الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

كتاب ختم الأولياء للحكيم الترمذي تحقيقنا بالاشتراك مع أ.د أحمد السايح رحمه الله



   رباط الفقراء الي الله  :

======================


 

مشاركةبواسطة الجمال المحمدي » الخميس 10 ذو القعدة 1427هـ/30 نوفمبر 2006م/20:17

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم سليما كثيرا كثيرا كثيرا

قال الله تعالى:
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الدين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة"
سورة يونس الآيتان 62-64

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة وهداية للعالمين.

أما بعد.


إخواني الفقراء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، -لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه-، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقع في يدي هذه الأيام كتاب اسمه ختم الأولياء للإمام الحافظ الحكيم الترميذي المتوفي رحمه الله وأرضاه عام 360هـ وقام بالتحقيق والضبط الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح والأستاذ المستشار توفيق علي وهبة بدار النشر "المكتبة الثقافية الدينية، شارع بوسماعيل القاهرة"

فأحببت أن أنقل لكم بعض ما تكلم فيه سيدي الحكيم الترميذي عن ختم الولاية ..
وسيدي الإمام الحافظ الحكيم الترميذي يعتبر من أعظم الشخصيات الإسلامية التي يعتز بها التاريخ الإسلامي، فقد ظهر في قترة ازدهار علمي كانت بداية لتفتح ينابيع المعرفة، التي ضلت مؤثرة في حضرات العالم قرونا طويلة، ولا زالت البحوث والدراسات تكشف عن هذه الينابيع المؤثرة.
لقد ظهر الحكيم الترميذي في فترة حرجة كانت أحوج ما تكون إلى الحكيم حيث خط المسار، ووضع للنفس المنهاج، حتى تستجيب لنوازعها الخيرة، وقد ولد الحكيم: أبو عبد الله محمد ابن علي بن الحسن بن بشر الترمذي من عائلة تنتمي إلى العرب في العشرة الأولى من القرن الثالث الهجري، القرن التاسع الميلادي.
وكان والد الحكيم من رواة الحديث الذين رحلوا في سبيله، واشتغلوا بروايته، فقد ترجم له الخطيب البغدادي، وذكر أنه نزل بغداد وحدث بها، وقد روى الحكيم كثيرا من الأحاديث في كتبه المتعددة عن والده.
وكانت أم الحكيم كذلك من أهل الحديث. فقد روى عنها الحكيم في كتابه: الرد على معطلة، وكذلك كان جده لأمه من أهل الحديث.
وحسبك بيت علم ينشأ فيه الحكيم. فتلتقط أسماعه أول ما تلتقط آيات القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهتف بها أبوه كما تهتف بها أمه ، ولهذا كان لكتاب الله عز وجل ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، السلطان على اتجاهات الحكيم، وسلوكه وتفكيره ومؤلفاته..
والكتاب عبارة عن أسئلة تطرح للإمام الشيخ الترميذي وهو يجيب عنها..


بسم الله الرحمن الرحيم

خاتم الأولياء


قال له قائل : وصفت لنا الأولياء، وذكرت أن لهم سيدا، وأن له ختم الولاية فما هذا؟
قال: نعم فرغ سمعك، واشحذ عقلك في الافتقار إلى الله تعالى، في درك ما أريد أن أقول لك، لعله يرحمك فيرزقك فهمه.
اعلم: أن الله تبارك اسمه، اصطفى من العباد أنبياء وأولياء .. وفضل بعض النبيين على بعض:
فمنهم من فضله بالخلة، وآخر بالكلام، وآخر بالثناء – وهو الزبور- وآخر بإحياء الموتى، وآخر بالعصمة من الذنوب وحياة القلب، وحتى لا يخطئ ولا يهم بخطيئة.
وكذلك الأولياء، فضل بعضهم على بعض. وخص -سيدنا- محمدا صلى الله عليه وسلم: لم يؤت أحدا من العالمين. فمن الخصوصية ما يعمى عن الخلق، إلا على أهل خاصته، ومنها ما ليس لأحد عنه محيص ولا محيد.
وكان الله ولا شيء فجرى الذكر، وظهر العلم، وجرت المشيئة. فأول ما بدأ بدأ ذكره، ثم ظهر العلم علمه ، ثم في المشيئة مشيئته، ثم في المقادير هو الأول. ثم في اللوح هو الأول، ثم في الميثاق هو الأول، ثم هو الأول يوم تنشق عنه الأرض، ثم هو الأول في الخطاب، والأول في الوفادة، والأول في الشفاعة، والأول في الجوار، والأول في دخول الدار، والأول في الزيارة.

فبهذا ساد الأنبياء – عليهم السلام – ثم خص بما لا يدفع: وهو خاتم النبوة، وهو حجة الله عز وجل على خلقه، يوم الموقف، فلم ينل هذا أحد من الأنبياء.

قال له قائل: وما خاتم النبوة؟

قال : حجة الله على خلقه، بحقيقة قوله تعالى: "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" سورة يونس الآية 2، فشهد الله له بصدق العبودية.

فإذا برز الديان في جلاله وعظمته، في ذلك الموقف، وقال: يا عبيدي، إنما خلقتكم للعبودة، فهاتوا العبودة، فلم يبق لأحد حس ولا حركة، من هول ذلك المقام، إلا –سيدنا- محمدا صلى الله عليه وسلم. فبذلك القدم (الصدق) الذي له، يتقدم على جميع صفوف الأنبياء والمرسلين، لأنه قد أتى بصدق العبودية لله تعالى ، فيقبله الله منه، ويبعثه إلى المقام المحمود ، عند الكرسي فيكشف الغطاء عن ذلك الختم، فيحيطه النور وشعاع ذلك الختم يبين عليه. وينبع من قلبه على لسانه من الثناء ما لم يسمع به أحد من خلقه .
حتى يعلم الأنبياء كلهم أن –سيدنا- محمدا صلى الله عليه وسلم كان أعلمهم بالله عز وجل فهو أول خطيب، وأول شفيع فيعطي لواء الحمد، ومفاتيح الكرم.
فلواء الحمد لعامة المؤمنين، ومفاتيح الكرم للأنبياء ، ولخاتم النبوة بد وشأن عميق، أعمق من أن تحتمله. فقد رجوت أنه كفاك هذا القدر من علمه.

فصار-سيدنا- محمد صلى الله عليه وسلم شفيعا للأنبياء والأولياء، ومن دونهم ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام، فيما يصف من شأن المقام المحمود؟: "حتى أن ابراهيم خليل الرحمن يحتاج إلي في ذلك اليوم" . حدثنا بذلك الجارود عن النضر بن شميل، عن هشام الدستوانى عم حماد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ألا ترى أن الله، تبارك وتعالى ذكر البشرى في غير آية؟ فلم يذكرها إلا مع الشرط "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات" وذكرها هنا ولم يشترط: " وبشر الذين أمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" يعلمهم أن نجاة الجميع ، في ذلك اليوم بهذا القدم الصدق.
وأما الحجة. فكأنه يقول: للأنبياء عليهم السلام: معاشر الأنبياء، هذا محمد جاء في آخر الزمان،ضعيف البدن، ضعيف القوة، ضعيف المعاش، قليل العمر. أتى بما قد ترون : من صدق العبودة ، وغزارة المعرفة والعلم، وأنتم في قواكم وأعماركم وأبدانكم، لم تأتوا بما أتى. ويكتشف له الغطاء عن الختم، فينقطع الكلام، وتصير الحجة على جميع خلقه.
لأن الشيء المختوم محروس . وكذلك تدبير الله تعالى لنا في هذه الدنيا: إنه إذا وجد الشيء بختمه زال الشك وانقطع الخصام فيما بين الآدميين.
فجمع الله تعالى أجزاء النبوة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتتمها له وختم عليها بختمة فلم تجد نفسه ولا عدوه سبيلا إلى ولوج موضع النبوة، من أجل ذلك الختم. ألا ترى إلى حديث الحسن البصري، رحمه الله.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، في حديث الشفاعة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فإذا أتوا آدم ، يسألونه أن يشفع لهم إلى ربه، قال لهم آدم : أرأيتم لو أن أحدكم جمع متاعه في غيبته ثم ختم عليها، فهل كان يؤتى المتاع إلا من قبل الختم؟ فأتوا فهو خاتم النبيين. ومعناه عندنا: إن النبوة تمت بأجمعها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فجعل قلبه، لكمال النبوة، وعاء عليها، ثم ختم.

ينبؤك هذا، أن الكتاب المحترم والوعاء المختوم، ليس لأحد عليه سبيل، في الانتقاص منه، و لا بالإزدياد فيه مما ليس منه. وإن سائر الأنبياء عليهم السلام لم يختم لهم على قلوبهم، فهم غير آمنين أن تجد النفس سبيلا إلى ما فيها.
ولم يدع الله الحجة مكتومة في باطن قلبه حتى أظهرها: فكان بين كتفيه ذلك الختم، ظاهرا كبيضة حمامة وهذا له شأن عظيم تطول قصته.
فإن الذي عمى عن خبر هذا، يظن أن "خاتم النبيين" تأويله أنه آخرهم مبعًا فأي منقبة في هذا؟ وأي علم في هذا ؟ تأويل البله، الجهلة.
وقرأ (الخاتم)، بفتح التاء وأما من قرأ من السلف بكسر التاء، فإنما تأويله (خاتِم) على معنى فاعِل، أي: أنه ختم النبوة، بالذي أعطى من الختم.
ومما يحقق ذلك ما روي في حديث المعراج من حديث أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أبي العالية فيما يذكر من مجتمع الأنبياء في المسجد الأقصى: "فيذكر كل نبي منة الله عليه. فكان من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وجعلني خاتما وفاتحا " فقال سيدنا إبراهيم عليه السلام: بهذا فضلكم محمد" –صلى الله عليه وسلم.



والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد صلاة أهل السماوات والأرضين عليه واجر يا رب لطفك الخفي في أموري
[/
align]


مشاركات: 202

اشترك في: الأحد 7 شوال 1427هـ/29 أكتوبر 2006م/22:30

  •  

 

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

استاذنا الفاضل سيادة المستشار
لك تحياتي
لقد قرات هذا الموضوع ولبس علي الامرفي الاتي واخص الصفات المحمديه التي من الله سبحانه وتعالي صيدنا نحمد عليه الصلاة واذكي السلام
(وكان الله ولا شيء فجرى الذكر، وظهر العلم، وجرت المشيئة. فأول ما بدأ بدأ ذكره، ثم ظهر العلم علمه ، ثم في المشيئة مشيئته، ثم في المقادير هو الأول. ثم في اللوح هو الأول، ثم في الميثاق هو الأول، ثم هو الأول يوم تنشق عنه الأرض، ثم هو الأول في الخطاب، والأول في الوفادة، والأول في الشفاعة، والأول في الجوار، والأول في دخول الدار، والأول في الزيارة.)
اتمني ان توضحها لي ولمن سواي

Unknown يقول...

استاذنا الفاضل سيادة المستشار
لك تحياتي
لقد قرات هذا الموضوع ولبس علي الامرفي الاتي واخص الصفات المحمديه التي من الله سبحانه وتعالي صيدنا نحمد عليه الصلاة واذكي السلام
(وكان الله ولا شيء فجرى الذكر، وظهر العلم، وجرت المشيئة. فأول ما بدأ بدأ ذكره، ثم ظهر العلم علمه ، ثم في المشيئة مشيئته، ثم في المقادير هو الأول. ثم في اللوح هو الأول، ثم في الميثاق هو الأول، ثم هو الأول يوم تنشق عنه الأرض، ثم هو الأول في الخطاب، والأول في الوفادة، والأول في الشفاعة، والأول في الجوار، والأول في دخول الدار، والأول في الزيارة.)
اتمني ان توضحها لي ولمن سواي