{الصلاة من الله على عباده}
قال ابن القيم : قولهم الصلاة من الله بمعنى الرحمة ...باطل من ثلاثة أوجه
أحدها: أن الله تعالى غاير بينهما في قوله: {علَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}
الثاني: أن سؤال الرحمة شرع لكل مسلم والصلاة تختص بالنبي وهي حق له ولآله ولهذا منع كثير من العلماء من الصلاة على معين غيره ولم يمنع أحد من الترحم على معين
الثالث: أن رحمة الله عامة وسعت كل شيء وصلاته خاصة بخواص عباده
وقولهم الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مشكل من وجوه:
أحدها: أن الدعاء يكون بالخير والشر والصلاة لا تكون إلا في الخير
الثاني: إن دعوت تعدى باللام وصليت لا تعدى إلا بـ "على" ودعا المعدى ب على ليس بمعنى صلى وهذا يدل على أن الصلاة ليست بمعنى الدعاء
الثالث: أن فعل الدعاء يقتضي مدعوا ومدعوا له...تقول: دعوت الله لك بخير وفعل الصلاة لا يقتضي ذلك لا تقول صليت الله عليك ولا لك فدل على أنه ليس بمعناه
فأي تباين أظهر من هذا ولكن التقليد يعمي عن إدراك الحقائق فإياك والإخلاد إلى أرضه
بدائع الفوائد 1/26 ... قلت : والمعنى الصحيح " الثناء من الله على عبداده في الملأ الأعلى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق