السبت، 27 ديسمبر 2014

جريدة عقيدتى 2 / 11/ 2010
===================
القاعدة تستهدف ضرب وحدتنا وتشويه صورتنا
تهديدات القاعدة للكنائس المصرية.. إرهاب يرفضه الإسلام
-----------------------------------------------------------------
حوار / دكتور عمرو أبو الفضل
مع كل من الدكتور محمد أبوليلة والمستشار توفيق علي وهبة
====================================
لا شك في أن مصر مستهدفة وتحيط بها التحديات والأخطار الداخلية والخارجية وهذا ليس من قبيل ترديد المقولات الجاهزة لإراحة العقل والاستكانة لتصاريف القدر باعتبار أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ويبدو بشكل جدي أن التسليم بهذا الطرح يدعمه تصاعد الأزمات المفروضة علي مجتمعنا والاستماتة لجره إلي معارك وفتن طاحنة تهلكه وتأتي علي الأخضر واليابس فيه عبر محاولات العبث بتماسكه واختراق وحدته وتأليب فئاته وافتعال حرب الجميع ضد الجميع والقضاء علي أهم عناصر قوته والتي تعد حجر الزاوية في الواقع المصري ومصالحه العليا..
فلا يمكن النظر إلي التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة ضد الكنائس المصرية علي أنها مجرد كلمات طائشة وبيانات ساذجة نتعامل معها بتهاون دون حذر وانتباه ودون الخوض في الجدل حول وجود هذا التنظيم "الشبح" وقوته وعلاقته بالواقع المصري واشكالياته فإن ما يهمنا هو تهافت المنطق الذي يستند إليه وتعارضه مع حقائق الإسلام ومقاصده الذي يرفض الترويع والارهاب والفتن وتقسيم المجتمعات.
ورفض الدكتور محمد أبوليلة ـ أستاذ الدراسات الإسلامية الانجليزية بجامعة الأزهر ـ الإرهاب باسم الدين وارتكاب الجرائم والعدوان علي الآمنين تحت أي مسمي وقال ان الإسلام دين السلام والعدل وتكريم الإنسان والحفاظ علي حقوقه الإنسانية دون تفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الدين مصداقاً لقول الحق سبحانه "ولقد كرمنا بني آدم" ويعتبر العدوان والطغيان علي الأفراد والجماعات جريمة محرمة في كل زمان ومكان ويقول الله تعالي: "من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
ويؤكد أن الإسلام يدعو إلي التعاون والمحبة وترسيخ علاقات الناس مع بعضهم بعضاً أفراداً وشعوباً ومؤسسات علي القيم الفاضلة الإنسانية ويقول الحق سبحانه "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" البقرة ..208 مضيفاً أن الحرب واستخدام القوة لا تشرع في الإسلام إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن ودليل ذلك قوله تعالي: "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين" وقوله تعالي: "فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً" وقول الله تعالي: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم".
وقال إن المنهج الإسلامي يقوم علي الوسطية والحوار والرفق مصداقاً لقول الله تعالي: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقوله تعالي: "وجادلهم بالتي هي أحسن" ويرفض الاكراه في الدين يقول الحق سبحانه: "أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" فأساس العلاقات بين الناس التعايش بالحسنة والمشاركة في الخيرات ويقول الله تعالي: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ضرب لنا المثل والقدوة في تعامله مع الآخر وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف وما لا يعطي علي ما سواه".
ويضيف أن الشريعة الإسلامية تحرم الاعتداء وتهديد أمن واستقرار المجتمعات وقال إن تبرير العدوان والخروج علي القانون واصباغ الإرهاب بدعاوي الدفاع عن الإسلام محرم شرعاً والله تعالي يقول: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".
وأكد المستشار توفيق وهبة ـ رئيس المركز العربي لبحوث ودراسات التراث ـ أن علماء الأمة اجمعوا علي أن الأصل في الإسلام قبول الآخر الذي لم يقاتل المسلمين في الدين ولم يخرجهم من ديارهم موضحاً ان الجنوح للسلم والدفاع عن النفس هو مقصد الإسلام الذي يرفض القهر والظلم ومصادرة حق الآخر ويحض علي حرية العبادة واحترام المواثيق والالتزام بالعهود ويقول الله تعالي: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا علي قوم بينكم وبينهم ميثاق".
وقال إن من يطالع السيرة النبوية يتأكد له أن الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ لم يختر القتال إلا للدفاع عن أرواح المسلمين فلم يؤذن له قبل بيعة العقبة في الحرب وكان يدعو إلي الله ويصبر علي الأذي ويصفح عن الجاهلين وعندما اضطهدت قريش المسلمين وسعت إلي إخراجهم عن دينهم ونفتهم من بلادهم أذن الله عز وجل لرسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في القتال والانتصار علي من ظلمهم وبغي عليهم ويقول الله تعالي: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله علي نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره".
وأضاف أن تشريعات الإسلام تحرم قتل الأبرياء غير المقاتلة وترفض بشدة الاعتداء علي النساء والشيوخ والأطفال والأملاك وقطع الشجر والاضرار بمصادر المياه والتحريق وكل ما يعود علي الإنسان بنفع وتؤكد علي حرمة دور العبادة وحرية العقيدة.
ويقول إن عظمة الإسلام تتأكد في حضه علي منع الفئة الباغية من العدوان وانتهاك الحرمات والتعرض للمستضعفين وعدم هدم البيوت والصوامع وأماكن العبادة وهي ذات المبادئ التي أكدتها الممارسة الإسلامية ونجدها بجلاء في عقد الأمان المشهور باسم العهدة العمرية لأهل القدس فقد اعطاهم الأمان لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم ومقيمها وبريها وسائر ملتها فلا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حدها ولا من صليبهم ولا شئ من أموالهم ولا يكرهون علي دينهم ولا يضار أحد منهم
.
ويؤكد أن الإسلام يرفض الفتن وإشاعة القلاقل وضرب المجتمعات من الداخل وقال إن الاغارة والإرهاب وإنزال الضرر بالناس حتي ولو كانوا مخالفين في العقيدة أمر مرفوض شرعاً ولا يقره الدين ويتعارض مع المصلحة ويخدم أعداء الأمة ويقدم المجتمعات الإسلامية فريسة سهلة لمخططات التقسيم ويعرضها للخطر المحدق

ليست هناك تعليقات: