مقال نشر في جريدة الأخبار يوم الجمعة 3 من رمضان 1434 الموافق 12 من يوليو 2013
حياة الانسان
مصونة في شريعة الاسلام
المستشار
توفيق علي وهبة
قال رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم :
( الدين النصيحة , قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم ).
حادث مقتل الشيخ حسن شحاتة وبعض المسلمين
من معتنقي المذهب الشيعي غريب علي الاسلام , لايقره دين ولا عرف ولا شرع ولا عقل ..
انما هو نوع من التعصب والهمجية قام به مجموعة من المتعصبين فاقدي الانسانية واني
أعتبرهم بعملهم هذا خارجين عن أحكام الاسلام , وهدي رسوله صلي الله عليه وعلي أله
وصحبه وسلم ..
ويجب الاقتصاص منهم لأنهم خطر علي المجتمع وعلي حياة الناس. ان
ذلك نوع من البلطجة يجب علي الدولة أن تردع القائمين به وأمثالهم حتي يستتب الأمن والنظام في المجتمع ويعيش
الناس آمنين علي أرواحم وممتلكاتهم ..ان هؤلاء وأمثالهم يستغلون الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد لينشروا
الرعب والخوف والفساد في أنفس الناس ..
قال الامام الشافعي رحمه الله لايتعصب الا جاهل , فالمتعصبون لايفقهون من الدين الا تقصير الثياب واطالة اللحي . هذا هو كل حصيلتهم وكل فهمهم للدين , لعن الله التعصب والمتعصبين لقد كرم الله بني آدم جميعا لافرق بين مسلم وغير
مسلم وفضلهم علي كثير من المخلوقات قال تعالي : (و لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في
البر والبحر وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا ) – الاسراء 70
لقد حمي الله النفس الانسانية , وطلب طلبا
جازما بحمايتها ..ألم يقرأ هؤلاء قول الله تعالي :
(انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا النا س جميعا ) - المائدة 32
هم لايقرأون , واذا قرأوالايفهمون , لقد أغلقت قلوبهم وعقولهم ,
وصدوا ( بضم الصاد ) عن سواء السبيل ... فربنا سبحانه وتعالي لم يخص نفسا دون نفس , ولم يحدد ماهية هذه النفس , فسواء كانت مؤمنة أوكافرة أو مشركة أو أيا ماكانت فهي نفس خلقها الله سبحانه وتعالي بيديه وعاقب ابليس لمخالفة أمره تعالي ورفضه السجود
لها فقال له : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) . فاذا كانت النفس البشرية لها
هذه الكرامة , وهذا التقدير الالهي , فكيف سولت لهؤلاء أنفسهم الأمارة بالسوء
ارتكاب هذه الجريمة البشعة والمنكرة واعتدائهم علي خلق الله فهذه النفس محمية بحمي
الله جل وعلا , ولا يجوز الاعتداء عليها أو
ايذاؤها بأي نوع من الايذاء قليلا كان أو كثيرا , ولذلك شرع الاسلام القصاص ليحمي
المجتمع من أمثال هؤلاء الهمج , قال علماؤنا رحمهم الله في توضيح وبيان أهمية تشريع القصاص: القتل أنفي للقتل , أي أن من يعتدي علي حرمة الحياة بقتل انسان
وعلم أنه سيقتل قصاصا فلن يرتكب الجريمة خوفا علي حياته فالعقوبة تزجر وتردع المجرمين والجناة..ذلك لمن كان له
قلب أو القي السمع وهو شهيد أي حاضر وشاهد..وليس شهيدا بالمعني الشرعي الذي حدده
الكتاب والسنة .
... ألم يقرأ هؤلاء قول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
: ) كل المسلم علي المسلم حرام
: دمه وماله وعرضه( وقوله : ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه
) وقوله : ( ان حرمة الانسان عند الله أعظم من حرمة الكعبة ) وأذكرهم بقول بليغ
لسيدنا الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه وهومن هو علما وفقها وتقوي سمع قوما من أصحابه يسبون أهل
الشام أيام حربهم بصفين فقال لهم ): اني أكره لكم
أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم , كان أصوب في القول وأبلغ
في العذر , وقلتم مكان سبكم اياهم , اللهم احقن دماءنا ودماءهم , وأصلح ذات بيننا
وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتي يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج
به ...) .والمعروف أن أهل الشام كانوا في حرب ضد الامام ورغم ذلك كره لأصحابه أن
يسبوهم ...
أين هم من سماحة الاسلام , ومن رحمة
الدين , ومن المثل العليا التي ينادي بها شرع الله ..مالهم لا يلجأون الا الي كل ماهو ذميم ومكروه ويرتكبون كل ما نهي
الله عنه , وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ,, بئس هؤلاء القوم وبئست أعمالهم ..
والله من ورائهم محيط .ان الله سبحانه وتعالي هو الذي يعاقب الناس علي أعمالهم
وليس أمثال هؤلاء الهمج السذج ..واذا شكل العمل جريمة عاقبتهم الدولة بموجب
القانون ولا يجوز لآحاد الناس أن يغتصبوا حق الله أو حق الدولة في عقاب الآخرين ..
انني أعتبر كل من قتل من هؤلاء قتل مظلوما . اللهم
ارحمهم واقبلهم بقبول حسن , انهم سيأتون يوم القيامة وهم يمسكون بتلابيب قاتليهم
ويقفون تحت العرش قائلين : يا ربنا هؤلاء ظلمونا ..فيقتص منهم الله سبحانه وتعالي بعدله ..
اذا كان بعض هؤلاءالشيعة ولا أقول كلهم يسب الصحابة أو أمنا عائشة رضي الله عنها وعن
صحابة رسول الله أجمعين فيجب وعظهم وارشادهم بالحسني وبالحكمة , وافهامهم صحيح الدين , علينا أن نخرج من وصم المخالفين
بالكفر والايمان الي الخطأ والصواب . و افهامهم ان المراجع الشيعية العليا
حرمت سب الصحابة وأمهات المؤمنين حتي أن
السيد علي الخامنئي القائد الأعلي في ايران قال في فتواه : ( يحرم سب رموز اخواننا
السنة وكذا أمهات المؤمنين )فهي فتوي شملت الجميع ولم تقتصر علي الصحابة فقط فكل
الرموز من فقهاء ومشايخ وعلماء وغيرهم يحرم سبهم
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .
أيها الفئة المتعصبة الباغية من المسلمين , المذمومة من الله ورسوله ومن سائر خلقه اقرأوا كتاب ربكم وسنة نبيكم وتفقهوا في دينكم واعملوا بما يأمركم به .
وانتهوا عما نهي عنه
. هدانا الله واياكم الي مايحب ويرضي ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق