الأحد، 8 فبراير 2015

 

المستشار توفيق وهبة يكتب:دور التطرف الصهيوني في إقامة الكيان الاسرائيلي على الأرض الفلسطينية

8 فبراير,2015 ، آخر تحديث 9:07 ص - أخبار حصري
1396338990-700x420
النزاع العربى الإسرائيلى مصطلح يشار به إلى الخلاف السياسى والتاريخى بين العرب والكيان الصهيونى المغتصب لأرض فلسطين والذى بدأ من عام 1897 م وحتى الوقت الحالى.
وقد ارتبط هذا الصراع بشكل أساسى بنشوء الصهيونيه وقيامها بتشجيع وترتيب الهجرة اليهوديه إلى أرض فلسطين ، وتحويل الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين إلى لاجئين مشردين بين الدول العربية، بل وبين بقاع كثيرة من الأرض. وقد تورط فى نشوء هذه القضية دول الغرب الأوروبى وخاصة بريطانيا التى قدمت وعد بلفور (1917 م) أثناء انتدابها على أرض فلسطين. وبذلك أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين. وقد قامت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين للمطالبه بالاعتراف بالاستقلال العربى مقابل اشتراك العرب فى الحرب مع الحلفاء ضد الأتراك .
هذا وقبل صدور وعد بلفور الإستعمارى البغيض اتفقت القوى الإستعمارية العظمى فيما بينها على اقتسام العالم العربى، ولهذا فقد عقد تفاهم سرى بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة روسيا وعرف بإتفاق سايكس بيكو وذلك لاقتسام العالم العربى بين الدول الاستعمارية، وبذلك بسطت بريطانيا وفرنسا هيمنتها على البلاد العربية، وسمحت السلطات البريطانية بموجب انتدابها على فلسطين وشرق الأردن بهجرة أعداد كبيرة من اليهود إلى أرض فلسطين.
وكان ذلك مبرراً لقيام الثورة العربية الكبرى ضد المستعمرين  الانجليز واليهود المهاجرين إلى فسلطين …
وتدافعت جهود أوربا وسيطرتها على مقدرات الأمور فى الامم المتحدة وأثمر ذلك عن صدور قرار تقسيم فلسطين فى 29نوفمبر 1947 م ونهضت جمعيات وتنظيمات فلسطينية مطالبة بتحرير بلادهم، لكن المنظمات اليهودية بدعم من الدول الاستعمارية دخلت فى عدة حروب مع العرب المسالمين للقضاء على العنصر العربى فى فلسطين ، وتهجير عدد كبير منهم تحت نيران وقتل وسفك وطرد الآلااف من أراضهم وارتكبوا عدة مجازر كان اشهرها  مجزرة دير ياسين فى ابريل  1948 .م
ولما تحولت القضية الى قاعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تكالبت أوربا وحلفاؤها على القضاء على المقاومة العربية لصالح جماعات اليهود فى فلسطين . وانتهى الامر بصدور قرار الامم المتحدة في 15 مايو 1948م بقيام دولة اسرائيل على الأرض الفلسطينية . وكان ذلك دافعاً استعمارياً بغيضاً لاندلاع حرب 1948 بين العرب والعصابات الصهيونية والتى انتهت بهزيمة الجيوش العربية، واصرار الدول الأوروبية الاستعمارية على عقد  هدنة 1949 م بين الطرفين المتحاربين  والتي مكنت اسرائيل من إعادة ترتيب قواتها وفرض سيطرتها على ارض فلسطين . واستمرت دول الاستعمار الأوروبى فى سياستها العدوانية لفرض سيطرتها على العالم العربى وبخاصة على مصر . واتخذت بريطانيا وفرنسا وربيبتهما اسرائيل من قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ذريعة  لقيام حلف استعماري بينهم، وقامت قواتهم  بشن عدوان ثلاثي على مصر سنة 1956 م وتصدت المقاومة المصرية وجيش مصر الباسل لهذا العدوان مما كان سبباً قوياً فى فشله فى تحقيق اهدافه الإستعمارية، وبضغط من أمريكا انسحبت قوى  البغي والعدوان (انجلترا –فرنسا- اسرائيل ) من الأراضي العربية. وكان ذلك تمهيدا لقيام حرب 1967والتى اطلق عليها “حرب الأيام الستة” والتي انتهت بسيطرة اسرائيل على اراض من مصر وسوريا والأردن . إلى أن نهضت الأمة العربية ودخلت في حرب مع اسرائيل عام 1973م والتي انتهت بنصر مؤزر للعرب واستعادة أغلب الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967. ولكنها لم تخرج من الجولان السورية ودخلت مصر فى عهد الرئيس الراحل انور السادات فى مفاوضات كامب ديفيد باشتراك امريكا واسرائيل ، وانتهت باستعادة مصر لأرض سيناء .
ثم تأسست عام 1964 منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة سياسية شبه عسكريه واعترف بها العرب كممثل وحيد وشرعي للفلسطينيين . وهي التي تقود الآن الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشريف، وكفالة حق تقرير المصير لأهالي الضفة الغربية وغزة ، تحت إشراف الأمم المتحدة وداخل خطوط عام 1949لتكون وحدة سياسية واحدة يمكنها أن تنظم علاقاتها مع جيرانها . وتحقيق تسوية مقبولة لمشكلة اللاجئين ، وتأكيد عروبة مدينة القدس القديمة وعدم التنازل عن سيادتها.
هذا .. وتقود حركة حماس من خلال قيامها بتنظيم مقدرات الأمور وشئون الحياة فى قطاع غزة ، تقوم بقيادة نضال الفصائل الفلسطينية فى القطاع وبخاصة منظمات الجهاد وكتائب عز الدين القسام ضد المحتل الصهيونى الغاصب. وقد نجحت هذه الفصائل فى تنمية قدراتها العسكرية ، واصبحت تمتلك العديد من انواع الصواريخ التى تمطر بها المستعمرات الأسرائيلية بوابل من نيرانها ، فأقضت مضاجع العدو الأسرائيلى الغاصب، مما دفعه بين الحين والآخر  الى شن حرب صهيونية قذرة ضد أهلنا فى قطاع غزة وخاصة المدنيين العزل، حيث تقوم طائراته بشن غارات على كافة اوجه الحياة فى غزة، حتى أن مدارس الأطفال لم تنج من شرها كما لم تنج منظمات الأمم المتحدة داخل القطاع من التدمير والخراب . كما تقوم السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودى حتى تيسر دخول المساعدات الإنسانية والأدوية والمواد الغذائية ومواد البناء لسكان القطاع. كما تقوم بتسهيل دخول العالقين على الجانبين لتلقى العلاج فى مصر ومواصلة ابناء القطاع حضور دروسهم فى مدارس مصر وجامعاتها والعلاج فى مستشفياتها .
ولا تتوانى السلطات المصرية عن تقديم يد العون والمساعدة لكل ما يحتاجه سكان القطاع وتشرف بعض القيادات السياسية فى مصر على عقد لقاءات بين قيادات منظمة التحرير الفلسطينية فى الضفة الغربية وقيادات من الفصائل الفلسطينية فى غزة، وبخاصة قيادات حماس ، وذلك بهدف تحقيق قيام تآلف وتعاون ووحدة نضال بين الفريقين ، هادفة من ذلك الى ان يكون الفلسطينيون يداً واحدة قوية امام المحتل الصهيونى الغاصب ، وداعية الى قيام مجلس نيابي موحد من خلال انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وقيام حكومة فلسطينية موحدة ، تقول للعالم كله ان الشعب الفلسطينى شعب واحد على كل الأرض الفلسطينية المغتصبة واننا مستمرون فى النضال والجهاد حتى تتحرر ارضنا من ربقة المحتل الأسرائيلى الغاصب وتقوم دولة فلسطين على الأراضى التى احتلت فى عدوان 1967 م .
هذا.. وتقود منظمة التحرير الفلسطينية الآن المفاوضات السياسية مع أمريكا وإسرائيل والدول المحبة للسلام لتحقيق هدف قيام هذه الدولة والاعتراف بها من المنظمات الدولية (الأمم المتحدة ومجلس الأمن) .
   ومما يبشر بالخير نجاح هذه الجهود التى تقوم بها القيادة السياسية الفلسطينية داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية الأخرى.. مما أثمر عن قيام العديد من برلمانات العالم وحتى فى دول الاتحاد الأوروبى نفسه بالإعتراف بدولة فلسطين .
ويعمل الرئيس الفلسطيني جاهداً ومواصلاً الليل بالنهار لإصدار قرار من الامم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية طبقاً لحدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية . وتقف مصر بكل قواها السياسية مساندة للرئيس أبو مازن ، رغم قيام أمريكا بالعمل على إفشال هذه الجهود بدعوى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
ولكن الرئيس أبو مازن – بشهامته المعهودة ووطنيته الصادقة يصر على السير فى هذه الخطة إلى نهايتها، ولا يخشى استخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن.
 وندعو الله سبحانه وتعالي  أن يكلل مسعي وجهود ونضال الشعب الفلسطيني  بالتوفيق والنجاح وأن يقيم دولته الحرة علي كامل التراب الفلسطيني  . وفي حالة فشل الجهود المبذولة في الأمم المتحدة يجب انضمام دولة فلسطين الي معاهدة انشاء محكمة العدل الدولية خاصة أن كثيرا من الدول قد اعترفت فعلا بالدولة الفلسطينية. مما يفعل دورها في المجتمع الدولي , ويساعدها علي عرض قضيتها في شتي المجالات .
            والله من وراء القصد ….وهو ولينا ونعم النصير                                         




 

 

ليست هناك تعليقات: