الجمعة، 18 أبريل 2014

نحن نرفض تدخل الولايات المتحدة  وغيرها من الدول في شئوننا الداخلية :
----------------------------------------------------
جريدة عقيدتي ترد علي تقرير أمريكي
 
تأكيداً لما ذكره بيان مجمع البحوث
العلماء: حجاب المرأة وميراثها تشريعان إسلاميان عادلان لا يجوز انتقادهما
تحقيق : هالة السيد موسي
أثارت المغالطات الواردة في التقرير الأمريكي للحريات الدينية حول حجاب المرأة وميراثها ردود فعل غاضبة لدي عامة المسلمين وعلمائهم في مختلف التخصصات الذين أكدوا رفضهم التدخل في شئوننا الداخلية أو انتقاد تشريعاتنا الاسلامية واتهامها بالظلم للمرأة أو عدم توافقها مع القوانين الوضعية الدولية التي وضعها الغرب.. من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق حول هذه القضية المهمة.
في البداية يشير
المستشار توفيق وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث  إلي ان الأمم السابقة من رومان ويونان ويهود يضربون الحجاب علي نسائهم وجاء ذكره في الكتب المقدسة التي يدين بها اليهود والمسيحيون ففي الاصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين ان رفقة رفعت عينيها فرأت اسحاق فنزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي؟ فقال العبد هو سيدي فأخذت البرقع وتغطت.
وفي الاصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين ان "تامار" مضت وقعدت في بيت ابيها ولما طال عليها الزمان خلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت.
وفي نشيد سليمان تقول المرأة: أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعي عند الظهيرة؟ ولماذا أكون مقنعة عند قطعان أصحابك.
وقد ورد في الاصحاح الثالث من سفر اشعياء ان الله سيعاقب بنات صهيون علي تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب.
ويقول بولس الرسول في رسالة كورنثوس الأولي ان النقاب شرف للمرأة. هذا عن اليهودية والمسيحية أما اليونان والرومان فكانوا يحرمون علي المرأة الظهور بالزينة في الطرقات وكانت لا تظهر إلا وهي محجبة خلف البرقع.
ويشير المستشار توفيق الي ان الاسلام جاء والعالم علي ما هو عليه من تقاليد وعادات فلم يقر الاسلام الأوضاع السائدة كما هي وانما وضع من النظم ما يكفل به توقير المرأة وحفظها وسترها وقد وردت أدلة الحجاب في الاسلام من القرآن الكريم في قوله تعالي: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني اخوانهن أو بني اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي إلاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن".
وهنا يري جمهور الفقهاء والمفسرين ان المقصود بالزينة في هاتين الآيتين هو الوجه والكفان وان كان البعض يري ضرورة ستر الوجه واليدين.
ويقول جل علاه: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما".
ومعني ذلك ان الله سبحانه وتعالي يأمر رسوله أن يكلف زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بالحجاب الذي فرضه الله عليهن صيانة وسترا فيعرفن بالحشمة والوقار فلا يتعرض لهن الفساق والفجار فالمرأة إذا احتشمت عرفت بالعفة والستر. أما العاريات المستهترات فيغرين الفساق والفجار بهن فيتعرضن لمعاكساتهم ومضايقاتهم ويحدث بينهم بعد ذلك ما لا يحمد عقباه ولا يخفي علي عاقل.
أما أدلة الحجاب كما جاءت في السنة النبوية المطهرة تأتي في قول رسول الله للإمام علي ¢ ياعلي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولي وليس لك الآخرة¢ وقوله صلي الله عليه وسلم: ¢من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها محرم فإن ثالثهما الشيطان¢ وقوله أيضا ¢مثل الرافلة في زينتها في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها¢.
وفي الحديث القدسي: ¢النظرة سهم من سهام ابليس من تركها مخافة مني أبدلته ايمانا يجد حلاوته في قلبه". وقول رسول الله: ¢من نظر الي محاسن امرأة أجنبية عن شهوة صب في عينيه الآنك يوم القيامة¢ ومعني الآنك أي الرصاص المذاب والعياذ بالله.
وقوله أيضا: ¢من مس كف امرأة ليس منها بسبيل وضع علي كفه جمرة يوم القيامة¢.
ويري المستشار توفيق وهبة ان هذا قليل من كثير من الأحاديث التي تأمر النساء بالحجاب وعدم الاختلاط بالرجال مؤكدا ان تبرير بعض الآراء للوضع الراهن وتزيين الخطأ الذي وقعت فيه المرأة وخروجها شبه عارية في بلاد الاسلام تسير في الشوارع والطرقات تكشف من جسدها أكثر مما تستر تلتهمها أنظار الرجال أصبح حال النساء لا يرضي الله سبحانه وتعالي فهن المقصودات في حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه ¢صنفا من أمتي لم أرهما قط: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة كسنام الجمال لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
فهذا الوصف للنساء منطبق تماما علي بعضهن هذه الأيام.
ويشير الي ان المرأة كلها عورة عدا وجهها وكفيها لذلك يحرم النظر اليها فلا يجوز للرجل أن ينظر الي عورة الرجل أو الي عورة المرأة كما لا يجوز للمرأة أن تنظر الي عورة الرجل أو عورة المرأة فما بالنا وقد سارت النساء كاشفات لعوراتهن لدرجة ان ملابسهن أصبحت تشف عما تحتاجها بل ومنها ما يصف تفاصيل الجسم بأكمله وهذا التهاون من المرأة هو سبب ازدياد فجواها وغيها ونشر الفساد بين الشباب.
ويري ان الحكومات الاسلامية مطالبة أمام الله وأمام شعوبها أن تتدخل لتمنع هذا الانهيار الأخلاقي فإن الله سبحانه وتعالي يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فإذا كان أولياء المرأة لا يستطيعون منعها من تبرجها وابتذالها فولي الأمر مطالب بإصدار القوانين التي تمنع هذا التبرج المبتذل.
يؤكد ان الاسلام لا يمنع خروج المرأة للعلم أو العمل أو كقضاء حوائجها وممارسة شئونها مادامت غير متبرجة كما أمرها الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم.
وطالما كانت بعيدة عن مظان الفتنة كما لم يمنعها الاسلام حقا منحه الرجل بل أعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة وأراد أن يكرمها ويحافظ علي عرضها وشرفها ويحفظها مصونة عفيفة فأمرها بالحجاب وبعدم الاختلاط بالرجال إلا للضرورة وإذا اختطلت بهم فلا تخضع بالقول فتتكلم بكلام لين متكسر فيطمع فيها أصحاب النفوس الضعيفة وذوي الأغراض الخبيثة.
وليس من الاسلام في شيء أن تفش المرأة مجالس الرجال دون ضوابط أو ضرورة وأن تتحدث اليهم بطريقة تؤدي الي اساءة الظن بها فيطمع فيها أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المريضة.
ويشير المستشار وهبة الي العديد من الدراسات والبحوث العلمية الحديثة التي تبين ان كشف المرأة لبعض أجزاء جسمها يعرض الأجزاء العارية للاصابة بمرض السرطان وينتشر هذا المرض الخبيث بشكل ملحوظ بين من يرتدين ملابس قصيرة فيصيب القدم والساق ثم ينتشر بعد ذلك في سائر أنحاء الجسد حتي يصل الي الكليتين وقد يصيب الجنين اذا كانت المرأة حاملا.
وحذرت الدراسات النساء من ارتداء الملابس القصيرة وهي دراسات لغير المسلمين وقد توصلت هذه الأيام الي ما سبق ان قدرة الاسلام منذ خمسة عشر قرنا مضت. وصدق الله العظيم القائل ¢يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن¢.
ويؤكد وهبة ان هذه القضية من أهم القضايا ولا يوجد أهم من قضية الاستهزاء بأحكام الدين لذلك يحاول خصوم الحجاب أن يصوروا للناس ان قضية الحجاب قضية فرعية لا يجب الاهتمام بها وان الكلام عنها تضييع لوقت المسلمين واشغالهم بأمور فرعية وهذا خطأ ولابد من إثارة هذه القضية خاصة عندما زادت الجرأة عما كانت عليه بالسابق دون أن يري أولئك المفسدون رادعا. ومن أمن العقوبة تمادي بالجريمة ومن أمن العقاب أساء الأدب..!!
قضية الميراث
أما القضية الثانية التي وردت في التقرير الأمريكي عن ظلم الاسلام للمرأة في الميراث والتي أوضح رد مجمع البحوث الاسلامية بأنها تعبر عن جهل مركب بفلسفة الاسلام في الميراث فنحن نؤكدها وعلينا أن نبدأ أولا بأسباب زيادة ميراث الذكر عن الأنثي منها مسئولية الرجل المادية أوسع كثيرا من مسئولية المرأة لأنه المسئول عن الانفاق علي اسرته ولا تكلف المرأة أي جهد في ذلك.
* نفقة الأقارب واجبة علي الرجل دون المرأة.
* المرأة سوف تصبح زوجة وزوجها هو المكلف شرعا بالإنفاق عليها دون النظر الي ثروتها وقبل زواجها يكلف أقاربها الرجال حسب ترتيبهم الشرعي بالانفاق عليها اذا لم يكن لها مال.
يشير المستشار توفيق الي ان المرأة هنا لا تتحمل نفقة نفسها بل هي مسئولة عن غيرها وعلي ذلك فمن العدل أن يقل نصيبها في الميراث عن نصيب الرجل.
ويضيف ان الاسلام حكيم وعادل ورفيق بالمرأة حيث قرر لها في بعض الحالات نصف الرجل من الميراث فعلي الرغم من ان الرجل هو المكلف شرعا بالانفاق علي من يعولهم بينما المرأة معفاة من ذلك ورغم هذا فلم يحرمها الشارع الحكيم العادل من الميراث. وصدق الله سبحانه وتعالي ¢للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون والنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو أكثر نصيبا مرفوضا¢ فالمرأة تأخذ نصف الرجل وتحتفظ به لنفسها لا يدخل ضمن ممتلكات زوجها ولها ذمة مالية خاصة فلها حرية التصرف بالبيع والشراء والرهن وعقد العقود والتجارة وتأسيس الشركات والمصانع دون ولاية ولا وصاية عليها من أحد.
أما في الغرب فمهما كان نصيبها من الميراث فإنه يؤول الي زوجها بعد الزواج ويكون هو المتصرف فيه وليس لها ذمة مالية منفصلة عن زوجها.
فأيهما أفضل من يرث النصف ويحتفظ به لنفسه يتصرف فيه بحريته أم من يرث الكل ويؤول الي غيره ولا يبقي له شيء منه وتبقي يده مغلولة لا يستطيع أن يتصرف في شيء منه إلا بإذن الزوج وموافقته.
ويضيف انه رغم ما يثار حول ميراث المرأة من لغط وما يروجه البعض من شبهات فإن حالات ميراث المرأة نصف الرجل لا تزيد عن أربع حالات بينما هناك عشر حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل وحالات أخري ترث فيها المرأة مثل الرجال وحالات ترث المرأة وحدها بينما يحرم نظرائها من الرجال.
تدخل في شئوننا
من جانبها تؤكد دكتورة عزة كريم ـ الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ ان كل انسان له مطلق الحرية في اختيار ما يريد طالما لا يضر بالآخرين فإذا ما تطرقنا الي الزي فالزي أحد الحقوق التي لابد أن يمارسها الانسان بحرية طالما لا تضر ولكن لابد ان هذا الزي يراعي سلوكيات وأخلاقيات أفراد المجتمع مثال ذلك ليس من حق الفرد أن يسير عاريا أو أن يرتدي مايوه في الطريق العام لأن في هذا إثارة للغرائز وتفشي سوء الأخلاق.
وقالت: للأسف فإن أمريكا تسمح بوجود العري وتعتبره حرية شخصية بالرغم من انه يعرض المرأة لكثير من المشاكل قد تصل للاغتصاب وهي عكس الحجاب أي الاحتشام الذي يمنع أصحاب النفوس الضعيفة من الرجال التحرش بالنساء سواء بالألفاظ الجارحة أو بالفعل أي ان الحجاب يقف بقوة أمام الغريزة الجنسية التي لا شك انها توجد بشراسة لدي الناس.
وتضيف انه من المتعارف عليه ان من أكثر الأجزاء إثارة للرجل هو شعر المرأة لأنه تاجها ويوم أن حدد الدين شكل الحجاب انما جاء التحديد لحماية المرأة من الطبيعة البشرية للرجل وهي طبيعة فيها انجذاب للمرأة بهدف استمرار النسل والحياة لذلك وضعت هذه الغريزة في الرجل وفي نفس الوقت طالب النساء بالاحتشام كما ان معظم المحجبات يرتدين الحجاب تحت إجبار ولكن ترتديه المرأة بإرادة حرة والدليل علي ذلك ان الحجاب حتي الآن لم يصبح زيا موحدا بل أصبح كثير من السيدات والشابات يحاولن اضفاء الموضة بأشكالها علي الحجاب وبالرغم من هذا لم يحاول أحد منعهن من ارتدائه.
وتري ان التقرير الأمريكي يقلب الموازين فيحول الحق الي باطل والعكس هذا بالإضافة الي انه ليس من حق أمريكا أو غيرها مناقشة الاسلام والمسلمين للزي الذي يرتدونه.
اعتداء علي قيمنا
يري د. رشاد عبداللطيف استاذ تنظيم المجتمع بجامعة حلوان من خلال دراسة المجتمعات البشرية تبين ان المجتمع الذي تكون فيه المرأة محافظة علي حجابها وشرفها والرجل محافظا فيه علي عفته يكون مجتمعا نزيها ونادرا ما تحدث فيه المفاسد الأخلاقية والاعتداء علي الأعراض. أما المجتمع الذي لم تلتزم فيه المرأة بحجابها ولم تحافظ علي عفتها ولم يسيطر الرجل علي شهواته فيكون ذلك والمجتمع متفسحا وغير نزيه ومليئا بالأمراض الخطيرة والشذوذ الجنسي فإذا كانت المرأة تبرز محاسنها ومفاتنا للآخرين فكيف تطلب من الآخرين الحفاظ علي كرامتها وشرفها! وبالتالي فإن الاسلام أراد للمرأة كرامتها وعزتها وصونها فقد أمرها بالحجاب.
وليس من حق أي دولة التدخل في شئون أديان الدول الأخري فنحن لم نقل لهم ان العري اساءة للمرأة ويعرضها للاغتصاب فنحن نحترم خصوصيات الشعوب.
-------------------
نحن نري خلاف ذلك اذ من واجبنا توجيه النصيحة بما يمليه علينا ضميرنا وبما يأمرنا به ديننا فننصحهم بالحشمة وبمراعاة كريم الأخلاق .

ليست هناك تعليقات: