الثلاثاء، 7 يناير 2014

المستشار توفيق وهبه يكتب : في مناسبة عيد الميلاد المجيد كان ميلاده آية ورحمة

الثلاثاء 07 يناير 2014 - 09:26 صباحاً
المستشار توفيق وهبه


في هذه الأيام المباركة , في ذكري ميلاد المسيح عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام , أتقدم الي الاخوة أقباط مصر بل لكل المصريين وللمسيحيين في كل بقاع االأرض بالتهنئة والتحية , داعيا المولي عز وجل أن يديم علي مصرنا الحبيبة السلام والأمن والأمان , وأن يبعد عنها الشرور والأشرار والحاقدين والموتورين والعملاء وكل الأعداء سواء كانوا دولا أو جماعات خارجية أو عملاؤهم في الداخل ثم نقول : لقد احتفي القرآن الكريم احتفاءا كبيرا بسيدنا عيسي عليه السلام وأمه العذراء المباركة السيدة مريم بنت عمران رضي الله عنها, بل ومن شدة اهتمام الدين الإسلامي بقضية ميلاد السيد المسيح وأمه أن جعل الله باسمها سورة في القرآن الكريم هي سورة مريم, وهي المرأة الوحيدة في تاريخ البشرية كله التي وردت سورة باسمها, فلم تنل مثل هذا التكريم حتي ولا أمنا حواء أم البشر. وذلك لكي يبين سبحانه وتعالي مكانة مريم وولادتها المعجزة للسيد المسيح عليه السلام, وقد جعلها وابنها آيتين للعالم أجمع, وقد قرن القرآن الكريم ولادة عيسي بخلق آدم, إذ جعل هذه الولادة معجزة مثل معجزة خلق آدم عليه السلام فقال سبحانه وتعالي:( إن مثل عيسي عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) آل عمران/59 ومقابل هذا التكريم والاحتفاء بمريم كان عليها أن تؤدي الشكر والحمد لله علي ما خصها به من نعم كثيرة, فقد طلبت منها الملائكة أن تقوم بهذا الشكر وذلك الثناء فقالت لها الملائكة كما يحكي ذلك القرآن الكريم في قوله تعالي : ( وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين, يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) آل عمران43/42. وعندما بشرها جبريل عليه السلام بالحمل بالسيد المسيح عليه السلام اندهشت وأخذها العجب لأن ذلك خرق للعادة وللناموس وخارج عن طبيعة البشر, وسألت مستفسرة وخائفة( قالت
 
اني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا) سورة مريم/20. فطمأنها جبريل عليه السلام وأعلمها أن تلك هي إرادة الرب ومشيئته:( قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا, وكان أمرا مقضيا) سورة مريم/21. وفي الإنجيل قال لها الملاك جبريل( سلام عليك ايتها المنعم عليها, الرب معك مباركة أنت في النساء) ثم بشرها بميلاد المسيح قائلا لها:( الروح القدس يحل عليك, وقوة العلي تظلك) لوقا ـ34/28/1 ولما ولد عليه السلام استنكر قومها ولادتها دون أن يكون لها زوج كعادة كل البشر ولم يدر بخلدهم هذا الميلاد المعجز, فرد عليهم عيسي عليه السلام وهو في المهد يرد عليهم ما يدور في خلدهم من اثم هي بريئة منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم/30, فبهت القوم فمنهم المصدق وكثير منهم مكذبون. فهلل المصدقون وكبروا, وحمدوا الله علي نعمة بعث رسول منهم بالمعجزات التي كان أولها الميلاد المعجز. وهلل ملاك الرب ومعه جند كثيرة من السماء وحمدوا الله وأنشدوا كما روي الإنجيل قائلين:( الحمد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة) لوقا14/2. وقال لهم السيد المسيح في ختام حديثه وهو مازال في المهد صبيا كما روي القرآن الكريم:( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) مريم/33. يبشرهم بأن بعثته ستكون بدعوة السلام التي ستخرجهم من الظلمات إلي النور ومن العداوة والتشاحن والبغضاء إلي الحب والوئام والسلام. ولما بدأ يبشر قال لتلاميذه( قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) مرقص15/1. وفي ذلك يقول القرآن الكريم:( وآتينا عيسي بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) البقرة87, وقال سبحانه وتعالي:( وقفينا علي آثارهم بعيسي بن مريم وآتيناه الإنجيل) الحديد/27. لقد بعث الله السيد المسيح عليه السلام بدعوة الحب والعدل والسلام والتسامح فقال عليه السلام( سمعتم أنه قيل: تحب قريبك, وتبغض عدوك, وأما أنا فأقول لكم: احبوا أعداءكم, باركوا لاعينكم, احنوا إلي مبغصيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فإنه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين, ويمطر علي
 
الأبرار والظالمين, لأنه إذا أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟ وان سلمتم علي اخوانكم فقط, فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماء هو كامل) انجيل متي5 ـ48/43. فهل هناك تسامح وحب أفضل من ذلك. ليت أهل أمريكا وأوروبا وكل العالم المسيحي من حملة الإنجيل ودعاته من ملوك ورؤساء وساسة ووزراء وعلماء ورجال دين وعامة الشعب وخاصتهم يلبون نداء المسيح عليه السلام ويعملون بتعاليمه السمحة, حتي يعم السلام والحب والوئام أرجاء الدنيا كلها, بدلا من الحرب والعداء والتشاحن.وتدبير المؤامرات والتخطيط للسيطرة علي الدول الصغيرة والضعيفة لانتهاك حريتها واستلاب مواردها وخيراتها لتصير دولهم قوية وغنية وتبقي تلك الدول ضعيفة ومستغلة ومستعمرة .. يا الله: أين ذلك من دعوة المسيح عليه السلام ؟ : أحبوا أعداءكم , باركوا لاعنيكم ..منتهي الحب والتسامح .. انني أدعو الجميع مسلمين ومسيحيين ويهودا وأصحاب كل المذاهب والديانات بل وكل البشر في كل مكان أن يجعلوا من هذا العيد بداية حقيقية للسلام, فإن المسيح كان يحب ذلك. (ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) يونس/82. وسلام علي عيسي في الخالدين, وسلام عليه وعلي نبينا محمد صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم إلي أن يقوم الناس لرب العالمين.
===============================
 
**نشر علي موقع حصري نيوز بتاريخ 7/1/2014

ليست هناك تعليقات: