( التنزل مع الخصم وجمال محاورة الكفار بالتي هي أحسن)
* ذكروا أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال : يا شيخ الإسلام تزعم أن نبيكم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فقال : أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي.
فيض القدير للمناوي 3/730
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
بعث عضد الدولة القاضي أبابكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما انتهى إليه إذا هو لا يدخل عليه أحد إلا من باب قصيرة كهيئة الراكع، ففهم الباقلاني أن مراده أن ينحني الداخل عليه له كهيئة الراكع لله عز وجل، فدار إسته إلى الملك ودخل الباب بظهره يمشي إليه القهقرا، فلما وصل إليه انفتل فسلم عليه، فعرف المَلِك ذكاءَه ومكانه من العلم والفهم، فعظمه ويقال إن الملك أحضر بين يديه آلة الطرب المسماة بالارغل، ليستفز عقله بها، فلما سمعها الباقلاني خاف على نفسه أن يظهر منه حركة ناقصة بحضرة الملك، فجعل لا يألوا جهدا أن جرح رجله حتى خرج منها الدم الكثير، فاشتغل بالالم عن الطرب، ولم يظهر عليه شئ من النقص والخفة، فعجب الملك من ذلك، ثم إن الملك استكشف الامر فإذا هو قد جرح نفسه بما أشغله عن الطرب، فتحقق الملك وُفُورَ همته وعلو عزيمته، فإن هذه الآلة لا يسمعها أحدٌ إلا طَرِب شاء أم أبى.
وقد سأله بعض الأساقفة بحضرة ملكهم فقال: ما فعلت زوجة نبيكم ؟ وما كان من أمرها بما رميت به من الافك ؟ فقال الباقلاني مجيبًا له على البديهة: هما امرأتان ذُكِرَتا بسُوءٍ: مريمُ وعائشةُ ، فبرأهما الله عز وجل، وكانت عائشة ذات زوج ولم يأت بولد، وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج - يعني أن عائشة أولى بالبراءة من مريم - وكلاهما بريئة مما قيل فيها، فإن تطرق في الذهن الفاسد احتمال ريبة إلى هذه فهو إلى تلك أسرع، وهما بحمد الله منزهتان مبرأتان من السماء بوحي الله عز وجل، عليهما السلام.
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير 11/402
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
سمع إياس القاضي يهودياً يقول:ما أحمق المسلمين يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يحدثون،فقال له:افكلما تأكله تحدثه؟قال:لا لأن الله تعالى يجعله غذاء،قال:فلم تنكر أن تعالى يجعل كل ما يأكله أهل الجنة غذاء
مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان 1/119
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
* لما ذهب الشَّعْبي لملك الروم قال له الملك: عندكم في الإسلام أمور لا يُصدِّقها العقل، فقال الشَّعْبيّ: ما الذي في الإسلام يخالف العقل؟ قال: تقولون إن في الجَنّة طعاماً لا ينفد أبداً، ونحن نعلم أن كل ما أُخذ منه مرة بعد مرة لابُدَّ أنْ ينفد. فقال الشَّعْبي: أرأيتَ لو أن عندك مصباحاً، وجاءت الدنيا كلها فقبستْ من ضوئه، أينقص من ضوء المصباح شيء؟ فأفحمه
فقال ملك الروم فيقول: كيف نأكل في الجنة كُلَّ ما نشتهي دون أنْ نتغوّط ؟ نقول: أرأيتم الجنين في بطن الأم: أينمو أم لا؟ إنه ينمو يوماً بعد يوم، وهذا دليل على أنه يتغذَّى، فهل يتغوّط؟ فلو تغوَّط في مشيمته لمات. فأفحمه.
ثم قال ملك الروم: أين تذهب الأرواح بعد أنْ تفارق الأجساد؟ أجاب الرجل إجمالاً: تذهب حيث كانت قبل أنْ تحلَّ فيك، وأمامك المصباح وفيه ضوء، ثم نفخ المصباح فانطفأ، فقال له: أين ذهب الضوء؟ فأفحمه.
تفسير الشعراوي سورة الحج -3 " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ"
- - - - - - - - - - -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق