المشاركين وجهات نظرهم حول القضايا المطروحة وأكدوا علي النقاط التالية التي أقرتها اللجنة:-

1-   ‏العالم الاسلامى لديه طاقات ثقافية وسياسية واقتصادية فعلية وكامنة و اذا ما تم التعرف على هذه الطاقات بشكل دقيق واستغلت بشكل صحيح و اذا ماتم تطوير و توسيع التعاون على صعيد الداخل الاسلامى فأن هذا من شأنه ان يحسن بشكل ملحوظ الظروف المعيشية للمسلمين فى انحاء العالم.

2-   ترى حركة الصحوة الاسلامية العظمى ان السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والسلام فى العالم يكمن فى العودة الى تعاليم الانبياء واحترام دور الجماهير والحفاظ على الكرامة الإنسانية الى جانب رفض الاستبداد فى الداخل والهيكليات و الأنظمة القائمة على منطق الهيمنة والتسلط على المستوى العالمى .

3-   ان النجاحات الباهرة التى حققها المسلمون فى مختلف مناطق العالم الاسلامى جعلت النظام العالمى الظالم القائم على مبدأ القوة يواجه تحديات اساسية وضعت الأمة الاسلامية على اعتاب معادلة جديدة للقوة لذلك يجب على الامة الاسلامية ان تستغل هذه الفرصة لتعزيز مكانة المجتمعات الاسلامية على المستوى العالمى .

4-   ندد المشاركون فى اللجنة بالسياسة المزدوجة التى ينتهجها الغرب حيال بعض القضايا كحقوق الانسان و حرية المعتقد و حرية التعبير عن الرأى و حق الشعوب فى امتلاك التقنيات المتطورة و خاصة التقنية النووية ودعوا الحكومات الاسلامية الى توحيد رؤاها و اساليب عملها لمنع الغرب من فرض معاييره و مطالبه على الآخرين .

5-   على المسلمين ان يكونوا نموذجا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا يقتدي به الآخرون و ذلك استنادا إلى التعاليم الدينية و قيمهم الذاتية ليتمكنوا بالتالى من استعادة موقعهم الذى يليق بهم على الساحة الدولية .

6-   قضية فلسطين باعتبارها قضية المسلمين الأولى تشكل احد اركان حركة الصحوة الاسلامية حيث لعبت القضية الفسطينية دورا اساسيا فى المسيرة التكاملية لهذه الحركة وعلى هذا الأساس فأن حركة الصحوة الاسلامية ستواصل دعمها للمقاومة حتى يحصل الشعب الفلسطينى المظلوم على حقوقه و تتحقق سيادته على كامل الأراضى المحتلة من البحر الى النهر .

7-   وسائل الاعلام هى احد عناصر القوة فى عصر المعلومات و كما ان الغرب يستخدم الاعلام لتشويه صورة الصحوة الاسلامية ، على المسلمين استخدام وسائل الاعلام لتوسيع رقعة الصحوة الاسلامية  ونشر أهدافها ومبادئها .

8-   ان الدور الذى تقوم به الدول الاسلامية و الموقع الذى تحتله فى المحافل والمؤسسات و المنظمات الدولية فى الوقت الحاضر لا يتناسب مع قدراتها وامكاناتها الهائلة. لذلك على الدول الاسلامية تفعيل دورها فى تلك المؤسسات و المنظمات الدولية لاحقاق ‏حقوقها الدولية .

9- العلماء والمفكرون المسلمون يجب ان يلعبوا دورا  هاما فى ايجاد الوحدة وتشكيل الأمة ‏الاسلامية الواحدة .

10-   العالم الاسلامى يطلب من علماء الدين القيام بدورهم فى التوجيه والقيادة ‏والحيلولة  دون انحراف حركات الصحوة الاسلامية عن مسيرها و اهدافها .

11-   دور علماء الدين فى تشكيل و احياء الحضارة الاسلامية على اساس مبادئ ‏الدين و العقلانية والعلم و الاخلاق .

12-   الافق المستقبلى للصحوة الاسلامية فى ادارة العالم الاسلامى والنظام العالمى فى المستقبل.

13-   دراسة عوامل تنامى حركة الصحوة الاسلامية وقدرتها على ادارة شئون العالم .

14-   بما ان العولمة هي بمثابة واحدة من الامكانيات لذلك يمكن الاستفادة منها لتطوير وتنمية العالم الاسلامي .

15-   إن لجوء الناس فى العالم إلى القيم المعنوية والدين يشكل فرصة لنشر الاسلام .

16-   اقترح المشاركون فى اللجنة انشاء اتحاد علماء الاسلام لتحقيق اهداف الصحوة الاسلامية وتعزيز الوحدة بين المسلمين والوقوف بوجه التوجهات التكفيرية.

      وانا أود ان اؤكد هنا وأطالب الامانة العامة للمؤتمر بضرورة الاخذ بأقتراح اللجنة رقم 16 بأنشاء اتحاد علماء الاسلام لتحقيق اهداف الصحوة الاسلامية وتعزيز الوحدة بين المسلمين والوقوف في وجه التوجهات التكفيرية .

       هذا وقد أكد البيان الختامي  للمؤتمر علي نقاط هامة كثيرة منها :

الفقرة (4) من اهم واجبات العلماء والمفكرين في العالم الاسلامي في الظروف الراهنة بيان المبادئ النظرية والاسس القرآنية والروائية والفقهية للصحوة الاسلامية واشاعة اهدافها ومبادئها الاصيلة والتصدي لكل فكر متطرف يجنح الي الافراط او التفريط

فقرة (7) ان عمليات التكفير والتفسيق واتهام المسلمين بالشرك والبدع والاساءة الي مقدساتهم لا تؤدي الا الي استغلالها من قبل اعداء الاسلام وارتفاع وتيرة الخلافات والعداوة والبغضاء بين الاخوة في الدين  , فعلي علماء المذاهب الاسلامية المختلفة ان يهتموا بنشر ثقافة التعاون والمداراة والوسطية والحوار ويوظفوا المؤسسات المعنية بالتقريب بين المذاهب لاصلاح رؤية اتباع كل مذهب بالنسبة للمذاهب الاسلامية الاخري .

وعلي اتباع المذاهب الاسلامية ان يركنوا الي الحوار الموضوعي والاخلاقي مع الاخر عملا بالاية الشريفة : (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )

فقرة (13) بما ان الاستكبار العالمي والصهيونية ينهجان خط المواجهة والتصدي لامتنا الاسلامية عبر تنفيذ سياسات منظمة وخطط عملية حديثه ومنها الافلام الهدامة والاساءة الي القرآن الكريم والرسول الاعظم صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم , ومحاربة الحجاب , ومنع بناء المساجد والمؤسسات الاسلامية

      لذلك يدين المؤتمرون هذه المحاولات ويناشدون قادة الدول الاسلامية للتصدي لهذه المؤامرة واتخاذ موقف موحد بشأنها في المنظمات والاليات الدولية .

     هذا بخلاف ما صدر بشأن التاكيد علي قضية المسلمين الاولي فلسطين وغيرها من القضايا الاسلامية الملحة .

       وتجدر الاشارة الي انه قد اقيم معرض علي جانب المؤتمر للانجازات العلمية والتقنية للجمهورية الاسلامية الايرانية خلال المؤتمر بتنظيم المعاونة العلمية والتقنية لرئاسة الجمهورية ،

     كما أقيم معرض آخر للكتاب وقد لفت نظرى وجود صورة ضخمة تضم أعضاء الوفد المصرى الى مؤتمر الوحدة الاسلامية  الحادى والعشرين ومدير جامعة المذاهب الاسلامية وآخرين فى مكتبة جامعة المذاهب الاسلامية مما يدل على العلاقات الطيبة والوثيقة بين علماء مصر وعلماء ايران مما حدا بهم الي وضع هذه الصورة  النادرة والفريدة في واجهة المعرض ..

ندعو الله سبحانه وتعالي  أن يزيد من هذه العلاقات لما يخدم صالح الدولتين والشعبين الشقيقين .

   والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ...,,,

                                                           المستشار توفيق علي وهبة

ليست هناك تعليقات: