الاخوان وافشال أول
حكم اسلامي في مصر
بقلم المستشار توفيق
علي وهبة
من خلال
مشاركتي في المؤتمرات الدولية تعرفت علي العديد من كبار العلماء والساسة وأساتذة
الجامعات من شتي أنحاء العالم, أكثرهم من بلاد العالم الاسلامي , وثلة من الجاليات
الاسلامية في الخارج ..وهؤلاء جميعا يحملون هموم وقضايا أمتهم , ويكون النقاش في
الجلسات العامة للمؤتمرات , وفي اللقاءات الجانبية بين العلماء مدارسة هذه
القضايا وبحث الحلول المناسبة لها
ونظرا
لعدم وضوح الرؤيا أمام العالم الخارجي لما حدث في مصر , ومحاولة جماعة الاخوان
وحزبها نشر معلومات مغلوطة ومنافية للحقيقة , وبيان أن الحكم الحالي ماهو الا انقلاب عسكري قد ظلمهم وهضمهم حقوقهم
بالاستيلاء علي السلطة واقصاء الرئيس المعزول محمد مرسي دون وجه حق .
وقد كتب
الي بعض العلماء من واقع حبهم لمصر ولأهلها ورغبتهم في أن تكون مصر في مقدمة
العالم الاسلامي وأن تكون نموذجا
يحتذي كتبوا يستطلعون حقيقة الأمر لأن
المعلومات لديهم منقوصة ومشوشة ..وهم يعلمون جميعا أنني لا أنتمي الي أي حزب ولا
الي جماعة ولا الي أي تجمع بل أنتمي الي
الاسلام :وحده فالاسلام ديني والاسلام
وطني والاسلام عقيدتي وأنا أدافع عنه بكل ما استطيع حتي نفسي التي بين جنبي أقدمها
فداء للاسلام .ولوحدة المسلمين
وبيانا
للحفيقة أقول لاخواني العلماء لقد قلت
مرارا في مناقشات و تعليقات لي سابقة :
أنا حزين .. حزين ..جد حزين لافشال الاخوان أول حكم اسلامي لمصر, فلم يطبقوا شرعا ولم يمنعوا منكرا , وتركوا البلاد تموج في فوضي أمنية, حتي وصل
الأمر أن يفرج الرئيس المعزول مر سي عن جماعة من عتاة المجرمين فخرجوا من السجون ليعيثوا في الأرض فسادا في وقت كانت
قوات الأمن أضغف ما يكون مما ألصق بهازورا
وبهتانا من قتل الثوار وفتح السجون حتي ظهرت براءتهم و خرجوا من كل هذه
القضايا كالشعرة من العجين , وكان آخر ذلك
الحكم المدوي الذي لم يسبق له مثيل بادانة
جماعة الاخوان والرئيس المعزول محمد مرسي وحماس وغيرهم في قتح السجون وتهريب المساجين وطالب الحكم أن تقوم النيابة العامة بالتحقيق
معهم واحالتهم الي محكمة الجنايات .
والغريب
والمثير أن هذا الحكم صدر ومرسي علي رأس
الدولة , فلم يخش القاضي تهديد جماعة
الاخوان له ابان نظر القضية , وهذا حدث فعلا , ولا بطش الحاكم به وهو علي رأس
الدولة , ولم يخش الا الله وما يرتاح اليه
ضميره وهنا بدأت قوات الأمن وقياداته تتنفس الصعداء بعد أن قضي كثير من قياداتهم
حوالي سنتين أو أكثر بين القضبان حتي ظهرت
براءتهم ..
أقول بغير
ادعاء : أنني مسلم صادق الايمان والاسلام , وغيور علي ديني وكنت أتوسم في الاخوان
المسلمين خيرا فانتخبت الرئيس مرسي ومرشحيهم للمجالس النيابية , ولكن خاب ظننا
وكانت النتيجة خلاف ما نتوقع . وكان كل هم الاخوان وترتيباتهم هو الاستحواز علي
السلطة لصالح جماعتهم , وليس لصالح أهل مصر . فازداد الفقر وكثرت المشكلات وتدنت
الخدمات ناهيك عن الانفلات الأمني غير
المسبوق الذي عم البلاد وأخاف العباد
وكتبت عن ذلك
ووجهت كثيرا من النقد والنصائح الي الرئيس مرسي ومن حوله ولا مجيب ..حتي كانت
النتيجة كما نري
فكان التجمع
الشعبي غير المسبوق الذي ملأ ميادين مصر في المدن والقري مطالبا بعزل الرئيس مرسي
وابعاد جماعة الاخوان المسلمين عن الحكم لفشلهم في ادارة شئون البلاد , فما كان من
القوات المسلحة الا أن أصدرت بيانا لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتنفيذ الارادة
الشعبية وطالب البيان باسناد الأمر الي حكومة مدنية مؤقتة حتي يتم اجراء انتخابات جديدة وتتولي حكومة منتخبة ادارة شئون البلاد .
وما يشيعه
قيادات الاخوان بأن ماحدث انقلاب عسكري
فهو محض افتراء ولا أساس له من الصحة , فان ما حدث كان ثورة شعبية تمثلت في
الملايين الغفيرة التي خرجت تسحب البيعة من الحاكم لأخطاء مبررة لم يستطع الشعب
السكوت عليها .
وان ما يحدث
الآن في بعض الميادين من تجمع مؤيدين
للرئيس مرسي ويستننجدون بدول الاستعمار الغربي
وفي مقدمتها الولايات الميحدة الأمريكية ويطالبونها بالتدخل عسكريا لنصرتهم
علي بني وطنهم , وهذه خيانة عظمي لوطنهم
.ترفضها الشريعة التي يتخفون تحت شعارها بل ترفضها كل الأديان بل وكل القيم
الانسانية النبيلة ويعاقب عليها القانون بأشد العقوبات .
لقد أوضحت
باسهاب انتمائي الي الاسلام حتي لايظن ظان أنني ضد تطبيق الشريعة أو ضد الاخوان
المسلمين , بل انني علي العكس من ذلك
وأزيد الأمر وضوحا بأنني طالبت في العديد من كتبي وأبحاثي المقدمة في المؤتمرات
الدولية أو المنشورة في مصر وفي بعض البلاد الاسلامية بتطبيق الشريعة
الاسلامية منذ عام 1975 وما قبلها ومن ذلك
كتابي ( الاسلام شريعة الحياة ) ط الهيئة العامة للكتاب 1975 , وكتاب ( الجرائم
والعقوبات في الشريعة الاسلامية ) ط الرياض
1980 , وغير ذلك مما طبعه الأزهر
الشريف والمجلس الأعلي للشئون الاسلامية
وغيرها ...
أدعو الله
سبحانه وتعالي أن يوفق مصر وأهلها وأن يحفظها من كل سوء وأن يعوضها عما فات خيرا .. انه ولي ذلك والقادر
عليه . وصلي الله علي نبينا سيدنا محمد وعلي
آله وصحبه ومن تبعه باحسان الي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين ..
Email : tawahba@gmail.com
نشر في جريدة الأخبار اليوم الاثنين 6 من ر مضان 1434 –
الموافق 15 من يوليو 2013 وموقع حصري علي شبكة المعلومات الدولية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق