الخميس، 12 فبراير 2015


يوميات طالبي علم

 

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ  خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ فَقَالَ لَهُ أَبِي:" يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ؟"

قَالَ:" أَجَلْ كَانَ لِي عَلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ ثَمَّ هُوَ قَالُوا لَا فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ فَقُلْتُ لَهُ أَيْنَ أَبُوكَ قَالَ سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي فَقُلْتُ اخْرُجْ إِلَيَّ فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ فَخَرَجَ فَقُلْتُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ اخْتَبَأْتَ مِنِّي قَالَ أَنَا وَاللَّهِ أُحَدِّثُكَ ثُمَّ لَا أَكْذِبُكَ خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ وَاللَّهِ مُعْسِرًا قَالَ قُلْتُ آللَّهِ قَالَ اللَّهِ قُلْتُ آللَّهِ قَالَ اللَّهِ قُلْتُ آللَّهِ قَالَ اللَّهِ قَالَ فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ فَقَالَ إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي وَإِلَّا أَنْتَ فِي حِلٍّ فَأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ" قَالَ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا:" يَا عَمِّ لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ مَعَافِرِيَّكَ وَأَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدَتَكَ فَكَانَتْ عَلَيْكَ حُلَّةٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ؟!"

فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ يَا ابْنَ أَخِي بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَكَانَ أَنْ أَعْطَيْتُهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ فَتَخَطَّيْتُ الْقَوْمَ حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. فَقُلْتُ :"يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَتُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَرِدَاؤُكَ إِلَى جَنْبِكَ؟!" قَالَ :"فَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي هَكَذَا وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَقَوَّسَهَا أَرَدْتُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ الْأَحْمَقُ مِثْلُكَ فَيَرَانِي كَيْفَ أَصْنَعُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ فَرَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً فَحَكَّهَا بِالْعُرْجُونِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ :"أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟" قَالَ فَخَشَعْنَا ثُمَّ قَالَ :"أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟"قَالَ فَخَشَعْنَا ثُمَّ قَالَ :"أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟"قُلْنَا :"لَا أَيُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ :"فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قِبَلَ وَجْهِهِ فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا ثُمَّ طَوَى ثَوْبَهُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ" فَقَالَ :"أَرُونِي عَبِيرًا" فَقَامَ فَتًى مِنْ الْحَيِّ يَشْتَدُّ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِخَلُوقٍ فِي رَاحَتِهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَهُ عَلَى رَأْسِ الْعُرْجُونِ ثُمَّ لَطَخَ بِهِ عَلَى أَثَرِ النُّخَامَةِ فَقَالَ جَابِرٌ :"فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمْ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ"

سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْقُبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ فَقَالَ لَهُ :"شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ هَذَا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ؟" قَالَ :"أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ :"انْزِلْ عَنْهُ فَلَا تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ"

سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ عُشَيْشِيَةٌ وَدَنَوْنَا مَاءً مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ رَجُلٌ يَتَقَدَّمُنَا فَيَمْدُرُ الْحَوْضَ فَيَشْرَبُ وَيَسْقِينَا" قَالَ جَابِرٌ فَقُمْتُ فَقُلْتُ :"هَذَا رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَيُّ رَجُلٍ مَعَ جَابِرٍ؟" فَقَامَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبِئْرِ فَنَزَعْنَا فِي الْحَوْضِ سَجْلًا أَوْ سَجْلَيْنِ ثُمَّ مَدَرْنَاهُ ثُمَّ نَزَعْنَا فِيهِ حَتَّى أَفْهَقْنَاهُ فَكَانَ أَوَّلَ طَالِعٍ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:" أَتَأْذَنَانِ؟" قُلْنَا :"نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ" فَأَشْرَعَ نَاقَتَهُ فَشَرِبَتْ شَنَقَ لَهَا فَشَجَتْ فَبَالَتْ ثُمَّ عَدَلَ بِهَا فَأَنَاخَهَا ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحَوْضِ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ مِنْ مُتَوَضَّإِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ ذَهَبْتُ أَنْ أُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا فَلَمْ تَبْلُغْ لِي وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ فَنَكَّسْتُهَا ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا ثُمَّ تَوَاقَصْتُ عَلَيْهَا ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْنَا جَمِيعًا فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُنِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ ثُمَّ فَطِنْتُ بِهِ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ يَعْنِي شُدَّ وَسَطَكَ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"يَا جَابِرُ" قُلْتُ:" لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟" قَالَ :"إِذَا كَانَ وَاسِعًا فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَقْوِكَ" سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فِي كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَةً فَكَانَ يَمَصُّهَا ثُمَّ يَصُرُّهَا فِي ثَوْبِهِ وَكُنَّا نَخْتَبِطُ بِقِسِيِّنَا وَنَأْكُلُ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فَأُقْسِمُ أُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمًا فَانْطَلَقْنَا بِهِ نَنْعَشُهُ فَشَهِدْنَا أَنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا فَأُعْطِيَهَا فَقَامَ فَأَخَذَهَا سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ :"انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ " فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ :"انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ" فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لَأَمَ بَيْنَهُمَا يَعْنِي جَمَعَهُمَا فَقَالَ :"الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالْتَأَمَتَا" قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ ..فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدْ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا (وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَعِيلَ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا) ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ :"يَا جَابِرُ هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي؟" قُلْتُ :"نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ :"فَانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا فَأَقْبِلْ بِهِمَا حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي فَأَرْسِلْ غُصْنًا عَنْ يَمِينِكَ وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ" قَالَ جَابِرٌ :"فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَحَسَرْتُهُ فَانْذَلَقَ لِي فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي" ثُمَّ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ :"قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَمَّ ذَاكَ؟" قَالَ:" إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ" قَالَ فَأَتَيْنَا الْعَسْكَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"يَا جَابِرُ نَادِ بِوَضُوءٍ" فَقُلْتُ :"أَلَا وَضُوءَ؟ أَلَا وَضُوءَ؟ أَلَا وَضُوءَ؟" قَالَ قُلْتُ:" يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ فِي الرَّكْبِ مِنْ قَطْرَةٍ" وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاءَ فِي أَشْجَابٍ لَهُ عَلَى حِمَارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ قَالَ فَقَالَ لِيَ :"انْطَلِقْ إِلَى فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ" قَالَ :"فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ" فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ :"يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ" قَالَ :"اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ" فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَيَغْمِزُهُ بِيَدَيْهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهِ فَقَالَ :"يَا جَابِرُ نَادِ بِجَفْنَةٍ" فَقُلْتُ:" يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ" فَأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فِي الْجَفْنَةِ هَكَذَا فَبَسَطَهَا وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ثُمَّ وَضَعَهَا فِي قَعْرِ الْجَفْنَةِ وَقَالَ :"خُذْ يَا جَابِرُ فَصُبَّ عَلَيَّ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ" فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ :"بِاسْمِ اللَّهِ" فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ فَارَتْ الْجَفْنَةُ وَدَارَتْ حَتَّى امْتَلَأَتْ فَقَالَ :"يَا جَابِرُ نَادِ مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ" قَالَ فَأَتَى النَّاسُ فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا قَالَ فَقُلْتُ :"هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟" فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلْأَى وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ فَقَالَ :"عَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ" فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً فَأَلْقَى دَابَّةً فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا وَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا قَالَ جَابِرٌ:"فَدَخَلْتُ أَنَا وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً فِي حِجَاجِ عَيْنِهَا مَا يَرَانَا أَحَدٌ حَتَّى خَرَجْنَا فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَقَوَّسْنَاهُ ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ كِفْلٍ فِي الرَّكْبِ فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ."

رواه مسلم 5328

 

المعنى العام

يجمع هذا الحديث تلميذين يتعلمان على يدي شيخين التلميذان عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت وأبوه والشيخان أبو اليسر الصحابي الجليل وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما أما الشيخ الأول فدَرّس للتلميذين حديث إنظار المعسر وحديث "أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون" وأما الشيخ الثاني فبسط للتلميذين حديثا طويلا عن أحداث ووقائع عايشها في غزوة بطن بواط بعد أن شرح حديثا في التحذير من البصاق في قبلة المصلي .....والأحداث التي تناولها جابر بن عبد الله في تلك الغزوة تصور الشدة والضنك والمشقة التي صادفت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين فقد كان السبعة منهم يتعاقبون على البعير الواحد وتعب منهم بعير فلعنه صاحبه فأطلق سراحه وقل أو ندر الماء فنبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم حتى رووا وكانت التمرة الواحدة نصيب الرجل يوما كاملا يمصها ثم يحفظها ليمصها ثانية بعد ساعات حتى أكلوا أوراق الشجر وتشققت أشداقهم وجاعوا ونفد ما عندهم من تمر فأخرج البحر لهم دابة عظيمة أشبعتهم وحملوا معهم نصفها ....وهكذا يعطينا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما صورة حية للإسلام وكيف أقامه ونشره صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نبي الإسلام رضي الله عنهم أجمعين

 

المباحث العربية

1.     (فكان أول من لقينا أبا اليسر) واسمه كعب بن عمر مشهور باسمه وكنيته شهد العقبة وبدرا وهو ابن عشرين سنة وتوفي بالمدينة سنة خمس وخمسين

2.     (ومعه غلام له معه ضمامة من صحف) أَيْ رِزْمَة يَضُمّ بَعْضهَا إِلَى بَعْض

3.     (وعلى أبي اليسر برد) وهي شملة مخططة وقيل كساء مربع يلبسه الأعراب

4.     (معافري) بفتح الميم وهو نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية

5.     (إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل) "سفعة" أي علامة غضب وتغير في الوجه

6.     (فلان ابن فلان الحرامي) نسبة إلى بني حرام

7.     (فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو قالوا لا) "ثم" بفتح الثاء بمعنى "هنا"

8.     (فخرج علي ابن له جفر) أي قارب البلوغ وقيل هو الذي قوى على الأكل وقيل ابن خمس سنين

9.     (فقلت له أين أبوك قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي) قيل هي السرير الذي في الحجلة أي في قبة من الثياب قال ثعلب ولا يكون السرير المفرد أريكة وقال الأزهري كل ما اتكأت عليه فهو أريكة

10.                        (قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فاقضني) أي محا أبو اليسر الوثيقة التي تثبت الدين وقال للمدين لا تثريب عليك إن تيسرت وأردت قضاء ديني في أي وقت فاقضه وإلا فأنت في حل من ديني

11.                        (فأشهد بصر عيني هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول...) أي هذا الحديث الذي سأذكره لك هو سمع أذني وبصر عيني ووعي قلبي أي هو مؤكد تأكد اليقين و"مناط القلب" عرق القلب

12.                        (فقلت له أنا) كان الكلام الأول بين أبي اليسر وبين الوليد بن عبادة والكلام الجديد بين عبادة بن الوليد وبين أبي اليسر

13.                        (يا عم لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة) لا تكون إلا ثوبين سميت بذلك لأن أحدهما يحل على الآخر وقيل لا تكون إلا الثوب الجديد الذي يحل من طيه

14.                        (وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به) أي ملتحفا به مشتملا به اشتمالا ليس باشتمال الصماء المنهي عنه

15.                        (فقال بيده في صدري هكذا) أطلق القول على الفعل أي فضرب بيده في صدري

16.                        (أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك) المراد بالأحمق هنا الجاهل ولم يرد جابر الانتقاص من قدر طالب العلم.

17.                        (وفي يده عرجون ابن طاب) العرجون الغصن وابن طاب نوع من النخيل معروف

18.                        (فخشعنا) الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون

19.                        (فإن عجلت به بادرة) أي غلبته بصقة أو نخامة

20.                        (فليقل بثوبه هكذا) فيه استخدام القول بدل الفعل

21.                        (أروني عبيرا) وهو الزعفران وقيل أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران

22.                        (فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله) أي يسعى ويعدو عدوا شديدا

23.                        (في غزوة بطن بواط) وهو جبل من جبال جهينة

24.                        (وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة) "الناضح" البعير يستقي عليه أما العقبة فهي ركوب هذا نوبة وهذا نوبة

25.                        (فتلدن عليه بعض التلدن) أي تلكأ عليه وتمرد عليه بعض التمرد

26.                        (فقال له شأ لعنك الله) " وهي كلمة زجر للبعير يقال منهما شأشأت البعير وسأسأت البعير إذا زجرته

27. (حتى إذا كانت عشيشية) قَالَ سِيبَوَيْهِ : صَغَّرُوهَا عَلَى غَيْر تَكْبِيرهَا ، وَكَانَ أَصْلهَا عَشِيَّة ، فَأَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَى الْيَاءَيْنِ شِينًا .

28.                        (من رجل يتقدمنا فيمدر الحوض) أي يطينه لئلا يخرج منه الماء ويصلحه وينظفه

29.                        (فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين) السجل بفتح السين وسكون الجيم الدلو المملوءة أي غسلاه ونظفاه بدلو أو دلوين

30.                        (ثم مدرناه) أي سددا ثقوبه ومنافذه حتى لا يسيل منه الماء

31.                        (ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه) وفي رواية السمرقندي "أصفقناه" بالصاد ومعناهما ملأناه

32.                        (فأشرع ناقته فشربت شنق لها) "أشرع لها" يعني أرسل لها رأسها في الماء لتشرب ويقال شنقها وأشنقها أي كفها بزمامها وهو راكبها قال ابن دريد هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل

33.                        (فشجت فبالت) "فشجت" فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول

34.                        (وكانت لها ذباذب) "ذباذب" أي أهداب وأطراف سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها إذا مشى أي تتحرك وتضطرب

35.                        (ثم تواقصت عليها) أي أمسكت عليها بعنقي وأملته عليها لئلا تسقط

36.                        (فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر) أي ينظر إلي نظرا متتابعا

37.                        (وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك) وهو معقد الإزار والمراد هنا أن يبلغ السرة

38.                        (وكنا نختبط بقسينا) جمع قوس أي نضرب الشجر بالقسي ليسقط ورقه فنأكله

39.                        (حتى قرحت أشداقنا) أي تجرحت من خشونة الورق وحرارته

40.                        (فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا أنه لم يعطها فأعطيها) أي أحلف أن رجلا منا أخطئ توزيع التمر وفاتته تمرته وظن القاسم أنه أعطاه فتنازعا في ذلك وشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها بعد الشهادة

41.                        ومعنى "ننعشه" بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح العين أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال القاضي الأشبه عندي أن معناه نشد جانبه في دعواه ونشهد له.

42.                        (حتى نزلنا واديا أفيح) أي واسعا.

43.                        (فإذا شجرتان بشاطئ الوادي) أي بجانبه.

44.                        (فانقادت معه كالبعير المخشوش وهو الذي يجعل في أنفه خشاش بكسر الخاء وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد

45.                        (حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما يعني جمعهما) "المنصف" بفتح الميم والصاد وهو نصف المسافة ومعنى "لأم" أي جمع بينهما .

46.                        (فخرجت أحضر) أي أعدو وأسعى سعيا شديدا

47.                        (فحانت مني لفتة) أي نظرة إلى الجنب

48.                        (فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي) "حسرته" أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار صالحا لقطع الأغصان به

49.                        (فانذلق لي) أي صار حادا

50.                        (فقلت قد فعلت فعم ذاك) أي فعن أي شيء هذا العمل وما فائدته

51.                        (أن يرفه عنهما) أي يخفف العذاب عن صاحبي القبرين

52.                        (وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد) الأشجاب هنا جمع شجب بسكون الجيم وهو السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار

53.                        وأما الحمارة بكسر الحاء وتخفيف الميم ممدودة فهي أعواد تعلق عليها أسقية الماء

54.                        (فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه) المراد بقطرة أي قدرا يسيرا و"العزلاء" فم القربة ومعنى "شربه يابسه" أنه قليل جدا لقلته مع شدة يبس باقي الشجب وهو السقاء لو أفرغه لشربه اليابس من القربة ولم ينزل منه شيء

55.                        (فأتيته به فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيديه) "ويغمزه بيده" أي يعصره

56.                        (ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب) في الكلام مضاف محذوف أي يا صاحب جفنة الركب والجفنة بفتح الجيم إناء كبير

57.                        (فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار) "سيف البحر" بكسر السين هو ساحله و"زخر" علا موجه و"أورينا" أوقدنا

58.                        (فاطبخنا واشتوينا وأكلنا حتى شبعنا) "اطبخنا" بتشديد الطاء أي طبخنا من لحمها كثيرا

59.                        (فدخلت أنا وفلان ... في حجاج عينها) وهو عظمها المستدير

60.                        (وأعظم كفل في الركب) المراد بالكفل هنا الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط فيحفظ الراكب

قال الأزهري ومنه اشتقاق قوله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته أي نصيبين يحفظانكم من الهلكة كما يحفظ الكفل الراكب

 

فقه الحديث وفوائده :

1.     الرحلة في طلب العلم من الابن وأبيه

2.     والحرص على الإفادة من كبار العلماء قبل أن يرحلوا

3.     وطلب الإسناد العالي

4.     وسؤال التلميذ الشيخ عن حاله الخاص

5.     جواز استصحاب الشيخ غلاما يحمل له الكتب

6.     جواز ذهاب الدائن إلى بيت المدين وسؤال أهله عنه

7.     جواز كشف ستر المدين وإحراجه إذا استخفى من الدائن

8.     صدق المدين وحسن اعتذاره خير له من الكذب

9.     توثيق راوي الحديث بروايته

10. عظيم جزاء من أنظر معسرا أو وضع عنه

11. سؤال التلميذ الشيخ عما يشكل عليه ولو في أمور الدنيا كالملبس

12. رفق العالم بالمتعلم وتأنيسه والمسح على رأسه ورفع إشكاله بالدليل

13. دقة الاستجابة الحرفية لمطالب الشرع في معاملة الخدم والأتباع

14. من حديث جابر اتخاذ الإنسان مسجدا يعرف به

15. فعل المعلم فعلا يثير تساؤل التلاميذ ليعلمهم جواز الفعل وإن كان غيره أولى

16. جواز الصلاة في ثوب واحد مع وجود ثياب غيره

17. جواز الاشتمال بالثوب الواحد في الصلاة مادام ساترا لما بين السرة والركبة

18. جواز تخطي الناس في المسجد للوصول للشيخ مع عدم الإيذاء

19. جواز جلوس التلميذ بين الشيخ والقبلة ولا يعد ذلك إساءة أدب

20. الدعاء للمرء والتماس العذر قبل اللوم

21. شدة جابر رضي الله عنه في تأديب تلاميذه إذا أحس منهم قسوة في سؤالهم

22. تحمل التلميذ لتأديب شيخه له

23. ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مساجد أصحابه للاطمئنان على سير عباداتهم

24. الإمساك بعصا ونحوها ولو بعرجون نخل في البيئة التي تحتاج ذلك

25. واضع الكبير ومحوه الأذى بنفسه

26. حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتطبيقه بالعمل

27. حرمة البصق والنخامة في قبلة المسجد

28. جواز البصق تحت الرجل اليسرى في الأرض الرملية في المسجد إذا استدعت الضرورة البصق

29. جواز البصق في الثوب ونحوه عند الضرورة وطي بعضه على بعض هذا إذا لم يكن معه منديل ونحوه وغلبه البصاق أو رشح الأنف ثم يغسلها بعد الصلاة

30. تعظيم المساجد وتنزيهها من الأوساخ ونحوها

31. استحباب تطييب المساجد بالزعفران والبخور ونحوها

32. إزالة المنكر باليد لمن قدر عليه

33. ما لاقى الصحابة من الجهد والمشقة في غزوة بطن بواط

34. اعتقاب البعير متواليا بشرط طاقته

35. تحريم لعن الدواب ويلحق بها الآن السيارات ونحوها

36. النهي عن الدعاء على النفس أو المال أو الأولاد خشية الإجابة

37. الندب لخدمة القوم من يتطوع بها

38. فضيلة لجابر بن عبد الله وصاحبه جبار بن صخر

39. من قوله صلى الله عليه وسلم "أتأذنان" تعليمه لأمته الآداب الشرعية

40. والورع والاحتياط والاستئذان في مثل هذا وإن كان يعلم أنهما راضيان وقد أرصدا ذلك له صلى الله عليه وسلم ثم لمن بعده

41. جواز الوضوء من الحوض الذي شربت منه الإبل ونحوها من الحيوان الطاهر وأنه لا كراهة فيه

42. وأن المأموم إذا كان واحدا وقف عن يمين الإمام وإذا كانا اثنين فأكثر وقفوا خلف الإمام ولم يخالف في ذلك إلا ابن مسعود وصاحبيه فإنهم قالوا يقف الاثنان عن جانبيه

43. وجواز العمل اليسير في الصلاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بيد جابر وأداره إلى اليمين

44. ما كانوا عليه من ضيق العيش والصبر عليه في سبيل طاعة الله

45. فضل الشهادة مع صاحب الحق الذي منع من حقه وذلك من الشهادة مع الرجل الذي لم يأخذ تمرته

46. معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشجرتين وصاحبي القبرين ووضع الأخضر على القبر...ووضع الأغصان على القبور من خصوصيات شفاعته وليست لأحد بعده صلى الله عليه وسلم

47. ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء وفي قذف البحر ما أطعمهم

48.  وفيه تحديث المرء عن نفسه بما فيه ثناء عليه مادام يأمن العجب والزهو

 

ليست هناك تعليقات: