الأربعاء، 4 أبريل 2007

المستشار توفيق وهبه يشارك في لقاء الرئيس خاتمي وجماعة التقريب

لقاء فخامة الرئيس محمد خاتمي وجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية

القاهرة في 30/ 3 / 2007

اجتمع فخامة الرئيس الدكتور محمد خاتمي الرئيس الأسبق لدولة إيران الإسلامية مع رئيس وأعضاء جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية بمصر يوم الجمعة 30 / 3 / 2007 حيث تم تبادل الرأي حول قضايا التقريب وضرورة أن تمتد جهود التقريب لتصل إلي القاعدة العريضة من جماهير الأمة وألا تبقي الجهود محصورة بين الصفوة من العلماء .
وأوضح الحاضرون أن الحوار بين المذاهب الإسلامية أصبح ضرورة حتمية ومطلبا ملحا خاصة في هذه الآونة التي نشط فيها أعداء الأمة في نشر الشبهات والأباطيل وبث سموم الفرقة والتشتت والوقيعة بين أعضاء الجسد الواحد , وأن الإسلام يخسر كثيرا بسبب هذه الفرقة والخلاف والقطيعة والتدابر بين دوله وفرقه و مذاهبه . وهذا أهم ما يهدف إليه أعداؤه المتربصين به. وإن واجبنا هو بيان صحيح الدين والعمل على التقريب بين علماء المذاهب الإسلامية وهذا التقريب من أهم السبل الممهدة والمؤدية إلي وحدة المسلمين.
وليست الدعوة إلي التقريبب بين علماء المسلمين هى دمج المذاهب في بعضها لتصبح مذهبا واحدا ولا هى إلغاء لهذه المذاهب. وإنما المقصود هو فسح المجال لهذه المذاهب للتقارب والتآلف والابتعاد عن تكفير بعضها بعضا والتقليل ما أمكن من مسائل الخلاف وبحث, ما هو متفق عليه وتدعيمه والتركيز عليه والمساهمة في نشر ثقافة الألفة والمحبة والترابط بين المسلمين.
فالشيعة والسنة كلهم مسلمون يؤمنون بإله واحد , ودين واحد , ويتبعون رسولا واحدا هو سيدنا ومولانا محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم . ويصلون إلي قبلة واحدة ويدفعون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون إلي بيت واحد هو بيت الله الحرام ,وهذه هي الأصول التي لا يجوز مخالفتها أو الاختلاف حولها ,ولا يوجد بين السنة والشيعة خلاف حول هذه الأصول ولكن الخلافات الحاصلة هي في بعض الفروع التي لا تخرج عن الملة, وكما قال علماؤنا رحمهم الله يعاون بعضنا بعضاً فيما اتفقنا عليه, ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.

وأشار المجتمعون إلي أن الأمة الإسلامية مرت بمحن اكبر مما نشهده الآن وخلافات أعمق واشد مما نشاهد ونري وبحمد الله تجاوزتها بفضل عقلائها وأهل الرأي الراجح من أبنائها والتقريب ليس نفياً للأخر ولا إلغاء له وإنما هو مواجهة الفتنة التي يبثها أعداء الأمة بين السنة والشيعة والعمل علي دعوة الإخاء والترابط والتعاون بين جميع الفرق والمذاهب الإسلامية فالمسلمون امة واحدة مصداقا لقوله سبحانه وتعالي ( إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقوله جل وعلا ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) والدعوة إلي التقريب هي من الأمر بالمعروف الذي أمر به ربنا عز وجل .
ولقد تحدث في هذا الاجتماع فخامة الدكتور محمد خاتمي الرئيس الأسبق لجمهورية إيران الإسلامية والشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق و رئيس جماعة التقريب وسماحة الشيخ محمد علي التسخيري أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب .
هذا وقد اصدر المجتمعون بيانا أكدوا فيه اتفاقهم علي مواجهة الدسائس والشائعات التي تهدف إلي تفرقة الأمة وتشتيتيها وعلي أن تلتقي أيديهم لمواجهة الفتنة القائمة بين السنة والشيعة واجتثاثها وعودة الترابط والتمسك باواصر الإخوة والائتلاف والتلاقي بين الفرق والمذاهب الإسلامية ونبذ فكرة التعصب والتشدد والتكفير .
هذا وقد حضر هذا الاجتماع كل من فخامة الرئيس الدكتور محمد خاتمي رئيس جمهورية إيران الإسلامية الأسبق وأيه الله جنتي وأية الله محمد علي التسخيري والوفد الإيراني المشارك في مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وفضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق ورئيس جماعة التقريب بمصر والدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب والدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين بالأزهر سابقا والأستاذ بجامعة الأزهر والدكتور محمد الدسوقي الأستاذ بكلية دار العلوم والمستشار توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث والمستشار أسامة عبدا لعزيز عيسي وسماحة الشيخ عبد الله القمي سكرتير عام دار التقريب وحجة الله جودكي والأستاذة الشيماء العقالي وغيرهم كما حضر اللقاء عدد من الإعلاميين والصحفيين وكان لصحفي عقيدتي حضور بارز وعلي رأسهم الأستاذ مصطفي ياسين الذي يحرص علي حضور وتغطية المؤتمرات الإسلامية .

والجدير بالذكر أن
سماحة الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر وأمين عام المركز العربي للدراسات والبحوث من الأعضاء المؤسسين في جماعة التقريب ولهما نشاط بارز في هذا المجال ، إلا أن سفرهم إلي ليبيا والنيجر في ذلك الوقت للمشاركة في عدة مؤتمرات إسلامية هناك قد حال دون مشاركتهما في هذا اللقاء .
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق أمتنا وعلماءها المخلصين لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن ينصرها علي عدوها وأن يكتب لها العزة والمنعة .. والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ليست هناك تعليقات: