مشاعر حــافـظ للصحيحين
حِفظُ الصَّحِيحَينِ أُنسٌ أيُّ إيناسِ ** علمٌ أفاضَ سناهُ أفضلُ الناسِ
زادُ الرواحلِ في دربِ المسيرِ فخُذْ ** زادَ التقى وَافِرًا مِنْ خيرِ نِبراسِ
سَناهُ يُشرِقُ فِي رُوحٍ مكدَّرةٍ ** نورًا يُطهِّرُها مِن كلِّ أرجاسِ
حَلِّقْ بِعَالمَهِ، غُصْ في مَعَالمِهِ ** فَتّشْ بهِ عُنْ كنوزِ الدُّرِ والماسِ
وَعِشْ مَع المصْطفى في ظِلِّ دَوحَتِهِ ** تُغنيكَ صُحْبتُه عَنْ صُحبةِ النَّاسِ
وَاشغلْ حياتَك في تَحصيلِ سُنتهِ ** فَلَيس عُمْرُك إلا بِضْعُ أَنْفاسِ
من كتاب جواهر الألفاظ من مشاعر الحفاظ
==================
{الشرع والعقل}
قال ابن الجوزي : فمثال الشرع الشمس ومثال العقل العين فَإِذَا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس
تلبيس إبليس 1/3
واعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك مَا ينفعه ووضع فيه الغضب ليدفع به مَا يؤذيه وأعطى العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب وخلق الشَّيْطَان محرضا لَهُ عَلَى الإسراف فِي اجتلابه واجتنابه فالواجب عَلَى العاقل أن يأخذ حذره من هَذَا العدو الذي قد أبان عدواته من زمن آدم عَلَيْهِ الصلاة والسلام وَقَدْ بذل عمره ونفسه فِي فساد أحوال بني آدم وَقَدْ أمر اللَّه تعالى بالحذر منه فقال سبحانه وتعالى: {لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
تلبيس إبليس 1/23
قال ابن تيمية : فَحَقَّ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بَذْلُ جُهْدِهِ وَاسْتِطَاعَتِهِ فِي مَعْرِفَةِ مَا جَاءَ بِهِ وَطَاعَتِهِ إذْ هَذَا طَرِيقُ النَّجَاةِ مِنْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَالسَّعَادَةِ فِي دَارِ النَّعِيمِ . وَالطَّرِيقُ إلَى ذَلِكَ الرِّوَايَةُ وَالنَّقْلُ . إذْ لَا يَكْفِي مِنْ ذَلِكَ مُجَرَّدُ الْعَقْلِ . بَلْ كَمَا أَنَّ نُورَ الْعَيْنِ لَا يُرَى إلَّا مَعَ ظُهُورِ نُورٍ قُدَّامَهُ فَكَذَلِكَ نُورُ الْعَقْلِ لَا يَهْتَدِي إلَّا إذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسُ الرِّسَالَةِ . فَلِهَذَا كَانَ تَبْلِيغُ الدِّينِ مِنْ أَعْظَمِ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ . وَكَانَ مَعْرِفَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَاجِبًا عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 1/1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق