الأربعاء، 4 أبريل 2007

في جلسة مع دار التقريب بين المذاهب


(الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي
(أعداء الأمة يحوّلون الاختلاف الفكري إلي نزاعات عقائدية وطائفية)
الدكتور مصطفي الفقي
( إيران دولة ذات حضارة.. والرئيس مبارك حريص علي التقارب معها)
كتب : مصطفي ياسين و حسام وهب الله

أكد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أن المسلمين يجب أن يحذروا من الأيدي الخفية التي حاولت ومازلت تحاول تحويل الاختلاف العادي الطبيعي بين المذاهب الإسلامية إلي خلافات ونزاعات عدائية ومثيرة للبغضاء والكراهية حتي ينجح أعداء الأمة في الصيد في هذا الماء العكر. جاءت كلمات خاتمي خلال لقاء جمعه وأعضاء دار التقريب بين المذاهب الإسلامية وعدد من المهتمين بفكر التقريب. وأشار خاتمي في بداية حديثه إلي أنه يعتز كثيرا بزيارته لمصر التي وصفها بالدولة الكبيرة والمحورية التي ترعي دوما كل مساعي ومحاولات التقريب بين المسلمين وتوحيدهم من أجل بناء أساس متين يساعد في عودة الأمة الإسلامية إلي لعب دورها الطبيعي في ركب الحضارة الإنسانية وأضاف خاتمي: إنني اعتقد ان المهمة اليوم كبيرة والوقت عصيب ويجب أن ينتبه الجميع للتحديات المفروضة علينا خاصة في ظل وجود قوي قذرة تطرح مخططاتها من أجل جعل الأمة الإسلامية ممزقة ومتنازعة مما يسمح لتلك القوي ان تصل إلي الهدف الذي تنشده وهو تركيع الأمة الإسلامية. وأنهي خاتمي حديثه بان المسلمين جميعا يجب أن يشكروا الله علي وجود رجال مخلصين يسعون دوما للتقريب خاصة وأن الاحياء الجديد لدار التقريب يحدث في مصر خاصة التوحيد والوحدة والتسامح والتعاطي مع الآخر علي الدوام. تخصيص المساجد من جانبه أوضح الشيخ عاشور رئيس دار التقريب أن هناك مؤامرة تحاك ضد المسلمين باستغلال الفرقة والتراث وهو ما يقتضينا أن نكون علي حذر ونلتقي علي كلمة سواء خاصة وأن الجميع يعبدون إلها واحداً ورسولهم واحد وقرآنهم واحد وهو ما يعني حاجتنا للوحدة والتآخي حتي نسيطر علي تلك الفرقة التي بدأت سياسية واستمرت للأسف الشديد سياسية وكل مسلم مطالب اليوم بأن يأخذ موقفا إسلاميا موحدا من أجل القضاء علي كل أشكال الفرقة والخلاف ومن أهم المواقف التي يجب أن تتخذ في هذا الصدد أن تقوم كل الدول الإسلامية بإلغاء تخصيص مساجد للسنة وأخري للشيعة فالمساجد كلها لله ولا يجب ان تخصص لطائفة دون أخري أو جماعة دون الأخري. تصريحات الهولوكوست وعقب الدكتور مصطفي الفقي علي ذلك قائلا إنه شخصيا لا يري أي مانع من وجود مساجد للشيعة وأخري للسنة علي أن يسمح للسني بالصلاة في المسجد الشيعي ويسمح للشيعي بالصلاة في المسجد السني. أوضح الفقي انه يؤمن تمام الإيمان بان إيران مظلومة تماما أمام الإعلام الغربي الذي يشوه صورتها عامدا متعمدا رغم أن إيران دولة عصرية متفتحة لدرجة أن اليهود يعيشون فيها في حرية تامة دون أدني قيود علي ممارساتهم الدينية والعقائدية. وأشار الفقي إلي أن الرئيس مبارك حريص علي التقارب مع إيران ويوضح ذلك تحذيره الدائم من أي مساس بإيران والعرب جميعا يحترمون إيران لأنها دولة قوية استطاعت أن تفرض ارادتها علي الآخرين واستطاعت أن تقول لا عند اللزوم ولها قيمة عالية وكبيرة. وعاب الفقي فقط علي التصريحات الإيرانية السياسية التي تضر بالعالم الإسلامي كله مشيرا إلي أن التصريحات التي أطلقها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول المحرقة النازية أو ما يعرفه اليهود باسم الهولوكوست وقال الفقي: إن نفي المحرقة يضر بالمسلمين والحديث عن المحرقة سواء بنفيها أو اثباتها لا يهم المسلمين في شيء ولكن نفيها يفيد إسرائيل التي تستخدم هذا النفي بصورة إعلانية تربح من خلالها علي حساب المسلمين ويجب أن يدرك الجميع أن أي محاولة لضرب إيران ستكون إسرائيل وراءها إذن فليكن ما حاق باليهود حاق بهم ولكن يجب ألا ندفع نحن الفاتورة في صورة الممارسات التي يتعرض لها العرب في فلسطين. التقريب ضرورة أكد السيد علي الهاشمي مستشار الشئون القضائية والدينية بوزارة شئون الرئاسة بالامارات ان التقريب ضرورة لانه يلقي الضوء علي بعض اشكاليات أحدثتها الهجمة الاستعمارية علي البلاد الإسلامية مما أدي إلي الخلافات في أصحاب البيت الواحد.. هذا الخلاف الناشب الآن ليس محليا وإنما سببته الهجمة الظالمة والتي هي شعار الاستعمار في كل مكان "فرق تسد" مع أنه ليس هناك ثمة أي تفريق بين أي أصحاب مذهب وآخر من المذاهب المتبوعة والمتعبد بها عبادة صحيحة وتوجها لله تعالي فمعلوم ان أصحاب المذاهب المتبوعة هم الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة والسادة الإمامية والإباضية والزيدية. وتساءل: إذا كان الله تبارك وتعالي قد أمرنا بأن نكف عن النزاع والتخاصم مع أصحاب الأديان السماوية الأخري فكيف يصح لمسلم أن ينازع أخيه المسلم وهما أصحاب عقيدة واحدة؟! أمر خطير أشار الشيخ عبدالله القمي سكرتير عام دار التقريب إلي أن الأمة الإسلامية مرت بمحن أكبر مما تشهده حاليا وبخلافات أشد وأعمق وبحمد الله تجاوزتها بفضل عقلائها من علماء المسلمين.. واليوم وفي تلك الظروف الحرجة والأحداث المتلاحقة التي تمر بها الأمة فان الأمر جد خطير يستلزم وقفة جادة من الأمة علمائها وروادها ومفكريها خاصة بهدف التوصل إلي ما يجمع كلمتها ويوحد صفها لمواجهة التحديات وتحقيق الآمال والتطلعات لما فيه خير الإسلام والأمة ويهييء من أمرها رشدا. الخطاب التقريبي طالب المستشار الثقافي بالسفارة الإيرانية "حجة الله جودكي" بتجديد الخطاب التقريبي لأن الجميع يجب عليهم الالتزام باحكام الإسلام قبل المذاهب وأن يتمسكوا بالعقل بدلا من التعصب والجهل وتثقيف المسلمين للتغلب علي الأمية الدينية وتنقيح تراثنا المحرف في ضوء القرآن الكريم حتي نصل إلي مرحلة جديدة في الخطاب الجديد ويجب أن نهتدي ونتبع أوامر ونواهي الله تعالي بدلا من احكام الفقهاء الضالة لنصل للحقيقة بالمعرفة العقلية "ولا تقف ماليس لك به علم". وتحدث في الجلسة أيضا الدكتور محمد الدسوقي عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والأستاذ بكلية دار العلوم وتحدث مؤكدا ان التقريب بين المذاهب الإسلامية أصبح خيارا استراتيجيا وليس خيارا تكتيكيا في ظل التحديات الجسام المفروضة علي الأمة الإسلامية خاصة وأن الوحدة بين المسلمين هي فريضة مقدسة والتفريط في هذه الفريضة جريمة منكرة ولهذا لابد من العمل الجاد لعلاج هذا الخلل الذي أصاب مسيرة التقريب وجعل الدم الإسلامي يهدد بأيد إسلامية ويجب أن يحدث ذلك التقارب دون أن يحاول مذهب السيطرة علي مذهب آخر أو الترويج لمذهب دون الآخر حتي لا يؤدي ذلك إلي عرقلة مسيرة التقريب أو وجود أي نوع من أنواع الصراع بين أتباع المذاهب المختلفة لا إلي جمعهم علي أصول الدين. ثم اصدر المجتمعون بيانا جاء فيه: انطلاقا من تحذير الرئيس مبارك من أن الوقيعة بين السنة والشيعة خطر يضرب استقرار العالمين العربي والإسلامي اجتمعت لجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية بمصر بحضور الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وآية الله جنتي وآية الله التسخيري والوفد الإيراني إلي مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والشيخ محمود عاشور رئيس جماعة التقريب بالقاهرة والدكتور مصطفي الفقي والدكتور محمد الدسوقي ود.عبدالمعطي بيومي ود.آمنة نصير والمستشار توفيق وهبة وقد اتفق الجميع علي أن تلتقي أيديهم لمواجهة الفتنة القائمة بين الشيعة والسنة واحباطها وعودة الترابط والاتحاد والتعاون بين هذه الفرق الإسلامية وأن يكون عملهم هو مواجهة كل الدسائس والشائعات التي تحاول تفريق الأمة وتشتيتها والتقت أفكارهم حول أن الجميع يدينون بدين واحد وإله واحد ويصلون إلي قبلة واحدة ولهم نبي واحد وأن الاختلاف الفكري وارد فيما هو بعيد عن الأصول الثابتة للدين الإسلامي وأن يعاون بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وأن المسلمين أمة واحدة يسعي بذمتهم ادناهم وأن الفقهاء السابقين اختلفوا في كثير من القضايا ولم يجرم أو يكفر بعضهم بعضا وإنما كانوا أخوة متحابين وأن نلتزم بالحديث الشريف "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" وسنظل دائما عند نداء الخالق الأعلي سبحانه "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
________________________
* عقيدتي بتاريخ 3 / 4 / 2007 م

ليست هناك تعليقات: