المستشار توفيق وهبة يكتب:كفوا أيديكم عن الاساءة الي الرسول وازدراء الأديان
الاساءة الي رسول الله صلي الله عليه وسلم في كثير من وسائل الاعلام الغربية والأمريكية مرفوضة , وكذلك القتل والارهاب مرفوض, وقد كنا كتبنا بحثا في المؤتمر العالمي للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية عام 2006 استنكرنا فيه هجوم الصحافة الدانمركية ومن بعدها الفرنسية علي قدسية الاسلام ورسوله . وقلنا وقتها ان ردود أفعالنا يجب ألا تكون انفعالية ووقتية , بل يجب أن تكون عقلانية تتولاها المؤسسات الاسلامية وفي مقدمتها الأزهر الشريف, والحوزات العلمية والعلماء من مختلف المؤسسات الدعوية المنتشرة في ربوع العالم الاسلامي وغيرها بكتابة وتأليف الدراسات والمقالات باللغات الأجنبية تبين لجمهور المواطنين هناك وسطية الاسلام وعدله وانصافه للمسلمين وغير المسلمين ,ثم يأتي دور الساسة والزعماء ورؤساء الدول بالاتصال برؤساء تلك الدول التي تمارس أي أمور تسيء الي الاسلام أو رسوله صلي الله عليه وسلم ., ويطالبونهم بضرورة وقف مثل هذه التجاوزات , ثم يأتي دور المجتمع من أفراد وجماعات ومنظمات المجتمع المدني بمقاطعة منتجات تلك الدول ووقف التعامل التجاري معها, كل ذلك دون اللجوء الي القتل أو الارهاب.وان لم يستجيبوا لكل هذه النداءات , وأصر المتطرفون منهم علي تطرفهم أو امتنعت دولهم عن عقابهم أو ردعهم بدعوي حرية الرأي فعلي رجال القانون والمحامين رفع قضايا ضد هؤلاء سواء أمام القضاء الوطني أو الدولي واذا فشلت كل هذه الجهود , فكما يقول المثل آخر العلاج الكي .
وكل هذه الأمور يجب أن تكون متزامنة في وقت واحد وليست متدرجة حتي لايتأخر وقف مثل هذه الاهانات والتجاوزات وازدراء الاسلام والمسلمين حتي نشفي صدور هؤلاء الشباب الغيور علي دينه ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلي آله وصحبه وسلم
وأري أن منظمي المظاهرة في باريس أخطأوا خطأ كبيرا اذ جعلوها ضد الهجوم علي الصحيفة فقط وتجاهلوا خطأ الصحيفة نفسها وكأنهم يقولون لها أحسنت , وهل من مزيد ..ويقولون لمن يريد الاساءة الي الاسلام ورسوله افعلوا ما شئتم
لقد كان الواجب أن تكون هذه المظاهرة تنديدا بازدراء الأديان والاساءة الي رسول الله صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم لأن الذين هاجموا الصحيفة الفرنسية كان بسبب نشرها رسوما مسيئة للنبي عليه صلاة الله وسلامه , لتكون المظاهرة تسكينا لمشاعر الغضب عند المسلمين , ثم تكون المظاهرة أيضا تنديدا بالعنف والارهاب في كل صوره وفي كل مكان ومن بينها الهجوم الأخير علي الصحيفة الفرنسية ,
أما أن تكون المظاهرة ضد الهجمات الأخيرة علي الجريدة فقط فا ن هذا موضوع مبتور الأساس , لأن أساسه نشر الجريدة للرسوم المسيئة فتطمينا لأمثال هؤلاء الشباب وردا لكرامة المسلمين كان يجب شجب واستنكار مثل هذه الأعمال فتكون المظاهرة تنديدا وشجبا للعمليتين معا .
وأنا أحيي وفد المغرب الشقيق علي وقفته الشجاعة ضد المظاهرة التي أقيمت في باريس بادعاء أنها ضد الارهاب , واذا بها ضد الاسلام حيث رفعت بها الصور المسيئة للنبي صلي لله عليه وسلم ,فامتنعوا عن المشاركة فيها
وما دام الأمر كذلك كان واجبا علي جميع الوفود العربية والاسلامية الانسحاب من المظاهرة فهم ليسوا أقل ايمانا أو حبا لدينهم ونبيهم من وفد المغرب الشجاع الذي أبان عورة هذه المظاهرة ومنفذيها لأنه لو كان مقصودا بها بيان الحقيقة ومحاربة الارهاب لجعلوها ضد رسامي الجريدة وضد الجريدة التي طبعت الصور,وضد الارهابيين , لا أن يتركوا الرأس ويمسكوا بالذيل , وهذا ما أظهر عداءهم الواضح للاسلام والمسلمين ,
ومن هنا من مصر الكنانة , من بلد الأزهر الشريف معقل الوسطية السمحة أطالب الجريدة الفرنسية ومن يلفون لفها بأن يكفوا عن الاساءة الي رسولنا صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم وأن يراعوا مشاعر ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم حتي نستطيع الفرض علي الارهابيين المتأسلمين أن يكفوا عن أعمالهم الاجرامية .,
تحريم مشاركة المسلم في مظاهرة ترفع فيها لافتات أو رسوم تسيء الي الاسلام
دعا فضيلة الدكتور الشيخ سلمان العودة العالم السعودي الكبير والاستاذ الجامعي الي تحريم مشاركة أي مسلم قي مظاهرات ترفع فيها صور مسسيئة لرسول الله صلي الله عليه وسلم أو للدين , وأنا معه وأؤيده في ذلك , فالمعروف أن مثل تلك المظاهرات ستتخذ تؤدة للهجوم علي الاسلام وايذاء المسلمين في دينهم ومعتقداتهم وأشخاصهم ومحاولة طردهم من الدول الغربية المقيمين فيها رغم أن أغلبهم يحمل جنسية تلك الدول , وللأسف شارك في هذه التظاهرات كثير من المسئولين من دول عربية واسلامية ولم يفطنوا لهذا الفخ المنصوب لهم ..
فكان الواجب علي جميع الوفود العربية والاسلامية مادام قد ظهر عوار هذه المظاهرة أن يعلنوا تبرأهم منها واعتذارهم عن الاشتراك فيها وأن تصدر الجهات الرسمية في تلك الدول بيانات تدين هذه المظاهرة وما حدث فيها , والا أصبحنا غثاء كغثاء السيل كما حدث بذلك سيدنا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم , وبعد ذلك يدوسنا الأعداء بالأقدام
واذا كان هؤلاء الفرنسيون جادين في محاربة الارهاب فلماذا لم يمنعوا بني جنسهم من ا لسفر الي العراق وسوريا والانضمام الي داعش لقتل الناس وتقطيع رؤوسهم . حتي كثير من النساء من أوربا سافرن وانخرطن في صفوف الارهابيين ومارسن كل المخالفات والموبقات .
اللهم قنا شرهم , وشر كيدهم , فأنت ولي ذلك والقادر عليه . وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه باحسان الي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق