الخميس، 19 فبراير 2015

المستشار توفيق وهبة يكتب:تنامي العلاقات المصرية السعودية علي مدي العصور

19 فبراير,2015 ، آخر تحديث 9:45 ص - أخبار حصري
1396338990-700x420
توفيق وهبة
العلاقات المصرية السعودية ممتدة عبر التاريخ ، فكانت علاقات قوية ووطيدة ، فمنذ أن نزل ابراهيم عليه السلام مصر , وعامله حكامها معاملة طيبة  ، وأهدوا اليه هاجر فأنجبت له اسماعيل عليه السلام ،فهاجر بها الي بلاد الحرمين الشريفين وتركها هي واسماعيل عليه السلام وكان رضيعا .وبعد أن تركها سيدنا ابراهيم مع الرضيع أخذت تبحث له عن ماء لأنها كانت في منطقة قاحلة لا زرع فيها ولا ماء , ودعا ربه فقال :  ( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات )  البقرة – آية 126 – ومن يومها وهو بلد آمن  وأصبح سيدنا اسماعيل أبو العرب .
لذلك اختلط الدم المصري بالدم العربي , ثم بعد نزول وحي السماء علي سيدنا محمد صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم , أرسل الي المقوقس عظيم القبط في مصر يدعوه وقومه الي الاسلام  ، عامل موفد الرسول معاملة حسنة وأرسل معه بعض الهدايا من أرض مصر،  كما أهداه جاريتين هما مارية وسيرين وقال أن لهما في القبط شأن عظيم  ، فتزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم مارية وأنجبت له صلي الله عليه وسلم ابنه ابراهيم عليه السلام .
لذلك أوصى الرسول بأهل مصرخيرا  فقال : ( اذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم نسبا وذمة ) ويقصد بالنسب  السيدة هاجر والذمة السيدة مارية القبطية أم ابراهيم عليه السلام  , واستمرت عمليات النسب والزواج بين المصرين وأهل الجزيرة العربية منذ سحيق العصور حتي يومنا هذا .
 وبعد فتح مصر ودخول الاسلام ، ازدادت العلاقات قوة وازدهارا ، وأصبحت مواكب الحجيج والعمار دائمة السفر الي بلاد الحرمين الشريفين لأداء مناسك الحج والعمرة , وكانت كسوة الكعبة المشرفة تصنع في مصر وترسل في موكب مهيب الي مكة المكرمة , حتي قررت المملكة العربية السعودية انشاء دار لكسوة الكعبة
  وخلال حكم السعوديين للمملكة العربية السعودية كانت علاقة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود قوية مع حكام مصر , وقد أوصى رحمه الله أبناءه بمصر , وحسن العلاقات معها وقد تمسك أبناؤه البررة بوصية أبيهم وكانوا جميعا علي علاقات طيبة بمصر والمصريين وقد استمرت العلاقات الطيبة بين مصر والسعودية ممتدة طوال حكم آل سعود 0
 ولا ننسي وقوف المملكة العربية السعودية  بجانب مصر في كل الحروب التي خاضتها فقد اشترك الجيش السعودي مع الجيش المصري في حرب فلسطين عام 1948 , وفي حرب 1967 قامت بامداد مصر بالدعم العسكري والمادي , ودعا الملك فيصل رحمه الله الي قمة عربية للوقوف بجانب مصر وقرر قطع البترول عن الدول المعتدية ومؤازرة مصر ماديا ومعنويا 0 وكذا في حرب 1973 كانت وقفة السعودية الشجاعة بجانب مصر 0
  وفي هذه الأيام حينما ابتليت مصر بالارهاب كانت وقفة الملك عبد الله رحمه الله الذي جمع دول الخليج للوقوف بجانب مصر,ومساعدتها في محاربة الارهاب  وبعد وفاته رحمه الله استمر موقف المملكة الداعم لمصر بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أعلن أن موقف المملكة من مصر لا يتغير ولن يتغير .
 فالمصريون والسعوديون اخوة يجمعهم النسب والمصاهرة كما وصفهم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ،ولقد شعرت شخصيا بهذه الأخوة حينما عملت في المملكة العربية السعودية مستشارا للأمن العام وبعض الادارات الأمنية لمدة واحد وعشرين  عاما , وكنت أشعرطوال هذه المدة  أني أعيش بين أهلي واخوتي , ولولا ذلك ما استطعت أن أعيش هناك طوال هذه المدة , وزيادة علي ذلك حينما أردت أن أعود الي مصر لظروف خاصة بي شرحتها لهم كان التمسك بي شديدا ولكن ظروفي الملحة ألجأتني الي  ضرورة العودة وهي تعدي بعض المجرمين علي أراض زراعية لي ولأولادي وكان لابد من العودة لطرد هؤلاء المجرمين ..وأنا لا أنسي ما حييت الأيام الجميلة التي عشتها في بلاد الحرمين الشريفين التي تحن اليها الأنفس وتميل اليها القلوب.
  فحقا  نحن  أمة واحدة جمعها الدين والدم والعلاقات المشتركة .  

ليست هناك تعليقات: