الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمات كتاب"شبهات وانحرافات في التفكير الاسلامي المعاصر"

تقديم : بقلم الأستاذ محمد عبدالله السمان

·لاجدال أن الإسلام اليوم يواجه التحديات فى الجبهتين ، جبهة داخلية مكونة من أدعياء لا ينتمون إلى الإسلام إلا بحكم شهادات مواليدهم ، وجبهة خارجية تهب رياح تحدياتها للإسلام من كل صوب وحدب ،تخطط لها وتتولى قيادتها الماركسية والصليبية والصهيونية..

 ولا جدال أيضاً فى أن الجبهة الخارجية التى تجهر بعداوتها للإسلام عقيدة وفكراً ونظاماً ،أهون على الإسلام من الجبهة الداخلية،ولا سيما من أضلهم الله على علم من أشياع هذه الجبهة ،ففى إتجاهاتهم يكمن الخطر ،لأن كثيرا من الشباب المسلم انتماء قد ينخدع إلى أفكارهم، وليس لديه رصيد من الثقافة الإسلامية الأصيلة يزن به أفكارهم، ويميز الخبيث من الطيب..

·ولا جدال ثانياً فى أن مهمة الكاتب الإسلامى قد أصبحت شاقة فى مواجهة الإنحرافات والشبهات التى تواجه الفكر الإسلامى من داخل دياره،لأن الفكر المنحرف يجد مجاله فى النشر ،ويجد مجاله فى التمويل الخفي والعلنى ،بينما يعانى الكاتب الإسلامى ما يعانيه فى هذين المجالين ،وأما ما هو أكثر مشقة على الفكر الإسلامى نفسه فيتركز فى مواجهته للانحرافات والشبهات التى تهب عليه من خارجه سواء من الشرق المادى الإلحادي أم من الغرب الصليبى واليهودي ،إذ كيف يواجه الفكر الإسلامى هذه الانحرافات والشبهات التى تطبع بعدة لغات أجنبية وتنشر على نطاق واسع، بينما هولا يملك إلا النشر - فى أضيق الحدود - وبلغة واحدة فى الغالب هى اللغة العربية ،التى قد لا تكون إحدى لغات الانحرافات والشبهات .

·ولا جدال ثالثاً : فى أن المؤسسات الإسلامية فى العالم الإسلامى ، يقع على عاتقها العبء الأكبرفى الدفاع عن الفكر الإسلامى فى مواجهة هذه الانحرافات والشبهات التى تمثل أعنف التحديات للإسلام عقيدة ونظاماً وفكراً وتراثاً ،وهذا يقتضي هذه المؤسسات توحيد المهمة , والدراسة والتخيطيط والعمل الجاد ،حتى يمكن أن ترد الانحرافات والشبهات على أعقابها ناكصة ويقضي عليها فى مكافحتها ومساربها ومسالكها قبل ان يستحفل أمرها ويدلهم خطرها..

أما بعد ..

 فالأخ الكريم الأستاذ توفيق على وهبه، واحد من الكتاب الإسلاميين الذين تتوافر لديهم العقيدة والإخلاص والغيرة على الإسلام ,  وهو إذ يتصدى فى كتابة هذا لشبهات وانحرافات فى التفكير الإسلامى المعاصر فإنما لكى يؤدي أمانة القلم الذى يحمله ، وواجب العقيدة التى يعتز بها ،ولقد كان موفقاً حين اختار من الشبهات والانحرافات نماذج تتصل بالعقيدة والسلوك والأسرة والمرأة المسلمة والتراث وبدع تتصل بليلة النصف من شهر شعبان ،ولقد كان أكثر توفيقاً حين بدأ كتابه بالدعوة إلى الرجوع الى كتاب الله بإعتباره الحصن المنيع ضد التيارات المنحرفة ،وبذلك كان كتابه ليس جديراً بالتقدير- فحسب- بل جديراً بأن يسد فراغاً فى المكتبة الإسلامية، التى قدم لها من قبل العديد من الدراسات الإسلامية الجادة ،والكاتب- والحمدلله - لم تنقصه الشجاعة الأدبيه، فوضع النقاط على الحروف ،غير هياب ولا مجامل وهذا يجعلنا أكثر تقديراً لشخصه وأكثر تقديراً لعلمه وأكثر تقديراً لقلمه..

 والحمد لله أولاً وآخره..

القاهرة فى أول يناير عام1978 م                    محمد عبدالله السمان

                                                              القاهرة- ص.ب 1621

 

 

ليست هناك تعليقات: