الارهاب الأسود يقتل ويحرق ويدمر

بقلم المستشار / توفيق علي وهبة

   كنا قد كتبنا مقالا بجريدة الأخبار عن الارهاب وأنه ليس من الاسلام في شيء ولا يمت لأي دين بصلة في 24/8/2013 وقد وجدنا أن ماكتبناه في ذلك الوقت  ينطبق علي ما حل ببلادنا هذه الأيام من أعمال ارهابية تقوم بها فئة ضالة  خارجة عن اجماع امتها بل وعن أحكام وتعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو الي الحب والسلام والمودة والوئام ..

    رأينا هؤلاء القتلة يقتلون المواطنين ويحرقون ويدمرون , بل ويقتلون حماة الوطن من أبناء هذه الأمة الشرفاء من القوات المسلحة والشرطة ..وما غاظني أمس وأحزنني أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم ونيران حقدهم الي رجال الشرطة والقوات المسلحة بل و الي كل من يقف في طريقهم أو يجدونه صدفة ..في حين أن قوات الشرطة لا تستخدم الا رش المياه والغاز المسيل للدموع .. ماهذا الهراء , هل الغاز والماء هو الذي سيردع هؤلاء المجرمين .الذين يستخدمون الأسلحة الآلية و الخرطوش والأسلحة البيضاء.

      هل تعلم وزارة الداخلية ورجال القوات المسلحة أن هناك مواد في قا نون العقوبات تسمح للمعتدي عليه أن يدفع العدوان عن نفسه وعمن هم في رعايته دفاعا عن النفس ولا عقاب عليه) . حق الدفاع الشرعي – المواد من 60 الي 63من قانون العقوبات .)

بصراحة أنا أري تخاذلا ولا أريد أن أقول جبنا من الدولة في مواجهة هذه الفئة الضالة الباغية . قولوا لنا بصراحة ممن تخافون ؟ من أمريكا التي تستخدم كل وسائل العنف والقمع والتعذيب ضد الدول والأفراد والحكومات التي يحتلونها بأي حجة من حججهم الواهية , بل وضد الشعب الأمريكي نفسه فأنت تري في وسائل الاعلام الجندي منهم يجر امرأة علي الأرض حتي تتعري ولا يأبه بذلك , ثم ينهال عليها رفاقه ضربا مبرحا بلا شفقة ولا رحمة . فما بالك بمعاملتهم للرجال من بني جنسهم .
    أليست هذه هي أمريكا التي تخيف العالم بدعاواها المزيفة بالمحافظة علي حقوق الانسان , لماذا لايقف العالم ضدها ويستنكر أفعالها المشينة تلك كما تفعل  هي مع دول العالم ...

وأقول لحكومة بلدي بصراحة اذا لم تكونوا علي قدر المسئولية ارحمونا وارحلوا , واتركوا مصر العظيمة , مصر التاريخ , مصر الحضارة تلعق جراحها وتدعو الله ونحن ندعوه معها أن ينصرها نصرا عزيزا مؤزرا وأن يهيء لها من يستطيع أن يدفع عنها كل هذه الشرور والآثام .. فليس هناك ما يقال تعليقاُ على تبلد المشاعر والبطء فى التجاوب مع رغبات الجماهير سوى اتقوا الله فى وطنكم وتحركوا بالحماس الواجب وحماية الانتماء الوطنى لاجتثاث شجرة الإرهاب من جذورها حتى يعيش شعب مصر آمناً مستقراً إذ ليس خافيا على أحد فى مصر المحروسة ما يتضمنه المخطط الذى يجرى تنفيذه بمعرفة وإشراف التنظيم الدولى العميل للأجهزة الاجنبية المعادية لمصر .

إنه يحمل فى جوهره إعلان حرب إرهابية على مصر أم الدنيا .

      مصر التى استطاعت ثورتها فى الثلاثين من يونيو أن تهز ، بل أن تهدم أركان الدولة الأممية التى ظل قادة التنظيم الارهابى يخططون لتنفيذها  منذ بدايتهم بالاتفاق مع التنظيم الدولي  العميل الذي يقودهم ويخطط لهم .

     كما استطاعت هذه الثورة أن تقضي غلي الحلم الأمريكي باقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد حسب مفهوم الاستعمار العالمي المتمثل في أمريكا وحلفائها وعملائها وأذنابها في الداخل والخارج ..

يا سادة الأفاضل يا من تحرصون على التشبث بكراسى الحكم نعلنها على الملأ صريحة مدوية :

إنه لم يعد أمامنا لحماية وجودنا نفسه سوى أن نكون وأن نعمل بما وصفنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم (خير أجناد الأرض) وفى رباط إلى يوم القيامة ، مدافعين عن أنفسنا وحق الدفاع الشرعى عن النفس والعرض  والمال والكرامة مكفول لكل من يعتدي عليه و يعفى أجهزتنا الأمنية – شرطية وعسكرية – من التردد ويقوى عزيمتها و ايمانها حتى ترد االتعدي بقوة  وتضرب بيد قوية فتية عافية لوضع حد لهذا العدوان الذى يحاصرنا وبتنا نواجهه ليل نهار .

أخذين من ديننا الاسلامى وشريعته الغراء دافعاً قوياً وذلك انطلاقا من قوله تعالى فى سورة المائدة : {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33 .

وقوله تعالى فى سورة البقرة : {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }البقرة191

    أريد أن أقول من قتل اقتلوه , ومن ضرب اضربوه ,  ومن حرق أو دمر لاتتركوه  , ومن خالف اسجنوه ..فشريعة الله تقضي بذلك , وقانون العقوبات به نصوصا صريحة بذلك أيضا  ..

لا أريد أن أزيد ,ففي القلب حسرة وفي الفم مرارة ,,

والي الله وحده المشتكي .

 

 

* نشر بجريدة الأخبار  في 5/2/2014