دعوة تقوم علي العدل والوحدة بقلم
المستشار:توفيق علي وهبة رئيس المركز العربي للدراسات والبحوث |
الإسلام دين الوحدة والتوحيد وهو الدين الخاتم والسبيل
الوحيد لإعلاء كلمة الله والتمسك به والالتفاف حوله يرفع قدر هذه الأمة ويعلي شأنها
وهو أمانة في اعناق المسلمين عليهم الدفاع عنه وعن مقدساته والتصدي للهجمة الشرسة
التي يشنها الاستعمار العالمي ضد الإسلام بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي
تحاول تمزيق أمة الإسلام وشق صفوفها وتفرق دولها وخلخلة عقيدتها والقضاء علي دينها
ما امكنهم إلي ذلك سبيلا فإذا لم يستطيعوا القضاء علي الإسلام حاولوا تهوين الدين
والانتقاص منه والتشويش عليه في انفس اتباعه. ولذلك يجب علي الأمة جماعات
وأفرادا ان يفوتوا علي هؤلاء الأعداء المتربصين بهم اهدافهم وان يفسدوا خططهم ولا
يتم ذلك إلا باتحاد كلمتهم وجمع صفوفهم وان يكونوا يداً واحدة ضد الأخطار المحدقة
بهم امتثالاً لامر ربهم سبحانه وتعالي القائل في محكم كتابه:"إن هذه أمتكم واحدة
وأنا ربكم فاعبدون" وقوله تعالي:"وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" و قوله
عزوجل:"إنما المؤمنون إخوة" إن أعداء الإسلام يثيرون الأحقاد والشبهات
والإفتراءات حوله لتخويف المجتمع العالمي وتنفيرهم منه لمن يريد اعتناقه من غير
المسلمين وتشكيك المسلمين في دينهم وإبعادهم عنه ليبقوا بلا هوية تائهين بين الأمم
ليس لهم أهداف تجمعهم أو عقيدة تلم شملهم. ونشير علي عجالة إلي ما يروج له
هؤلاء الأعداء: يقول لانس بروان: لقد وجدنا ان الخطر الحقيقي علينا موجود في
الإسلام وفي قدرته علي التوسع والاخضاع وفي حيويته المدهشة ويقول: إذا اتحد
المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن ان يصبحوا لغتة علي العالم وخطراً أو أمكن ان
يصبحوا أيضا نعمة له أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير.
ويقول المستشرق الأمريكي و.ك.سميث:إذا اعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي
وعاشوا في ظل انظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد وبالدكتاتوريات
وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها. ويقول سالازار: إن الخطر
الحقيقي علي حضارتنا هو الذي يمكن ان يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم.
ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر إبان احتلالها يجب ان نزيل القرآن العربي من
وجودهم ونقتلع اللسان العربي من السنتهم حتي ننتصر عليهم. يقول موروبيرجر في
كتابه "العالم العربي المعاصر":"إن الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس
ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب فقط بل بسبب الإسلام يجب محاربة الإسلام
للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلي قوتهم لان قوة العرب تتصاحب دائما مع قوة
الإسلام وعزته وانتشاره إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة
الأوروبية" ونحن نقول بل وينتشر في العالم اجمع. يقول أبو جين روستو مستشار
الرئيس الأمريكي جونسون: يجب ان ندرك الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب
العربية ليس خلافات بين دول أو شعوب بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة
المسيحية لقد كان الصراع محتدما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطي وهو مستمر
حتي هذه اللحظة بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث
الإسلامي للتراث المسيحي. إن الظروف التاريخية تؤكد ان أمريكا إنما هي جزء مكمل
للعالم الغربي فلسفته وعقيدته ونظامه وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي
الإسلامي بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي ولا تستطيع أمريكا إلا ان تقف
هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلي جانب العالم العربي ودولة إسرائيل لأنها
إن فعلت عكس هذا فإنها تتنكر للغاتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها" وهكذا نري
ان ما يحدده روستو من أهداف الدول الغربية وأمريكا في الشرق الأوسط وهو القضاء علي
الإسلام وحماية إسرائيل هو نفس ما ردده الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه
الفرصة السانحة الذي ترجم إلي اللغة العربية عام 1992 حيث أكد علي انه بعد سقوط
الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي لم يبق أمام أمريكا عدو إلا الإسلام وحدد
الأهداف المطلوبة وهي السيطرة علي البلاد الإسلامية لنهب البترول وبقاء إسرائيل.
فهدف الاستعمار العالمي قديمه وحديثه هو القضاء علي الإسلام والاستيلاء علي
ثروات المسلمين والعمل بكل ما في وسعهم لمنع وحدتهم وإبقائّهم مشتتين متفرقين وبث
روح الحقد والكراهية بينهم وإثارة النزعات الطائفية والمذهبية والبغضاء حتي يسهل
للأعداء تنفيذ مخططاتهم. وعلينا ان نعي الدرس وان نأخذ من الماضي القريب عبرة
فما الحروب الصليبية التي جاءت لتقضي علي الإسلام والمسلمين عنا ببعيد. إن
المسلمين أصحاب دعوة تقوم علي الوضوح والصراحة لانهم يدعون إلي الله علي بصيرة وهدي
بعيدين عن التعصب والتطرف والطائفية والإرهاب ويقوم جدالهم ودعوتهم علي الإقناع
بالحكمة والموعظة الحسنة امتثالاً لقول ربهم سبحانه وتعالي:"ادع إلي سبيل ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
--------------------
نشر بجريدة عقيدتي |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق