فوضي الافتاء بغير علم
============
جريدة عقيدتي
--------------------
غوغائية بعضهم أشاعت الفوضي بين الناس
باحث إسلامي .. وظيفة عشوائية!!
====================
عمرو أبوالفضل
انتشرت مؤخراً في مجتمعاتنا ظاهرة الجرأة علي الإسلام من خلال التعرض للموضوعات والتشريعات والعلوم الإسلامية والفتوي بغير علم دون تخصص ودراية وأهلية فأصبحنا نعيش فوضي فكرية تسبب فيها بعض من يحرصون علي تقديم أنفسهم للمجتمع باعتبارهم من العلماء والفقهاء والمجتهدين فنجد الكثيرين يطلقون علي أنفسهم المسمي الباحث الإسلامي وبهذه الصفة يدلون بدلوهم ويشاركون بآرائهم بل ويحكمون باجتهاداتهم في أدق الأمور الشرعية وأكثرها عمقاً وهم يمارسون ذلك بكل بساطة وسهولة ودون أدني حرج أو تهيب ودون شعور بافتقارهم للعلم بهذه الموضوعات فضلاً عن التخصص فيها والأخطر أنهم يتحدثون في كل شيء ويجيبون عن كافة التساؤلات سواء كانت في علوم الطبيعة أو في الشريعة وكأنهم مطلعون علي كل العلوم والمعارف فانعدم من يقول لا أدري وقل من يقول الله أعلم واستفحلت السطحية والتناقض والغوغائية وانتشرت الفوضي بين الناس.
الدكتور محمود الضبع أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس يقول: مجتمعاتنا تعيش فوضي فكرية لا يمكن تجاهل ابعادها وتداعياتها نتيجة التجرؤ علي الدين والعلم وإطلاق المسميات والألقاب علي بعض الأدعياء الذين يحرصون علي إضفاء المسحة الدينية والادعاء بأن حديثهم ينبع من الإسلام وانه تبيان للحكم الشرعي ولحكم الله ولا يحرصون علي التواضع والاعتراف بأن ما يقولونه آراء شخصية ظنية تحتمل الخطأ والصواب.
أضاف ان هذا الخلط رغم انه تجاوز مرفوض إلا أن ما يساهم في استفحاله في المجتمع عدم وجود الاعتراض القوي والجدي والمقاومة الحقيقية لهذه التجاوزات.
وأشار إلي أن خطورة القضية تتضح عندما يرفض بعض الأدعياء اعتراض أهل العلم والتخصص علي ما يقولونه من ترهات بحجة ان الإسلام دين الجميع وانه يقبل الاختلاف والاجتهاد ولا يوجد فيه رجال دين أو طبقة كهنوت وانه لا حجر علي الحريات والفكر في الإسلام.
وأكد ان هذه المقولات كلمات حق أريد بها باطل والإسلام دين يعترف بالحرية الفكرية ويحتفي بها ويحض عليها ويأمر اتباعه بالنظر العقلي والاجتهاد العلمي والمشاركة إلا أن القواعد الشرعية والأصولية أكدت علي عدم إلغاء شرط العلم وإغفال جانب التخصص لمن يفتي ويعلم ويخوض في الشرع والله تعالي يقول: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
والتمسك بهذه المقولات التي لا تستند إلي حجة يتسبب في إحداث الفوضي والفتن بين الناس.
وقال: إن الإسلام يعترف بفضل العلم وأهمية دور العلماء ويحارب الجهل والتخلف واشاعة البدع ويرفض أن يكون الدين تبعاً لأهواء الناس يفتي فيه الجاهلون والمتعالمون.
ويري الدكتور مصطفي الدميري الأستاذ بجامعة الأزهر ان الفوضي التي انتشرت بسبب اقتحام غير المتخصصين الذين يبدون آراءهم في أمور الشرع وتجريح الآراء الفقهية التي تكون في أمور معلومة من الدين بالضرورة تحتاج إلي معالجة ومواجهة تشارك فيها جميع المؤسسات الإسلامية الفاعلة بمنهجية وخطوات مدروسة واستشعاراً لخطورة المسألة.
ويؤكد أنه لا يمكن السيطرة علي تناول الموضوعات الدينية والتي تهم قطاعات كثيرة في المجتمع أو التحكم في عملية الافتاء مع وجود الفضائيات خاصة ان جانبا مهما من الإشكالية يساهم فيه انصراف أو انزواء بعض الأساتذة والعلماء المتخصصين في الشريعة وعدم حرصهم علي التصدي لقضايا الشأن العام وتقديم الرأي العلمي الشرعي في وقت الحاجة الأمر الذي يساهم في تصدر الأدعياء الساحة وتضليل الناس وعدم ارشادهم إلي الموقف الصحيح المطلوب في الفتن والاضطرابات.
وقال إن قيام المرجعيات الدينية المحترمة بواجبها نحو تثقيف الناس وزيادة وعيهم وثقافتهم الدينية يقلل من الخلافات بدرجة كبيرة ويحمي الدين من عبث العابثين وهو ما يؤدي إلي توحيد الكلمة ووحدة الصف والاعتصام وإغلاق الباب أمام الأدعياء وانصاف العلماء والمشككين من الجهلاء الذين ليست لديهم معرفة بسعة الفقه الإسلامي وتيسيره علي الناس.
المستشار توفيق وهبه رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث
--------------------------------------------------------------------------------يقول: إن مواجهة الأباطيل التي يروجها الأدعياء لا يكون بالمنع والحجر لأن العصر الذي نعيشه اتسعت فيه مساحات الحريات بسبب انتشار الفضائيات والصحف والشبكة العنكبوتية ومؤسسات المجتمع المدني والقواعد الدولية الملزمة وأصبح الإنسان قادرا علي أن يبحث ويصل إلي المعلومة من خلال طرق كثيرة وأيضاً يستطيع ان يعبر عن رأيه بما في ذلك الرأي الديني بكل حرية والحجر علي آراء الناس غير مقبول بحكم القانون والدستور الذي يعترف لكل إنسان بالحق في ان يعبر عما يراه من آراء كيفما شاء وفقاً للحج والحيثيات التي يستند إليها وهذا هو الموقف الصحيح للإسلام الذي يقر الاجتهاد وإبداء الرأي وفي ذلك الوقت يعطي للآخرين خاصة أهل التخصص والعلم الحق في الاعتراض طالما انهم يستندون لحجج وأدلة موثوقاً بها.
أوضح ان مصر تذخر بالعلماء المؤهلين علمياً والموثوق بعلمهم ورأيهم العلمي المبني علي تبحر في تحصيل العلوم الشرعية وغيرها من المعارف وأصول الافتاء وهؤلاء قادرون علي مواجهة من يتحدثون في دين الله بغير علم ويساهمون في انقسام المجتمع علي نفسه وإظهار مجتمعاتنا بصورة مشوهة غير مقبولة ومن المهم ان نحرص علي توعية الناس وإظهار الرأي الصحيح وإبرازه والدعوة له وإتاحته للجميع.
واستطرد قائلاً: إن الخطورة الحقيقية علي مجتمعاتنا ليست في وجود بعض الأدعياء الذين يتحدثون بغير تأهيل علمي أو ثقافة دينية تؤهلهم للحديث عن الإسلام وأصوله ولكن في عدم وجود مرجعية دينية معتمدة تكون حجة في مناقشة الأمور الشرعية والفتوي يرجع اليها ويثق الناس في علمها وحكمها وكلامها وتكون علي علم تام بدين الله وتتصدي لكل الترهات والمقولات والأباطيل التي يسعي البعض إلي نشرها في أمتنا. يقول الله تعالي: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" التوبة 122 ويجب فضح الذين ليسوا أهلاً للعلم الشرعي ويتصدون للكلام في دين الله لأن ذلك يحدث بلبلة عند الناس ويؤدي إلي تمزق المجتمع ووقوع الناس في أخطاء شرعية كثيرة.
============
جريدة عقيدتي
--------------------
غوغائية بعضهم أشاعت الفوضي بين الناس
باحث إسلامي .. وظيفة عشوائية!!
====================
عمرو أبوالفضل
انتشرت مؤخراً في مجتمعاتنا ظاهرة الجرأة علي الإسلام من خلال التعرض للموضوعات والتشريعات والعلوم الإسلامية والفتوي بغير علم دون تخصص ودراية وأهلية فأصبحنا نعيش فوضي فكرية تسبب فيها بعض من يحرصون علي تقديم أنفسهم للمجتمع باعتبارهم من العلماء والفقهاء والمجتهدين فنجد الكثيرين يطلقون علي أنفسهم المسمي الباحث الإسلامي وبهذه الصفة يدلون بدلوهم ويشاركون بآرائهم بل ويحكمون باجتهاداتهم في أدق الأمور الشرعية وأكثرها عمقاً وهم يمارسون ذلك بكل بساطة وسهولة ودون أدني حرج أو تهيب ودون شعور بافتقارهم للعلم بهذه الموضوعات فضلاً عن التخصص فيها والأخطر أنهم يتحدثون في كل شيء ويجيبون عن كافة التساؤلات سواء كانت في علوم الطبيعة أو في الشريعة وكأنهم مطلعون علي كل العلوم والمعارف فانعدم من يقول لا أدري وقل من يقول الله أعلم واستفحلت السطحية والتناقض والغوغائية وانتشرت الفوضي بين الناس.
الدكتور محمود الضبع أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس يقول: مجتمعاتنا تعيش فوضي فكرية لا يمكن تجاهل ابعادها وتداعياتها نتيجة التجرؤ علي الدين والعلم وإطلاق المسميات والألقاب علي بعض الأدعياء الذين يحرصون علي إضفاء المسحة الدينية والادعاء بأن حديثهم ينبع من الإسلام وانه تبيان للحكم الشرعي ولحكم الله ولا يحرصون علي التواضع والاعتراف بأن ما يقولونه آراء شخصية ظنية تحتمل الخطأ والصواب.
أضاف ان هذا الخلط رغم انه تجاوز مرفوض إلا أن ما يساهم في استفحاله في المجتمع عدم وجود الاعتراض القوي والجدي والمقاومة الحقيقية لهذه التجاوزات.
وأشار إلي أن خطورة القضية تتضح عندما يرفض بعض الأدعياء اعتراض أهل العلم والتخصص علي ما يقولونه من ترهات بحجة ان الإسلام دين الجميع وانه يقبل الاختلاف والاجتهاد ولا يوجد فيه رجال دين أو طبقة كهنوت وانه لا حجر علي الحريات والفكر في الإسلام.
وأكد ان هذه المقولات كلمات حق أريد بها باطل والإسلام دين يعترف بالحرية الفكرية ويحتفي بها ويحض عليها ويأمر اتباعه بالنظر العقلي والاجتهاد العلمي والمشاركة إلا أن القواعد الشرعية والأصولية أكدت علي عدم إلغاء شرط العلم وإغفال جانب التخصص لمن يفتي ويعلم ويخوض في الشرع والله تعالي يقول: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
والتمسك بهذه المقولات التي لا تستند إلي حجة يتسبب في إحداث الفوضي والفتن بين الناس.
وقال: إن الإسلام يعترف بفضل العلم وأهمية دور العلماء ويحارب الجهل والتخلف واشاعة البدع ويرفض أن يكون الدين تبعاً لأهواء الناس يفتي فيه الجاهلون والمتعالمون.
ويري الدكتور مصطفي الدميري الأستاذ بجامعة الأزهر ان الفوضي التي انتشرت بسبب اقتحام غير المتخصصين الذين يبدون آراءهم في أمور الشرع وتجريح الآراء الفقهية التي تكون في أمور معلومة من الدين بالضرورة تحتاج إلي معالجة ومواجهة تشارك فيها جميع المؤسسات الإسلامية الفاعلة بمنهجية وخطوات مدروسة واستشعاراً لخطورة المسألة.
ويؤكد أنه لا يمكن السيطرة علي تناول الموضوعات الدينية والتي تهم قطاعات كثيرة في المجتمع أو التحكم في عملية الافتاء مع وجود الفضائيات خاصة ان جانبا مهما من الإشكالية يساهم فيه انصراف أو انزواء بعض الأساتذة والعلماء المتخصصين في الشريعة وعدم حرصهم علي التصدي لقضايا الشأن العام وتقديم الرأي العلمي الشرعي في وقت الحاجة الأمر الذي يساهم في تصدر الأدعياء الساحة وتضليل الناس وعدم ارشادهم إلي الموقف الصحيح المطلوب في الفتن والاضطرابات.
وقال إن قيام المرجعيات الدينية المحترمة بواجبها نحو تثقيف الناس وزيادة وعيهم وثقافتهم الدينية يقلل من الخلافات بدرجة كبيرة ويحمي الدين من عبث العابثين وهو ما يؤدي إلي توحيد الكلمة ووحدة الصف والاعتصام وإغلاق الباب أمام الأدعياء وانصاف العلماء والمشككين من الجهلاء الذين ليست لديهم معرفة بسعة الفقه الإسلامي وتيسيره علي الناس.
المستشار توفيق وهبه رئيس المركز العربي لدراسات وبحوث التراث
--------------------------------------------------------------------------------يقول: إن مواجهة الأباطيل التي يروجها الأدعياء لا يكون بالمنع والحجر لأن العصر الذي نعيشه اتسعت فيه مساحات الحريات بسبب انتشار الفضائيات والصحف والشبكة العنكبوتية ومؤسسات المجتمع المدني والقواعد الدولية الملزمة وأصبح الإنسان قادرا علي أن يبحث ويصل إلي المعلومة من خلال طرق كثيرة وأيضاً يستطيع ان يعبر عن رأيه بما في ذلك الرأي الديني بكل حرية والحجر علي آراء الناس غير مقبول بحكم القانون والدستور الذي يعترف لكل إنسان بالحق في ان يعبر عما يراه من آراء كيفما شاء وفقاً للحج والحيثيات التي يستند إليها وهذا هو الموقف الصحيح للإسلام الذي يقر الاجتهاد وإبداء الرأي وفي ذلك الوقت يعطي للآخرين خاصة أهل التخصص والعلم الحق في الاعتراض طالما انهم يستندون لحجج وأدلة موثوقاً بها.
أوضح ان مصر تذخر بالعلماء المؤهلين علمياً والموثوق بعلمهم ورأيهم العلمي المبني علي تبحر في تحصيل العلوم الشرعية وغيرها من المعارف وأصول الافتاء وهؤلاء قادرون علي مواجهة من يتحدثون في دين الله بغير علم ويساهمون في انقسام المجتمع علي نفسه وإظهار مجتمعاتنا بصورة مشوهة غير مقبولة ومن المهم ان نحرص علي توعية الناس وإظهار الرأي الصحيح وإبرازه والدعوة له وإتاحته للجميع.
واستطرد قائلاً: إن الخطورة الحقيقية علي مجتمعاتنا ليست في وجود بعض الأدعياء الذين يتحدثون بغير تأهيل علمي أو ثقافة دينية تؤهلهم للحديث عن الإسلام وأصوله ولكن في عدم وجود مرجعية دينية معتمدة تكون حجة في مناقشة الأمور الشرعية والفتوي يرجع اليها ويثق الناس في علمها وحكمها وكلامها وتكون علي علم تام بدين الله وتتصدي لكل الترهات والمقولات والأباطيل التي يسعي البعض إلي نشرها في أمتنا. يقول الله تعالي: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" التوبة 122 ويجب فضح الذين ليسوا أهلاً للعلم الشرعي ويتصدون للكلام في دين الله لأن ذلك يحدث بلبلة عند الناس ويؤدي إلي تمزق المجتمع ووقوع الناس في أخطاء شرعية كثيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق