بقلم؛ توفيق علي وهبة
=============
تطالعنا بين
الحين والآخر بعض الكتب التي تهاجم
الإسلام صادرة عن دور نشر شيوعية، ثم تصدر المصادر الرسمية الشيوعية بيانات
تدعي فيها تزوير
هذه الكتب تنفي نسبتها إليها… ودون الدخول في تفاصيل نود أن نوضح أن هذه الأجهزة
تقصد من وراء
نفي صدور الكتب عنها رواج هذه الكتب وتهافت الناس عليها لمعرفة ما تتضمنه.
وسواء أكان هذا النفي صحيحاً أم كاذباً؛ فإن
لدائرة
المعارف السوفيتية موقفاً معادياً للإسلام لا يقل عن موقف الكتب التي تنفيها
المصادر الشيوعية،
بل هي أخطر وأكثر عداء للإسلام والمسلمين،
بل الأهم من ذلك أنها أكثر صراحة من أي كتب تظهر عداءها للإسلام.
ترى ما هو موقف الأزهر وعلماء الدين في العالم العربي والإسلامي من هذا
العداء الصريح للإسلام؟
ولماذا لا تتدخل الهيئات الإسلامية لدى الحكومة السوفيتية لتوضيح رأيها فيما
تقوله دائرة المعارف
الروسية عن الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
رأي دائرة المعارف السوفيتية عن القرآن:
--------------------------------------
جاء بالمجلد رقم [12 صفحة 564]: (القرآن.. الكتاب المقدس الأساسي للمسلمين،
مجموعة من المواد الدينية
المذهبية والأسطورية والقانونية وقد وضع القرآن وشرع خلال حكم ثالث الخلفاء
العرب عثمان
[644 - 656 م]
ثم أدخلت عليه فيما بعد حتى بداية القرن
الثامن - وفق ما وصلنا من المعلومات - بعض التغييرات، ووفقاً للتقليد الإسلامي
التاريخي الديني
يعتبر محمد هو مشرع القرآن كما يعتبر مؤسس الإسلام، على أنه وفقاً للتحليل
الموضوعي للقرآن هناك
نظرية تقول إن جزءاً
معيناً منه
فقط ينتمي
إلى عصر محمد، أما الأجزاء الأخرى من هذه المجموعة فلا بد أنها تنتمي لعصور
متقدمة عليه أو
متأخرة عنه. ويمكن
أن نتبين هذا من وجود عدد من
الأساليب المختلفة في القرآن يمكن أن تعزى لتطور اللغة العربية، ولزمن ظهور
السور ومكانها. وتستخدم الطبقات الاستغلالية القرآن ورجال الدين
الإسلامي
الرجعيين كسلاح لخداع الجماهير الكادحة وكبحها).
النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
----------------------------
أما سيدنا رسول الله عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام فقد وردت سيرته
بالمجلد [28 صفحة 599] كما يلي: (محمد مبشر ديني يعتبر مؤسس الإسلام، ويصور في العقيدة الإسلامية
على أنه
"أعظم
المرسلين وخاتمهم"، وهو عربي نشأ في مكة، وأبعد ما أمكن الوصول إليه فيما كتب
عن سيرة محمد كتب
في النصف الثاني من القرن الثاني، كتبه جامع للأساطير نشأ في
المدينة
يُدعى "ابن إسحاق"، وعنوان
كتابه هو "سيرة رسول الله"، وقد ألف هذا الكتاب بناء على أمر من الخليفة في
بغداد. وإلى جانب
الحقائق الواقعية عن حياة محمد يشمل الكتاب عدداً من الأساطير والخرافات، وفي كتب
السيرة الأكثر
حداثة طمست هذه الأساطير تماماً صُوَر محمد التاريخية، وحتى يومنا هذا مازالت
سيرة محمد تُشيد على
المعلومات شبه الأسطورية الواردة في القرآن والتي يتقبلها علماء الإسلام
البرجوازيون بغير مناقشة.
وتقول إحدى الأساطير إن محمداً ينحدر من أسرة هاشم؛ إحدى أسر قبيلة قريش التي
كانت تعيش في مكة،
وقد هذب محمد تعاليم الموحدين قبل الإسلام - الحنفاء - وراح يبشر بالإسلام في مكة،
وقد مكن ظهور
الإسلام ظهور مجتمع طبقي بين العرب تكون تدريجياً … وقد تحول محمد في نظر
الأجيال التالية من
المسلمين إلى "قديس" وصانع "المعجزات" و "شفيع" للمؤمنين. ويحاول
المدافعون عن الإسلام والطبقات لاستغلالية
استخدام صورة محمد لإضعاف الكفاح الطبقي).
هذا قليل من كثير ورد في دائرة المعارف الروسية التي تتبع هيئة تحريرها
لرئاسة مجلس الوزراء
السوفيتي مباشرة.
وتتلخص الافتراءات على القرآن والرسول الأعظم
صلى الله
عليه وسلم فيما يلي:
1) القرآن ألف في عهد عثمان ابن عفان، وبعضه من تآليف محمد صلى الله عليه وسلم: وهذا
ما يخالف ما
أجمع عليه ثقات المؤرخين؛ من أن القرآن وحي من الله سبحانه وتعالى إلى سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
متضمناً رسالة الإسلام خاتمة الديانات، وأن ما حدث في عهد ثالث الخلفاء عثمان بن
عفان رضي الله
عنه هو تدوين القرآن وجمعه وليس تأليفه.
2) تتعد أساليب القرآن تبعاً لتطور اللغة العربية: وهذا جهل فاضح وافتراء من
جاهل، لأن اختلاف
الأساليب راجع إلى ما يعالجه القرآن من موضوعات، فالحديث عن الاعتقاد يختلف
عن الحديث عن الحياة
الاجتماعية… وهكذا، ثم اختلاف العهد المكي عن العهد المدني؛ ففي مكة كان المقصود
هو بناء العقيدة،
أما في المدينة فكان الاهتمام ببناء المجتمع بالإضافة إلى بناء العقيدة.
3) يستخدم رجال الدين الرجعيون القرآن لخداع الجماهير: وهذا هجوم على علماء
المسلمين بدون مبرر،
ووصفهم بالرجعية
لا يستقيم مع
كونهم رجال
دين يجب احترامهم وتوقيرهم، إن رجال الدين يستخدمون القرآن لإبلاغ رسالة الإسلام
إلى الناس وبيان
العقيدة الحقة لهم ولبناء المجتمع الصالح الفاضل.
4) ترى دائرة المعارف الروسية أن محمداً صلى الله عليه وسلم مبشر ديني أخذ تعاليم
الحنفاء الذين
وجدوا على أيامه وطورها وأقام على أساسها الإسلام، وأنه ألف بعضاً من القرآن
الذي أكمل فيما بعد.
إن الحقد الذي أعمى قلوبهم وأفكارهم دفعهم
إلى الافتراء
على سيد خلق الله أجمعين والتطاول على
مقامه السامي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأكبر من أن تتناول سيرته
الطاهرة دائرة معارف
الملحدين الكفرة الذين لا يرون في الدين إلا مخدراً للشعوب.
إن ما ذكرته من مقتطفات أردت به إيقاظ الوعي
لدى المسلمين
لما يقال عن دينهم ونبيهم وكتابهم وما
يدبر لهم بمعرفة أعداء الإسلام.
وإنني من على صفحات هذه المجلة أدعو الهيئات
الرسمية
الإسلامية وغير الرسمية - وعلى رأسها الأزهر الشريف - إلى الوقوف في وجه
هذه الحركات المعادية
للإسلام، وأن يبعثوا إلى هيئة تحرير دائرة المعارف السوفيتية بالحقائق
التي يتجاهلونها عن
الإسلام وطلب إثبات هذه الحقائق بها بدلاً من الخرافات التي تملأ كتبهم عن ديننا
الحنيف.
وأتوجه إلى هؤلاء الذين أعمت الأحقاد قلوبهم
وصدورهم عن
ذكر الله؛ أدعوهم إلى الإسلام وإلى اعتناق
دين الله الحق وشهادة "ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
================
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق