الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

مصريون فى صفوف «داعش».. والهدف: فتح «أرض الكنانة»

أول وزير دفاع لـ «الدولة الإسلامية» من سوهاج.. ومجلس الشورى ولجنة القضاء يضمان قيادات مصرية.. و مصدر أمنى: زعيم «أنصار الشريعة» فى مصر وشقيق «الظواهرى» كانا يشرفان على إرسال مقاتلين لسوريا والعراق
كتب : ماهر فرغلىالإثنين 04-08-2014
عناصر من «داعش» أثناء أحد التدريبات العسكرية فى العراق «صورة أرشيفية» عناصر من «داعش» أثناء أحد التدريبات العسكرية فى العراق «صورة أرشيفية»
نجح تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» فى تجنيد المئات من المصريين، واختراق العديد من عقول الشباب فى مصر من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتحديد شباب التيار الإسلامى من الإخوان والسلفيين، وبات «داعش» أول تنظيم إقليمى يضم فى مجلس الشورى الخاص به قيادات من المصريين، ما يشكل خطراً حقيقياً وتهديداً للدولة والمجتمع المصريين. وجود المصريين فى «داعش» ليس حديثاً، بل يمتد إلى عدة أشهر سابقة، فـ 3 من التنظيم «ملثمين» ظهروا فى فيديو نشرته مؤسسة «البتار» التابعة، لـ «داعش»، يدعون إلى «الجهاد فى مصر»، ويؤكدون أنهم جاءوا إلى العراق من أجل إقامة «الخلافة الإسلامية»، وأنهم كفروا بالديمقراطية، وطالبوا الشباب المصرى باتباع نهجهم، وذلك فى إشارة إلى وجود مئات من المصريين، فى صفوف الجماعة الإرهابية. البداية كانت منذ نشأة «الدولة الإسلامية فى العراق». فبمجرد أن أعلن أبوعمر البغدادى، إنشاء الدولة الإسلامية فى العراق، عين وزيراً لدفاع الجماعة، هو أبوحمزة المهاجر، وهو مصرى، واسمه عبدالمنعم عز الدين بدوى، من سوهاج. وكان «المهاجر» من أشرس المقاتلين، فى صفوف «داعش»، منذ أن قدم إليها من أفغانستان، وهو ما دفع أبوعمر للوثوق به وتعيينه وزيراً لدفاعه، حتى قتلا معاً فى غارة أمريكية، وبعدها تولى «أبوبكر البغدادى» قيادة التنظيم، وشكل مجلس الشورى من ضباط سابقين فى الجيش العراقى فى عهد صدام حسين، ومنهم العقيد حجى بكر، الذى وضع خبرته العسكرية وعلاقاته فى خدمة التنظيم، و3 من المصريين، تولوا مهام إدارية وقيادية. واستطاعت «داعش» فى عهد أبوبكر البغدادى، أن تركز فى تجنيدها على المقاتلين المصريين، لأنها ترى أن مصر يجب أن تكون هدفاً تالياً لها بعد سوريا، كونها تحتل المرتبة الأولى فى أجندة الجهاد العالمى، لكن تأخيرها كان اضطرارياً لعدم وجود ثغرة يمكن التسلل من خلالها إليها، وهو الأمر الذى كان يشابه الحالة السورية قبل الانتفاضة المسلحة هناك، والتى رأى زعيم «داعش» أنها وجبت بعد ذلك، وكان ذلك واضحاً من الرسالة الصوتية لـ «أبو محمد العدنانى»، المتحدث باسم «داعش» التى وجهها للمصريين، وحملت عنوان «السلمية دين من؟» حذر فيها أتباع منهج السلمية، لأن الإسلام لم يعرف سوى السيف الصارم فى فرض حاكميته على البشر، معتبراً أن أصل الداء لا يتمثل فى الحاكم بل فى القوانين والأحكام التى يحكم بها، ومن ثم فلا فرق بين محمد مرسى، وحسنى مبارك، وراشد الغنوشى، لأنهم جميعاً «كفرة مرتدون»، تخلوا عن حاكمية الشريعة، وارتضوا بالقوانين التى صنعها البشر، وإن كان «مرسى والغنوشى» أشد فتنة على المسلمين من «مبارك وبن على»، وفق قوله. وفى حساب لـ «داعش»، على «تويتر» أكد أن أتباع التنظيم موجودون فى مصر، وأشار إلى مئات الشباب الذين التحقوا بتنظيم «البغدادى»، والذين عاد بعضهم ليشكلوا بؤراً إرهابية، أقل ما توصف به، أنها ستكون مصدراً للتكفير والتفجير، مهدداً بقوله «رداً على المشككين فى وجودنا على أرض مصر نبشرهم لم ولن ننشر شيئاً قبل نشر أول عملية ذبح بالصوت والصورة وستكون مهداة لكم ولكل مشكك فى وجودنا». وجاءت رسالة مصورة من أحد قضاة المحكمة الشرعية التابعة لـ«داعش»، هى الأخطر، لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك، حقيقة وجود أتباع «داعش» المصريين، حيث أبان أنه مصرى، ولم يكشف اسمه، موجهاً حديثه، لـ «أنصار بيت المقدس» فى مصر، واعداً إياهم بعدم التخلى عنهم، وإمدادهم بالمال والرجال. وفى اعترافات «أنصار بيت المقدس»، فى القضية المحالة إلى النيابة، اعترف أكثر من عضو، أنهم التزموا بالفكر التكفيرى عبر بوابة ميدان التحرير، واستمعوا إلى خطب حازم أبوإسماعيل، ثم التقوا ببعض العناصر الموجودة فى الميدان، أخذتهم إلى خيم مشايخ السلفية الجهادية، مثل محمد حجازى، ومحمد الظواهرى، ومحمد سلامة مبروك، وغيرهم، ثم انضموا إلى حركة «أحرار»، وبعدها ذهبوا للقتال فى سوريا والعراق، وانضموا هناك إما إلى «جبهة النصرة»، أو تنظيم «داعش». واعترف أبوعمر، هانى موسى، أنه سلك فى رحلته إلى سوريا طريقاً يتشابه مع الطريق الذى سلكه أغلب الشباب المصريين الذين سافروا إلى هناك عن طريق الحصول على تأشيرة سفر إلى تركيا بغرض السياحة وسعرها لا يتجاوز 350 جنيهاً، ثم الانتقال إلى أى من ميناءى الإسكندرية أو بورسعيد، حيث لا يزيد سعر تذكرة الذهاب إلى ميناء الإسكندرونة أو ميناء مارسيم فى تركيا على 1000 جنيه، ومنها الانتقال إلى الحدود السورية التركية، ثم الدخول إلى سوريا عبر المعابر الممتدة فى المنطقة الحدودية بين البلدين، مثل معبر الريحانية ومعبر الحيزتاب. وأضاف أن عشرات المصريين ملتحقون بالقتال فى سوريا والعراق بجانب جماعات السلفية الجهادية. وفى أبريل الماضى أثبتت «داعش» أن لديها عدداً كبيراً من المصريين فى صفوفها، حيث نشرت فيديو لشاب ملثم يستقل سيارة خاصة، يتوعد فيه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بالقتل، وقال «الطواغيت فى مصر شأنهم شأن الطواغيت فى سوريا، شأنهم شأن الطواغيت فى ليبيا والأردن، والنظام المصرى لا يختلف تماماً عن الطواغيت فى سوريا». بعد نشر فيديو الشاب المصرى كشفت المعلومات الأمنية أن عدداً غير قليل من المسلحين المصريين الذين يتبنون فكراً جهادياً انخرطوا بالفعل فى القتال مع «داعش». وقال مصدر أمنى لـ«الوطن» إن أحمد عشوش، زعيم أنصار الشريعة فى مصر، ومحمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم «القاعدة» الموقوف حالياً، كانا يشرفان على إرسال المقاتلين إلى سوريا والعراق. ونشرت «الوطن» تجديد النيابة العامة بالسويس لحبس «وائل. أ. ع، 38 عاماً، موظف»، العائد من القتال فى صفوف جبهة النصرة، ثم «داعش» فى سوريا لمدة 30 يوماً على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر والتنسيق مع جماعات تكفيرية لشن هجمات بالمحافظات. وفى المقابل، استغل «البغدادى» التمويل، ووفر الدعم اللوجيستى لضم «أنصار بيت المقدس»، وفى تسريب لأحد التسجيلات لعادل حبارة اعترف أنه ذبح جنود رفح كهدية منه لأبوبكر البغدادى، وأنه تلقى 10 آلاف دولار كدفعة أولى من الدعم المالى. وفى فيديو آخر، دعا أحد أعضاء حركة «داعش» المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة قائلاً: «هيهات أن يطبق الإسلام فى مصر بغير جهاد طويل ومرير، لأن التجربة الديمقراطية أثبتت فشلها فى بلدان المسلمين، ولأنها فكرة مشوهة». وكشف موقع «لونج وار جورنال»، المهتم بالجماعات الإرهابية، عن فيديو لـ«داعش» موجه إلى جهاديين فى سيناء، يدعوهم فيه إلى «التعاون من أجل إنشاء دولة الله، نحن وأنتم واحد»، وأكد أنه يجب عليهم الصبر لتحقيق مسعاهم، وأضاف: «الجهاد وسيلة تأسيس دولة الله». كل ذلك كان سبباً فى وجود مئات المصريين فى صفوف «داعش»، حتى خرج علينا أخيراً «إسلام يكن»، كما يعرف نفسه على الشبكات الاجتماعية، الذى كان طالباً فى مدرسة «ليسيه الحرية» فى هليوبوليس، بمصر الجديدة عام 2009، ثم درس فى كلية حقوق جامعة عين شمس، وتخرج فيها عام 2013، ليؤكد على صفحته الشخصية، أنه سيجىء مع الداعشيين، لفتح أرض الكنانة، وإقامة الخلافة على أرضها. مصر المستهدفة، ترقب أبناءها الذين تحولوا إلى تفجيريين وإرهابيين، وخرجوا مهاجرين للالتحاق بالقتلة وقاطعى الرؤوس، بعد أن أصبحت «داعش» مأوى للمجندين المصريين المحتملين من المتشددين، علّ الله أن ينزل عليهم هدايته ليعودوا إلى حضنها، أو يخلص العالم من شرورهم.

ليست هناك تعليقات: