( يهودي حفظ عالماً من علماء المسلمين فكافأه الله بالإسلام)
طلب الحكم بن هشام طالوتَ المعافريّ – الفقيه المالكي- فاختفى طالوت سنةً عند يهودي، ثم خرج وقصد الوزير أبا البسام ليختفي عنده فأسلمه إلى الحكم، فقال: ما رَأيُ الامير في كبش سمين؟ فقال الحكم: لحم ثقيل، ما الخبر؟ قال: طالوت عندي، فأمره بإحضاره،فأُحضِر، فقال: يا طالوت، أخبرني لو أن أباك أو ابنك ملك هذه الدار، أكنت فيها في الاكرام والبر على ما كنت أفعل معك ؟ ألم أفعل كذا ؟ ألم أمش في جنازة امرأتك، ورجعت معك إلى دارك ؟ فقال الفقيه في نفسه: لا أجد أنفع من الصدق. فقال: إني كنت أبغضك لله فلم يمنعك ما صنعت معي لغير الله، وإني لمعترف بذلك، أصلحك الله.
فوجم الخليفة وقال: اعلم أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك، فانصرف في حفظ الله، ولست بتارك بِرّك، وليت الذي كان لم يكن، ولكن أين ظفر بك أبو البسام لا كان، فقال: أنا أظفرته بنفسي، وقصدته.
قال: فأين كنت في عامك ؟ قال: في دار يهودي، حفظني لله، فأطرق الخليفة ملياً، ورفع رأسه إلى أبي البسام وقال: حفظه يهودي، وستر عليه لمكانه من العلم والدين، وغدرت به إذ قصدك وخفرت ذمته، لا أرانا الله في القيامة وجهه إن رأينا لك وجها. وطرده وكتب لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك، وزاد في إحسانه، فلما رأى اليهودي ذلك، أسلم مكانه.
-------------------------------
مختصرا من سير أعلام النبلاء للذهبي 8/259
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق