السبت، 17 مايو 2008

اياكم وسوء الظن

03/12/2007 04:38:47 م


إياكم وسوء الظن بالمسلمين





محمود فرج
يدعونا الإسلام الى حسن الظن وينهانا عن سوء الظن، فسوء الظن خلق ذميم يؤدى الى اتهام الناس بالباطل. حول هذا الموضوع يقول
المستشار توفيق على وهبة رئيس المركز العربى للدراسات: قال على بن محمد المصرى فى كتابه "الأكياس فى حسن الظن بالناس": إياكم وسوء الظن بالناس أى فيما يقبل التأويل، فكل أمر قبل التأويل فسوء الظن لايجوز فيه بإجماع العارفين.

وإياك وسوء الظن فإنه يورث رؤية النفس، ومن لازمته رؤى النفس وقع فى الكبر والعجب وهما الذنبان اللذان أخرج الله بهما إبليس من الجنة، وطرد بهما عن باب الحضرة، وباب القرب. وفى الحديث: "ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".

وكان الشيخ محمد الشناوى رحمه الله يقول: "لا يؤخذ الفقير ­ أى الصوفى ­ ويسلب العالم، إلا عند رؤية احدهما نفسه على إخوانه، أو غفلته عن الله" وكلام الشيخ لكل المسلمين ولا يخص الصوفية فقط. ومن كلام الشيخ أفضل الدين: من رأى نفسه على أحد فقد خرج عن سياج أهل الطريق وحكم غيره فيه. وقال سيدنا الامام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه وجعلنا الله وإياكم معه فى رياض الجنة: "أعرف الناس بالله تعالى أشدهم حياء وتعظيما لأهل لا إله إلا الله".

إن سوء الظن باب كبير من أبواب الشر، وقد حذرنا الله منه فى كتابه العزيز فقال: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم". كما حذرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من سوء الظن فقال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" رواه مسلم.

وقد أعاد بعض السلف الوضوء لوقوعه فى سوء الظن، وكذلك الصوم، وقال: إنه كالغيبة.
وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الغيبة وصورها فى أبشع صورة فقال سبحانه وتعالى: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" فشبه سبحانه وتعالى الغيبة بأكل لحم المسلم الميت، تنفيرا منها، وإبعاد المسلمين عنها، وهل سوء الظن بالناس إلا اغتياب لهم، وأكل للحومهم، وقانا الله واياكم من ذلك.

قال الامام الصوفى الكبير سهل بن عبدالله التستري: أسوأ المعاصى سوء الظن، وغالب الناس لايعده ذنبا، ولا يستغفر منه. وقال: أصولنا سبعة ­ أى اصول أهل الطريق ­ وهى اصول لجميع المسلمين: "التمسك بالكتاب ­ والاقتداء بالسنة ­ وأكل الحلال ­ واجتناب المعاصى ­ والتوبة من كل نفس ­ وأداء الحقوق ­ وكف الأذى". وهذه الاصول العظيمة اذا تمسك بها المسلم نجا فى الدنيا والآخرة.

فعلى المسلم حسن الظن بإخوانه، وتلمس الاعذار لهم كما قال الامام جعفر الصادق رضى الله عنه: اطلب له من عذر الى سبعين عذرا، ليس ذلك فقط، ولكنه رضى الله عنه قال: فإن لم تجد عذرا، فقال لعل له عذر لا أعرفه.

وعلينا الابتعاد عن سوء الظن بالغير فهو مهلكة. وقد شرح الشيخ أفضل الدين وهو من مشايخ الصوفية كف الاذى عن الناس وسوء الظن بهم فقال: كف الاذى على نوعين: أحدهما: كف اذى الجوارح الظاهرة. وثانيهما: كف القلب عما يخطر فيه من سوء الظن بالناس، فإنه من السموم القاتلة، ولا يشعر به أحد لاسيما بالأولياء والعلماء وحملة القرآن.

أى يجب ألا نسيء الظن بأمثال هؤلاء، لأنهم قدوة للعامة فاذا انتشر عنهم ما يسيء اليهم وإلى وضعهم فى المجتمع كمعاص او مخالفات وما شابه ذلك دون وجه حق، ابتعد عنهم الناس، ولم يأخذوا العلم عنهم، وفى ذلك فساد وبلاء عظيم، يفسد على الناس دينهم ودنياهم.

ندعو الله ان يبعدنا وإياكم عن سوء الظن، ويجعلنا ممن يحسنون الظن بإخوانهم المسلمين.

-----------------------------------------------------------------------------------------

- المصدر-صحيفه العرب الدوليه- وموقع العرب اونلاين
بتاريخ 03\12\2007

ليست هناك تعليقات: